رؤية وحدوية

زيارة البابا فرانسيس تحفز آمال العراقيين في السلم والمصالحة

أسرة‭ ‬يونيباث

اللواء سعد معن

شكَّل‭ ‬وصول‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2021‭ ‬نقطة‭ ‬مشتركة‭ ‬تجمع‭ ‬العراقيين‭ ‬بجميع‭ ‬طوائفهم‭ ‬وأعراقهم؛‭ ‬وقد‭ ‬تحدثت‭ ‬مجلة‭ ‬يونيباث‭ ‬مع‭ ‬اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن،‭ ‬مدير‭ ‬خلية‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمني‭ ‬العراقية،‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭ ‬لأمن‭ ‬العراق‭.‬

يونيباث‭: ‬ما‭ ‬أهمية‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭ ‬التاريخية‭ ‬للعراق؟

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬شهدت‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬للعراق‭ ‬استقبالاً‭ ‬باهراً‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬المسيحيين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬شاركهم‭ ‬الفرحة‭ ‬والاستقبال‭ ‬كافة‭ ‬أطياف‭ ‬وقوميات‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭. ‬وإنَّ‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬حدثاً‭ ‬تاريخياً‭ ‬مهماً؛‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬منذ‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬‭ ‬19‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬أيضاً‭ ‬الزيارة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬لمدينة‭ ‬أور‭ ‬التاريخية‭ ‬جنوبي‭ ‬العراق‭. ‬فمدينة‭ ‬أور‭ ‬مدينة‭ ‬مقدَّسة‭ ‬وذات‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬للحضارة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بناها‭ ‬أجدادنا‭ ‬السومريون‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬26‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬وكانت‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لحضارة‭ ‬بلاد‭ ‬وادي‭ ‬الرافدين‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬مهد‭ ‬الحضارات،‭ ‬وهي‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬أبي‭ ‬الأنبياء‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬الخليل‭ (‬عليه‭ ‬السلام‭)‬؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬كانت‭ ‬زيارة‭ ‬قداسته‭ ‬للعراق‭ ‬تأكيداً‭ ‬للعالم‭ ‬بأنَّ‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬المباركة‭ ‬هي‭ ‬منبع‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬وأرض‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬البشر‭. ‬وكان‭ ‬لهذه‭ ‬الزيارة‭ ‬مردود‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭.‬

يونيباث‭: ‬ماذا‭ ‬تعني‭ ‬للعراقيين‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭ ‬وإقامة‭ ‬القدَّاس‭ ‬في‭ ‬اكنيسة‭ ‬سيدة‭ ‬النجاةب‭ ‬التي‭ ‬تعرَّضت‭ ‬لهجوم‭ ‬إرهابي‭ ‬وحشي‭ ‬سابقاً؟‭ ‬

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬إنَّ‭ ‬إقامة‭ ‬القدَّاس‭ ‬في‭ ‬‮«‬كنيسة‭ ‬سيدة‭ ‬النجاة‮»‬‭ ‬وسط‭ ‬بغداد‭ ‬أعطى‭ ‬صورة‭ ‬حقيقية‭ ‬لواقع‭ ‬العراق‭ ‬وانتصار‭ ‬الحق‭ ‬على‭ ‬الباطل‭ ‬وانتصار‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬رسالة‭ ‬للعصابات‭ ‬الإرهابية‭ ‬تفيد‭ ‬أنَّ‭ ‬العراقيين‭ ‬خبروا‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬هزيمتهم‭ ‬أمام‭ ‬الفكر‭ ‬الظلامي‭. ‬كلنا‭ ‬يتذكر‭ ‬الهجوم‭ ‬الإرهابي‭ ‬على‭ ‬‮«‬كنيسة‭ ‬سيدة‭ ‬النجاة‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُراد‭ ‬به‭ ‬إشعال‭ ‬حرب‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ومصر‭ ‬لتعم‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة؛‭ ‬إذ‭ ‬طالب‭ ‬الإرهابيون‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬بإحدى‭ ‬الفضائيات‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬محتجزة‭ ‬مصرية‭ ‬في‭ ‬الكنيسة‭ ‬القبطية،‭ ‬وكان‭ ‬المتصل‭ ‬يتحدث‭ ‬اللهجة‭ ‬المصرية؛‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬قضية‭ ‬افتعلها‭ ‬الإرهابيون‭ ‬لإشعال‭ ‬الفتنة‭ ‬الطائفية‭. ‬فقد‭ ‬اقتحمها‭ ‬خمسة‭ ‬انتحاريين‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬دولة‭ ‬العراق‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإرهابي‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬القدَّاس،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬نيتهم‭ ‬قتل‭ ‬المصلين‭ ‬ونشر‭ ‬المشاهد‭ ‬الدامية‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬العراق‭ ‬يستعد‭ ‬لاستضافة‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭. ‬بيد‭ ‬أنَّ‭ ‬شجاعة‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬أفشلت‭ ‬مخطط‭ ‬الإرهابيين‭ ‬واستطاعت‭ ‬تحرير‭ ‬معظم‭ ‬الرهائن‭ ‬بعد‭ ‬استشهاد‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬مواطناً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الوحشي‭.‬

وقد‭ ‬جاءت‭ ‬زيارة‭ ‬قداسته‭ ‬لتؤكد‭ ‬للعالم‭ ‬أنَّ‭ ‬العراق‭ ‬آمن‭ ‬وأنَّ‭ ‬‮«‬كنيسة‭ ‬سيدة‭ ‬النجاة‮»‬‭ ‬دحرت‭ ‬الإرهاب‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬أبوابها‭ ‬مفتوحة‭ ‬للمصلين‭. ‬وكان‭ ‬عمل‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬والمواطنين‭ ‬رائعاً‭ ‬لإنجاح‭ ‬القدَّاس‭ ‬في‭ ‬الكنيسة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحوم‭ ‬في‭ ‬سقوفها‭ ‬أرواح‭ ‬الشهداء‭ ‬الأبرار‭ ‬محتفية‭ ‬بوجود‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭. ‬وقد‭ ‬حضر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬القدَّاس‭ ‬ليعبروا‭ ‬عن‭ ‬دعمهم‭ ‬لإخوانهم‭ ‬المسيحيين‭ ‬وليرحبوا‭ ‬بضيف‭ ‬العراق‭ ‬الكبير‭ ‬وصديق‭ ‬السلام؛‭ ‬فلهذه‭ ‬الكنيسة‭ ‬التاريخية‭ ‬رمزية‭ ‬كبيرة‭ ‬عند‭ ‬العراقيين،‭ ‬إذ‭ ‬يقصدها‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الطوائف‭ ‬لإيقاد‭ ‬الشموع‭ ‬والتمتع‭ ‬بسكينة‭ ‬وقدسية‭ ‬المكان‭.‬

أطفال عراقيون ينتظرون وصول البابا إلى بلدة قرقوش. رويترز

يونيباث‭: ‬كيف‭ ‬استقبل‭ ‬العالم‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭ ‬لمدينة‭ ‬الموصل‭ ‬علماً‭ ‬بأنَّ‭ ‬داعش‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أعلنها‭ ‬عاصمة‭ ‬له‭ ‬قبل‭ ‬طرده‭ ‬منها؟‭ ‬

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬لقد‭ ‬استقبل‭ ‬العالم‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬بارتياح‭ ‬كبير‭ ‬وبأمل‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬للعراق‭ ‬والمنطقة؛‭ ‬فقد‭ ‬استقبل‭ ‬أهل‭ ‬الموصل‭ ‬البابا‭ ‬بالصلوات‭ ‬وزغاريد‭ ‬الفرح‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬حوش‭ ‬البيعة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬دماراً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬داعش‭. ‬فلقد‭ ‬كان‭ ‬العراق‭ ‬يتصدَّر‭ ‬نشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬العالمية‭ ‬والعربية‭ ‬حول‭ ‬الأحداث‭ ‬الدامية‭ ‬والتفجيرات،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬يظهر‭ ‬اسم‭ ‬العراق‭ ‬بخبر‭ ‬مفرح‭ ‬خالي‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والقتال‭ ‬والإرهاب،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬يتوحد‭ ‬العالم‭ ‬بنقل‭ ‬أخبار‭ ‬إيجابية‭ ‬عن‭ ‬العراق؛‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬مبعث‭ ‬فخر‭ ‬لكل‭ ‬العراقيين‭ ‬سواء‭ ‬أكانوا‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أنَّ‭ ‬مدينة‭ ‬الموصل‭ ‬العزيزة‭ ‬عاشت‭ ‬فترة‭ ‬مظلمة‭ ‬ودموية‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬تحت‭ ‬سطوة‭ ‬أعتى‭ ‬العصابات‭ ‬الإرهابية؛‭ ‬فقد‭ ‬هدموا‭ ‬الآثار‭ ‬وحرقوا‭ ‬البيوت‭ ‬وهجروا‭ ‬الأقليات،‭ ‬ودمر‭ ‬داعش‭ ‬14‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدينة،‭ ‬سبعة‭ ‬منها‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬والسادس‭ ‬والسابع‭ ‬الميلادي‭.‬

فقد‭ ‬كانت‭ ‬الموصل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتعرَّض‭ ‬لحكم‭ ‬إرهاب‭ ‬داعش‭ ‬‮«‬أم‭ ‬الربيعين»؛‭ ‬أرض‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬الصباح‭ ‬بدق‭ ‬أجراس‭ ‬الكنائس‭ ‬وتصدح‭ ‬حناجر‭ ‬المؤذنين‭ ‬من‭ ‬المنائر‭ ‬مبشرة‭ ‬بحلول‭ ‬وقت‭ ‬الصلاة‭. ‬ولكن‭ ‬تبدَّد‭ ‬ذلك‭ ‬الحلم‭ ‬الجميل‭ ‬عند‭ ‬اجتياح‭ ‬داعش‭ ‬للموصل،‭ ‬إذ‭ ‬قتلوا‭ ‬الأطفال‭ ‬واستباحوا‭ ‬حرمة‭ ‬إخواننا‭ ‬الإيزيدية‭ ‬واعتبروا‭ ‬نساءهم‭ ‬سبايا،‭ ‬وأخذت‭ ‬عصابات‭ ‬الإرهاب‭ ‬تقتحم‭ ‬البيوت‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬النازية‭ ‬وكتابة‭ ‬حرف‭ ‬‮«‬ن‮»‬‭ [‬إشارة‭ ‬للنصارى‭] ‬على‭ ‬جدران‭ ‬منازل‭ ‬المواطنين‭ ‬غير‭ ‬المسلمين،‭ ‬ممَّا‭ ‬زرع‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬السكان‭ ‬وبدأ‭ ‬الناس‭ ‬يتركون‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬ويهربون‭ ‬خارج‭ ‬الموصل‭. ‬ولم‭ ‬يطق‭ ‬المسلمون‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬أخوتهم‭ ‬وجيران‭ ‬طفولتهم،‭ ‬فقرروا‭ ‬الهروب‭ ‬أيضاً‭. ‬فقد‭ ‬حوَّل‭ ‬الإرهاب‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬الجميلة‭ ‬إلى‭ ‬خرائب‭ ‬وأنفاق‭ ‬ومبانٍ‭ ‬مهدَّمة،‭ ‬ولم‭ ‬يسلم‭ ‬من‭ ‬إرهابهم‭ ‬حتى‭ ‬جامع‭ ‬الحدباء‭ [‬النوري‭] ‬الأثري‭. ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬جعلت‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬مهمة‭ ‬لزرع‭ ‬الطمأنينة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬سكان‭ ‬الموصل‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يعيشون‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬بيوتهم،‭ ‬ورسالة‭ ‬للعالم‭ ‬بأنَّ‭ ‬الإرهاب‭ ‬بات‭ ‬مهزوماً‭ ‬مدحوراً‭ ‬في‭ ‬‮«‬أم‭ ‬الربيعين‮»‬‭. ‬وشاهد‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬إقامة‭ ‬القدَّاس‭ ‬وسط‭ ‬الموصل‭ ‬على‭ ‬أطلال‭ ‬إحدى‭ ‬الكنائس‭ ‬التي‭ ‬دمرها‭ ‬داعش‭. ‬وبرأيي‭ ‬الشخصي،‭ ‬إنَّ‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬زيارة‭ ‬قداسته‭ ‬للموصل‭ ‬متميِّزة‭ ‬هو‭ ‬كلماته‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المسيحيين‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدينة؛‭ ‬فقال‭ ‬مخاطباً‭ ‬العالم‭: ‬”نؤكد‭ ‬قناعتنا‭ ‬بأنَّ‭ ‬الأخوَّة‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنف“،‭ ‬و‭ ‬“يجب‭ ‬تجاوز‭ ‬الانتماءات‭ ‬الدينية‭ ‬للعيش‭ ‬بسلام‭ ‬ووئام”،‭ ‬و‭ ‬“من‭ ‬المؤسف‭ ‬أنَّ‭ ‬بلاد‭ ‬الحضارات‭ ‬تعرَّضت‭ ‬لهذه‭ ‬الهجمة‭ ‬الإرهابية‭.‬”

يونيباث‭: ‬ما‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬لزيارة‭ ‬البابا؟

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬قيادة‭ ‬العمليات‭ ‬المشتركة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬خططت‭ ‬لحماية‭ ‬الزيارة‭ ‬ووزعت‭ ‬الأدوار‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية؛‭ ‬لأنَّ‭ ‬القيادة‭ ‬تمتلك‭ ‬غرفة‭ ‬عمليات‭ ‬متقدمة‭ ‬وتضم‭ ‬جميع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬وتمتلك‭ ‬صلاحيات‭ ‬للتنسيق‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الوزارات‭ ‬ويشرف‭ ‬عليها‭ ‬معالي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬شخصياً‭. ‬وطبعاً‭ ‬كان‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬الدور‭ ‬الأكبر؛‭ ‬لأنَّ‭ ‬واجبات‭ ‬الوزارة‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬وصول‭ ‬البابا‭ ‬إلى‭ ‬المطار‭ ‬وتوفير‭ ‬الأمن‭ ‬للموكب‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬والمحافظات‭. ‬ولكن‭ ‬اشتركت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأمنية‭ ‬والمدنية،‭ ‬وكانت‭ ‬خطة‭ ‬ناجحة‭ ‬جداً؛‭ ‬وأود‭ ‬أن‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬فائق‭ ‬شكري‭ ‬لجميع‭ ‬القادة‭ ‬الأمنيين‭ ‬على‭ ‬دورهم‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية،‭ ‬إذ‭ ‬عمل‭ ‬الجميع‭ ‬بكل‭ ‬تفانٍ‭ ‬وبروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد؛‭ ‬لأنَّ‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭ ‬فخر‭ ‬للعراق‭ ‬بأجمعه،‭ ‬ولأنَّ‭ ‬نجاح‭ ‬الزيارة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬خروقات‭ ‬أمنية‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬العراقية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬وبسط‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬

يونيباث‭: ‬يعيش‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬علي‭ ‬السيستاني‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬القديم‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬النجف‭ (‬أي‭ ‬محلة‭ ‬العمارة‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬الأزقة‭ ‬ضيقة‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمركبات،‭ ‬فكيف‭ ‬استطعتم‭ ‬تأمين‭ ‬المنطقة‭ ‬المجاورة؟

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬تتصف‭ ‬محافظة‭ ‬النجف‭ ‬الأشرف‭ ‬بالطبع‭ ‬بأنها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أأمن‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬نواجه‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬لسماحة‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬العظمى‭ ‬السيد‭ ‬علي‭ ‬السيستاني‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭. ‬لكن‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬وضعت‭ ‬خطة‭ ‬مفصلة‭ ‬لتأمين‭ ‬الزيارة‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬الأزقة‭ ‬القديمة‭ ‬الضيقة‭ ‬التي‭ ‬سار‭ ‬خلالها‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬للوصول‭ ‬لبيت‭ ‬سماحة‭ ‬السيد‭ ‬السيستاني،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الارتياح‭ ‬واضحاً‭ ‬على‭ ‬ملامح‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬وهو‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأزقة‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬تواضع‭ ‬سماحة‭ ‬السيد‭ ‬السيستاني‭ ‬وزهده‭. ‬وكنا‭ ‬نتابع‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة‭ ‬الموقف‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬استطلاع‭ ‬جوي‭ ‬وسيطرة‭ ‬مركزية‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬عمليات‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬المشتركة‭ ‬لكل‭ ‬الطرق‭ ‬والبنايات‭ ‬المؤدية‭ ‬لبيت‭ ‬سماحة‭ ‬السيد‭ ‬السيستاني‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭. ‬

يونيباث‭: ‬هل‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حساباتكم‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬أمني‭ ‬لاستهداف‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬داعش‭ ‬ووضعتم‭ ‬خططاً‭ ‬لإحباطها؟

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬بالتأكيد‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬زيارة‭ ‬لشخصية‭ ‬مهمة‭ ‬مثل‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬مخطط‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬الشعبية‭ ‬والبعيدة‭ ‬عن‭ ‬المقرات‭ ‬الحكومية،‭ ‬فلا‭ ‬بدَّ‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬هدفاً‭ ‬مغرياً‭ ‬لعصابات‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬تقويض‭ ‬الأمن‭. ‬فنحن‭ ‬نعلم‭ ‬أنَّ‭ ‬الإرهاب‭ ‬يحاول‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬مشوَّهة‭ ‬للعراق‭ ‬ويغتنم‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬لارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬إرهابية‭ ‬–‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬–‭ ‬لإحراج‭ ‬الحكومة‭ ‬وإرسال‭ ‬رسالة‭ ‬للعالم‭ ‬بأنَّ‭ ‬العراق‭ ‬بلد‭ ‬غير‭ ‬مستقر؛‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬حسابات‭ ‬دقيقة‭ ‬لكل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬ضمن‭ ‬الخطة‭ ‬الأمنية،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لدينا‭ ‬خبرات‭ ‬ميدانية‭ ‬متراكمة‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وكان‭ ‬القادة‭ ‬الأمنيون‭ ‬دقيقين‭ ‬جداً‭ ‬بوضع‭ ‬تفاصيل‭ ‬الخطة‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬الطرق‭ ‬والمباني‭ ‬واستنفار‭ ‬الجهد‭ ‬الاستخباري‭ ‬وتوظيف‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬للرصد‭ ‬والمتابعة،‭ ‬وتمَّ‭ ‬رسم‭ ‬خطة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬أطواق‭ ‬ومراحل؛‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬كانت‭ ‬خطة‭ ‬موفقة‭. ‬

يونيباث‭: ‬ما‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬خلال‭ ‬الزيارة؟

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬كانت‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬للمدينة‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬الموصل‭ ‬بمثابة‭ ‬تحدٍ‭ ‬كبير،‭ ‬حيث‭ ‬وجود‭ ‬الخلايا‭ ‬النائمة‭ ‬ووعورة‭ ‬الطرق‭ ‬بسبب‭ ‬الدمار‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حلَّ‭ ‬بالمدينة،‭ ‬والمكان‭ ‬الذي‭ ‬اُختير‭ ‬لإقامة‭ ‬القدَّاس‭ ‬مفتوحاً،‭ ‬وتطل‭ ‬عليه‭ ‬مبانٍ‭ ‬وخرائب‭ ‬عديدة،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬طرق‭ ‬بديلة‭ ‬للوصول‭ ‬للمكان‭ ‬تجعل‭ ‬عملية‭ ‬تأمين‭ ‬المنطقة‭ ‬معقدة‭ ‬جداً‭. ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭ ‬لكنيسة‭ ‬سيدة‭ ‬النجاة‭ ‬وسط‭ ‬العاصمة‭ ‬المزدحمة‭ ‬بمثابة‭ ‬تحدٍ‭ ‬كبير،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيارة‭ ‬مدينة‭ ‬أور‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬ذي‭ ‬قار‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشهد‭ ‬اضطرابات‭ ‬أمنية‭ ‬بسبب‭ ‬المظاهرات‭ ‬ووجود‭ ‬حكومة‭ ‬محلية‭ ‬مؤقتة‭ ‬استلمت‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬جعل‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬أمنية‭ ‬محكمة‭ ‬شبه‭ ‬مستحيل‭. ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬مهنية‭ ‬قواتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬والجهد‭ ‬الاستخباري‭ ‬المتميِّز‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬ضمن‭ ‬القوات‭ ‬المشتركة‭ ‬وتعاون‭ ‬المواطنين‭ ‬ودعمهم‭ ‬للقوات‭ ‬الأمنية‭ ‬تجاوزنا‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬ونجحنا‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭.‬

يونيباث‭: ‬كم‭ ‬استغرقتم‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬التحضيرات‭ ‬للخطة‭ ‬الأمنية‭ ‬وإكمالها؟‭ ‬

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬برغم‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العراق‭ ‬واستمرار‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬لملاحقة‭ ‬فلول‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬الموصل‭ ‬ومرتفعات‭ ‬حمرين،‭ ‬فقد‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬إكمال‭ ‬الاستعدادات‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أسابيع‭ ‬قبل‭ ‬الزيارة‭. ‬وكذلك‭ ‬نفذنا‭ ‬تمارين‭ ‬ميدانية‭ ‬واستطلاعاً‭ ‬للمناطق‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يزورها‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭. ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬كانت‭ ‬الأمور‭ ‬تسير‭ ‬بسهولة‭ ‬وكانت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬مقاليد‭ ‬الأمور‭. ‬وأعتقد‭ ‬أنَّ‭ ‬الخبرات‭ ‬التراكمية‭ ‬للقادة‭ ‬الأمنيين‭ ‬والعسكريين‭ ‬والدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنين‭ ‬الماضية‭ ‬صقلت‭ ‬خبرات‭ ‬قواتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬وجعلتنا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬مهمات‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬ورفعت‭ ‬معنويات‭ ‬منتسبينا‭ ‬وعززت‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬القادة‭ ‬والمراتب‭.‬

يونيباث‭: ‬كيف‭ ‬تُقيِّم‭ ‬قابلية‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬لمختلف‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬لزيارة‭ ‬البابا؟

اللواء‭ ‬سعد‭ ‬معن‭:‬‭ ‬لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الخطة‭ ‬الأمنية‭ ‬تماسك‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬والتناغم‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬لتأمين‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭ ‬المهمة‭. ‬إنَّ‭ ‬قواتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬تتمتع‭ ‬بمرونة‭ ‬عالية‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة؛‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أنَّ‭ ‬تجربة‭ ‬بيئة‭ ‬العمليات‭ ‬المشتركة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬أثناء‭ ‬معارك‭ ‬التحرير‭ ‬أضافت‭ ‬خبرات‭ ‬جمَّة‭ ‬لقواتنا‭ ‬الأمنية‭. ‬ولي‭ ‬الفخر‭ ‬أنَّ‭ ‬أقول‭ ‬إنَّ‭ ‬التناغم‭ ‬والتواؤم‭ ‬لعملية‭ ‬تأمين‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات،‭ ‬ممَّا‭ ‬أكسبنا‭ ‬احترام‭ ‬وثقة‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬والعالم‭ ‬الذي‭ ‬شاهد‭ ‬الأداء‭ ‬المتميِّز‭ ‬للقوات‭ ‬الأمنية‭ ‬العراقية‭. 

التعليقات مغلقة.