فضح جرائم داعش

رسالة‭ ‬عثر‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مخابئ‭ ‬داعش‭ ‬تفضح‭ ‬أنحرافهم‭ ‬عن‭ ‬الأسلام‭ ‬

أمران‭ ‬لا‭ ‬يقبلان‭ ‬الجدال،‭ ‬الأول،‭ ‬انتهاء‭ “‬دولة‭ ‬الخلافة‭” ‬بكل‭ ‬هيكليتها‭ ‬ودواوينها‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭. ‬والثاني‭ ‬أننا‭ ‬نعرف‭ ‬كان‭ ‬لتلك‭ “‬الدولة‭” ‬رجال‭ ‬مؤمنين‭ ‬بها‭ ‬حد‭ ‬الموت،‭ ‬ولكننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعرف‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أولئك‭ ‬المؤمنين‭ ‬جداً،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬رجال‭ ‬غاضبون‭ ‬وناقمون‭ ‬ليس‭ ‬على‭ “‬الدولة‭”‬؛‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬على‭ “‬الخليفة‭” ‬واللجنة‭ ‬المفوضة‭ ‬والشرعيين‭ ‬والحسبة‭. ‬

ففي‭ ‬رسالة‭ ‬كتبها‭ ‬أبي‭ ‬محمد‭ ‬الحسيني‭ ‬الهاشمي‭ ‬بتاريخ‭ ‬5‭/‬7‭/‬2017‭ ‬بعنوان‭ “‬النصيحة‭ ‬الهاشمية‭” ‬لأمير‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬البغدادي،‭ ‬وردت‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الاعتراضات‭ ‬الشديدة‭ ‬على‭ ‬نهج‭ “‬الدولة‭” ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬أمورها‭ ‬وأمور‭ ‬الناس،‭ ‬تلك‭ ‬الاعتراضات‭ ‬كشفت‭ ‬حقيقة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الجدال‭ ‬أيضا،‭ ‬وهي‭ ‬استحالة‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬خلافة‭ ‬على‭ ‬منهاج‭ ‬النبوة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أناس‭ ‬حديين‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الشريعة‭ ‬وتطبيقاتها‭. ‬

فما‭ ‬تراها‭ ‬اللجنة‭ ‬المفوضة‭ ‬قد‭ ‬يصبح‭ ‬محط‭ ‬اعتراض‭ ‬شيوخ‭ ‬آخرين،‭ ‬وكل‭ ‬شيخ‭ ‬يدعي‭ ‬أحقيته‭ ‬بالتفسير‭ ‬والفهم،‭ ‬لتشتد‭ ‬الخلافات‭ ‬وليجد‭ ‬شيوخ‭ ‬وشرعيي‭ “‬الدولة‭” ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬حقيقية،‭ ” ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬طاردنا‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بمخابراته‭ ‬وعيونه‭ ‬وجيوشه‭ ‬نصبح‭ ‬نحن‭ ‬معاشر‭ ‬طلبة‭ ‬العلم‭ ‬مطاردين‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬الإسلام‭!”‬

ويبدو‭ ‬واضحاً‭ ‬إن‭ ‬المشكلة‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬حصول‭ ‬الخلاف‭ ‬بشأن‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا،‭ ‬لكن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬تلك‭ ‬الخلافات‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬فكرية‭ ‬تعتمد‭ ‬التكفير‭ ‬وترى‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬خلاف‭ ‬انحرافاً‭ ‬وخروجاً‭ ‬عن‭ ‬الشريعة‭. ‬

إن‭ ‬زوال‭ “‬دولة‭ ‬الخلافة‭” ‬ترك‭ ‬علماء‭ ‬وشيوخ‭ ‬الدواعش‭ ‬ومفكريها‭ ‬وربما‭ ‬أبسط‭ ‬مقاتل‭ ‬فيها‭ ‬أمام‭ ‬سؤال‭ ‬محير،‭ “‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬نصر‭ ‬الله؟‭” ‬وهذا‭ ‬سؤال‭ ‬كبير،‭ ‬تشاء‭ ‬الصدف‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬إجابات‭ ‬له‭ ‬بين‭ ‬سطور‭ “‬النصيحة‭ ‬الهاشمية‭:” ‬

‭”‬ما‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬ليدعنا‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يغار‭ ‬على‭ ‬محارمه‭ ‬وحدوده‭ ‬أن‭ ‬تنتهك‭ ‬أن‭ ‬ندعي‭ ‬وراثة‭ ‬النبوة‭ ‬ثم‭ ‬نضيعها‭ ‬فلا‭ ‬يجعلنا‭ ‬آية‭ ‬وعبرة‭ ‬وعلى‭ ‬الأقل‭ ‬لأنفسنا‭ ‬لعلنا‭ ‬نرعوي‭ ‬أو‭ ‬نرجع‭ ‬نرتدع‭.”‬

وفي‭ ‬مقطع‭ ‬آخر‭”‬كيان‭ ‬تؤكل‭ ‬فيه‭ ‬الحقوق‭ ‬ويفشو‭ ‬فيه‭ ‬الظلم‭ ‬وتمنع‭ ‬فيه‭ ‬الغنائم‭ ‬ويغصب‭ ‬فيه‭ ‬الفيء‭ ‬ويجوع‭ ‬أبناء‭ ‬النبي‭ ‬وآل‭ ‬بيته‭ ‬ولا‭ ‬ينالهم‭ ‬من‭ ‬سهمهم‭ ‬نصيب،‭ ‬ويستحق‭ ‬أهل‭ ‬الثغور‭ ‬والجهاد‭ ‬الزكوات‭ ‬والصدقات‭ ‬من‭ ‬فقرهم‭ ‬وفاقتهم،‭ ‬ويتسول‭ ‬أبناء‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬أبناء‭ ‬الأنصار‭ ‬حق‭ ‬ولا‭ ‬فضل،‭ ‬وتساوم‭ ‬أرامل‭ ‬الشهداء‭ ‬على‭ ‬أعراضهن‭ ‬من‭ ‬العوز‭. ‬فأين‭ ‬منهاج‭ ‬النبوة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا؟‭”‬

ليستمر‭ ‬الوصف‭ ‬لهذا‭ ‬الكيان‭ ‬المسخ‭ “‬كيان‭ ‬تفشو‭ ‬فيه‭ ‬البدع‭ ‬والغلو‭ ‬فيسب‭ ‬فيه‭ ‬السلف‭ ‬ويلعن‭ ‬فيه‭ ‬العلماء‭ ‬ويشتم‭ ‬فيه‭ ‬الصالحون‭ ‬ويرمى‭ ‬بالكفر‭ ‬فيه‭ ‬ذوو‭ ‬السابقة‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التوحيد‭ ‬ولا‭ ‬تكاد‭ ‬تخبو‭ ‬نار‭ ‬بدعة‭ ‬إلا‭ ‬اشتغل‭ ‬أوار‭ ‬بدعة‭ ‬أشنع‭ ‬وأقبح‭. ‬فأين‭ ‬منهاج‭ ‬النبوة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا؟‭ ‬كيان‭ ‬تؤمن‭ ‬فيه‭ ‬الخائن،‭ ‬ويخون‭ ‬فيه‭ ‬الأمين،‭ ‬ويسجن‭ ‬ويكذب‭ ‬الصادق،‭ ‬ويولى‭ ‬ويصدق‭ ‬الكاذب،‭ ‬ويقضي‭ ‬الغاشم‭ ‬الظالم،‭ ‬ويجلد‭ ‬البريء،‭ ‬ويسجن‭ ‬المتهم‭ ‬الشهور‭ ‬الطوال‭ ‬بغير‭ ‬بينة،‭ ‬ويقتل‭ ‬فيه‭ ‬المظلوم‭ ‬بغير‭ ‬حجة‭ ‬ولا‭ ‬برهان،‭ ‬ويحارب‭ ‬فيه‭ ‬العلم‭ ‬وأهله،‭ ‬ويحذر‭ ‬من‭ ‬طلبته،‭ ‬ويتتبعهم‭ ‬نعاثل‭ ‬سفلة‭ ‬من‭ ‬مسلمي‭ ‬الثورات‭ ‬ما‭ ‬عرفوا‭ ‬خلقاً‭ ‬ولا‭ ‬ورعاً،‭ ‬ولا‭ ‬أحكموا‭ ‬علماً‭ ‬ولا‭ ‬فهماً،‭ ‬وما‭ ‬شم‭ ‬أحدهم‭ ‬رائحة‭ ‬التوحيد‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أحرق‭ ‬البو‭ ‬عزيزي‭ ‬نفسه‭! ‬وإذا‭ ‬وصف‭ ‬طالب‭ ‬العلم‭ ‬فأقل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنه‭ ‬بأنه‭: ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الدولة‭! ‬فأين‭ ‬منهاج‭ ‬النبوة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا؟‭”‬

هذه‭ ‬المقاطع‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬الغضب‭ ‬بل‭ ‬تعكس‭ ‬بؤس‭ “‬دولة‭ ‬الخرافة‭” ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يحلو‭ “‬لخليفتها‭ ‬وإعلامه‭” ‬وصفها‭ “‬خلافة‭ ‬على‭ ‬منهاج‭ ‬النبوة‭”. ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬كيف‭ ‬سيتقبل‭ “‬الخليفة‭” ‬الهارب‭ “‬النصيحة‭ ‬الهاشمية‭” ‬عندما‭ ‬تطارده‭ ‬اللعنات‭ ‬والتهم‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬حصل‭:‬

‭”‬فيا‭ ‬حسرة‭ ‬على‭ ‬دماء‭ ‬مئات‭ ‬ألوف‭ ‬الشهداء‭ ‬التي‭ ‬سالت‭ ‬لأجل‭ ‬هذا‭ ‬البنيان،‭ ‬ويا‭ ‬ضيعة‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬والعوائل‭ ‬التي‭ ‬هاجرت‭ ‬ترجو‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬تحدثوا‭ ‬به‭ ‬كالأساطير‭. ‬ثم‭ ‬وليت‭ ‬أمره‭ ‬فأضعته‭ ‬ولم‭ ‬تقم‭ ‬به‭ ‬حق‭ ‬القيام،‭ ‬فقل‭ ‬لي‭ ‬بربك‭ ‬ماذا‭ ‬أصابك‭ ‬أو‭ ‬دهاك؟‭”‬

لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬الخليفة‭ ‬هنا‭ ‬يحتاج‭ ‬لجرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المورفين،‭ ‬لكي‭ ‬يتحمل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭. ‬وسيل‭ ‬الشكاوى‭ ‬من‭ ‬خروقات‭ ‬وصلت‭ ‬التشكيك‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬منهاج‭ ‬النبوة‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬منهاج‭ ‬الخوارج،‭ ‬فهذا‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمي،‭ ‬أبو‭ ‬محمد‭ ‬العدناني،‭ ‬يدعو‭ ‬الله‭:‬

‭”‬اللهم‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬دولة‭ ‬خوارج‭: ‬فاقصم‭ ‬ظهرها،‭ ‬واقتل‭ ‬قادتها،‭ ‬وأسقط‭ ‬رايتها،‭ ‬وأهد‭ ‬جنودها‭ ‬إلى‭ ‬الحق‭ ‬فاني‭ ‬أرى‭ ‬مصداق‭ ‬هذا‭ ‬الدعاء‭ ‬يتحقق‭ ‬فينا‭ ‬بقدر‭ ‬توغل‭ ‬هذه‭ ‬البدعة‭. ‬كيف‭ ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬ملايين‭ ‬المسلمين‭ ‬بعد‭ ‬سمع‭ ‬دعائه‭: ‬آمين‭.. ‬آمين‭.”‬

وهنا‭ ‬وجدنا‭ ‬استجابة‭ ‬سريعة‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬السموات‭ ‬والعرش‭ ‬لهذا‭ ‬الدعاء‭ ‬النبيل‭. ‬

التصور‭ ‬الأولي‭ ‬إن‭ ‬رجال‭ ‬العلم‭ ‬والمشايخ‭ ‬هم‭ ‬أول‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الخلافة،‭ ‬فهاجر‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬هاجر‭ ‬وبايع‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬بايع،‭ ‬لكن‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬أظهرت‭ ‬شيئا‭ ‬آخر‭ ‬فقد‭ ‬أمتلأت‭ ‬سجون‭ “‬دولة‭ ‬الخلافة‭” ‬بالعلماء‭ ‬والشرعيين‭ ‬وطلبة‭ ‬العلم‭.‬

‭”‬فلقد‭ ‬صار‭ ‬الاستخفاف‭ ‬ديدن‭ ‬القادة‭ ‬والأمراء‭ ‬الذين‭ ‬وليتهم‭ ‬على‭ ‬رقابنا،‭ ‬وغدا‭ ‬حديثهم‭ ‬الممجوج‭ ‬واسطوانتهم‭ ‬المشروخة‭ -‬الشرعيون‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الدولة‭- ‬وقالها‭ ‬شيبة‭ ‬السوء‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬للشيخ‭ ‬أبي‭ ‬عبد‭ ‬البر‭ ‬الصالحي‭ ‬الكويتي‭ ‬وحدثني‭ ‬هو‭ ‬بها‭ ‬وعبد‭ ‬الناصر‭ ‬حينها‭ ‬أمير‭ ‬اللجنة‭ ‬المفوضة‭. ‬وطالب‭ ‬العلم‭ ‬أخطر‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬قالها‭ ‬أبو‭ ‬إسحاق‭ ‬العراقي‭ ‬لجمع‭ ‬من‭ ‬القضاة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الخير‭ ‬وحدثوني‭ ‬بها،‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬وليته‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬المفوضة‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬والمظالم،‭ ‬فأما‭ ‬القضاء‭ ‬فأفسده‭ ‬وبدله‭ ‬وغيره‭. ‬فهذه‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬وليتها‭ ‬علينا‭ (‬يقصد‭ ‬اللجنة‭ ‬المفوضة‭) ‬وهذه‭ ‬عباراتهم‭ ‬وكلماتهم،‭ ‬فقبحهم‭ ‬الله‭ ‬ولعنهم‭ ‬لعنة‭ ‬تدخل‭ ‬معهم‭ ‬قبورهم‭ ‬ثم‭ ‬توردهم‭ ‬النار‭ ‬وبئس‭ ‬القرار‭.”‬

لتبدأ‭ ‬من‭ ‬أقبية‭ ‬تلك‭ ‬السجون‭ ‬الظلماء‭ ‬رحلة‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬الجلد‭ ‬والضرب‭ ‬والتعليق‭ ‬والإهانة‭ ‬والسب‭ ‬والشتم‭ ‬والتحرش‭ ‬والقتل‭.‬

‭”‬نعم‭ ‬التحرش،‭ ‬وما‭ ‬قصة‭ ‬الأختين‭ ‬أم‭ ‬يوسف‭ ‬الأمريكية‭ ‬وربيتا‭ ‬الفرنسية‭ ‬عن‭ ‬آذاننا‭ ‬ببعيدة،‭ ‬يتناقل‭ ‬الناس‭ ‬أخبارهما‭ ‬وما‭ ‬فعل‭ ‬بهما‭ ‬محققو‭ ‬ديوان‭ ‬الخوف‭ ‬والظلم‭. ‬وأما‭ ‬القتل‭ ‬فبغير‭ ‬وجه‭ ‬الحق‭ ‬تحت‭ ‬ذريعة‭ ‬وكذبة‭ ‬كبيرة‭ ‬صلعاء‭. ‬القتل‭ ‬تعزيراً‭ ‬فأخذت‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬حقها‭ ‬ووضعت‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬مستحقها،‭ ‬وحق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تسمى‭ ‬القتل‭ ‬تشهياً‭ ‬وغروراً‭ ‬وإرهاباً‭ ‬ورعباً‭ ‬وظلماً‭ ‬وجوراً‭.” ‬

ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نصدق‭ ‬أقوال‭ ‬أبو‭ ‬محمد‭ ‬الحسيني‭ ‬الهاشمي،‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يكتب‭ ‬بدون‭ ‬ضغط‭ ‬خارجي،‭ ‬يخاطب‭ ‬الخليفة‭ ‬باسمه‭ ‬المجرد‭ “‬ولست‭ ‬يا‭ ‬إبراهيم‭ ‬والله‭ ‬من‭ ‬سهام‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصالحين‭ ‬بسالم‭ ‬ولا‭ ‬بعيد‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬يجازف‭ ‬بحياته‭ ‬لأنه‭ ‬تجاوز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬احمر‭ ‬وكشف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬خطير‭. ‬

هذا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬والأيام‭ ‬ستكشف‭ ‬أموراً‭ ‬أخطر‭ ‬لدولة‭ ‬أدعت‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬منهاج‭ ‬النبوة‭. 

التعليقات مغلقة.