رسالة قائد مهم

بداية أود‭ ‬التوجه‭ ‬بخالص‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬عدد‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬يونيباث‭ ‬يتناول‭ ‬اليمن‭ ‬وجهود‭ ‬أبطال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬اليمنية‭ ‬لإستعادة‭ ‬الشرعية‭ ‬وصد‭ ‬خطر‭ ‬العدوان‭ ‬الحوثي‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭. ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬عُمِّدَ‭ ‬بالدم‭ ‬ووقفتهم‭ ‬الشجاعة‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬المصير‭ ‬الواحد‭ ‬والمصلحة‭ ‬المشتركة‭ ‬لصد‭ ‬الخطر‭ ‬الحوثي‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬والذي‭ ‬تجاوزت‭ ‬شروره‭ ‬حدود‭ ‬وجغرافيا‭ ‬البلاد‭.‬
تخوض‭ ‬القيادة‭ ‬اليمنية‭ ‬معركتين‭ ‬متزامنتين‭: ‬معركة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الانقلاب‭ ‬الحوثي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجبهات،‭ ‬ومعركة‭ ‬أخرى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬مؤسسة‭ ‬الدفاع‭ ‬على‭ ‬أسسٍ‭ ‬وطنيةٍ‭ ‬وعلميةٍ‭ ‬صحيحةٍ،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المحسوبية‭ ‬والمناطقية‭ ‬والولاءات‭ ‬الضيقة‭. ‬ونحن‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬وزمن‭ ‬قياسي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سيطر‭ ‬الانقلابيون‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬الوطن‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬مقدرات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭. ‬فالمؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬هي‭ ‬الرهان‭ ‬الضامن‭ ‬لاستكمال‭ ‬مواجهة‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬وحماية‭ ‬مكتسبات‭ ‬الثورة‭ ‬والجمهورية،‭ ‬ومواجهة‭ ‬مشاريع‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬والتصدي‭ ‬لكل‭ ‬المخططات‭ ‬التخريبية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬وحدة‭ ‬وهوية‭ ‬الوطن‭ ‬وسيادته‭ ‬واستقلاله‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيه‭ ‬وعرقلة‭ ‬عملية‭ ‬الانتقال‭ ‬لبناء‭ ‬دولته‭ ‬ومستقبله‭.‬
نحن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬خططنا‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لتكون‭ ‬هي‭ ‬الضمان‭ ‬الحقيقي‭ ‬لاستقرار‭ ‬الدولة‭ ‬واستعادة‭ ‬هيبتها‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬أوكار‭ ‬التمرد‭ ‬والإرهاب،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬الجيش‭ ‬اليمني‭ ‬قوياً‭ ‬موحداً‭ ‬متماسكاً،‭ ‬لا‭ ‬نهتم‭ ‬بالكم‭ ‬ولكن‭ ‬بالكيف،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬مصدر‭ ‬تهديد‭ ‬للجيران‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬معهم،‭ ‬وإنما‭ ‬يكون‭ ‬عاملاً‭ ‬مساعداً‭ ‬لاستقرار‭ ‬اليمن‭ ‬والمنطقة‭.‬
ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬حدودنا‭ ‬الداخلية؛‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬اليمنية‭ ‬تشكل‭ ‬ركناً‭ ‬أساسياً‭ ‬لاستعادة‭ ‬وتحقيق‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬وصد‭ ‬المخططات‭ ‬المعادية‭ ‬للعرب‭ ‬والعروبة‭ ‬وإفشال‭ ‬المحاولات‭ ‬الرامية‭ ‬لزعزعة‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬والعبث‭ ‬باستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتهديد‭ ‬أمن‭ ‬خطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬والمصالح‭ ‬الدولية‭. ‬
لقد‭ ‬دشنت‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬ورئاسة‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬العامة‭ ‬عاماً‭ ‬تدريبياً‭ ‬جديداً‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة،‭ ‬وتضمن‭ ‬البرنامج‭ ‬إنشاء‭ ‬معاهد‭ ‬وكليات‭ ‬عسكرية‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬اليمن‭ ‬الاتحادي‭ ‬الجديد،‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬التنفيذ‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬المؤقتة‭ ‬عدن‭ ‬بافتتاح‭ ‬كلية‭ ‬عسكرية‭ ‬جديدة،‭ ‬وهذه‭ ‬الخطوات‭ ‬الملموسة‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬فنحن‭ ‬نقاتل‭ ‬الميليشيات‭ ‬ونوسع‭ ‬انتصاراتنا‭ ‬ونثبت‭ ‬تقدمنا‭ ‬ونعمل‭ ‬بوتيرة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الهيئات‭ ‬العامة‭ ‬والدوائر‭ ‬والمناطق‭ ‬والوحدات،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬جيش‭ ‬يقاتل‭ ‬وجيش‭ ‬يتدرب‭.‬
وكما‭ ‬تعلمون،‭ ‬يتميز‭ ‬اليمن‭ ‬بمناطق‭ ‬صعبة‭ ‬التضاريس،‭ ‬وهذه‭ ‬الطبيعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬الشاسعة‭ ‬قد‭ ‬زرعها‭ ‬العدو‭ ‬بعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الألغام‭ ‬الفردية‭ ‬ومضادات‭ ‬الدروع‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬سوى‭ ‬طريق‭ ‬واحدة‭ ‬معبدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المساحة،‭ ‬ومنذ‭ ‬انطلاق‭ ‬المعارك‭ ‬لم‭ ‬تهدأ‭ ‬الجبهة‭ ‬العسكرية‭ ‬يوماً‭ ‬واحداً،‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬استنزاف‭ ‬للعدو‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أنه‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬نهب‭ ‬كل‭ ‬مقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬اليمنية‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬الجمهورية‭ ‬تخزنها‭ ‬في‭ ‬معسكراتها‭ ‬طوال‭ ‬58‭ ‬عاماً،‭ ‬وأكثر‭ ‬هذا‭ ‬التخزين‭ ‬كان‭ ‬مركزياً‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬صنعاء‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬العسكري‭ ‬واللوجيستي‭ ‬لقوى‭ ‬الإرهاب‭ ‬المحلية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬المهربين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬وما‭ ‬زالوا‭ ‬يمدون‭ ‬الميليشيات‭ ‬بالسلاح‭ ‬والعتاد‭ ‬عبر‭ ‬دول‭ ‬معروفة‭ ‬مثل‭ ‬إيران‭. ‬
إن‭ ‬الخطر‭ ‬الحوثي‭ ‬الإيراني‭ ‬يهدد‭ ‬الجميع‭ ‬ولقد‭ ‬تجاوزت‭ ‬شروره‭ ‬حدود‭ ‬وجغرافيا‭ ‬اليمن‭ ‬ويتوجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬تنسيق‭ ‬وتوحيد‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭. ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬العسكرية،‭ ‬بل‭ ‬يتطلب‭ ‬الانتصار‭ ‬مضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وترشيد‭ ‬الخطاب‭ ‬وتوجيه‭ ‬الاهتمامات‭ ‬نحو‭ ‬المعركة‭ ‬الأساسية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الانقلاب‭ ‬واستعادة‭ ‬الوطن،‭ ‬وعدم‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬المعارك‭ ‬الجانبية،‭ ‬والانسياق‭ ‬وراء‭ ‬الدسائس‭ ‬والشائعات‭ ‬وحملات‭ ‬التشهير‭ ‬والتضليل‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬العدو‭ ‬الانقلابي‭. ‬فالإعلام‭ ‬يلعب‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬الميليشيات‭ ‬الحوثية‭ ‬الانقلابية،‭ ‬وكشف‭ ‬جرائمها‭ ‬وانتهاكاتها،‭ ‬ونقل‭ ‬الحقائق‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬والدولي،‭ ‬وإبراز‭ ‬البطولات‭ ‬والتضحيات‭ ‬والانتصارات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجبهات،‭ ‬رغم‭ ‬قلة‭ ‬الإمكانات‭ ‬والحرب‭ ‬الإجرامية‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬الميليشيات،‭ ‬والتحريض‭ ‬الممنهج‭ ‬الذي‭ ‬تجاهر‭ ‬به‭ ‬قياداتها‭ ‬ضد‭ ‬الإعلام‭ ‬الحر،‭ ‬وضد‭ ‬الشهود‭ ‬على‭ ‬جرائمها،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تكامل‭ ‬الجبهتين‭ ‬العسكرية‭ ‬والإعلامية‭.‬
والسلام‭ ‬مطلب‭ ‬رئيسي‭ ‬لكل‭ ‬اليمنيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسعى‭ ‬إليه‭ ‬اليمنيون‭ ‬بقيادة‭ ‬فخامة‭ ‬الأخ‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬عبد‭ ‬ربه‭ ‬منصور‭ ‬هادي‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ونحن‭ ‬نلتزم‭ ‬بتوجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬ونسعى‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬والالتزام‭ ‬بالاتفاقيات‭ ‬والعهود‭ ‬الدولية،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬فإن‭ ‬الحوثيين‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بأي‭ ‬عهد‭ ‬أو‭ ‬اتفاق‭ ‬قطعوه‭ ‬سابقاً‭ ‬أو‭ ‬حالياً‭.‬
وختاماً‭ ‬أود‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬عقدنا‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬والتصميم‭ ‬نحو‭ ‬تحرير‭ ‬كل‭ ‬الأراضي‭ ‬اليمنية‭ ‬بالقوة‭ ‬وانتزاع‭ ‬النصر‭ ‬وهزيمة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الميليشاوي‭ ‬الحوثي‭ ‬والعناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأخرى‭ ‬الرديفة‭ ‬له‭ ‬والمناصرين‭ ‬لهم‭. ‬ونحن‭ ‬ماضون‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬كامل‭ ‬الأهداف‭ ‬والوفاء‭ ‬لدماء‭ ‬الشهداء‭ ‬والجرحى‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن،‭ ‬فليس‭ ‬أمامنا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ننتصر‭ ‬ونعيش‭ ‬بعزة‭ ‬وكرامة‭ ‬أو‭ ‬نموت‭ ‬وننال‭ ‬شرف‭ ‬الشهادة‭.‬
الفريق‭ ‬الركن‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬المقدشي
وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬اليمني‭ ‬

التعليقات مغلقة.