أوزبكستان تواجه تهديدات غير تقليدية

القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأوزبكية‭ ‬تحدّث‭ ‬عقيدتها‭ ‬العسكرية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة

العقيد‭ ‬أوليمجون‭ ‬ساماتوف،‭ ‬مدير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الأركان‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الاوزبكية
المقدم‭ ‬أوميد‭ ‬أحمدوف،‭ ‬المندوب‭ ‬الوطني‭ ‬لأوزبكستان‭ ‬لدى‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية
يذهب خبراء‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العمليات‭ ‬الهجينة‭ ‬تمثّل‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬للتناحر‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬وتُعد‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة‭ ‬استراتيجية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬أحد‭ ‬البلدان‭ ‬مع‭ ‬تجنب‭ ‬المواجهات‭ ‬المباشرة‭ ‬للحروب‭ ‬التقليدية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬قديماً‭ ‬وحديثاً،‭ ‬وتتبنى‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬تعينها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭.‬
وتشمل‭ ‬وحدات‭ ‬الجيش‭ ‬النظامي‭ ‬والقوات‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تُنفّذ‭ ‬داخل‭ ‬إطار‭ ‬مفهوم‭ ‬العمليات‭ ‬المتكاملة‭ ‬والتخطيط‭ ‬لها،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬هدفها‭ ‬على‭ ‬تمزيق‭ ‬حكومة‭ ‬الدولة‭ ‬وسياستها‭ ‬ونظامها‭ ‬المالي‭ ‬واقتصادها‭ ‬وثقافتها،‭ ‬بل‭ ‬تنطوي‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬إضعاف‭ ‬أمنها‭ ‬العسكري‭. ‬ويمثل‭ ‬اجتماع‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬معاً‭ ‬وجه‭ ‬الاختلاف‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬يميّز‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة‭ ‬عن‭ ‬الحروب‭ ‬التقليدية‭.‬
كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تُعرّف‭ ‬الحرب‭ ‬بأنها‭ ‬استكمال‭ ‬السياسة‭ ‬بأساليب‭ ‬أخرى‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬القوة،‭ ‬ولذلك‭ ‬يمكننا‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬السياسة‭ ‬نفسها‭ ‬باعتبارها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬الرئيسية‭ ‬للحروب‭ ‬الهجينة؛‭ ‬لأن‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬محاولة‭ ‬شاملة‭ ‬تقوم‭ ‬الدولة‭ ‬المعتدية‭ ‬بشنها‭ ‬على‭ ‬سائر‭ ‬الجوانب‭ ‬الحيوية‭ ‬للدولة‭ ‬المستهدفة،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬الدولة‭ ‬المستهدفة‭ ‬من‭ ‬سيادتها‭ ‬دون‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬علناً‭.‬
العقيد أوليمجون ساماتوف مدير الاستخبارات العسكرية في الأركان العامة للقوات المسلحة الاوزبكية‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ القوات المسلحة الأوزبكية
وتوجد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أهداف‭ ‬أساسية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحقيقها‭ ‬لضمان‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬وهي‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬العدو،‭ ‬وتدمير‭ ‬قدراته‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والإطاحة‭ ‬بحكومته‭ ‬واستبدالها‭ ‬بحكومة‭ ‬موالية‭. ‬وتنطبق‭ ‬معادلة‭ ‬النصر‭ ‬هذه‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حرب‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬إلّا‭ ‬أن‭ ‬الهدفين‭ ‬الأخيرين‭ ‬يتصدران‭ ‬غايات‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة‭.‬
ويمكننا‭ ‬تعريف‭ ‬العمليات‭ ‬الهجينة‭ ‬بأنها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬والأعمال‭ ‬—‭ ‬المتسقة‭ ‬في‭ ‬أهدافها‭ ‬وغاياتها‭ ‬—‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬البلدان‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬النظامية،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬مميزاتها‭ ‬أنها‭ ‬تمكّن‭ ‬الدولة‭ ‬المعتدية‭ ‬من‭ ‬نفي‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬أيٍ‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الجارية‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدفها‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لتهديدات‭ ‬بالرد‭ ‬العسكري‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬إدانة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لها‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬أشكال‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة‭ ‬ومناهجها‭ ‬لا‭ ‬تنتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬مباشرة،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلتها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬‬
العمليات‭ ‬المعلوماتية‭: ‬تستهدف‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإدارية‭ ‬للدولة‭ ‬ووحدات‭ ‬القيادة‭ ‬والتحكم‭ ‬للعدو‭ ‬لتضليلها‭ ‬وخداعها،‭ ‬وعرقلة‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات،‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الطرف‭ ‬القائم‭ ‬بالعمليات‭.‬
العمليات‭ ‬النفسية‭: ‬تستهدف‭ ‬معنويات‭ ‬مواطني‭ ‬العدو‭ ‬وقواته‭ ‬المسلحة‭ ‬لنشر‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬واستثارة‭ ‬الأعمال‭ ‬التخريبية‭.‬
الهجمات‭ ‬السيبرانية‭: ‬تستهدف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬القومية‭ ‬والتجارية‭ ‬الحيوية‭ ‬بهدف‭ ‬تدميرها‭ ‬والاطلاع‭ ‬دون‭ ‬حق‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬الحساسة‭.‬
التأثير‭ ‬الاقتصادي‭: ‬يتخذ‭ ‬أشكالاً‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الحظر‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ووقف‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬وتدمير‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬وتبادل‭ ‬البضائع‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تعرقل‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬العمليات‭ ‬الهجينة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭.‬
تأجيج‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬يغذيها‭ ‬الشعور‭ ‬بالظلم‭ ‬الاجتماعي‭: ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬قوات‭ ‬المعارضة،‭ ‬والأعمال‭ ‬التخريبية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الأطراف‭ ‬المؤثرة‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬جواسيس‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الحكومة‭ ‬المحلية‭ ‬وتؤيد‭ ‬حركات‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬
الهجمات‭ ‬المسلحة‭ ‬وأعمال‭ ‬التخريب‭ ‬بالوكالة‭: ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الجماعات‭ ‬الانفصالية‭ ‬والإرهابية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الوحدات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتخصصة‭ ‬التي‭ ‬ترتدي‭ ‬بدلات‭ ‬الجيش‭.‬
ويشتد‭ ‬توجيه‭ ‬سائر‭ ‬أشكال‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة‭ ‬ومناهجها‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر‭ ‬إلى‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬بالدولة‭ ‬المستهدفة،‭ ‬وتشمل‭ ‬التاريخ،‭ ‬والقانون،‭ ‬والموقع‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وأمن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية،‭ ‬ودرجة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والخصائص‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭. ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يفوتنا‭ ‬الموقع‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬للدولة،‭ ‬وموقعها‭ ‬وسط‭ ‬التكتلات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬وقربها‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭.‬
ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬فقد‭ ‬تبنّت‭ ‬جمهورية‭ ‬أوزبكستان‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬فكراً‭ ‬دفاعياً‭ ‬يركّز‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬المختلفة‭ ‬ومنها‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة،‭ ‬بعدما‭ ‬نظرت‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬إلى‭ ‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬تقدّم‭ ‬ذكرها،‭ ‬وجرياً‭ ‬على‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الصداقة‭ ‬والسلام‭.‬
ومن‭ ‬أبرز‭ ‬خصائص‭ ‬الصراعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬العسكري‭ ‬لأوزباكستان‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬
المبادرة‭ ‬بالتأثير‭ ‬المعلوماتي‭ ‬والنفسي‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬التحفيز‭ ‬السياسي‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬لضرورة‭ ‬استخدام‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لتسوية‭ ‬النزاع‭.‬
التوظيف‭ ‬القوي‭ (‬بجانب‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬التقليدية‭) ‬لمختلف‭ ‬الوسائل‭ ‬غير‭ ‬العسكرية‭ (‬السياسية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬والنفسية،‭ ‬وغيرها‭).‬
التدخل‭ ‬الفعلي‭ ‬لقوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة،‭ ‬والتشكيلات‭ ‬المسلحة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬والشركات‭ ‬العسكرية‭ ‬الخاصة،‭ ‬والمرتزقة‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬التخريب‭ ‬والهجمات‭ ‬الإرهابية‭.‬
زيادة‭ ‬احتمالية‭ ‬التحول‭ ‬السريع‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أشكال‭ ‬الصراع‭ ‬العسكري‭ ‬إلى‭ ‬شكل‭ ‬آخر‭.‬
وبناءً‭ ‬على‭ ‬توجيهات‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬شوكت‭ ‬ميرزاييف،‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬فإن‭ ‬أوزبكستان‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة،‭ ‬تتخذ‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التصدي‭ ‬للتهديدات‭ ‬المحتملة‭ ‬وتدعيم‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ (‬الحقيقية‭ ‬والافتراضية‭) ‬التي‭ ‬تستهدفها‭ ‬الحروب‭ ‬الهجينة‭. ‬ولذلك‭ ‬قامت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لأوزبكستان‭ ‬بما‭ ‬يلي‭:‬
رفع‭ ‬قدرات‭ ‬التحليل‭ ‬في‭ ‬وحدات‭ ‬العمليات‭ ‬والمخابرات‭ ‬بالأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬لاكتشاف‭ ‬التهديدات‭ ‬والتحديات‭ ‬المختلفة‭ ‬بأسرع‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬لاتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬الاحترازية‭.‬
النهوض‭ ‬بتدريب‭ ‬وحدات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتخريب‭ ‬والاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬منها‭.‬
تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬والصناعية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭.‬
إجراء‭ ‬أبحاث‭ ‬عسكرية‭ ‬واستخدام‭ ‬البرامج‭ ‬والتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬لحماية‭ ‬أنظمة‭ ‬وقواعد‭ ‬بيانات‭ ‬القيادة‭ ‬والتحكم‭.‬
تعزيز‭ ‬أمن‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬للدولة،‭ ‬ومراكز‭ ‬الاتصالات،‭ ‬ومرافق‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والأهداف‭ ‬المحتملة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتخريب‭. ‬
تحصين‭ ‬سائر‭ ‬القوات‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬المعلوماتية‭ ‬والنفسية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الدعاية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنشر‭ ‬أفكاراً‭ ‬هدامة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭.‬
العمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬صورة‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬أمام‭ ‬مواطني‭ ‬أوزبكستان،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الشباب،‭ ‬ووضعت‭ ‬منهجاً‭ ‬لتثقيف‭ ‬الشباب‭ ‬بدور‭ ‬الجيش‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬التعليمية‭.‬
إن‭ ‬أوزبكستان‭ ‬تواصل‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬الأسس‭ ‬الديموقراطية‭ ‬للحكم‭ ‬الرشيد،‭ ‬وتنفذ‭ ‬إجراءات‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬للدولة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬نظام‭ ‬الرعاية،‭ ‬ودعم‭ ‬الشباب،‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬الديني‭ ‬والوئام‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الطوائف‭ ‬العرقية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬دور‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والإعلام‭.‬
واتخذنا‭ ‬تدابير‭ ‬تدريجية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تطوير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتحريره،‭ ‬وتنويع‭ ‬أنشطة‭ ‬الصناعة‭ ‬والزراعة،‭ ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الكلي‭ ‬ورفع‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭.‬
ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للدولة‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تمكينها‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬للتهديدات‭ ‬الهجينة‭ ‬والتهديدات‭ ‬الداخلية،‭ ‬فقد‭ ‬تبنّت‭ ‬أوزبكستان‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬بنّاءة‭ ‬وواقعية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الانفتاح‭ ‬والمصلحة‭ ‬المشتركة‭.‬
وترتكز‭ ‬سياستنا‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬التزامنا‭ ‬بعدم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تكتلات‭ ‬سياسية‭ ‬وعسكرية،‭ ‬وحظر‭ ‬إقامة‭ ‬قواعد‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬وحدات‭ ‬عسكرية‭ ‬أجنبية‭ ‬على‭ ‬أراضينا،‭ ‬والسماح‭ ‬باستخدام‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬وتسوية‭ ‬النزاعات‭ ‬والصراعات‭ ‬بالحلول‭ ‬السلمية‭. ‬والتزاماً‭ ‬منها‭ ‬بسياسة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬فإن‭ ‬أوزبكستان‭ ‬ترحّب‭ ‬بالحوار،‭ ‬وترغب‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬شركائها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭.‬
وتأتي‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬سياستنا‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتهدف‭ ‬سياستنا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬دعائم‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الصداقة‭ ‬والثقة،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬القضايا‭ ‬الرئيسية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬مثل‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭.‬
وأود‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أن‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬إيماني‭ ‬الشديد‭ ‬بأن‭ ‬تنويع‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعزيز‭ ‬أمن‭ ‬أوطاننا‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬والتحديات‭ ‬الحديثة،‭ ‬ومنها‭ ‬التهديدات‭ ‬والتحديات‭ ‬الهجينة‭. ‬‭

التعليقات مغلقة.