الإغاثة عن طريق الجو
القوات المسلحة الأردنية تمد المدنيين في غزة بالمواد الغذائية والدواء من خلال انزال مواد الإغاثة الإنسانية
مديــــــــر الاعــــــــلام العسكــــــــــــــري، العميد الركن مصطفى عبد الحليم الحياري
الصور بعدسة القوات المسلحة الأردنية
يبذل الأردن ومنذ اليوم الأول للحرب في غزة، جهوداً كبيرة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتأكيد على دعوات جلالة الملك عبد الله الثاني لإيجاد أفق سياسي، يقود إلى تسوية شاملة، وإقامة دولته المستقلّة وفق مبدأ حلّ الدولتين وهنا ياتي دور القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في دعم الموقف الرسمي ومساندة الجهود الإنسانية في قطاع غزة والتخفيف من المعاناة الإنسانية والظروف الصعبة، فجاءت المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية المزودة بطواقم من ذوي الاختصاصات الطبية المختلفة لتمثل أحد أهم أشكال الدعم الأردني في تقديم الرعاية الطبية اللازمة، التي تمثلت بمحطة جراحية في مدينة رام الله ومحطة في مدينة جنين، وفي قطاع غزة كان أول مستشفى عربي يصل لمدينة غزة في العام (2009) حيث استقبل خلال هذه المدة نحو مليوني مراجع من سكان قطاع غزة.
ومع تردي الأوضاع الصحيه نتيجة استمرار الحرب أرسلت القوات المسلحة الاردنية المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 جنوب قطاع غزة إلى مدينة خان يونس واضافة الى ذلك تم تجهيز وارسال المستشفى الميداني الأردني نابلس وإرساله للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، لتقديم الخدمة الطبية والعلاجية والمساهمة في التخفيف من الأعباء عن المستشفيات الفلسطينية.
كما قامت القوات المسلحة الأردنية وبالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، ووزارة الخارجية وشؤون المغتربين على إرسال مساعدات طبية وإغاثية عن طريق إنشاء جسر جوي من مطار ماركا العسكري إلى مطار العريش في جمهورية مصر الشقيقة، لتضم المساعدات مواد طبية وغذائية وإغاثية.
نتيجة صعوبة ادخال المساعدات من المعابر البرية وما يتم فرضه من تحديدات على ادخالها بدأت القوات المسلحة الأردنية بتنفيذ عمليات الانزال الجوية للمساعدات الطبية والإغاثية على المستشفيات الميدانية الأردنية في قطاع غزه، لتعزيز وتطوير إمكانياتها وزيادة قدرة الكوادر الطبية على تقديم خدمات صحية وعلاجية، بهدف تخفيف معاناة الجرحى والمصابين في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، ومن ثم توسعت هذه العمليات لتشمل ايصال المساعدات الأنسانيه الى السكان المدنيين في القطاع بحيث يتم اسقاطها لتشمل كافة مساحة القطاع لتصل الى جميع المدنيين الذين هم بحاجة لها للتخفيف من وطأة الحرب التي القت بظلالها على القطاع وزادت مع شهر رمضان المبارك حيث عملت القوات المسلحة الأردنية وبالشراكه مع العديد من الدول الشقيقة والصديقه على تكثيف عمليات الإنزال الجوي.
تمثل عمليات الإنزال الجوي جزءًا هامًا من استراتيجيات تقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاعات والكوارث وعلى الرغم مما تواجهه هذه العمليات من التحديات والتعقيدات كالظروف الجوية مثل الرياح القوية والضباب والعواصف والدقة والتوقيت في تحديد نقاط الهبوط لتجنب الخطأ في إسقاط المواد في أماكن غير ملائمة اضافة الى التحديات اللوجستية كالتكلفة والموارد حيث تعتبر عمليات الإنزال الجوي مكلفة من حيث استهلاك الوقود والموارد البشرية والتخطيط الا ان عمليات إنزال المساعدات الغذائية والدوائية لقطاع غزة التي نفذها الأردن جذبت أنظار العالم وكان لعمليات الأردن النوعية أثرا كبيرا في إمداد الفلسطينيين بالغذاء والدواء، عمليات لم تقتصر على الأردن وإنما غدت تنفذ بمشاركة العديد من الدول التي كانت تجد عوائق كبيرة في إرسال المساعدات برا حيث لجأت صوب الاردن الذي فتح أبوابه لإيصال هذه المساعدات انطلاقا من اراضيه وفي إطار التعاون والتنسيق المشترك بين القوات المسلحة الأردنية _ الجيش العربي، تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط مساعدات إنسانية للسكان في قطاع غزة.
تستخدم عمليات الإنزال الجوي التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية لتوصيل المساعدات الإنسانية الى قطاع غزه طائرات الشحن نوع (C-130) التي تتميز بقدرتها على ايصال حمولات كبيرة وتستخدم المظلات لتوصيل المواد الإغاثية. لعملية الإنزال الجوي للمساعدات مزايا عديده فهي مفيده عندما تكون البنية التحتية ضعيفة أو لا وجود لها من الأساس، أو عندما تتسبب الأحداث في عزل مناطق حيث يستعصي على المنظمات الإنسانية الوصول إليها وهذا ما تواجهه هذه المنظمات في غزه حيث تواجه عقبات تجعل الوصول إلى الناس الذين هم بحاجة إلى مساعدات منقذة للحياة أمرًا صعبًا لذلك تم اللجوء الى عمليات الإنزال الجوي لإيصال المساعدات بصورة عاجلة حيث ينظر إلى هذه العمليات على أنها الملاذ الأخير بسبب تكلفتها العالية مقارنة بالنقل البري، ومخاطر الطيران فوق مناطق النزاع وخطر الإصابات إذا أخطأت الشحنة الثقيلة منطقة الإنزال المخصصة لها.
من الجدير بالذكر انه وفي عشية عيد الميلاد المجيد نفّذت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، إنزالاً جوياً إغاثياً لمساعدة المحاصرين داخل كنيسة دير اللاتين الواقعة في شمال قطاع غزة، الواقعة بحي الزيتون شمالي قطاع غزة، حيث قامت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي بإنزال مساعدات إنسانية ومواد غذائية، لإغاثة المحاصرين بداخل الكنيسة، والتي قُدر عدد المحاصرين فيها بنحو (800) مواطن غزي من المسيحيين الموجودين داخل القطاع، ويعانون من شح في الطعام ونقص حاد في مستلزمات الحياة الأساسية وسط أوضاع إنسانية صعبة، فكانت رسالة حبّ أردنية عشية عيد الميلاد المجيد، على الكنيسة التي تعد ملاذاً آمناً للمسيحيين ولأطفالهم.
مع استمرار الحرب وتفاقم الأزمه الإنسانية وما يتم تداوله من تقارير الأمم المتحده نجد أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة (ربع السكان) على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وأن (1) من كل (6) أطفال تحت سن الثانية في شمال غزة معرضون للخطر، (يعاني من سوء التغذية الحاد والهزال).
وعلى الرغم من أنها ليست بديلا عن ايصال المساعدات عن طريق البر فإن القوات المسلحة الأردنية مستمرة بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية من خلال عمليات الإنزال الجوي وبالتعاون والشراكة مع الدول الصديقه والشقيقة للتخفيف من المعاناة الانسانية التي يعيشها متضرري الحرب.
التعليقات مغلقة.