منع الخسائر الكبيرة

القوات‭ ‬العمانية‭ ‬والأمريكية‭ ‬تتدرب‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والإشعاعية

أسرة‭ ‬يونيباث‭  ‭|  ‬عائدية‭ ‬الصور‭ ‬لقوات‭ ‬السلطان‭ ‬المسلحة
في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ ‬11‭ ‬صباحاً،‭ ‬سمع‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬المحاذية‭ ‬للحي‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬مسقط،‭ ‬عُمان‭ ‬صوت‭ ‬انفجار‭ ‬شديد‭. ‬وخلال‭ ‬لحظات،‭ ‬كانت‭ ‬صفارات‭ ‬سيارات‭ ‬الطوارئ‭ ‬تملأ‭ ‬المكان‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬كثيف‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السلطانية‭ ‬والهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني‭. ‬بعدها‭ ‬وصلت‭ ‬سيارات‭ ‬مصفحة‭ ‬تابعة‭ ‬لقوات‭ ‬السلطان‭ ‬المسلحة،‭ ‬وسيارات‭ ‬هيئة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬وسيارات‭ ‬الشرطة‭. ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬ضرب‭ ‬طوق‭ ‬امني‭ ‬وأغلاق‭ ‬المنطقة‭ ‬بالكامل‭ ‬بعد‭ ‬تحديدها‭ ‬بشريط‭ ‬يحذر‭ ‬المارة‭ ‬من‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬مسرح‭ ‬الحدث‭.‬
هكذا‭ ‬اختتمت‭ ‬فعاليات‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬بين‭ ‬خبراء‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والمشعّة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ونظرائهم‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬السلطان‭ ‬المسلحة‭ ‬والذي‭ ‬استمر‭ ‬14‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬مركز‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭/‬آذار‭ ‬2020،‭ ‬وأشرف‭ ‬على‭ ‬فعاليات‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬مدير‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬العقيد‭ ‬الركن‭ ‬جمعة‭ ‬بن‭ ‬مسعود‭ ‬الهنائي،‭ ‬والمقدم‭ ‬الركن‭ ‬المهندس‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬البرومي،‭ ‬ركن‭ ‬أول‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭. ‬كما‭ ‬اشترك‭ ‬في‭ ‬التمرين‭ ‬المقدم‭ ‬الركن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬الخوار،‭ ‬ركن‭ ‬أول‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬وعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬وضباط‭ ‬الصف‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السلطانية‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬والقوة‭ ‬الجوية‭ ‬والقوة‭ ‬البحرية‭.‬
ابتدأت‭ ‬فعاليات‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬بين‭ ‬الخبراء‭ ‬بمراجعة‭ ‬خطة‭ ‬عمليات‭ ‬قوات‭ ‬السلطان‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬اذ‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬الطرق‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تطهير‭ ‬المناطق‭ ‬الملوثة‭ ‬وطرق‭ ‬نقل‭ ‬المصابين‭ ‬وتفادي‭ ‬انتشار‭ ‬التلوث‭ ‬وحماية‭ ‬فريق‭ ‬الإستجابة‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬استعراض‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬لكشف‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭. ‬وشرح‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬كيفية‭ ‬تنسيق‭ ‬عمل‭ ‬المؤسسات‭ ‬المختلفة‭ ‬لانجاز‭ ‬المهمة‭.‬
ضحايا مفترضين يتم علاجهم في مستشفى ميداني.
‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬المتخصص‭ ‬بالطب‭ ‬الميداني‭ ‬بشرح‭ ‬طريقة‭ ‬معالجة‭ ‬الحالات‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬والاسراع‭ ‬بنقلها‭ ‬للمستشفيات‭ ‬فور‭ ‬إيقاف‭ ‬النزف‭ ‬واستقرار‭ ‬الحالة‭. ‬كما‭ ‬شرح‭ ‬خبراء‭ ‬الطب‭ ‬الميداني‭ ‬ضرورة‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬المخزون‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الطبية‭ ‬وعدم‭ ‬استنزافها‭.‬
ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬ضم‭ ‬الفريق‭ ‬الأمريكي‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المتخصصة‭ ‬بمكافحة‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬فعلوا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬إذ‭ ‬حضر‭ ‬خبراء‭ ‬قسم‭ ‬مكافحة‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬واصطحبوا‭ ‬معهم‭ ‬وكالة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬الدفاعية‭ ‬،‭ ‬والمكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬للبرنامج‭ ‬المشترك‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والإشعاعية‭ ‬والنووية،‭ ‬وضباط‭ ‬عمليات‭ ‬متخصصين‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬ومشاة‭ ‬البحرية،‭ ‬والقوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭.‬
وفي‭ ‬المقابل‭ ‬شرح‭ ‬الخبراء‭ ‬المتخصصون‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬السلطان‭ ‬المسلحة‭ ‬السياقات‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬تسرب‭ ‬غازات‭ ‬سامة‭ ‬أو‭ ‬تلوث‭ ‬ناجم‭ ‬عن‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬مصانع‭ ‬البتروكيمياويات‭ ‬أو‭ ‬مخازن‭ ‬المبيدات‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬هجوم‭ ‬بأسلحة‭ ‬كيميائية‭ ‬أو‭ ‬بيولوجية‭. ‬وشرح‭ ‬الخبراء‭ ‬كيفية‭ ‬الاستجابة‭ ‬حسب‭ ‬طبيعية‭ ‬الحادث‭ ‬وكيف‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬نصب‭ ‬مقر‭ ‬قيادة‭ ‬وسيطرة‭ ‬ومركز‭ ‬تطهير‭ ‬ومستشفى‭ ‬ميداني‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الاصابات‭. ‬ونال‭ ‬حوار‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬تقدير‭ ‬وإعجاب‭ ‬الفريق‭ ‬الأمريكي‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬قدرات‭ ‬وتقنيات‭ ‬قسم‭ ‬مكافحة‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬العماني‭. ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬والتوسع‭ ‬لتشمل‭ ‬كافة‭ ‬الصنوف‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتخصصة‭. ‬
استعرض‭ ‬فريق‭ ‬معالجة‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني‭ ‬مع‭ ‬نظرائهم‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬تقنية‭ ‬الرجل‭ ‬الآلي‭ ‬لمعالجة‭ ‬العبوات‭. ‬وقد‭ ‬تلقى‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬تدريباً‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬وصيانة‭ ‬الجهاز‭ ‬والمعالجة‭ ‬الميدانية‭ ‬لأي‭ ‬خلل‭ ‬أو‭ ‬ضرر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلحق‭ ‬به‭. ‬
صار‭ ‬معتاداً‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬ابتدأ‭ ‬التمرين‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬أن‭ ‬يختتم‭ ‬بسيناريو‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬الفريقين‭ ‬للاستجابة‭ ‬لحادث‭ ‬أو‭ ‬هجوم،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬طلب‭ ‬الفريق‭ ‬العماني‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬تمرين‭ ‬الختام‭ ‬بمفرده‭ ‬ويكون‭ ‬الفريق‭ ‬الأمريكي‭ ‬مراقباً‭ ‬فقط‭. ‬وكان‭ ‬السيناريو‭ ‬الختامي‭ ‬يحاكي‭ ‬حوادث‭ ‬حقيقية‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ينشط‭ ‬فيها‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتبدأ‭ ‬الاستجابة‭ ‬بعد‭ ‬تلقي‭ ‬إبلاغ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭ ‬عن‭ ‬أنشطة‭ ‬مشبوهة‭ ‬داخل‭ ‬مجمع‭ ‬شاغر‭ ‬لمبيدات‭ ‬الحشرات‭: ‬
“هناك‭ ‬عدة‭ ‬تقارير‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬عمانيين‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬أنشطة‭ ‬مشبوهة‭ ‬بمجمع‭ ‬مبيدات‭ ‬شاغر‭. ‬لم‭ ‬يلاحظ‭ ‬السكان‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬الشاغر‭ ‬قبل‭ ‬النشاط‭ ‬المريب‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬إغلاقه‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭ ‬تقريباً‭.‬”‭ ‬ويذكر‭ ‬التقرير‭ ‬“أنه‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬ليالي‭ ‬متتالية‭ ‬شوهدت‭ ‬شاحنات‭ ‬بضائع‭ ‬كبيرة‭ ‬تغادر‭ ‬المجمع‭ ‬الشاغر‭ ‬بين‭ ‬الساعة‭ ‬–‭ ‬الثانية‭ ‬والرابعة‭ ‬فجراً‭. ‬قدم‭ ‬أحد‭ ‬الشهود‭ ‬بياناً‭ ‬مكتوباً‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬خزن‭ ‬عدة‭ ‬براميل‭ ‬سعة‭ ‬55‭ ‬غالون‭ ‬ومعدات‭ ‬أخرى‭. ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬دقة‭ ‬البيانات‭ ‬بسبب‭ ‬الرؤية‭ ‬المحدودة‭ ‬وعدم‭ ‬رغبة‭ ‬الشخص‭ ‬المبلغ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يُرى‭ ‬وهو‭ ‬يراقب‭ ‬تلك‭ ‬التحركات‭.‬”
‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات،‭ ‬أرسلت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬دورية‭ ‬شرطة‭ ‬للتحري‭ ‬ومعرفة‭ ‬ملابسات‭ ‬القضية‭. ‬تزامن‭ ‬وصول‭ ‬الدورية‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ (‬11:00‭) ‬مع‭ ‬دوي‭ ‬انفجار‭ ‬هز‭ ‬المكان‭. ‬اتصلت‭ ‬دورية‭ ‬الشرطة‭ ‬بالهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬وتم‭ ‬إبلاغ‭ ‬قوات‭ ‬السلطان‭ ‬المسلحة‭ ‬بالحادث‭. ‬خلال‭ ‬الدقائق‭ ‬الأولى‭ ‬بدأت‭ ‬فرق‭ ‬الاستجابة‭ ‬تتوافد‭ ‬على‭ ‬المكان‭ ‬وتم‭ ‬فرض‭ ‬طوق‭ ‬أمني‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭. ‬سرعة‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية‭ ‬وتطور‭ ‬الموقف‭ ‬دفعا‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬إلى‭ ‬اسْتِدعاء‭ ‬خبراء‭ ‬متفجرات‭ ‬وفريق‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬بسبب‭ ‬طبيعة‭ ‬المكان‭ ‬وتوفر‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬براميل‭ ‬مشتبه‭ ‬بها‭. ‬
في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ (‬11:15‭)‬،‭ ‬وصل‭ ‬فريق‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬السلطان‭ ‬المسلحة،‭ ‬بقيادة‭ ‬المقدم‭ ‬الركن‭ ‬المهندس‭ ‬حمد‭ ‬البرومي،‭ ‬ليتسلم‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬وهيئة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬قيادة‭ ‬المهمة،‭ ‬وأمر‭ ‬بنصب‭ ‬وحدة‭ ‬التطهير‭ ‬الميداني‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬600‭ ‬متر‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬الحادث‭. ‬وصل‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ (‬11:16‭)‬،‭ ‬وباشر‭ ‬ببناء‭ ‬مستشفى‭ ‬ميداني‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬600‭ ‬متر‭ ‬من‭ ‬الهدف‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬كان‭ ‬فريق‭ ‬الاستطلاع‭ ‬وأفراد‭ ‬هيئة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬يرتدون‭ ‬التجهيزات‭ ‬الواقية‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬وجاهزين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المهمة‭. ‬
في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ (‬11:25‭) ‬دخل‭ ‬المنطقة‭ ‬المحظورة‭ ‬فريق‭ ‬الاستطلاع‭ ‬التابع‭ ‬لمعالجة‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة‭ (‬جنديين‭) ‬وفريق‭ ‬هيئة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ (‬4‭ ‬منتسبين‭ ‬ونقالة‭ ‬طبية‭) ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬نقطة‭ ‬دخول‭ ‬وجندي‭ ‬بكامل‭ ‬التجهيزات‭ ‬الواقية‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬200‭ ‬متراً‭ ‬من‭ ‬الموقع،‭ ‬يستلم‭ ‬الأوامر‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الميدانية‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬التصريح‭ ‬بالدخول‭ ‬للمنطقة،‭ ‬وبعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬إرتداء‭ ‬الفريق‭ ‬تجهيزات‭ ‬الوقاية،‭ ‬تم‭ ‬تدوين‭ ‬أسماء‭ ‬ورتب‭ ‬المخولين‭ ‬بالدخول‭ ‬والجهة‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬لها‭.‬
بدأ‭ ‬فريق‭ ‬الاستطلاع‭ ‬بتفحص‭ ‬المكان‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬الدخول‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬للبناية،‭ ‬تفحص‭ ‬دقيق‭ ‬للمتفجرات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهاز‭ ‬كشف‭ ‬المواد‭ ‬المتفجرة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تفحص‭ ‬الأرض‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬حفر‭ ‬أو‭ ‬جسم‭ ‬غريب‭. ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬المبنى،‭ ‬استطلع‭ ‬الفريق‭ ‬المنطقة‭ ‬حول‭ ‬البناية‭ ‬وتم‭ ‬اكتشاف‭ ‬سيارة‭ ‬مفخخة‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬الشمالية‭ ‬الشرقية‭ ‬للبناية‭. ‬توقف‭ ‬الفريق‭ ‬عند‭ ‬السيارة‭ ‬وبدأ‭ ‬يسجل‭ ‬ملاحظات‭ ‬عما‭ ‬بداخلها‭ ‬دون‭ ‬لمسها،‭ ‬وتم‭ ‬رسم‭ ‬مخطط‭ ‬توضيحي‭ ‬للمحتويات‭. ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬تفحص‭ ‬مدخل‭ ‬البناية‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مُفَخَّخات‭. ‬عند‭ ‬دخول‭ ‬البناية‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬مدنيين‭ ‬إثنين‭ ‬أصيبا‭ ‬جراء‭ ‬الانفجار‭. ‬طلب‭ ‬فريق‭ ‬الاستطلاع‭ ‬عجلة‭ ‬إسعاف‭ ‬لنقل‭ ‬المصابين،‭ ‬وفريق‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬لفحص‭ ‬البناية،‭ ‬وفريق‭ ‬معالجة‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬لمعالجة‭ ‬السيارة‭ ‬المفخخة‭. ‬
أفراد من القوات المسلحة العمانية يشاركون تقنيات الروبوتات مع نظرائهم الأمريكيين.
وتم‭ ‬الاتصال‭ ‬بشركة‭ ‬الاتصالات‭ ‬لقطع‭ ‬جميع‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬فريق‭ ‬معالجة‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬بالتشويش‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لمنع‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لتفجير‭ ‬السيارة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭. ‬
توقفت‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬السيطرة‭ ‬وتم‭ ‬تسجيل‭ ‬معلومات‭ ‬فريق‭ ‬الإسعاف‭ ‬وأسماء‭ ‬المصابين‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬بطاقات‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬بحوزتهم‭ ‬وتم‭ ‬نقلهم‭ ‬لوحدة‭ ‬التطهير‭ ‬الميداني،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خيمة‭ ‬مخصصة‭ ‬للتطهير‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬والبيولوجية،‭ ‬وشاحنة‭ ‬ضخمة‭ ‬تضم‭ ‬مواد‭ ‬تطهير‭ ‬ومضخات‭ ‬لخلط‭ ‬مواد‭ ‬التطهير‭ ‬مع‭ ‬الماء‭ ‬وضخه‭ ‬بقوة‭ ‬للتطهير‭ ‬والتعقيم‭. ‬فور‭ ‬وصول‭ ‬المصابين،‭ ‬استقبلهم‭ ‬فريق‭ ‬التطهير‭ ‬الذي‭ ‬يرتدي‭ ‬أفراده‭ ‬تجهيزات‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭. ‬بدأ‭ ‬بقص‭ ‬ملابس‭ ‬المصابين‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬حافظات‭ ‬مخصصة‭ ‬لمنع‭ ‬تسرب‭ ‬المواد‭ ‬الملوثة‭ ‬وتم‭ ‬إدخالهم‭ ‬داخل‭ ‬خيمة‭ ‬التطهير‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬الفريق‭ ‬بتعقيم‭ ‬وتطهير‭ ‬المصابين‭ ‬بدقة‭ ‬قبل‭ ‬نقلهم‭ ‬للمستشفى‭ ‬الميداني‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬بانتظارهم‭.‬
كانت‭ ‬حالة‭ ‬المصاب‭ ‬الأول،‭ ‬جرح‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬الظهر‭ ‬ونزيف‭ ‬دموي‭ ‬وكان‭ ‬فاقداً‭ ‬للوعي،‭ ‬أما‭ ‬المصاب‭ ‬الثاني‭ ‬فكان‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مستقرة،‭ ‬جرح‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬الفخذ‭ ‬الأيمن‭ ‬وبعض‭ ‬الكدمات‭. ‬توزع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مصاب‭ ‬3‭ ‬اشخاص،‭ ‬قائد‭ ‬الفريق‭ ‬وواجبه‭ ‬تسجيل‭ ‬ملاحظات‭ ‬المصاب‭ ‬وممرضين‭ ‬إثنين‭ ‬لتفحص‭ ‬جسم‭ ‬المصاب‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬إصابات‭ ‬أخرى‭. ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬أسئلة‭ ‬طبية‭ ‬للمصاب‭ ‬مستقر‭ ‬الحالة‭ ‬عما‭ ‬حدث‭ ‬وعن‭ ‬تاريخه‭ ‬الطبي‭. ‬أما‭ ‬المصاب‭ ‬الثاني‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬النزف‭ ‬لديه‭ ‬وربط‭ ‬جهاز‭ ‬مغذي‭ ‬في‭ ‬وريد‭ ‬ذراعه‭ ‬لتعويض‭ ‬ما‭ ‬فقد‭ ‬من‭ ‬سوائل‭ ‬ولحقنه‭ ‬بمسكن‭ ‬الآلام‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬نقله‭ ‬للمستشفى‭ ‬دون‭ ‬خطر‭.‬
في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ (‬11:20‭) ‬تم‭ ‬دخول‭ ‬فريق‭ ‬مكافحة‭ ‬المتفجرات‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬هيئة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬للمنطقة‭ ‬المحظورة‭ ‬وتم‭ ‬تجهيز‭ ‬الرجل‭ ‬الآلي‭ ‬لمعالجة‭ ‬السيارة‭ ‬المفخخة‭ ‬حيث‭ ‬عثر‭ ‬على‭ ‬مخطط‭ ‬السيارة‭ ‬داخل‭ ‬مخزن‭ ‬المبيدات‭ ‬وتحتوى‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مقذوفات‭ ‬عيار‭ ‬155‭ ‬ملم‭ ‬وبرميلين‭ ‬حجم‭ ‬55‭ ‬غالون‭ ‬من‭ ‬غاز‭ ‬السايرين‭ ‬معدة‭ ‬للتفجير‭ ‬عن‭ ‬بعد‭. ‬استطاع‭ ‬الرجل‭ ‬الآلي‭ ‬تفكيك‭ ‬السيارة‭ ‬المفخخة‭. ‬وقام‭ ‬فريق‭ ‬مكافحة‭ ‬المتفجرات‭ ‬برفع‭ ‬المقذوفات‭ ‬بأمان،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬فريق‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬بتأمين‭ ‬ونقل‭ ‬براميل‭ ‬غاز‭ ‬السايرين،‭ ‬لمختبرات‭ ‬التحليل‭ ‬الكيميائي‭ ‬لمعرفة‭ ‬تركيبتها‭ ‬والتوصل‭ ‬للجهة‭ ‬المصنعة‭. ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬قيام‭ ‬الفريق‭ ‬بمسح‭ ‬ميداني‭ ‬أخير‭ ‬للمنطقة‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬مخاطر‭ ‬للتلوث‭ ‬البيولوجي‭ ‬والكيميائي‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المستودع‭. ‬
عند‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المهمة،‭ ‬توجه‭ ‬الفريق‭ ‬إلى‭ ‬مفرزة‭ ‬التطهير‭ ‬الميداني،‭ ‬وتم‭ ‬رش‭ ‬مواد‭ ‬التعقيم‭ ‬والتطهير‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬خلع‭ ‬التجهيزات‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬نقل‭ ‬أي‭ ‬مادة‭ ‬ملوثة‭ ‬خارج‭ ‬منطقة‭ ‬العمليات‭. ‬
في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ (‬12:00‭) ‬وبعد‭ ‬جمع‭ ‬الأدلة‭ ‬الجنائية‭ ‬من‭ ‬الموقع،‭ ‬تم‭ ‬تطهير‭ ‬وتعقيم‭ ‬المستودع‭ ‬بالكامل‭ ‬والمباشرة‭ ‬بانسحاب‭ ‬المستشفى‭ ‬الميداني‭ ‬ووحدة‭ ‬التطهير‭ ‬الميداني‭. ‬وفي‭ ‬الساعة‭ (‬14:00‭) ‬تم‭ ‬تسليم‭ ‬الموقع‭ ‬للشرطة‭ ‬لإكمال‭ ‬التحقيقات‭ ‬الجنائية‭ ‬ورفع‭ ‬الطوق‭ ‬الأمني‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭. ‬
أربع‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬المهني‭ ‬الدقيق‭ ‬الذي‭ ‬يحاكي‭ ‬أحداثاً‭ ‬حقيقية،‭ ‬نفذ‭ ‬خلالها‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السلطانية‭ ‬ومنتسبو‭ ‬هيئة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬والفريق‭ ‬الطبي‭ ‬عملاً‭ ‬رائعاً‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬والأداء‭ ‬الراقي‭ ‬والمهنية‭ ‬العالية‭. ‬برغم‭ ‬حرارة‭ ‬الجو،‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬مرتدياً‭ ‬كامل‭ ‬التجهيزات‭ ‬الواقية‭ ‬وكان‭ ‬بعضهم‭ ‬يقف‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬الحارقة‭ ‬دون‭ ‬سقف‭ ‬أو‭ ‬مظلة‭. ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬الفرق‭ ‬تعمل‭ ‬بتناغم‭ ‬وتناسق‭ ‬لإنجاز‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الخطورة‭ ‬تمس‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬للبلاد‭. ‬لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الوحدات‭ ‬المستجيبة‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الجاهزية‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬طارئ‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭. 

التعليقات مغلقة.