صوت النصر

العميد‭ ‬يحيى‭ ‬رسول‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الزبيدي‭ ‬قاد‭ ‬العمليات‭ ‬الاعلامية‭ ‬لدحض‭ ‬دعايات‭ ‬داعش‭ ‬

في خضم‭ ‬المعارك‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العراقية‭ ‬لتحرير‭ ‬أرض‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬رجس‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ظهرت‭ ‬قصص‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬بطولات‭ ‬العراقيين‭ ‬وبرزت‭ ‬أسماء‭ ‬رجال‭ ‬تميزوا‭ ‬بمواقفهم‭ ‬البطولية‭. ‬

ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المؤمنين‭ ‬رجلا‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬أكاذيب‭ ‬داعش‭ ‬ونشر‭ ‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬زرعت‭ ‬ثقة‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬بقواته‭ ‬المسلحة‭ ‬ورفعت‭ ‬معنويات‭ ‬المقاتلين‭. ‬ففي‭ ‬أصعب‭ ‬المواقف‭ ‬وتوتر‭ ‬الأعصاب‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬العراقي‭ ‬وتضارب‭ ‬الأنباء‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬هيمنت‭ ‬فيها‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الأجتماعي‭ ‬ونشرت‭ ‬الأشاعات‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬بغداد،‭ ‬كانت‭ ‬أطلالة‭ ‬العميد،‭ ‬قوات‭ ‬خاصة،‭ ‬يحيى‭ ‬رسول‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الزبيدي،‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمي‭ ‬لقيادة‭ ‬القوات‭ ‬المشتركة،‭ ‬بهدوئه‭ ‬المعهود‭ ‬تبعث‭ ‬الطمأنينة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬العراقي‭ ‬ليزف‭ ‬بشرى‭ ‬النصر‭ ‬أو‭ ‬ليوضح‭ ‬مجريات‭ ‬المعارك‭. ‬

استطاع‭ ‬العميد‭ ‬يحيى‭ ‬هزيمة‭ ‬أبواق‭ ‬داعش‭ ‬والقنوات‭ ‬المغرضة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬الأدلة‭ ‬والصور‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العراقية‭ ‬وهزيمة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وكان‭ ‬وقع‭ ‬كلماته‭ ‬على‭ ‬داعش‭ ‬كوقع‭ ‬قصف‭ ‬الطائرات‭ ‬والمدفعية‭ ‬على‭ ‬أوكارهم‭. ‬

تخرج‭ ‬العميد‭ ‬يحيى‭ ‬رسول‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬العسكرية‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬برتبة‭ ‬ملازم‭ ‬والتحق‭ ‬بمدرسة‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭. ‬لأدائه‭ ‬المتميز‭ ‬وتفوقه‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة،‭ ‬تم‭ ‬ترشيحه‭ ‬لدخول‭ ‬دورة‭ ‬مدربي‭ ‬الصاعقة‭ ‬الاستثنائية‭. ‬

شغل‭ ‬منصب‭ ‬ضابط‭ ‬استخبارات‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬وشغل‭ ‬منصب‭ ‬آمر‭ ‬فوج‭ ‬في‭ ‬لواء‭ ‬المشاة‭ ‬42‭ ‬التابع‭ ‬للفرقة‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬2006‭ ‬الى‭ ‬2007‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬قاطع‭ ‬مسؤوليته‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬المناطق‭ ‬أيام‭ ‬العنف‭ ‬الطائفي‭ ‬في‭ ‬بغداد‭. ‬لكنه‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬السكان‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬مع‭ ‬رجاله‭ ‬لطرد‭ ‬عصابات‭ ‬الجريمة‭ ‬والمليشيات‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭.‬

‭”‬لايمكن‭ ‬بسط‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬دون‭ ‬إحترام‭ ‬وكسب‭ ‬ثقة‭ ‬المواطنين‭. ‬لذلك‭ ‬قمت‭ ‬بزيارة‭ ‬بيوتهم‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬مايقلقهم‭ ‬ووعدتهم‭ ‬بأن‭ ‬نكون‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬ظنهم‭. ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬جنودي‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬باحترام‭ ‬ومهنية‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬للطائفية‭ ‬ان‭ ‬تتغلغل‭ ‬في‭ ‬تعاملهم‭ ‬اليومي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬قاطع‭ ‬المسؤولية‭ ‬كان‭ ‬يضم‭ ‬كل‭ ‬مكونات‭ ‬العراق‭.” ‬

عمل‭ ‬مديرا‭ ‬لمكتب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬2010‭-‬2012‭ ‬حيث‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬القادة‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬أثناء‭ ‬زياراتهم‭ ‬لمكتب‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬الجيش‭ ‬ومكتب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬واستقبال‭ ‬ضيوف‭ ‬الشرف‭ ‬مما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬خبرته‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الاعلام‭ ‬وكبار‭ ‬القادة‭ ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬علاقاته‭ ‬الشخصية‭ ‬مع‭ ‬ضباط‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭. ‬

قال‭ ‬العميد‭ ‬يحيى‭ “‬لي‭ ‬الشرف‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬اختيار‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬علي‭ ‬لأكون‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬لقيادة‭ ‬العمليات‭ ‬المشتركة‭. ‬برغم‭ ‬جدول‭ ‬عمله‭ ‬المزدحم،‭ ‬استدعاني‭ ‬لمكتبه‭ ‬وجلسنا‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬دقيقة‭ ‬لأجيب‭ ‬على‭ ‬تساؤلاته‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬الوطنية‭ ‬ونبذ‭ ‬النفس‭ ‬الطائفي‭ ‬والمصداقية‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الحقائق‭ ‬للشعب‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬اللقاء‭ ‬كتب‭ ‬رقم‭ ‬هاتفه‭ ‬الشخصي‭ ‬على‭ ‬ورقة‭ ‬صغيرة‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬ان‭ ‬أكلمه‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬بأنه‭ ‬وضع‭ ‬ثقته‭ ‬وثقة‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬قدرتي‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭.” ‬

بدأ‭ ‬العميد‭ ‬يحيى‭ ‬مهمته‭ ‬الشاقة‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬أبواق‭ ‬داعش‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الأجتماعي‭ ‬وتروج‭ ‬لها‭ ‬القنوات‭ ‬الاعلامية‭ ‬المشبوهة،‭ ‬يوم‭ ‬كانت‭ ‬المعارك‭ ‬الشرسة‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬جرف‭ ‬الصخر‭ ‬وتكريت‭ ‬والرمادي‭ ‬والفلوجة‭ ‬والخالدية‭. ‬كان‭ ‬العراقيون‭ ‬ينتظرون‭ ‬إطلالته‭ ‬ليزف‭ ‬لهم‭ ‬بشرى‭ ‬الانتصارات‭ ‬ورفع‭ ‬علم‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬المحررة‭.‬

‭”‬برغم‭ ‬سيطرة‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬والمعارك‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬حزام‭ ‬بغداد،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬ماكنتهم‭ ‬الاعلامية‭ ‬الضخمة‭ ‬واستقطاب‭ ‬ملايين‭ ‬المتابعين‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الأجتماعي،‭ ‬كما‭ ‬بدأت‭ ‬القنوات‭ ‬الاعلامية‭ ‬تتصل‭ ‬بمكتبي‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬لقاءات‭ ‬او‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬المعارك‭. ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬أكون‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬أثناء‭ ‬معارك‭ ‬التحرير‭ ‬وأشهد‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬العراقي‭ ‬فوق‭ ‬المباني‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬أظهر‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬وأعلن‭ ‬سيطرة‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬المدينة‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬جعلني‭ ‬اكسب‭ ‬ثقة‭ ‬العراقيين‭ ‬وأفضح‭ ‬أكاذيب‭ ‬العصابات‭ ‬الأرهابية‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬بأنها‭ ‬مازالت‭ ‬تقاتل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬فظهوري‭ ‬امام‭ ‬مبنى‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الفلوجة‭ ‬وتكريت‭ ‬أسكت‭ ‬أبواقهم‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬وفيس‭ ‬بوك‭ ‬وهنا‭ ‬بدأنا‭ ‬بهزيمتهم‭ ‬من‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.” ‬

يؤمن‭ ‬العميد‭ ‬يحيى‭ ‬بوحدة‭ ‬العراق‭ ‬وبالتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أطيافه‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ويعرف‭ ‬بأن‭ ‬العراقيين‭ ‬بطبيعتهم‭ ‬شعب‭ ‬مسالم‭ ‬يرفض‭ ‬التفرقة‭ ‬الطائفية‭ ‬وأنهم‭ ‬سيعبرون‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬منتصرين‭ ‬وموحدين‭. ‬

‭”‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تربية‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬على‭ ‬نبذ‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬التي‭ ‬جلبت‭ ‬داعش‭ ‬والويل‭ ‬والدمار‭ ‬للعراق‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نحض‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬نسمح‭ ‬للأرهاب‭ ‬من‭ ‬أيجاد‭ ‬حواضن،‭ ‬ويجب‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬للمروجين‭ ‬للأفكار‭ ‬الأرهابية‭ ‬باستغلال‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والقنوات‭ ‬المشبوهة‭ ‬لتجنيد‭ ‬الشباب‭. ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬شعب‭ ‬يؤمن‭ ‬بالتعايش‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التأريخ‭ ‬لذلك‭ ‬إحتضن‭ ‬العراق‭ ‬اقدم‭ ‬الحضارات‭ ‬وحافظ‭ ‬على‭ ‬نسيجه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لعصابات‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬ان‭ ‬تهزم‭ ‬حضارة‭ ‬صمدت‭ ‬الآف‭ ‬السنين‭.” ‬

يرى‭ ‬العميد‭ ‬يحيى‭ ‬أهمية‭ ‬الشراكة‭ ‬الدولية‭ ‬لمحاربة‭ ‬الارهاب‭ ‬ويقدر‭ ‬وقوف‭ ‬العالم‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬داعش‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬المتواصل‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬والتسليح‭ ‬والدعم‭ ‬الجوي‭ ‬والأستخباري‭.‬

‭”‬نحن‭ ‬نقاتل‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر،‭ ‬لأنهم‭ ‬يكرهون‭ ‬الحرية‭ ‬والسلام‭. ‬أنا‭ ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬المتحدثين‭ ‬الرسميين‭ ‬لقوات‭ ‬التحالف‭ ‬وتربطني‭ ‬علاقة‭ ‬وطيدة‭ ‬بزملائي‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭.” ‬وأضاف‭ ‬العميد‭ ‬يحيى‭ “‬لأن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الارهاب‭ ‬لاتقف‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬دولة،‭ ‬لايمكن‭ ‬هزيمتهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬امتلاكها‭ ‬التقنيات‭ ‬والأسلحة‭ ‬الحديثة،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬شركاء‭ ‬دوليين‭ ‬لمحاربة‭ ‬الأرهاب‭.”‬

التعليقات مغلقة.