حامي حمى اليمن

الفريق الركن محمد حسين الداعري، وزير دفاع اليمن، يبحث عن سبل الدعم للتصدي لعدوان الحوثيين

العميد‭ ‬الطيار‭ ‬الركن‭ ‬فيصل‭ ‬الجماعي،‭ ‬الممثل‭ ‬الوطني‭ ‬الأقدم‭ ‬لليمن‭ ‬لدى‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية

كان العميد‭ ‬محسن‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬الداعري‭ ‬يتولى‭ ‬قيادة‭ ‬اللواء‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬المدرع‭ ‬بمحافظة‭ ‬مأرب،‭ ‬فأُصيب‭ ‬بطلق‭ ‬ناري‭ ‬من‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬ساعده‭ ‬أثناء‭ ‬‮«‬معركة‭ ‬نصر‭ ‬1‮»‬‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭.‬2016‭ ‬

ثم‭ ‬تولى‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬دفاع‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬ورُقي‭ ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬فريق‭ ‬بفضل‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬لقتال‭ ‬الميليشيات‭ ‬المتمردة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحيوية‭ ‬من‭ ‬البلاد‭.‬

وإذا‭ ‬بالفريق‭ ‬الركن‭ ‬محسن‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬القتال‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إذ‭ ‬يقوم‭ ‬الحوثيون‭ ‬وداعموهم‭ ‬الإيرانيون‭ ‬بتوسيع‭ ‬الصراع‭ ‬اليمني‭ ‬بمهاجمة‭ ‬سفن‭ ‬الشحن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر؛‭ ‬والاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬لا‭ ‬يستغني‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬السفن‭.‬

وهو‭ ‬واثق‭ ‬أن‭ ‬قواته‭ ‬المسلحة‭ ‬تستطيع‭ ‬كسر‭ ‬شوكة‭ ‬الحوثيين‭ ‬وتضعف‭ ‬التوسع‭ ‬الإيراني‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أُوتيت‭ ‬الدعم‭ ‬المناسب‭ ‬تدريباً‭ ‬وتجهيزا‭. ‬التزمت‭ ‬حكومة‭ ‬اليمن‭ ‬الشرعية‭ ‬بقرارات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬واتفاقات‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬رعتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمحاولة‭ ‬إنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تجرع‭ ‬ملايين‭ ‬اليمنيين‭ ‬مرارتها‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحوثيين‭ ‬أبوا‭ ‬أن‭ ‬يلتزموا‭ ‬بها‭.‬

وقال‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬محسن‭ ‬لمجلة‭ ‬يونيباث‭: ‬”يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬اليمني‭ ‬كفاءات‭ ‬وخبرات‭ ‬عملية‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬وأفراد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬اليمنية‭ ‬وقوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الساحلي‭ ‬وخفر‭ ‬السواحل؛‭ ‬وهي‭ ‬جاهزة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬توفير‭ ‬الأسلحة‭ ‬والوسائل‭ ‬اللازمة‭ ‬للعمل‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬لتشغيلها‭.‬“

وأضاف‭ ‬قائلاً‭: ‬”وبالتالي‭ ‬فإنها‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬جاهزية‭ ‬قتالية‭ ‬عالية‭ ‬وستكون‭ ‬فائدتها‭ ‬كبيرة‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬نتيجة‭ ‬خبراتها‭ ‬العملية‭ ‬وتجاربها‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬وتأمين‭ ‬السواحل‭ ‬والممرات‭ ‬المائية‭ ‬وأيضاً‭ ‬معرفتها‭ ‬بالسواحل‭ ‬وانطلاقها‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬أراضيها‭.‬“

طلبة القوات المسلحة اليمنية الجدد يقومون بعرض عسكري في حفل تخرج. وكالة الأنباء الفرنسية/صور غيتي

وُلد‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬محسن‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬الضالع‭ ‬في‭ ‬الركن‭ ‬الجنوبي‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬اليمن،‭ ‬وتخرج‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬العسكرية‭ ‬بعدن‭ ‬عام‭ ‬1985،‭ ‬وتولى‭ ‬أول‭ ‬منصب‭ ‬له‭ ‬بقيادة‭ ‬فصيلة‭ ‬في‭ ‬كتيبة‭ ‬مشاة‭ ‬مدرعة،‭ ‬ولم‭ ‬تكد‭ ‬تمضي‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬لاحظ‭ ‬رؤساؤه‭ ‬موهبته‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والعمليات،‭ ‬فرُقي‭ ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬ضابط‭ ‬أركان‭ ‬كتيبة‭.‬

وعمل‭ ‬ضابط‭ ‬دفاع‭ ‬جوي‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية‭ ‬الغربية‭ ‬للبلاد‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2000‭. ‬ولما‭ ‬تمرد‭ ‬وانقلب‭ ‬الحوثيون‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬
وجد‭ ‬الفريق‭ ‬محسن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬القتال‭ ‬وكان‭ ‬يقود‭ ‬اللواء‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬المدرع‭ ‬في‭ ‬مأرب،‭ ‬وشغل‭ ‬بعدها‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬اليمنية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬ثمَّ‭ ‬رُقي‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬اليمن،‭ ‬المطل‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬وخليج‭ ‬عدن،‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬مساهمته‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬السواحل‭ ‬والممرات‭ ‬المائية‭. ‬وتحدث‭ ‬عما‭ ‬تحتاجه‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬وخفر‭ ‬السواحل‭ ‬اليمني‭ ‬من‭ ‬تدريب‭ ‬ومعدات‭: ‬أنظمة‭ ‬رادار‭ ‬للقيام‭ ‬بمراقبة‭ ‬السواحل‭ ‬وسفن‭ ‬أفضل‭ ‬وأجهزة‭ ‬اتصالات‭ ‬لإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬القطر‭ ‬والاعتراض‭ ‬والإنقاذ‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعين‭ ‬اليمن‭ ‬أكثر‭ ‬إذا‭ ‬ردع‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬انتهاك‭ ‬الحظر‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬الحوثيين‭. ‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭: ‬”وكذلك‭ ‬يبرز‭ ‬عنصر‭ ‬فعال‭ ‬تفتقده‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والدفاع‭ ‬الجوي،‭ ‬إذ‭ ‬فُقدتا‭ ‬تماماً‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬امتلكت‭ ‬الميليشيات‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الهجوم‭ ‬الجوي‭ ‬مثل‭ ‬الطيران‭ ‬المسيَّر‭ ‬والصواريخ،‭ ‬وتحتاج‭ ‬القوات‭ ‬الشرعية‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬لتأمين‭ ‬قواتها‭ ‬ومنشآتها‭ ‬الحيوية‭.‬“

لا‭ ‬يسلم‭ ‬المدنيون‭ ‬اليمنيون‭ ‬من‭ ‬أذى‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬يحتلونها،‭ ‬إذ‭ ‬يستمر‭ ‬الحوثيون‭ ‬بارهاب‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬بالعنف‭ ‬والقمع‭ ‬لسلب‭ ‬أموالهم،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬إيران‭. ‬

الفريق الركن محسن يناقش الوضع الأمني في اليمن. وزارة الدفاع اليمنية

وأضاف‭: ‬”كما‭ ‬أنها‭ ‬تستغل‭ ‬إمكانيات‭ ‬ومقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬اليمنية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬وتنهب‭ ‬ممتلكات‭ ‬الدولة،‭ ‬وتبتز‭ ‬التجار‭ ‬ورجال‭ ‬المال‭ ‬والأعمال،‭ ‬وتجبرهم‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬ضرائب‭ ‬بمبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬وجبايات‭ ‬بمسميات‭ ‬مختلفة؛‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬ساعد‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬الانقلابية‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭.‬“

ويشيد‭ ‬الفريق‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لما‭ ‬تبذله‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬تحالف‭ ‬استعادة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية‭ ‬إذ‭ ‬يساعد‭ ‬قواته‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬الأراضي‭ ‬من‭ ‬الحوثيين،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬مؤسسات‭ ‬خيرية‭ ‬سعودية‭ ‬ببناء‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬وخطوط‭ ‬الكهرباء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭.‬

وقدمت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء،‭ ‬فخففت‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ورعت‭ ‬قرارات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬واتفاقات‭ ‬السلام‭ ‬بهدف‭ ‬استعادة‭ ‬الهدوء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬دمرتها‭ ‬الحرب‭. ‬

ويقول‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬محسن‭: ‬”الآمال‭ ‬لدينا‭ ‬كبيرة،‭ ‬والتفاؤل‭ ‬بتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬أكبر،‭ ‬لكن‭ ‬تجاربنا‭ ‬المتكررة‭ ‬مع‭ ‬الجماعة‭ ‬الانقلابية‭ ‬الإرهابية‭ ‬الحوثية‭ ‬تؤكد‭ ‬لنا‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يحترمون‭ ‬أي‭ ‬مواثيق‭ ‬ولا‭ ‬يعملون‭ ‬بنوايا‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬السلام،‭ ‬ولكنهم‭ ‬يستغلون‭ ‬أي‭ ‬محادثات‭ ‬لالتقاط‭ ‬الأنفاس،‭ ‬وكذلك‭ ‬لمحاولة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مكاسب‭ ‬يحققونها‭ ‬عبر‭ ‬المفاوضات‭.‬“

وناشد‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف،‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬باتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أشد‭ ‬حزماً‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬الحوثيين‭ ‬وإيران‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬زعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭. ‬

وتابع‭ ‬قائلاً‭: ‬”على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مساندة‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وقواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجماعة‭ ‬الانقلابية‭ ‬الإرهابية‭ ‬الحوثية،‭ ‬وتطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬الدولية‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬تمد‭ ‬الحوثيين‭ ‬بالأسلحة‭ ‬والذخائر‭.‬“

التعليقات مغلقة.