منذ إعلان استقلال أوزبكستان حتى اليوم، بُنيت سياستها الخارجية على مبادئ السلام والتعاون والاحترام المتبادل. وتؤيد أوزبكستان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتسوية السلمية للنزاعات بالوسائل السياسية.
وتتمثل إحدى أولويات السياسة الخارجية لأوزبكستان في تعزيز العلاقات الودية ذات المنفعة المتبادلة مع البلدان المجاورة وغيرهم من الشركاء الاستراتيجيين. لقد وصلت العلاقات بين أوزبكستان وأفغانستان إلى مستوى جديد تماما، يتجلى في تنشيط تعاوننا في المجالات السياسية، والدبلوماسية، والتجارية، والاقتصادية، ومجالات النقل، والاتصالات، والمجالات الثقافية، والإنسانية، وغيرها من المجالات.
وقد أتاح هذا التوجه لعلاقاتنا الثنائية أن تصل إلى مستوى رفيع نوعياً من الشراكة القائمة ليس على المصالح الوطنية لأوزبكستان وأفغانستان فحسب، بل أيضاً على أهداف الأمن والتنمية الإقليميين في وسط وجنوب آسيا.
وقد ثبت أن التغير في النظرة إلى أفغانستان – ليس كمصدر للمشاكل والتهديدات والتحديات الإقليمية، بل كمصدر استراتيجي لتطوير الصلات عبر الإقليمية في جميع أنحاء أوروبا وآسيا – هو تطور إيجابي للغاية.
في آذار/مارس 2017، عُقد مؤتمر دولي حول أفغانستان في طشقند، أوزبكستان، ركز على عملية السلام والتعاون الأمني والتواصل الإقليمي.
وأسفر المؤتمر عن اعتماد “إعلان طشقند”، الذي أرسى المبادئ والشروط الأساسية لحل النزاع الأفغاني بالوسائل السلمية، ووضع آلية المفاوضات اللازمة لبدء الاتصال بين الحكومة الأفغانية والمعارضة المسلحة، فضلاً عن تنسيق الإجراءات الدولية المشتركة اللازمة لدعم هذه العملية. وتعد هذه الوثيقة دليل على أن اتباع نهج موحد لحل النزاع الأفغاني وتنفيذه من خلال الجهود المشتركة قد يسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق الاستقرار في أفغانستان وإعادة بناء ذلك البلد.
اضافة الى ان أوزبكستان بصدد تعزيز مبادراتها من خلال المشاركة العملية في تنفيذ عدد من المشاريع الرامية إلى إنعاش الاقتصاد الأفغاني الذي تضرر من جراء الحرب الطويلة: تزود أوزبكستان أفغانستان بالطاقة الكهربائية، وتقيم الجسور، وتشيد السكك الحديدية والطرق السريعة، وتقدم المعونة الإنسانية، وتقوم بتنمية الصلات الثقافية.
وفي الوقت نفسه، يهدف بلدنا إلى تحقيق التنفيذ العملي للمبادرات التالية في مجالات إنتاج الطاقة، والنقل، والتجارة، والتعليم والتي هي ذات أهمية حيوية لأفغانستان.
المشروع المهم الأول هو مشروع خط الكهرباء سورخان – بولي – خمري، بطول 260 كيلومتراً. سيؤدي إنشاء خط الكهرباء هذا إلى زيادة صادرات الطاقة الكهربائية من أوزبكستان إلى أفغانستان بنسبة 70 في المئة، لتصل إلى 6 مليار كيلوواط/ساعة سنوياً.
يمكن أن يصبح خط الطاقة هذا جزءًا من مشروع Casa -1000. تبلغ تكلفة المشروع 150 مليون دولار. وتجدر الإشارة إلى أن صادرات الطاقة إلى أفغانستان قد نمت ثلاثين ضعفاً منذ عام 2002. لقد خفضت أوزبكستان تكلفة الطاقة المصدرة إلى أفغانستان بنسبة 35 في المئة منذ كانون الثاني /يناير 2018.
خفضت أوزبكستان تكلفة الطاقة المصدرة إلى أفغانستان بنسبة 35 في المئة اعتباراً من كانون الثاني/يناير 2018. وسيكون خط السكك الحديدية الأول امتداداً لخط السكك الحديدية بين حيراتون ومزار الشريف ؛ وسيصبح الخط الثاني جزءاً من ممر النقل الذي يربط بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وأوزبكستان وباكستان والهند ودول جنوب شرق آسيا.
وسيسهم إطلاق مشروع مزار الشريف – هرات، الذي تبلغ تكلفته حوالي 3 مليارات دولار، إسهاماً كبيراً في الانتعاش الاقتصادي لأفغانستان. وسيوفر فرص عمل لـ 000 30 أفغاني، وسيمكّن كابول من تحصيل ما يصل إلى 500 مليون دولار كرسوم عبور. ومن المتوقع أن يسمح المشروع بنقل 5.3 ملايين طن من البضائع خلال السنة الأولى، مع نمو لاحق يصل إلى 15 مليون طن في السنة.
وعلاوة على ذلك، من المقرر بناء خط الكهرباء سورخان – بولي – خمري – دوشي – سراباي – جلال آباد – بشاور جنباً إلى جنب مع خط السكك الحديدية الجديد، الذي سيزودها بالكهرباء.
المشروع الثالث الذي تدعمه أوزبكستان هو تدريب الأخصائيين الأفغان. تم إنشاء مركز تعليمي لتدريب المواطنين الأفغان في ترميز. وتتمثل مهمته الرئيسية في تعليم وتدريب المتخصصين على مناهج التعليم العالي (17 برنامجاً) ومناهج التعليم المهني (16 برنامجاً). يدرس في المركز حوالي 130 طالب. يستمر التدريب عامين ويتوج بمنح درجة البكالوريوس. هناك خطط لتوسيع المركز.
ويشكل تعزيز التجارة مع أفغانستان مجالاً آخر من المجالات الهامة التي تركز عليها أوزبكستان. تم إنشاء مركز لوجستي دولي يسمى تيرمز كارغو مع محطة جمركية في ترمز. ويهدف المركز إلى تعزيز تدفقات الصادرات والواردات والشحنات العابرة بين البلدين، مع إتاحة الفرصة للوصول إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
ومن المقرر القيام بعدد من العمليات التجارية التي تنتج سلعاً جاهزة مطلوبة للمشاريع والبرامج الأفغانية كجزء من منطقة تيرميز الاقتصادية الحرة المنشأة خصيصاً.
وتفكر أوزبكستان أيضاً في إقامة تعاون مع أفغانستان في مجال المركبات والمعدات الزراعية وإنتاج المنسوجات. بالإضافة إلى ذلك، ينظر أخصائيون أوزبكيون في مساعدة الأفغان على استغلال مخزونات واعدة من النفط والغاز في شمال أفغانستان.
التعليقات مغلقة.