الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال تفيد القوات في أنحاء العالم
أسرة يونيباث
إن الدروس التي ينقلها كبير الرقباء بالقوات الجوية الأفغانية عبد المجيد وطندوست إلى طلابه يمكن أن تمثل الفرق بين الحياة والموت في ميدان القتال.
فبصفته كبير المدربين الطبيين لجناح قندهار الجوي في جنوبي أفغانستان، يدرّس وطندوست الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال للمسعفين الجويين. وما يتعلمونه من هذه الدورة أمر حيوي لدعم مهام عسكرية ناجحة وإنقاذ أرواح الرفاق الجرحى.
![كبير الرقباء بالقوات الجوية الأفغانية عبد المجيد وطندوست، وكبير المدربين الطبيين في جناح قندهار الجوي، يتسلم مرجعاً حول طب الطوارئ في ختام دورة تدريبية استمرت أربعة أسابيع حول الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال والدعم الأساسي للحياة. [رقيب لوك رولينز/ الجيش الأمريكي]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2014/10/8153822.jpg)
ولكن الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال ليست قاصرة على المسعفين وحسب. فهذه الدورة بالذات مصممة “لتدريب المدربين”. فالمسعفون الجويون مكلفون بنقل معرفتهم الجديدة إلى الأفراد العسكريين الذين لايعملون في المجال الطبي، الذين غالباً ما يكونون أول من يعالج المصابين في ميدان القتال.
وهذه المهارات تساعد الجنود المقاتلين في إكمال مهامهم، وفي الوقت نفسه تجنب الوفيات التي يمكن تلافيها. فالغالبية العظمى من الوفيات القتالية تحدث قبل وصول الجندي إلى مرفق طبي. والرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، التي هي أساساً مزيج من التكتيكات العسكرية والطبية، تساعد الجنود في إبقاء المرضى على قيد الحياة لفترة كافية حتى يصلوا إلى الأطباء وطاولات الجراحة.
قال وطندوست، “لقد أردت فقط مساعدة المحاربين الجرحى وجميع إخواني الأفغان”.
وفي كانون الثاني/ يناير 2013 تم الترخيص لوطندوست بممارسة الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، مما يسمح له بتدريب مسعفين آخرين والترخيص لهم – وهو إسهامه الشخصي لمستقبل بلاده. قال، “أعتقد أن أفغانستان سوف تعتمد على نفسها، ولكن علينا أن نعمل بجد. إن ما تعلمته، وأواصل تعلمه، يجب أن أدرّسه للمسعفين في عيادتي، وإلا لن نكون قادرين على أداء مهمتنا”.
وفي حين أن أهداف الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال بسيطة، فإن تحقيقها يتطلب عملية معقدة لصنع القرار وسط بيئات قتالية تتسم بضغوط عالية:
علاج المصاب
منع وقوع إصابات إضافية
استكمال المهمة
أصول قوات العمليات الخاصة
تشتمل الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، التي طورتها قيادة العمليات الخاصة مبدئياً في منتصف تسعينات القرن العشرين، على الدروس المستفادة من الخبرات في العراق، وأفغانستان وأماكن أخرى. وقد أسهم الدرع الواقي الأفضل والأجهزة الطبية – مثل ضمادات التقنية العالية التي تعجّل بتخثر الدم – في إنقاذ أرواح، ولكن الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال لعبت دوراً هاماً في زيادة معدل بقاء المقاتلين على قيد الحياة.
لقد تم اعتماد إرشادات الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، التي صُممت في بادئ الأمر لقوات العمليات الخاصة، لدى جميع القوات العسكرية الأمريكية ونُقلت إلى الكثير من الدول الشريكة. والواقع، أن دراسة استبيانية للجنود المقاتلين الأمريكيين وجدت أن العسكريين يقدّرون تدريب الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال وأنه يأتي في المرتبة الثانية فقط بعد التدريب الفردي على الأسلحة. وهذا يجسّد الكيفية التي تُدخل بها قوات العمليات الخاصة ابتكارات رائدة لصالح جميع الجنود.
نظرة عامة على الرعاية التكيتكية للمصابين في القتال
يجب على الجنود أن يكونوا مستعدين لتوفير الرعاية الطبية تحت جنح الظلام، وفي الأحوال الجوية القاسية، والأهم، تحت نيران العدو. ووفقاً لمقدمة النظام الصحي العسكري الأمريكي للرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، فإن “الطب الجيد يمكن أن يكون أحياناً تكتيكاً سيئاً؛ والتكتيك السيئ يمكن أن يتسبب في قتل الجميع أو يدفع المهمة إلى الفشل. والقيام بالفعل الصحيح في الوقت الصحيح أمر بالغ الأهمية”.
![كبير الرقباء بالقوات الجوية الأفغانية عبد المجيد وطندوست، في الوسط، كبير المدربين الطبيين في جناح قندهار الجوي، يعطي درساً حول الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال. [رقيب لوك رولينز/ الجيش الأمريكي]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2014/10/8740162.jpg)
تحدد الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، التي تنقسم إلى ثلاث مراحل – الرعاية تحت إطلاق النار، والرعاية التكتيكية في الميدان والرعاية التقييمية التكتيكية – الكيفية التي يجب أن يباشر بها الجنود العلاج الطبي. فعلى سبيل المثال، عندما يُصاب جندي بطلق ناري، التي تُعرف أيضاً بمرحلة الرعاية تحت إطلاق النار، فإن أول شيء ينبغي على رفيق غير مصاب أن يفعله هو ألا يرعى الجندي، وإنما يقوم بدلاً من ذلك بالرد على إطلاق النار على أمل منع مزيد من الإصابات. والخطوة التالية هو أن ينقل المصاب إلى مكان آمن، ويقوم بسرعة بتقييم نزيف الذراعين والساقين، ويعمل، إذا دعت الحاجة، على استخدام أداة ضغط لوقف النزيف.
في الماضي، كان الجنود يعتقدون خطأ أن أداة الضغط لوقف النزيف تضر أكثر مما تنفع ويكلّف الرفاق أذرعهم وسيقانهم. واليوم، يفخر المسعفون بالترويج لأداة ضغط متواضعة لوقف النزيف بوصفها واحدة من أكثر الأدوات الطبية قيمة في ميدان القتال. وقد تبين أن معدلات بقاء الجنود الذين تم علاجهم على الفور بهذه الأداة الأساسية، على قيد الحياة كانت أعلى بكثير.
يتم تحديث إرشادات التدريب بصورة مستمرة لضمان تطبيق أفضل الممارسات على التقلبات القتالية المتغيرة دوماً.
تبادل المعلومات
انتشر تدريب الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال لدى الجيوش حول العالم نظراً لتأثيره العميق على إنقاذ الأرواح. وساعدت التدريبات المتعددة الأطراف المدربين الطبيين من مختلف الدول على تبادل هذه التكتيكات وأفضل الممارسات. فعلى سبيل المثال، خلال تدريب الأسد المتأهب 2012 في الأردن، الذي شاركت فيه قوات من 19 دولة، خضع المسعفون لدورة تجديدية حول أحدث الاتجاهات في الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال.
قال النقيب روب كلونتز، الذي شارك في تدريب الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال أثناء تمرين الأسد المتأهب، “لديك قواتك البرية التي تجتمع سوياً وتتبادل المعلومات والتكتيكات. وباستطاعتنا أن نفعل الشيء ذاته في المجال الطبي. وفي رأيي أن هذا الأمر لا يختلف كثيراً في الواقع”.
اتفق العقيد الأردني راتب أبو زيد من المركز التعليمي الوطني للاسعاف والطوارئ في عمّان، حيث أجري جزء من التدريب على الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، مع زميله في هذا الرأي.
وقال أبو زيد، “من المهم جداً تدريب معلمينا جيداً حتى يتمكنوا من نشر هذا التكتيك على جنودنا وضباطنا في كل أنحاء القوات المسلحة الأردنية”.
إن هذه الأنواع من التبادلات الطبية تتم في جميع أنحاء المنطقة. فبعد هجوم على مخفر يقع على الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان قبل عدة سنوات الذي قتل فيه عدد من حرس الحدود الطاجيك، قرر القادة العسكريون أن الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال ربما كانت قد أنقذت أرواح أولئك الرجال. وفي عام 2011، تلقى حرس الحدود من ستة مخافر في منطقة شوروباد تدريباً جديداً على إدارة العلاج الطبي خلال المناوشات مع تجار المخدرات أو التنظيمات المتطرفة والأرهابية.
التركيز في المستقبل
مع تطور التكنولوجيا، والتدريب والطب، تتطور أيضاً الرعاية الطبية في ميدان القتال. بل إن القادة العسكريين يتوقعون أن يصبح علاج الجنود قبل وصولهم إلى منشأة طبية، أكثر نجاحاً في زيادة معدلات بقاء الجرحى على قيد الحياة.
وسوف تشكل التحديثات الدورية على إرشادات الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، فضلاً عن التدريب المتعدد الجنسيات لتبادل أفضل الممارسات والخبرات، مستقبل الرعاية الطبية أثناء القتال.
ثلاث مراحل للرعاية التكتيكية للمصابين في القتال
- الرعاية تحت إطلاق النار: تُقدم تحت نيران العدو. لا تُقدم سوى الرعاية الأساسية البسيطة، مثل الضغط لوقف النزيف الذي يهدد حياة المصاب، حتى يتمكن المستجيب الأول من الرد على النيران ومنع وقوع إصابات إضافية بالجندي الجريح وفريقه.
- الرعاية التكتيكية في الميدان: تُقدم متى هدأت النيران المعادية. الأجهزة الطبية محدودة، ولكن يمكن توفير علاج أكثر مما يتوفر في المرحلة السابقة، مثل ضمان حصول الجندي على قدر كاف من الأوكسجين.
- الرعاية التقييمية التكتيكية: تُقدم أثناء نقل الجريح إلى المستشفى.
المصادر: “رعاية صدمات ميدان القتال في الماضي والحاضر: عقد من الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال”، بقلم المقدم بحري الأمريكي (المتقاعد) فرانك كيه. بتلر، طبيب، وعقيد الجيش الأمريكي لورن إتش. بلاكبورن، طبيبة؛ مجلة الصدمات وجراحة الحالات الحرجة؛ رعاية مصابي القتال: دروس مستفادة من عملية الحرية المستدامة وعمليةتحرير العراق، مكتب وزير الصحة الأمريكي، 2012؛ مجلة الحروب الخاصة؛ الجيش الأمريكي؛ النظام الصحي العسكري الأمريكي
Comments are closed.