رأب الصدع

التركيز‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الأنسان‭ ‬والدعم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬سيعيد‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المحررة

د‭ ‬سعد‭ ‬الحديثي،‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية،‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد

الاستقرار في‭ ‬المدن‭ ‬المحررة‭. ‬المنجز‭ ‬والتطلعات‭ ‬للنهوض‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬بعد‭ ‬نكسة‭ ‬داعش‭. ‬استطاعت‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬السابقة‭ ‬برئاسة‭ ‬الدكتور‭ ‬حيدر‭ ‬العبادي‭ ‬،منذ‭ ‬تسنمها‭ ‬مهام‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ان‭ ‬تعيد‭ ‬رسم‭ ‬السياسة‭ ‬الامنية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬خضعت‭ ‬لسيطرة‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الارهابي،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬اعادة‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬الثقة‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جملة‭ ‬قرارات‭ ‬و‭ ‬خطوات‭ ‬اجرائية‭ ‬اتخذتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لاعادة‭ ‬وصل‭ ‬ما‭ ‬انقطع‭ ‬معهم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬سيطرة‭ ‬الارهاب‭ ‬على‭ ‬مدنهم‭.‬

حيث‭ ‬بادر‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬آنذاك‭ ‬الدكتور‭ ‬حيدر‭ ‬العبادي‭ ‬الى‭ ‬اعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬المنظومة‭ ‬العسكرية‭ ‬والامنية‭ ‬وانجز‭ ‬اصلاحات‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العقيدة‭ ‬القتالية‭ ‬واعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬واختيار‭ ‬العناصر‭ ‬الكفوءة‭ ‬والنزيهة‭ ‬لتولي‭ ‬مهام‭ ‬المسؤولية‭ ‬و‭ ‬قيادة‭ ‬المفاصل‭ ‬المهمة‭ ‬وفقا‭ ‬لإعتبارات‭ ‬وطنية‭ ‬خالصة‭ ‬و‭ ‬ضرب‭ ‬بؤر‭ ‬الفساد‭ ‬فيها‭.‬

إعادة‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والدولة

ونتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬السياسة‭ ‬فقد‭ ‬استعادت‭ ‬الحكومة‭ ‬دعم‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬وكان‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬قواتهم‭ ‬المسلحة‭ ‬لتحرير‭ ‬مدنهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قوى‭ ‬الشرطة‭ ‬المحلية‭ ‬والحشد‭ ‬العشائري‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬تعاون‭ ‬الاهالي‭ ‬من‭ ‬ابناء‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية‭ ‬حول‭ ‬اماكن‭ ‬تواجد‭ ‬العناصر‭ ‬الارهابية‭ ‬وحركتهم‭ ‬وتنقلهم‭ ‬بين‭ ‬احياء‭ ‬المدن،‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬اثر‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬على‭ ‬الارهاب‭ ‬في‭ ‬ازمان‭ ‬قياسية‭ ‬وباقل‭ ‬التضحيات‭ ‬الممكنة‭.‬

وبالمقابل‭ ‬كان‭ ‬إداء‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬المحررة‭ ‬انموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬المدن‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ارواح‭ ‬المدنيين‭ ‬و‭ ‬تجنيبهم‭ ‬مخاطر‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬و‭ ‬كانت‭ ‬الخطط‭ ‬العسكرية‭ ‬توضع‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بنظر‭ ‬الاعتبار‭ ‬وجود‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬الاحياء‭ ‬السكنية‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬يستدعيه‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬و‭ ‬دقة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬القطعات‭ ‬العسكرية‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬نوع‭ ‬الاسلحة‭ ‬المستخدمة‭.‬

وفي‭ ‬حركة‭ ‬القوات‭ ‬المحررة‭ ‬وقد‭ ‬صدرت‭ ‬اوامر‭ ‬بوقف‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التحرير‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬ارواح‭ ‬الاهالي‭ ‬ولإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لتأمينهم‭ ‬او‭ ‬للسماح‭ ‬بخروجهم‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬القتال،‭ ‬كذلك‭ ‬تم‭ ‬تحوير‭ ‬الخطط‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬تبعا‭ ‬للهدف‭ ‬الاعلى‭ ‬للقوات‭ ‬العراقية‭ ‬وهو‭ ‬حماية‭ ‬وتحرير‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومن‭ ‬مصادر‭ ‬النيران،‭ ‬وقد‭ ‬ضحى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬افراد‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬بإرواحهم‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬و‭ ‬لإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬فخاخ‭ ‬ومكائد‭ ‬و‭ ‬قناصي‭ ‬داعش‭ ‬الارهابي‭.‬

بسط‭ ‬الأمن‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المحررة

‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬كانت‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬تباشر‭ ‬بإعادة‭ ‬النازحين‭ ‬الى‭ ‬مناطق‭ ‬سكناهم‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدينة‭ ‬يتم‭ ‬تحريرها‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬وضمان‭ ‬سبل‭ ‬العودة‭ ‬الآمنة‭ ‬بعد‭ ‬تأمين‭ ‬الاحياء‭ ‬السكنية‭ ‬من‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬و‭ ‬إزالة‭ ‬مخلفات‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭.‬

و‭ ‬توفير‭ ‬المتطلبات‭ ‬الخدمية‭ ‬الاساسية‭ ‬من‭ ‬ماء‭ ‬و‭ ‬كهرباء‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬والمدارس‭ ‬وافتتاح‭ ‬دوائر‭ ‬الدولة‭ ‬والمنشآت‭ ‬الحكومية‭ ‬و‭ ‬إيصال‭ ‬المحروقات‭ ‬و‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الى‭ ‬السكان‭ ‬والعائدين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬إذ‭ ‬اثمرت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬نازح‭ ‬الى‭ ‬مناطق‭ ‬سكناهم‭ ‬،‭ ‬والجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬متواصلة‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬لإعادة‭ ‬من‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬النازحين‭. ‬

التأييد‭ ‬الجماهيري

مايلي‭ ‬النجاحات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة‭ ‬برئاسة‭ ‬الدكتور‭ ‬حيدر‭ ‬العبادي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬وفي‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭. ‬

تحرير‭ ‬المدن‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭.‬

النجاح‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الطائفية‭.‬

السعي‭ ‬الى‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬اطياف‭ ‬المجتمع‭.‬

إعادة‭ ‬المناطق‭ ‬المحررة‭ ‬الى‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭. ‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬الا‭ ‬نتيجة‭ ‬للسياسات‭ ‬العقلانية‭ ‬والمنهج‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬حينها‭. ‬مَهّدَ‭ ‬هذا‭ ‬الانجاز‭ ‬لولادة‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬متجدد‭ ‬عابر‭ ‬للحدود‭ ‬الطائفية‭. ‬وبالتالي‭ ‬تمتع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بدعم‭ ‬وتأييد‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬محافظات‭ ‬نينوى‭ ‬والانبار‭ ‬وصلاح‭ ‬الدين‭ ‬حيث‭ ‬جمع‭ ‬مايقارب‭ ‬ثلث‭ ‬عدد‭ ‬مقاعده‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحافظات‭ ‬الثلاث‭.‬

الطريق‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل

تتطلب‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬استكمال‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الوطني‭ ‬و‭ ‬اعتماد‭ ‬ذات‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬بدأتها‭ ‬حكومة‭ ‬الدكتور‭ ‬العبادي‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬مهمة‭ ‬والاقدام‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬جريئة‭ ‬لاستكمال‭ ‬عودة‭ ‬جميع‭ ‬النازحين‭ ‬الى‭ ‬ديارهم‭ ‬ولتحصين‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي‭ ‬و‭ ‬حمايته‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬والنزاعات‭ ‬الطائفية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬العراقية‭ ‬او‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الانسجام‭ ‬بين‭ ‬اطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي‭. ‬

تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬الحالية‭ ‬مسؤولية‭ ‬جسيمة‭ ‬تتمثل‭ ‬باستمرار‭ ‬السير‭ ‬بنفس‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬اختطته‭ ‬حكومة‭ ‬الدكتور‭ ‬العبادي‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬التفريط‭ ‬بالمكاسب‭ ‬الجوهرية‭ ‬وللوصول‭ ‬الى‭ ‬حالة‭ ‬الاندماج‭ ‬المجتمعي‭ ‬الكامل‭ ‬للشباب‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المحررة‭ ‬وتحويلهم‭ ‬الى‭ ‬عناصر‭ ‬قوة‭ ‬للدولة‭ ‬وادوات‭ ‬للوحدة‭ ‬المجتمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استيعابهم‭ ‬و‭ ‬ضمان‭ ‬حقوقهم‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬المدنية‭ ‬الكاملة‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تحصينهم‭ ‬ضد‭ ‬اي‭ ‬محاولة‭ ‬للاختراق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ذوي‭ ‬الافكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬والجماعات‭ ‬العنيفة،‭ ‬و‭ ‬هذه‭ ‬الحصانة‭ ‬تتحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬وضمان‭ ‬الأمن‭ ‬واعادة‭ ‬الاعمار‭ ‬وتأهيل‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬و‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬و‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتنشيط‭ ‬الإستثمار‭ ‬وتحفيز‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لإيجاد‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬و‭ ‬بناء‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭. ‬

فلابد‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬شامل‭ ‬للإقراض‭ ‬للصناعيين‭ ‬وللقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ولرجال‭ ‬الاعمال‭ ‬وشمول‭ ‬البرنامج‭ ‬ايضا‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬و‭ ‬المتوسطة‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬و‭ ‬إقامة‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬المدرة‭ ‬للدخل‭ ‬وإستيعاب‭ ‬طاقات‭ ‬الشباب‭ ‬إيجابيا‭ ‬واستثمار‭ ‬قدراتهم‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والعمل‭ ‬المنتج‭ ‬وربط‭ ‬مصالحهم‭ ‬بتحقيق‭ ‬الامن‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬و‭ ‬استمرار‭ ‬الاستقرار‭ ‬فيها‭.‬

اضافة‭ ‬الى‭ ‬اهمية‭ ‬اعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬ثقافيا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تنمية‭ ‬و‭ ‬ابراز‭ ‬الحس‭ ‬الوطني‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬المواطنة‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬باعتبارهما‭ ‬المظلة‭ ‬التي‭ ‬يستظل‭ ‬بها‭ ‬جميع‭ ‬العراقيين‭ ‬و‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬يستدعي‭ ‬اسهاما‭ ‬أساسيا‭ ‬للمؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬و‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬ان‭ ‬تعيد‭ ‬صياغة‭ ‬ثقافة‭ ‬الاجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬وفقا‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬والآلية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬التعدد‭ ‬و‭ ‬القبول‭ ‬بالتنوع‭ ‬و‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالآخر‭ ‬و‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬واللجوء‭ ‬الى‭ ‬الوسائل‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬الطرق‭ ‬السلمية‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬وإظهار‭ ‬الموقف‭.‬

ولابد‭ ‬من‭ ‬اعطاء‭ ‬اهالي‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬مناطقهم‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإداري‭ ‬و‭ ‬الأمني‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬امرا‭ ‬ضروريا‭ ‬لقيامهم‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الامن‭ ‬في‭ ‬مدنهم‭ ‬و‭ ‬إرساء‭ ‬دعائم‭ ‬الاستقرار‭ ‬فيها‭ ‬عبر‭ ‬تنشيط‭ ‬الحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتحفيز‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬سيشكل‭ ‬عامل‭ ‬استقرار‭ ‬دائم‭ ‬طارد‭ ‬للإرهاب‭ ‬و‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬و‭ ‬جاذب‭ ‬للاستثمار‭ ‬والنمو،‭ ‬والتأكيد‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬بانهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وانهم‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬و‭ ‬تحقيق‭ ‬الامن‭ ‬و‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬المحلية‭. ‬

التعليقات مغلقة.