رسالة قائد مهم

تعتبر‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الشركاء‭ ‬الأمنيين‭ ‬الذين‭ ‬يعتمد‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬العنيف،‭ ‬لذلك‭ ‬يسرنا‭ ‬أن‭ ‬نفتتح‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬يونيباث‭ ‬للتحدث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬المهم‭. ‬
تساهم‭ ‬الكويت‭ ‬مساهة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقليمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لهزيمة‭ ‬داعش،‭ ‬واستضافة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناورات‭ ‬والتمارين‭ ‬العسكرية‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬كتمارين‭ ‬حسم‭ ‬العقبان‭ ‬وغيرها،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬كبح‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭. 
يعود‭ ‬نجاح‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬لمكافحة‭ ‬الارهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬العنيف‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح،‭ ‬ووحدة‭ ‬وتضامن‭ ‬الشعب‭ ‬الكويتي‭ ‬ووعيه‭ ‬لمخاطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭. ‬
تدرك‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الكويتية‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬يمثل‭ ‬التهديد‭ ‬الرئيسي‭ ‬للبلاد،‭ ‬ولمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الآفة،‭ ‬تركز‭ ‬قواتنا‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬استعداد‭ ‬عالية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬شركائنا‭ ‬الدوليين‭.‬
لا‭ ‬يمثل‭ ‬اقتناء‭ ‬بعض‭ ‬أفضل‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬سوى‭ ‬طرف‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬المعادلة،‭ ‬فصقل‭ ‬المهارات‭ ‬وبناء‭ ‬قدرات‭ ‬قواتنا‭ ‬البرية‭ ‬والجوية‭ ‬والبحرية‭ ‬لايقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬لذا‭ ‬تولي‭ ‬وزارتنا‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً‭ ‬بالمواظبة‭ ‬على‭ ‬التدريبات‭ ‬العسكرية‭ ‬ومواكبة‭ ‬آخر‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬
كل‭ ‬سنتين،‭ ‬تدعو‭ ‬الكويت‭ ‬آلاف‭ ‬العسكريين‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬متعددة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬تمرين‭ ‬حسم‭ ‬العقبان،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تشترك‭ ‬القوات‭ ‬الكويتية‭ ‬كذلك‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬دول‭ ‬شقيقة‭ ‬وصديقة‭ ‬في‭ ‬مناورات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬والمناروات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬لؤلؤة‭ ‬الغرب‭. ‬
إن‭ ‬التهديدات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أكدت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إيماننا‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قواتنا‭ ‬متيقظة‭ ‬وعلى‭ ‬استعداد‭ ‬تام‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬موانئ‭ ‬دولنا‭ ‬وسفنها‭ ‬وباقي‭ ‬بُناها‭ ‬التحتية‭.‬
ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تظل‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الأسبقيات،‭ ‬ومصدر‭ ‬إهتمام‭ ‬ومتابعة‭ ‬الدولة‭ ‬بأسرها،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬الجيش‭ ‬الكويتي‭. ‬تعمل‭ ‬وحدات‭ ‬الشرطة‭ ‬والحرس‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬باستمرار‭ ‬وبكفاءة‭ ‬ملموسة‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الكويت‭. ‬ولدينا‭ ‬أيضاً‭ ‬مجموعة‭ ‬عمل‭ ‬مالية‭ ‬يتمحورعملها‭ ‬على‭ ‬حرمان‭ ‬الإرهابيين‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬يحتاجون‭ ‬لتنفيذ‭ ‬جرائمهم‭.‬
وتحظر‭ ‬الكويت‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات‭ ‬والدعاية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭.‬
وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الوزرات‭ ‬الاخرى‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف،‭ ‬ترعى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬برنامجاً‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬العامة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الإيديولوجيات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وتقوم‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬بدور‭ ‬مماثل‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬أئمة‭ ‬الجوامع‭ ‬وبقية‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬على‭ ‬نبذ‭ ‬الخطاب‭ ‬المتطرف‭ ‬والايديولوجيات‭ ‬الشاذة‭. ‬
وكجزء‭ ‬من‭ ‬جهودها‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬طرد‭ ‬داعش،‭ ‬استضافت‭ ‬الدولة‭ ‬مؤتمر‭ ‬الكويت‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬العراق‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المانحين‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬وعدوا‭ ‬بتقديم‭ ‬مساعدات‭. ‬ساهمت‭ ‬التبرعات‭ ‬الخيرية‭ ‬الكويتية‭ ‬بإيواء‭ ‬وإطعام‭ ‬المهجرين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬وساعدت‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭. ‬تدرك‭ ‬الكويت‭ ‬أن‭ ‬هزيمة‭ ‬الإرهابيين‭ ‬هي‭ ‬مسعى‭ ‬تعاوني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬بلد‭ ‬وحده‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬فيه‭ ‬منتصراُ‭ ‬دون‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬
أنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬المتعدد‭ ‬الجنسيات‭ – ‬التكتيكي‭ ‬والعملياتي‭ ‬والاستراتيجي‭ – ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬العنيف‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يهدد‭ ‬منطقتنا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يهدد‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭.‬
الفريق أول ركن متقاعد محمد خالد الخضر
رئيس أركان الجيش الكويتي سابقاً ‬

التعليقات مغلقة.