ثمار السلام في أفغانستان

من‭ ‬شأن‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬دستور‭ ‬البلاد‭ ‬أن‭ ‬تحسن‭ ‬مستوى‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

أحمد‭ ‬فريد‭ ‬فوروزي مدير‭ ‬برنامج،‭ ‬المساواة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والديمقراطية

كانت‭ ‬أفغانستان إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬دولة‭ ‬مسالمة‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬حكم‭ ‬سردار‭ ‬داود‭ ‬خان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1978‭. ‬وبعد‭ ‬تدخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬وغزوه‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬أصبحت‭ ‬أفغانستان‭ ‬وشعبها‭ ‬ضحايا‭ ‬للصراعات‭ ‬المسلحة‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬المستمرين‭. ‬وخلق‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬حالة‭ ‬دفعت‭ ‬المجتمع‭ ‬الأفغاني،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الشباب،‭ ‬إلى‭ ‬التطرف‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬جماعات‭ ‬أجنبية‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬لمقاومة‭ ‬الغزو‭ ‬السوفيتي‭. ‬زادت‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬المحلية‭ ‬والعابرة‭ ‬للحدود‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أفغانستان‭ ‬ملاذًا‭ ‬آمنًا‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬العالمية‭ ‬مثل‭ ‬القاعدة،‭ ‬التي‭ ‬خططت‭ ‬لهجمات‭ ‬إرهابية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬2001‭.‬

وقد‭ ‬أتاح‭ ‬تدخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬نظام‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬لأفغانستان‭ ‬فرصة‭ ‬نادرة‭ ‬لوضع‭ ‬دستور‭ ‬جديد‭ ‬ونظام‭ ‬سياسي‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬المبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتحسين‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لشعبها‭.‬

‭ ‬وأدت‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬معونة‭ ‬أجنبية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بقيادة‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلى‭ ‬تحسينات‭ ‬كبيرة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬للمجتمع‭ ‬الأفغاني‭. ‬وارتفع‭ ‬معدل‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬للأفغان‭ ‬من‭ ‬56‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬إلى‭ ‬64‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭. ‬وارتفع‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للفرد‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بـ‭ ‬197‭ ‬دولارًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬إلى‭ ‬544‭ ‬دولارًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭. ‬ويلتحق‭ ‬بالمدارس‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬فتى‭ ‬وفتاة،‭ ‬وتم‭ ‬بناء‭ ‬000‭ ‬13‭ ‬مدرسة‭ ‬جديدة‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬الدوليون‭ ‬يركزون‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬البلد‭ ‬ونماءه،‭ ‬لاحت‭ ‬عودة‭ ‬طالبان‭ ‬وجماعات‭ ‬المعارضة‭ ‬المسلحة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الأفق‭. ‬ويشكل‭ ‬التوسع‭ ‬التدريجي‭ ‬لأنشطتها‭ ‬المقلقة‭ ‬تهديدات‭ ‬أمنية‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الأفغان‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬البلد‭. ‬أبلغت‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬عن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭ (‬3,804‭ ‬قتيل‭ ‬و‭ ‬7‭,‬189‭ ‬جريح‭) ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬وذلك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬تسجيل‭ ‬أعداد‭ ‬الضحايا‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أدى‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬إلى‭ ‬إبطاء‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬وتشويه‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭. ‬تباطأ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأفغاني،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينمو‭ ‬بمعدل‭ ‬قياسي‭ ‬بلغ‭ ‬21‭.‬4‭ ‬٪‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬7‭ ‬٪‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وانخفض‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬من‭ ‬4‭.‬4‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬إلى‭ ‬0‭.‬3‭ ‬٪‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭. ‬وبدأت‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬رؤوس‭ ‬أموالها‭ ‬إلى‭ ‬أسواق‭ ‬مستقرة‭ ‬خارج‭ ‬البلد،‭ ‬مما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬البطالة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بين‭ ‬الخريجين‭ ‬الجدد‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬المحبط‭ ‬غادر‭ ‬أو‭ ‬يخطط‭ ‬لمغادرة‭ ‬البلاد‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬معيشة‭ ‬مرضية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭.‬

شاحنات تحمل بضائع للتصدير تمر عبر الجمارك في جلال أباد، أفغانستان. يعد السلام بتحسين التجارة بين البلاد وجيرانها.
رويترز

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أصبح‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬أمراً‭ ‬مكلفاً‭ ‬سياسياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجماعات‭ ‬المعارضة‭ ‬المسلحة‭ ‬ومؤيديها‭ ‬الأجانب‭. ‬وقد‭ ‬أطلقت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬الدوليون،‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬جهوداً‭ ‬عسكرية‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬كانت‭ ‬فعالة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬تكثيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬جماعات‭ ‬المعارضة‭ ‬المسلحة‭ ‬وتهميش‭ ‬مؤيديها‭ ‬الأجانب‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬المتعدد‭ ‬الأوجه‭ ‬أمراً‭ ‬ضرورياً،‭ ‬ومثّل‭ ‬فرصة‭ ‬للأطراف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬لكي‭ ‬تدرك‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العنف‭ ‬وحده‭ ‬وأن‭ ‬التفاوض‭ ‬السلمي‭ ‬على‭ ‬المطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الجميع‭.‬

بعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬العنف،‭ ‬حدث‭ ‬التحرك‭ ‬الملحوظ‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬عندما‭ ‬وقع‭ ‬قلب‭ ‬الدين‭ ‬حكمتيار،‭ ‬زعيم‭ ‬الحزب‭ ‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬مجموعة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬ضد‭ ‬القوات‭ ‬السوفيتية،‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬2016‭. ‬وبالمثل،‭ ‬قدّمت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬لطالبان‭ ‬عرضاً‭ ‬تاريخياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬السلام‭ ‬والتعاون‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬في‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬2018‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تفصيل‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬رسمية‭ ‬تسمى‭ “‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭” ‬وتم‭ ‬تقديمه‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬جنيف‭ ‬حول‭ ‬أفغانستان‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬27‭ ‬إلى‭ ‬28‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬2018‭.‬

وتمثل‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬للحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬وجدول‭ ‬أعمالها‭ ‬السياسي‭ ‬للمحادثات‭ ‬المحتملة‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الأفغانية‭. ‬وأعقب‭ ‬خطة‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬إعلان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬الرئيس‭ ‬الأفغاني‭ ‬احتفالاً‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭. ‬وردت‭ ‬الطالبان‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بإعلان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭. ‬وقد‭ ‬مثلت‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬الملحوظة‭ ‬تنازلات‭ ‬تاريخية‭ ‬تعكس‭ ‬ميل‭ ‬طالبان‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬إلى‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬تسوية‭ ‬سلمية‭ ‬للصراع‭ ‬الدائر‭.‬

رفضت‭ ‬طالبان‭ ‬الاجتماع‭ ‬مباشرة‭ ‬بالحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬وطالبت‭ ‬بعملية‭ ‬تفاوض‭ ‬من‭ ‬خطوتين‭: ‬الأولى،‭ ‬معالجة‭ ‬الجوانب‭ ‬الدولية‭ ‬لاتفاق‭ ‬سلام‭ ‬محتمل‭ (‬مثل‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومستقبل‭ ‬علاقتها‭ ‬بالجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ )‬،‭ ‬والثانية،‭ ‬إجراء‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬والجماعات‭ ‬السياسية‭ ‬بشأن‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ (‬مثل‭ ‬المسائل‭ ‬الدستورية‭ ‬وتنظيم‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة‭). ‬ولتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الغاية،‭ ‬أطلقت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عملية‭ ‬مفاوضات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬كاملة‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬الدوحة،‭ ‬قطر،‭ ‬بقيادة‭ ‬مبعوثها‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬والعراق،‭ ‬زلماي‭ ‬خليل‭ ‬زاد‭.‬

اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬ربيع‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬شهدت‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬طالبان‭ ‬وممثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬سبع‭ ‬جولات‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬المكثفة،‭ ‬وقدأحرز‭ ‬بعض‭ ‬التقدم‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ملاحظات‭ ‬الطرفين‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬فإن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المحادثات‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الأفغانية‭ ‬لم‭ ‬تبدأ‭ ‬بعد‭.‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬يستحق‭ ‬المتابعة‭: ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لأفغانستان،‭ ‬فإن‭ ‬التسوية‭ ‬السلمية‭ ‬للصراعات‭ ‬الجارية‭ ‬تتيح‭ ‬إمكانية‭ ‬الإسهام‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لشعب‭ ‬أفغانستان‭ ‬والبلدان‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للسلام‭ ‬والمصالحة‭ ‬أن‭ ‬يحسنا‭ ‬اقتصاد‭ ‬أفغانستان‭ ‬وحياتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬آفاق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي

أدى‭ ‬العنف‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬وانعدام‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬أفغانستان‭ ‬وباكستان‭. ‬وكان‭ ‬لهذه‭ ‬الحواجز‭ ‬آثار‭ ‬ضارة‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬أفغانستان‭ ‬وباكستان،‭ ‬وعلى‭ ‬التجارة‭ ‬الإقليمية‭ ‬بين‭ ‬جنوب‭ ‬ووسط‭ ‬آسيا‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬انخفض‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬أفغانستان‭ ‬وباكستان‭ ‬من‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬إلى‭ ‬1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬الحالي‭ ‬بين‭ ‬جنوب‭ ‬ووسط‭ ‬آسيا‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يُذكر‭. ‬ويمكن‭ ‬لأفغانستان‭ ‬تنعم‭ ‬بالسلام‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬احتمالات‭ ‬جني‭ ‬فوائد‭ ‬اقتصادية‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ربط‭ ‬الصناعات‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬بالمواد‭ ‬الخام‭ ‬والطاقة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى،‭ ‬وتيسير‭ ‬تصدير‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬وبلدان‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬الأخرى‭.‬

بالفعل‭ ‬فإن‭ ‬لدى‭ ‬أفغانستان،‭ ‬باعتبارها‭ ‬جسراً‭ ‬برياً‭ ‬واسعاً‭ ‬بين‭ ‬جنوب‭ ‬ووسط‭ ‬آسيا،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬تجاري‭ ‬إقليمي‭ ‬وتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬التبادلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬والبلدان‭ ‬المتجاورة‭. ‬وسيجد‭ ‬الشباب‭ ‬الأفغاني‭ ‬العاطل،‭ ‬والمعرض‭ ‬حاليا‭ ‬لخطر‭ ‬الهجرة‭ ‬أو‭ ‬التلقين‭ ‬العقائدي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬وجماعة‭ ‬المعارضة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬فرصاً‭ ‬للعمل‭. ‬وستصل‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬والمعادن‭ ‬والحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬الأفغانية‭ ‬بسهولة‭ ‬إلى‭ ‬أسواق‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬المربحة‭. ‬وسيستأنف‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬الرئيسية‭ ‬لنقل‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬توقفت‭ ‬بسبب‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭.‬

لم‭ ‬يتم‭ ‬القيام‭ ‬بمشروعي‭ ‬تابي‭ ‬وكاسا‭ – ‬1000،‭ ‬وهما‭ ‬مشروعان‭ ‬رئيسيان‭ ‬لنقل‭ ‬الطاقة‭ ‬تم‭ ‬البدء‭ ‬بهما‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬بسبب‭ ‬أنشطة‭ ‬المتمردين‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬والمناطق‭ ‬القبلية‭ ‬في‭ ‬باكستان‭. ‬في‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬تم‭ ‬اطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬الغاز‭ ‬بين‭ ‬تركمانستان‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وباكستان‭ ‬والهند،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬طوله‭ ‬735‭ ‬1‭ ‬كيلومترا،‭ ‬بهدف‭ ‬نقل‭ ‬احتياطيات‭ ‬تركمانستان‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬عبر‭ ‬أفغانستان‭ ‬إلى‭ ‬باكستان‭ ‬والهند‭. ‬وسوف‭ ‬يتمتع‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬32‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬سنوياً‭ ‬لاثنين‭ ‬من‭ ‬أضخم‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬ــ‭ ‬الهند‭ ‬وباكستان‭ ‬ــ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أفغانستان‭.‬

صبي أفغاني يدفع عربة يد في مزار الشريف. يتوقع الخبراء أن أفغانستان ستحتاج إلى المزيد من المساعدات الخارجية لإعادة بناء اقتصادها. صور غيتي

كاسا‭ – ‬1000‭ ‬هو‭ ‬خط‭ ‬لنقل‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهرومائية‭ ‬من‭ ‬قيرغيزستان‭ ‬وطاجيكستان‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬وباكستان‭ (‬وربما‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭). ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هذين‭ ‬البلدين‭ ‬الجبليين‭ ‬فائض‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تعاني‭ ‬أفغانستان‭ ‬وباكستان‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬مزمن‭ ‬في‭ ‬الكهرباء‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجاتهما‭ ‬المنزلية‭ ‬والصناعية‭ ‬السريعة‭ ‬النمو‭. ‬يعوق‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬المتكرر‭ ‬في‭ ‬باكستان‭ ‬أثناء‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الصناعي،‭ ‬ويضر‭ ‬بالشركات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الوظائف‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يعيشون‭ ‬بدون‭ ‬كهرباء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭.‬

وسيتسنى‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المماثلة‭ ‬إذا‭ ‬استعيد‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الازدهار‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للأفغان،‭ ‬بل‭ ‬وأيضاً‭ ‬لشعوب‭ ‬منطقتي‭ ‬وسط‭ ‬وجنوب‭ ‬آسيا‭. ‬

آفاق‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية

وبفضل‭ ‬مساعدة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬حقق‭ ‬المجتمع‭ ‬الأفغاني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحسينات‭ ‬الاجتماعية‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الأفغاني‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلد‭. ‬وأدى‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬الدولة‭ ‬وإعاقة‭ ‬الجهود‭ ‬الإنمائية‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والوكالات‭ ‬المانحة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭.‬

لا‭ ‬يزال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الأفغان‭ (‬54.5‭ ‬في‭ ‬المئة‭) ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر؛‭ ‬ويموت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفغان‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬يمكن‭ ‬علاجها‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الحديثة؛‭ ‬ويعاني‭ ‬25‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الأفغان‭ ‬من‭ ‬البطالة‭. ‬فالشباب‭ ‬الأفغان‭ ‬العاطلون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬يختارون‭ ‬إما‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يصبحوا‭ ‬أحيانا‭ ‬ضحايا‭ ‬للتلقين‭ ‬وغسل‭ ‬الأدمغة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭.‬

وبالتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سلمي‭ ‬للصراع‭ ‬الدائر،‭ ‬ستتمكن‭ ‬الدولة‭ ‬الأفغانية‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬لضمان‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الحيوية‭ ‬للمواطنين‭ ‬الأفغان‭. ‬ويمكن‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬معظم‭ ‬المدارس‭ ‬التي‭ ‬أغلقت‭ ‬إما‭ ‬بسبب‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬التمويل‭. ‬ويمكن‭ ‬لتوفير‭ ‬التعليم‭ ‬أن‭ ‬يزود‭ ‬الشباب‭ ‬بالمعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬التحاقهم‭ ‬بالمدارس‭ ‬الدينية‭ ‬غير‭ ‬المسجلة‭ ‬التي‭ ‬تعلم‭ ‬الطلاب‭ ‬الإيديولوجيات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والعنف‭. ‬فأفغانستان‭ ‬المزدهرة‭ ‬ستتيح‭ ‬فرصاً‭ ‬وفيرة‭ ‬للأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعمالة‭ ‬داخل‭ ‬أفغانستان،‭ ‬مما‭ ‬سيقلل‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬للشباب‭ ‬الأفغاني‭ ‬المتعلم‭ ‬ومن‭ ‬هجرة‭ ‬العقول‭.‬

وأخيراً‭ ‬وليس‭ ‬آخراً،‭ ‬يمكن‭ ‬لمنطقة‭ ‬تنعم‭ ‬بالأمن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬فرصا‭ ‬للتعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬الشعبية‭ ‬بين‭ ‬أفغانستان‭ ‬والبلدان‭ ‬المجاورة‭. ‬ويمكن‭ ‬للتبادلات‭ ‬الثقافية‭ ‬والمدنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المجدية‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬—‭ ‬من‭ ‬واضعي‭ ‬السياسات‭ ‬إلى‭ ‬المواطنين‭ ‬العاديين‭ ‬—‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬أفضل‭ ‬لمعاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الأفغاني‭ ‬وتحدياته،‭ ‬والآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للأيديولوجيات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وبناء‭ ‬الدعم‭ ‬لمطالب‭ ‬الشعب‭ ‬الأفغاني‭ ‬بالسلام‭ ‬الدائم‭ ‬والتسامح‭ ‬الواسع‭ ‬النطاق‭.‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬جهود‭ ‬المصالحة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المراحل‭ ‬حسماً‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الأفغانية،‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لأن‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬والجماعات‭ ‬السياسية‭ ‬وجماعات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬معاً‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق،‭ ‬وأن‭ ‬تستعد‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬بموقف‭ ‬موحد‭ ‬ومعقول‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭. ‬وقد‭ ‬يشمل‭ ‬ذلك‭ ‬مراجعة‭ ‬مشتركة‭ ‬لخطة‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬للسلام‭ ‬والمصالحة،‭ ‬“خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام”،‭ ‬وتعديلها‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مدخلات‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وجماعات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الجاري‭ ‬مع‭ ‬الطالبان،‭ ‬ستحتاج‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬عندئذ‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تحديد‭ ‬سياساتها‭ ‬واستراتيجياتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬وإعادة‭ ‬تنظيمها‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستغلال‭ ‬الكامل‭ ‬للفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الجديدة‭. ‬وقد‭ ‬يشمل‭ ‬ذلك‭ ‬تحليل‭ ‬أنماط‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬محددة‭ ‬تكون‭ ‬مجدية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تحفز‭ ‬التزام‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬بالسلام‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لسياسات‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الشاملة‭ – ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إدماج‭ ‬المنتسبين‭ ‬لطالبان‭ ‬والعائدين‭ ‬والمشردين‭ ‬داخليا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وعملية‭ ‬العدالة‭ ‬الانتقالية‭ ‬للمحاربين‭ ‬السابقين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استدامة‭ ‬السلام‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬نشوب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الصراع‭. 

التعليقات مغلقة.