أهمية القوات البحرية المشتركة

قوات‭ ‬المهام‭ ‬البحرية‭ ‬ستستفيد‭ ‬من‭ ‬تعميق‭ ‬مشاركة‭ ‬البلدان‭ ‬الشريكة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط

ملازم‭ ‬ميتشل‭ ‬فاينز،‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الملكية‭ ‬الأسترالية‭  |  ‬الصور‭ ‬بعدسة‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة
تضفي القوة‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬عدة‭ ‬جنسيات‭ ‬قيمة‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬البحرية‭ ‬الشاسعة،‭ ‬إذ‭ ‬يساهم‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المشاركة‭ ‬بباقة‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬والخبرات‭ ‬والمعارف،‭ ‬وتساهم‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬من‭ ‬دورات‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬النتيجة‭ ‬المنشودة‭.‬
تنفذ‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬مهامها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قوات‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬و‮«‬151‮»‬‭ ‬و‮«‬152‮»‬؛‭ ‬حيث‭ ‬تركز‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ويحدث‭ ‬ذلك‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عمليات‭ ‬بحرية‭ ‬يبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬مساحتها‭ ‬3‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬وتعتمد‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬على‭ ‬تعاون‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية،‭ ‬وتحرز‭ ‬نجاحاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مهامها؛‭ ‬ومثال‭ ‬ذلك‭ ‬أنَّها‭ ‬تمكَّنت‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬23‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وكميات‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬74‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬وكميات‭ ‬تتجاوز‭ ‬قيمتها‭ ‬48‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬عام‭ ‬2019‭.‬
وتساهم‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مهام‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬نشاط‭ ‬الدعم‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬البحرين؛‭ ‬وقد‭ ‬تحلّت‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬المنصرمة‭ ‬بخصال‭ ‬الاحترافية‭ ‬والالتزام‭ ‬والتفاني،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تواصل‭ ‬جذب‭ ‬عدد‭ ‬متنامي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عددها‭ ‬الآن‭ ‬33‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬شتّى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهام‭. ‬وتتمتَّع‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬بتشكيل‭ ‬عسكري‭ ‬راسخ‭ ‬الأركان،‭ ‬إذ‭ ‬يمتد‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬2001،‭ ‬وتحوَّلت‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬تضم‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬الذين‭ ‬يجاهدون‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬القواعد‭.‬
‭ ‬وتجري‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬عمليات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬والعمل‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وتعتبر‭ ‬المحاور‭ ‬الثلاثة‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬لبناء‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المهام؛‭ ‬أمّا‭ ‬عمليات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الناجحة،‭ ‬فكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬بحَّارة‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبث‭ ‬الطمأنينة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المجتمع‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تدعم‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية؛‭ ‬وأمّا‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬والعمل‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فيساهمان‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬والدعم‭ ‬اللازمين‭ ‬لمواصلة‭ ‬العمل‭.‬
سفينة بحرية تابعة لقوة المهام المشتركة «151» ترافق سفينة تجارية في إطار مهامها لمكافحة القرصنة.
‭ ‬وتركز‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬151‮»‬‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والبلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بمفردها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتشارك‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬151‮»‬‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬شاملة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬القرصنة‭ ‬والسطو‭ ‬المسلّح‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عدن،‭ ‬وتتولَّى‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬منذ‭ ‬إنشائها‭ ‬عام‭ ‬2009،‭ ‬وقد‭ ‬ساهم‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬الحوادث‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقرصنة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير؛‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬ينبغي‭ ‬لسائر‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬أن‭ ‬تشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬لتأمين‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬
‭ ‬وأخيراً،‭ ‬تتولَّى‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬152‮»‬‭ ‬تنسيق‭ ‬عمليات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬داخل‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وقد‭ ‬ازدهرت‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬منذ‭ ‬إنشائها‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬ويتولَّى‭ ‬قيادتها‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬والشركاء‭ ‬الإقليميين‭ ‬الآخرين‭ ‬مثل‭ ‬الأردن،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬عمليات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والتوافق‭ ‬العملياتي‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬مستمر‭ ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬152‮»‬‭.‬
‭ ‬انجازات‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬ا150ب
تكمن‭ ‬مهمة‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬في‭ ‬حرمان‭ ‬الإرهابيين‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬ضبط‭ ‬المخدرات‭ ‬والأسلحة‭ ‬والفحم،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬تهريب‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬لتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬العمليات،‭ ‬وقد‭ ‬أجرت‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأعوام‭ ‬الخمسة‭ ‬الماضية‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬500‭ ‬عملية‭ ‬تفتيش‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬السفن‭ ‬والمراكب،‭ ‬وضبطت‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬130‭,‬000‭ ‬كيلوجرام‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬كالحشيش‭ ‬والهيروين‭ ‬والميثامفيتامين‭ ‬والكوكايين،‭ ‬وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬هذه‭ ‬المضبوطات‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لتجفيف‭ ‬منابع‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬والأنشطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬به‭.‬
‭ ‬ومن‭ ‬الفوائد‭ ‬الأخرى‭ ‬لهذه‭ ‬المضبوطات‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تدفق‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المجتمعات‭ ‬المعرضة‭ ‬لخطر‭ ‬التضرر‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬وجهتها‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أنَّ‭ ‬التعاون‭ ‬الذي‭ ‬يتجلَّى‭ ‬داخل‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬يعزز‭ ‬قدرة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬عظيمة‭ ‬الأثر،‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬تعاون‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬نادراً‭ ‬ما‭ ‬تعمل‭ ‬معاً‭ ‬أو‭ ‬تتحدث‭ ‬لغة‭ ‬مشتركة‭.‬
ما‭ ‬دواعي‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬ا150ب؟‭ ‬
يعتمد‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬لتحفيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬المعيشة‭ ‬أو‭ ‬تحسينها؛‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬يسمح‭ ‬استقرار‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬البحرية‭ ‬بتدفق‭ ‬السلع‭ ‬والبضائع‭ ‬بسهولة‭ ‬ويسر‭ ‬عبر‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭.‬
طائرة عسكرية تمسح المساحات المائية بين اليمن والصومال في إطار مهام قوة المهام المشتركة «151».
‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬توفر‭ ‬فرصة‭ ‬عظيمة‭ ‬لمكافحة‭ ‬تهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬والأسلحة‭ ‬والفحم‭ ‬أو‭ ‬الأنشطة‭ ‬الأخرى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالإرهاب،‭ ‬وتتمثَّل‭ ‬الميزة‭ ‬الأخرى‭ ‬لمن‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬بحراً‭ ‬أو‭ ‬أرضاً‭ ‬أو‭ ‬جواً‭ ‬في‭ ‬أنَّها‭ ‬تتيح‭ ‬لهم‭ ‬الفرصة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬بنائها‭ ‬أو‭ ‬تحسينها‭ ‬أو‭ ‬تعزيزها‭.‬
‭ ‬وتعتبر‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تتولَّى‭ ‬راية‭ ‬القيادة‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬لنجاح‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬،‭ ‬وتتمكَّن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬مهامها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساهماتهم؛‭ ‬وتلم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالأوضاع‭ ‬المحلية‭ ‬والإمكانات‭ ‬التي‭ ‬تؤهلها‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬أنَّها‭ ‬تتصف‭ ‬بالفهم‭ ‬الشامل‭ ‬للأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبشرية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬
‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬الاستهانة‭ ‬بهذه‭ ‬المعرفة،‭ ‬إذ‭ ‬يضاعف‭ ‬القادة‭ ‬والأفراد‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬جذور‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ويتحدثون‭ ‬بلسان‭ ‬أهلها‭ ‬ويلمون‭ ‬بثقافتها‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة؛‭ ‬ولهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬تُعد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والشركاء‭ ‬الإقليميون‭ ‬الآخرون‭ ‬أقدر‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬احتياجات‭ ‬القوات‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭.‬
ومن‭ ‬المميزات‭ ‬الأخرى‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬هو‭ ‬أنَّها‭ ‬تتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬مختلفة،‭ ‬إذ‭ ‬تضمنت‭ ‬دورة‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬أستراليا‭ ‬وكندا‭ ‬ونيوزيلندا،‭ ‬وقدَّمت‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬منظور‭ ‬مختلف‭ ‬للمشاكل‭ ‬والحلول،‭ ‬ويساهم‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬في‭ ‬تحفيزها‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬قيمة‭ ‬العمل‭ ‬المشترك،‭ ‬وهي‭ ‬مهارة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬عندما‭ ‬تعود‭ ‬العناصر‭ ‬المشاركة‭ ‬إلى‭ ‬وطنها‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬انتشار‭ ‬القوة‭.‬
‭ ‬توسُّع‭ ‬الدور‭ ‬الإقليمي
يؤدي‭ ‬تناوب‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬ضخ‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬جديدة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشعور‭ ‬بروح‭ ‬الفريق،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬تمديد‭ ‬دورة‭ ‬القيادة‭ ‬الواحدة‭ ‬أن‭ ‬يمكِّن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الخطط‭ ‬والأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأطول‭ ‬أجلاً‭.‬
وتستجيب‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬احتياجات‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين؛‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أنَّ‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين‭ ‬سيقومون‭ ‬بتحديد‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أنَّ‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬سوف‭ ‬تتولَّى‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬قيادة‭ ‬قوات‭ ‬المهام‭ ‬بصفة‭ ‬دائمة،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬إشراك‭ ‬أحد‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬قيادة‭ ‬لقوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬لتمكين‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تتحلّى‭ ‬بالقدرة‭ ‬والاحترافية‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬ورسم‭ ‬مستقبل‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬والقوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.‬
وربما‭ ‬تستفيد‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تولِّي‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬قيادتها‭ ‬بصفة‭ ‬دائمة؛‭ ‬إذ‭ ‬تشكل‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬الهدف‭ ‬المتمثِّل‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬المنطقة‭ ‬وزيادة‭ ‬دورها‭ ‬القيادي‭ ‬لمهام‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتنفذ‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬152‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬جيداً،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬زيادة‭ ‬دور‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬داخل‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬في‭ ‬التحوُّل‭ ‬نحو‭ ‬ترك‭ ‬قيادتها‭ ‬بيد‭ ‬المنطقة‭.‬
ومن‭ ‬السبل‭ ‬الأخرى‭ ‬لتطوير‭ ‬دور‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬السماح‭ ‬للمحاكم‭ ‬الوطنية‭ ‬بمقاضاة‭ ‬المهرِّبين‭ ‬الذين‭ ‬ينقلون‭ ‬الممنوعات‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬البحار،‭ ‬وقد‭ ‬وصف‭ ‬البعض‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬بأنَّها‭ ‬تمثَّل‭ ‬“النهاية‭ ‬القانونية”‭ ‬لجهود‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات؛‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬بالفعل‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬لمقاضاة‭ ‬جرائم‭ ‬القرصنة‭ ‬التي‭ ‬تُرتكب‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الدولية‭ ‬داخل‭ ‬المحاكم‭ ‬الوطنية‭ ‬الأثر‭ ‬الرادع‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحققه‭ ‬مفهوم‭ ‬“النهاية‭ ‬القانونية‭.‬”
‭ ‬إلَّا‭ ‬أنَّ‭ ‬تطبيق‭ ‬نهج‭ ‬مماثل‭ ‬لجهود‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬التحديات؛‭ ‬لأنَّ‭ ‬جرائم‭ ‬المخدرات،‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬القرصنة،‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الجرائم‭ ‬الدولية؛‭ ‬ولذلك‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬المشاركة‭ ‬إمّا‭ ‬أن‭ ‬تتأكد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬وطنية‭ ‬بها‭ ‬لمقاضاة‭ ‬مهرِّبي‭ ‬المخدرات،‭ ‬وإمّا‭ ‬أن‭ ‬تبرم‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ثنائية‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التشريعات‭.‬
هذا،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬و‮«‬151‮»‬‭ ‬و‮«‬152‮»‬‭ ‬تواصل‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬تراث‭ ‬عريق‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ويرجع‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬استعداد‭ ‬بلدان‭ ‬من‭ ‬شتّى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬نحو‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬بحرية‭ ‬تنعم‭ ‬بالأمن‭ ‬ونظام‭ ‬عالمي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬ينعم‭ ‬بالأمان؛‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬المعقدة‭.‬
ولطالما‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والشركاء‭ ‬الإقليميون‭ ‬–‭ ‬وسيظلون‭ ‬–‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬لنجاح‭ ‬هذه‭ ‬الجهود؛‭ ‬وستواصل‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬تحقيق‭ ‬مهامها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التزامهم‭ ‬المستمر‭. ‬

التعليقات مغلقة.