بناء الشخصية من خلال العمل التطوعي By Unipath On Jan 30, 2015 Share تبنت الأمم برامج العمل التطوعي الشبابي لزرع المواطنة الصالحة فيهم وتعويدهم على العمل اتحد طلاب الجامعات في مصر ليضاعفوا التبرع بالدم في البلاد ثلاث مرات بهدف إنقاذ آلاف الأرواح. في دولة الإمارات العربية المتحدة، تقدم فِرق من الشباب البقالة للفقراء وتجمع القمامة من الصحراء. في الأردن، استحدث روّاد من أصحاب الأعمال موقعًا على شبكة الانترنت يربط عشرات الآلاف من المتطوعين في جميع البلدان الناطقة بالعربية مع أكثر من 800 منظمة خيرية وغير ربحية. العمل التطوعي الذي كان يحال من قبل إلى الجمعيات الخيرية الدينية وكان أكثر قبلية في توجهه، أصبح يكتسب أتباعًا جدد في الشرق الأوسط، حيث الحكومات تشرك السكان الشباب التواقين إلى مساعدة جيرانهم، والمساهمة في المجتمع، واكتساب المعرفة العملية القابلة للتطبيق في حياتهم المهنية. وتقام الكثير من هذه الحركات الإنسانية على المستوى الوطني: من الأمثلة الرئيسية على ذلك برنامج تكاتف للعمل التطوعي الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومركز قطر للعمل التطوعي وجمعية الكلمة الطيبة في البحرين. وهناك مشروع تقوم به الأمم المتحدة أُطلق عليه، «شباب عربي متطوع من أجل مستقبل أفضل» يوفر المزيد من الزخم لدعم ثقافة التطوع في منطقة الشرق الأوسط حيث المشاريع التي يجري التركيز عليها في مصر والأردن واليمن. تشير الدلائل إلى أن مشاركة المتطوعين تعزز القيم المدنية والتماسك الاجتماعي، وتزيد من الشعور بكون المرء جزءًا من المجتمع،» كما ورد في تقرير عام 2013 لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة. «لهذه القيم صلة كبيرة بتعزيز قدرات الفئات الأكثر ضعفا، مثل الشباب، لتحقيق سبل العيش الآمن وتعزيز قدرتها المادية والاقتصادية والروحية والرفاه الاجتماعي.» طالبة إماراتية متطوعة تعمل مع اللاجئين السوريين في المَفرق، الأردن. إن أرباب العمل في المستقبل — بما في ذلك الجيش والشرطة والحكومة والقطاع الخاص — قد يكونوا أكثر ميلًا لتوظيف أو إعطاء نظرة تفضيلية لشاب صغير شارك في العمل التطوعي الذي يشحذ سمات مثل الانضباط الذاتي والخدمة التي تتخطى الذات. إشراك الشباب يُعرَّف القرار لتعزيز العمل التطوعي بأنه نشاط غير مدفوع الأجر، تم دون إكراه لصالح شخص آخر، وحصل في وقت حاسم. تتميز معظم دول المنطقة بأعداد كبيرة على نحو غير متكافئ من الشبان الباحثين عن فرص لم تُستوفِ دائمًا في سوق العمل. ولكن المجتمع عادة ما قدم القليل من المحفزات لمكافأة العمل غير مدفوع الأجر. على سبيل المثال، أشارت الأمم المتحدة، في دراسة استقصائية أجريت عام 2009 على 15029 من المصريين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 29 عامًا، كشفت أن 2 بالمئة فقط منهم شاركوا في العمل التطوعي. وهناك مثالان للمؤسسات الخيرية المصرية التي تعتمد على المتطوعين الشباب هما مؤسسة نبني ومؤسسة الرسالة. تدّعي مؤسسة الرسالة أن لديها 200000 متطوع في مصر يؤدون مثل هذه المهام غير المدفوعة الأجر كالتدريب على محو الأمية، ورعاية الأيتام والمعوقين. وهناك برنامج قائم إلى حد كبير على المستوى الجامعي يُدعى “التأثير الثلاثي”، يحاول رفع نسبة المصريين المتبرعين بالدم من 1 في المئة إلى 3 في المئة، للتخفيف من النقص على مستوى الوطن. وتسخِّر مثل هذه الأعمال الجيدة طاقة الشباب الذين اتضح سخطهم في انتفاضة «الربيع العربي» عام 2012. وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر أنيتا نيرودي في بيان صحفي في سبتمبر/ أيلول 2013، «يشكلالشباب ثلث عدد سكان مصر — لذا سوف يكون الاستثمار في قدراتهم وإمكاناتهم أمرًا ضروريًا من أجل التنمية.» في الإمارات العربية المتحدة، مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب هي مبادرة وطنية أنشِئت في عام 2005 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويعد برنامج تكاتف أكبر برامجها وهو يشمل 33000 متطوع. يوفر برنامج تكاتف المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ويتبرع أيضًا بوقت المتطوعين فيه لضمان سلاسة عمل الفعاليات الدولية مثل سباق جائزة أبوظبي الكبرى للسيارات التي تستضيفها الإمارات العربية المتحدة، ومباريات كأس العالم لكرة القدم للفيفا للشباب تحت 17 سنة، ومباريات كأس العالم لكرة القدم في الإمارات العربية المتحدة 2013. وشملت مساعي النوايا الحسنة الأخرى «تنظيف الصحراء» لإزالة القمامة، والجهود المبذولة لترميم المساجد التي تحتاج إلى ترميم. تم في حفل تقديم الجوائز في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 في أبو ظبي تكريم المتفوقين الشباب مثل تغريد عزام من تكاتف، التي ساهمت بِـ 900 ساعة للبرنامج. بالإضافة إلى ذلك، يحصل المتطوعون على شهادة من الحكومة في نهاية خدمتهم. رجل يوصل وجبات إفطارأثناء شهر رمضان للمحتاجين في القاهرة، مصر.رويترز قالت تغريد لصحيفة ذي ناشيونال، «لقد كان لدي شعور داخلي دفعني إلى الرغبة في التطوع. إنه لأمر جيد أن تفعل شيئا لمساعدة الآخرين في المجتمع.» في إشارة لمدى أهمية مثل هذه البرامج في دولة الإمارات العربية المتحدة، يقوم الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة المؤسسة شخصيًا بشكر كل المتطوعين الشباب الذين يفوزون بجائزة. قال الشيخ عبدالله لصحيفة ذي ناشيونال، «حققت المؤسسة هذا العام تقدمًا هائلًا، وكانت قادرة على الوصول إلى ما يقرب من 64000 من الشباب، وإشراك الآلاف من خلال مختلف البرامج والمنابر والمبادرات.» المساعدة الدولية على الرغم من أن المتطوعين يقضون معظم وقتهم في تلبية الاحتياجات الوطنية والمحلية، يمتد كرمهم إلى المحتاجين الذين يعيشون في الخارج. ولم يكن مشروع تكاتف في أواخر عام 2013 لترميم المدارس في تنزانيا الوحيد في هذا الصدد. فجمعية الكلمة الطيبة البحرينية جمعت وشحنت 32 طنًا من الملابس والبطانيات إلى اللاجئين السوريين في يناير/ كانون الثاني عام 2014. وستقوم بإرسال شحنات إضافية من التمور والأرز. أما مركز قطر للعمل التطوعي فقد أطلق حملة مماثلة لمساعدة ضحايا الحرب من سوريا. ولقد قامت المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة برد الجميل من خلال تقديم الدعم لجهود المتطوعين في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، عُقِدت فعاليات «مؤتمر الشباب الدولي للتطوع والحوار» في مدينة جدة، المملكة العربية السعودية، في ديسمبر/ كانون الأول 2013 بمساعدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو). ولتعزيز أعمال الخير والمواطنة المسؤولة، طلب المؤتمر من الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، ومؤسسات والقطاع الخاص توفير السبل لدعم العمل التطوعي في المنطقة. قالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أثناء افتتاح المؤتمر في جدة «إن العمل التطوعي والحوار متلازمان، ويعزز كل منهما الآخر ويسيران نحو هدف مشترك وهو توحيد الناس حول قضية مشتركة». وبشكل أكثر تحديدًا، فإن برنامج الأمم المتحدة «شباب عربي متطوع من أجل مستقبل أفضل» يسعى إلى استكشاف الطرق، من خلال مشاريع رائدة في مصر والأردن واليمن، لتعزيز الإحساس بالانتماء للمجتمع من خلال العمل التطوعي. وقد أعيقت تلك العملية في بعض هذه الأماكن بسبب نقص المال، والبنية التحتية، والقيادة في المجال الخيري. ورد في تقرير للأمم المتحدة عام 2013 عن الوضع في اليمن، «إن النقص في توفير الخدمات للشباب مثل مراكز الشباب والمؤسسات الشبابية التي ترعاها الحكومة، مع عدم وجود منظمات المجتمع المدني التي يمكن الاعتماد عليها وتخضع للمساءلة، يخلق بيئة مليئة بالتحديات للمتطوعين الشباب للانخراط في الأنشطة التطوعية للمساهمة في تنمية البلاد.» الشراكة بين القطاعين العام والخاص يحاول عالم الأعمال تخفيف بعض جوانب القصور من خلال خلق ثقافة العمل التطوعي. متطوعون من الإمارات العربية المتحدة ينصبون معسكرًا للاجئين في تونس.إيه إف پي / صور جيتي في الأردن، أسس أحد رواد الأعمال، كامل الأسمر، نخوة، وهي شركة مقرها في العاصمة الأردنية عمان، تدير دليلًا على الإنترنت يضم 800 جمعية خيرية ومنظمة غير ربحية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما قام 20000 متطوع بتحميل أوراق مؤهلاتهم على الموقع سعيًا وراء عشرات الآلاف من فرص العمل التطوعي المتاحة في المنطقة. «نريد أن ينتشر ما نسميه الغيرة الإيجابية في صفوف الشباب في العالم العربي الذين ستحفزهم القصص الأخرى، حينما يشاهدوا مواطنيهم يقومون ببعض الأعمال فيشعرون بالغيرة الإيجابية ويتحمسون لعمل شيء جيد مثله،» قال الاسمر للموقع الإلكتروني «ومضة»، وهو موقع مكرس لريادة الأعمال في البلدان الناطقة بالعربية. وهناك فائدة إضافية للعمل التطوعي هي التركيز الذي يضعه على التدريب على العمل بدون أجر، وتعزيز مسيرة المتطوعين المهنية. تقوم جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية برعاية العمل الخيري، بما في ذلك حملة لمحو الأمية في جميع أنحاء المملكة. وعلى نفس القدر من الأهمية تقوم جمعية ماجد برعاية البدء بالأعمال التجارية، بما في ذلك الشركات التي تديرها النساء. من خلال توفير سهولة الوصول إلى قروض تتراوح بين 5000 و 60000 ريال سعودي، تأمل المنظمة بتعزيز «تحويل الأنشطة… الموجهة نحو التنمية المستدامة.» يقدم مشروع مشواري المصري، من بين خدمات أخرى، المساعدة المهنية والتدريب على الأعمال التجارية الصغيرة لِـ 45000 من الشباب حتى سن الـ 24 عاما. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تركز برامج مثل كفاءات، إصرف صح، وكياني على الإعداد للعمل، ومهارات الإدارة المالية والتطوير الوظيفي. الخاتمة هذا التركيز المكتشف حديثًا على تنمية الشباب من خلال العمل التطوعي الذي نشأ من المجتمعات التي كانت في العادة تضع قيمة عالية على العمر والخبرة، يلقى الترحيب من الكبار والصغار. أحد المتحمسين هو علي خوري، الشاب الإماراتي الذي قدم ساعات لا تحصى للإغاثة في حالات الكوارث، بما في ذلك ساعات قضاها في الخارج في باكستان، عن طريق برنامج دولة الإمارات العربية المتحدة سانِد، وهو برنامج الاستجابة الطارئة التطوعي الذي يعتمد على 6000 متطوع معظمهم من الشباب. قال علي لصحيفة ذي ناشيونال في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، «كان الشيخ زايد يقول لنا، عندما تكون لديك الموارد، لا تبقيها لنفسك. ساعد الآخرين. نحن جميعًا بشر ونحن جميعًا نعيش على نفس الكوكب… من خلال العمل التطوعي، أنت تعطي شيئًا من دون طلب الأجر، وفي النهاية يمكنك أن تفيد بلدك، تفيد مجتمعك، وتفيد نفسك.» Share
Comments are closed.