إقامة مركز سعودي للعمليات الخاصة خطوة أخرى نحو الأمن الإقليمي
مركز تدريب العمليات الخاصة الجديد في المملكة العربية السعودية خطوة راسخة لدحر الإرهاب في المملكة. ففي خريف 2012، حضر مسؤولون من الجيش والحكومة حفل افتتاح مركز الأمير نايف للعمليات الخاصة والتطبيقات المتقدمة، الذي يقع في منطقة ضرما التي تبعد نحو 70 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من الرياض.
حضر وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود حفل افتتاح المركز الجديد، الذي أطلق عليه اسم والده، الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز آل سعود، الذي خدم البلاد كوزير للداخلية لأكثر من 37 عاماً. وخلال ولايته، أشرف الأمير نايف على حملة ضد تنظيم القاعدة ويُعزى له الفضل في تفكيك الجمعيات الوهمية التي كانت تجمع التبرعات لصالح الجماعات الإرهابية.
على خطى والده يسير الأمير محمد ليطبق نهج سياسة القبضة الحديدية التي انتهجها والده لمواجهة إرهابيي القاعدة والأيديولوجيات المتطرفة. وقد دفعت هذه الخطوة نشطاء القاعدة إلى استهداف الأمير في محاولات اغتيال متعددة. كان أخطرها في آب/ أغسطس 2009، عندما فجر انتحاري نفسه بالقرب من الأمير محمد. واستطاع إرهابي القاعدة الاقتراب من الأمير السعودي بعد أن قال إنه يسلم نفسه للحكومة، ولكن في الواقع كان يخبئ عبوة ناسفة داخل جسمه. وقد زادت هذه المحاولة الفاشلة الأمير محمد صلابة وتصميماً على الشروع في تطهير المملكة من خلايا القاعدة والأنشطة الإرهابية.
ومن خلال مركز الأمير محمد بن نايف لتقديم النصح والرعاية، يواصل الأمير مساعيه لمكافحة الإرهاب لتعزيز أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ببرامج تستهدف إعادة تأهيل المواطنين السعوديين الذين يثبت تورطهم بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب. أن قوة الطوارئ الخاصة السعودية مكون هام آخر للأمن، والتي أعلن الأمير محمد عن خطته لتعزيز وتطوير قدراتها.
تأسست قوة الطوارئ الخاصة عام 1972 لدعم الشرطة في التعامل مع تجار المخدرات. وبحلول أواخر تسعينات القرن العشرين، توسع دورها ليشمل تركيزاً أكبر على مكافحة الإرهاب. مازال ارتباط 13 من مراكز مكافحة الإرهاب في البلاد بقوة الطوارئ الخاصة والتي تعتبر مكملة لمركز الأمير نايف. وقوة الطوارئ الخاصة مكلفة بالتصدي للتهديدات التي تتعرض لها المملكة من قبل الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة، فضلاً عن مكافحة القرصنة البحرية. كما تدعم وحدات قوة الطوارئ الخاصة الأمن خلال موسم الحج السنوي لضمان سلامة وأمن أكثر من 3 ملايين حاج.
عمل المركز الجديد كموقع رئيسي لإطلاق التدريب العسكري الخامس لقوة الطوارئ الخاصة، صولة الحق. واستعرضت القوات مهاراتها باستخدام الذخيرة الحية ومروحيات بلاك هوك ومعدات متقدمة أخرى خلال سيناريوهات شملت استعادة السيطرة على طائرة مختطفة، وناقلات نفط وسفارات أجنبية هاجمها الإرهابيون.
قال الفريق أول سعيد بن عبد الله القحطاني، المدير العام للأمن العام، حسب ما أفادت صحيفة الرياض، “إن الأهداف من وراء إقامة هذه التدريبات هو التأكيد على استعداد القوات العسكرية السعودية في جميع مناطق المملكة خلال مشاركتها في مختلف المهام الأمنية. وسوف تعزز التدريبات قدرات القوات في استخدام المعدات العسكرية وسوف تساعدها في زيادة خبراتها العملية…وعلاوة على ذلك، سوف يساعد التدريب قواتنا المسلحة في أداء مستوى عال من الاحتراف”.
وأكد اللواء خالد بن قرار الحربي، قائد قوة الطوارئ الخاصة على التدريب، كما وصفه، إسهام مهم للبلاد. وصرح الحربي لصحيفة الرياض بقوله، “إن تحسين الأداء الأمني يتطلب قراءة الوضع والتنبؤ بأحداث المستقبل قبل وقوعها. لذلك، وضعنا مناهج تدريب أكثر تعقيداً وتخصصاً محل التدريب الأمني التقليدي”. كما أشار القائد إلى أن المملكة العربية السعودية حريصة على الحفاظ على شراكات تعليمية وتدريبية وتطويرها مع دول مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، والصين وباكستان.
إن هدف المملكة العربية السعودية هو تكليف مراكز مكافحة الإرهاب، والتدريبات العسكرية التكتيكية والشراكات المتعددة الجنسيات بإعداد قوة الطوارئ الخاصة ليس فقط لحماية الوطن، وإنما أيضاً لتمكين السعوديين من هزيمة التهديدات التي تتعرض لها المنطقة بأسرها.
Comments are closed.