مبعوثة من أفغانستان

السفيرة الأفغانية لدى الولايات المتحدة، رويا رحماني، تتحدث عن مستقبل بلدها

لاشك‭ ‬أن‭ ‬السفيرة‭ ‬رويا‭ ‬رحماني‭ ‬تكنّ‭ ‬الفخر‭ ‬لشعب‭ ‬أفغانستان‭. ‬وعندما‭ ‬تشارك‭ ‬قصصا‭ ‬عن‭ ‬تضحيات‭ ‬مواطنيها‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬التحمل‭ ‬وأملهم‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬فإنها‭ ‬تتكلم‭ ‬بتواضع‭ ‬وشغف‭. ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬غافلة‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأفغان‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليهما‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬الخسائر‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬بين‭ ‬70‭-‬80‭ ‬شخصاً‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فهي‭ ‬مصممة‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭.‬

في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/‬ديسمبر‭ ‬2018،‭ ‬أصبحت‭ ‬رحماني‭ ‬أول‭ ‬سفيرة‭ ‬لأفغانستان‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وقبل‭ ‬توليها‭ ‬هذا‭ ‬المنصب،‭ ‬عملت‭ ‬سفيرة‭ ‬لبلادها‭ ‬لدى‭ ‬إندونيسيا،‭ ‬وسفيرة‭ ‬غير‭ ‬مقيمة‭ ‬لدى‭ ‬سنغافورة،‭ ‬وسفيرة‭ ‬لدى‭ ‬رابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭. ‬وتشمل‭ ‬الخبرة‭ ‬الوظيفية‭ ‬الواسعة‭ ‬لرحماني‭ ‬العمل‭ ‬كمديرة‭ ‬عامة‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأفغانية‭. ‬

يونبياث‭ ‬التقت‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬مؤتمر‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬السنوي‭ ‬الرابع‭ ‬لمديري‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬وجنوب‭ ‬آسيا‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬2019‭.‬

يونيباث:‭ ‬لقد‭ ‬قدمت‭ ‬القوات‭ ‬الأفغانية‭ ‬تضحيات‭ ‬عظيمة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالكفاح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬المصاعب؟

السفيرة‭ ‬رحماني‭:‬‭ ‬وكما‭ ‬قلتم‭ ‬عن‭ ‬حق،‭ ‬فقد‭ ‬قدموا‭ ‬تضحيات‭ ‬ضخمة‭ ‬وكبيرة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬نقدره‭ ‬حق‭ ‬تقدير‭. ‬ولا‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أتكلم‭ ‬باسمهم،‭ ‬ولكن‭ ‬مما‭ ‬أفهمه‭ ‬ومن‭ ‬المناقشات‭ ‬التي‭ ‬أجريتها‭ ‬مع‭ ‬بعضهم،‭ ‬إنها‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية‭ ‬يمكنهم‭ ‬فيها‭ ‬تحقيق‭ ‬كامل‭ ‬إمكاناتهم‭. ‬إنها‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الفرص‭ ‬لأطفالهم‭ ‬وللأجيال‭ ‬المقبلة‭. ‬لقد‭ ‬عانى‭ ‬الأفغان‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وقد‭ ‬حرمهم‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬أمده‭ ‬من‭ ‬الضروريات‭ ‬الأساسية‭ ‬للحياة‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحالي‭. ‬إنهم‭ ‬يقدرون‭ ‬حقا‭ ‬أي‭ ‬فرص‭ ‬يجدونها،‭ ‬وهم‭ ‬يكافحون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬حصول‭ ‬أبنائهم‭ ‬وبناتهم‭ ‬والأجيال‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الفرص‭.‬

ثمة‭ ‬احساس‭ ‬بالوطنية‭ ‬—‭ ‬فالأفغان‭ ‬مناضلون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭. ‬لقد‭ ‬قاتلوا‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حريتهم،‭ ‬وهم‭ ‬وطنيون‭. ‬حبهم‭ ‬لوطنهم‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يحفزهم‭ ‬للعطاء‭. ‬إنهم‭ ‬يؤمنون‭ ‬بقيمهم،‭ ‬ويؤمنون‭ ‬بقدراتهم‭. ‬وهم‭ ‬يؤمنون‭ ‬بوطنهم‭ ‬وشعبهم‭. ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفهمه،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬بعض‭ ‬العوامل‭ ‬الدافعة‭. ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬افيهم‭ ‬حقهم‭ ‬عندما‭ ‬اتحدث‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬دوافعهم‭ ‬لأنني‭ ‬أم‭ ‬ايضاً‭. ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أتخيل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭ ‬عندما‭ ‬يقاتلان‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬ولا‭ ‬يعرفان‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانا‭ ‬سيعودان‭ ‬لرؤية‭ ‬أطفالهما‭ ‬أم‭ ‬لا‭- ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬القوة‭ ‬الدافعة،‭ ‬فهي‭ ‬لابد‭ ‬جبارة،‭ ‬بطولية‭ ‬وتنم‭ ‬عن‭ ‬إنكار‭ ‬الذات‭. ‬نحن‭ ‬جميعا‭ ‬نحب‭ ‬وطننا،‭ ‬ولكنهم‭ ‬وضعوا‭ ‬حبهم‭ ‬لوطنهم‭ ‬تحت‭ ‬الاختبار،‭ ‬وليس‭ ‬بوسعي‭ ‬الآن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لهم‭ ‬أحييكم‭.‬

يونيباث: ما‭ ‬هي‭ ‬بعض‭ ‬الإنجازات‭ ‬الهامة‭ ‬لقوات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطنية‭ ‬الأفغانية؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬يمكنهم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تطويرها؟

السفيرة‭ ‬رحماني‭:‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬عندما‭ ‬انسحب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭,‬000‭ ‬جندي‭ ‬أجنبي،‭ ‬تكهن‭ ‬الكثيرون،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬بلدي،‭ ‬أن‭ ‬أفغانستان‭ ‬ستعود‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭. ‬اعتقدوا‭ ‬أنه‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة‭ ‬وأن‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أرضنا‭. ‬وأثبتت‭ ‬قواتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬لهم‭ ‬أنهم‭ ‬مخطئون‭. ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬نجاح‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭. ‬خصوصا‭ ‬وانه‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬جرت‭ ‬فيه‭ ‬الانتخابات‭ ‬وتولت‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭ ‬مقاليد‭ ‬الأمور‭. ‬لم‭ ‬تواجه‭ ‬البلاد‭ ‬فقط‭ ‬انخفاضاً‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬القوات،‭ ‬ولكنها‭ ‬شهدت‭ ‬كذلك‭ ‬تدهوراً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬كبيراً‭ ‬بسبب‭ ‬التخفيض‭ ‬الهائل‭ ‬للقوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وقلة‭ ‬العقود‭ ‬والخدمات‭ ‬والوظائف‭ ‬المتاحة‭. ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬شكل‭ ‬أيضاً‭ ‬بداية‭ ‬انتقالنا‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المعونة‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬ذاته‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬فرض‭ ‬ذلك‭ ‬ضغطاً‭ ‬هائلاً‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬والأمة‭. ‬وكانوا‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭. ‬وبذلوا‭ ‬جهوداً‭ ‬أكثر‭.‬

وكانت‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬الأخيرة‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬تتولى‭ ‬قواتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬وحدها‭ ‬مسؤولية‭ ‬تأمينها‭. ‬وقد‭ ‬وقعت‭ ‬حوادث،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقع‭ ‬خلال‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬أو‭ ‬الرئاسية‭. ‬وكانت‭ ‬القوات‭ ‬الأفغانية‭ ‬وحدها‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬أو‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الانتخابات‭. ‬وهذا‭ ‬إنجاز‭. ‬

ما‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬يحتاجون‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم؟‭ ‬أحد‭ ‬المجالات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬فتئنا‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬بنائها،‭ ‬بفضل‭ ‬دعم‭ ‬حلفائنا،‭ ‬هو‭ ‬قواتنا‭ ‬الجوية‭. ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭. ‬بدأنا‭ ‬من‭ ‬الصفر‭. ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭. ‬ويجري‭ ‬بناؤها،‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطويرها‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭. ‬

يونيباث:‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لشركاء‭ ‬أفغانستان‭ ‬أن‭ ‬يضمنوا‭ ‬استقرارها‭ ‬وأمنها؟

السفيرة‭ ‬رحماني‭:‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬شركاؤنا‭ ‬الإقليميون‭ ‬أن‭ ‬أفغانستان‭ ‬المستقرة‭ ‬والمزدهرة‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحتهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬التي‭ ‬تكافح‭ ‬صراعات‭. ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأفغانستان‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬منطقة‭ ‬عازلة،‭ ‬وأن‭ ‬تبقى‭ ‬محصنة‭ ‬ضد‭ ‬مشاكل‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭. ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكناً‭. ‬يستطيع‭ ‬شركاء‭ ‬أفغانستان‭ ‬أن‭ ‬يسهموا‭ ‬إسهاماً‭ ‬إيجابياً‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الجارية‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬وأن‭ ‬ينظروا‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬بوصفها‭ ‬شريكاً‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭. ‬وإذا‭ ‬كانوا‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬كشريك‭ – ‬وكانت‭ ‬علاقتنا‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نفعله‭ ‬معا‭ – ‬فستكون‭ ‬هناك‭ ‬نتائج‭ ‬أفضل‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬كبلد‭ ‬هامشي‭ ‬قياسا‭ ‬في‭ ‬علاقتهم‭ ‬بالبلدان‭ ‬الأخرى‭.‬

‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لحلفائنا‭ ‬وأصدقائنا‭ ‬الدوليين‭ ‬الذين‭ ‬ساهموا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وهائل‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬18‭ ‬الماضية‭ ‬أن‭ ‬يغفلوا‭ ‬عما‭ ‬تحقق‭. ‬فقد‭ ‬تحققت‭ ‬مكاسب‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعليم‭ ‬والإصلاح‭ ‬والمأسسة،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬تغيير‭ ‬العقلية‭. ‬تخيل‭ ‬ماذا‭ ‬كان‭ ‬سيكون‭ ‬عليه‭ ‬نمو‭ ‬التطرف‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬تدخل‭. ‬إنها‭ ‬مسألة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬العالمي‭.‬

يونيباث:‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لأفغانستان‭ ‬تقوية‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬جيرانها‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى؟

السفيرة‭ ‬رحماني‭:‬‭ ‬إن‭ ‬الشركاء‭ ‬من‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬مهمون‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ – ‬ولاقتصادنا،ولشعبنا،‭ ‬ولبناء‭ ‬علاقات‭ ‬معهم،‭ ‬ولتطلعاتنا‭ ‬الإقليمية‭. ‬لقد‭ ‬قطعنا‭ ‬أشواطاً‭ ‬كبيرة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭. ‬أفغانستان‭ ‬هي‭ ‬أقصر‭ ‬طريق‭ ‬يربط‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬بجنوب‭ ‬آسيا‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقل‭ ‬الطاقة‭ ‬والسلع‭ ‬والبيانات،‭ ‬تتمتع‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بإمكانيات‭ ‬كبيرة‭ ‬كمساهم‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬كما‭ ‬سيسهم‭ ‬تعزيز‭ ‬الاتصال‭ ‬والتكامل‭ ‬الإقليميين‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وإدارة‭ ‬الكوارث‭ ‬والتعليم‭ ‬والعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الناس‭. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬سيسهم‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والازدهار‭ ‬للمنطقة‭ ‬وللعالم‭. ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقتنا‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭.‬

يونيباث:‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأولويات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لأفغانستان‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم؟

السفيرة‭ ‬رحماني‭: ‬تتمثل‭ ‬أولوية‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الودية‭ ‬والشراكات‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬حلفائها‭ ‬دائماً‭. ‬ونريد‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬شركاء‭ ‬لهم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإرهاب‭. ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬شركاء‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭. ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬شركاء‭ ‬لهم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتعزيز‭ ‬القيم‭ ‬الهامة‭ ‬المشتركة،‭ ‬مثل‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬للشعب‭ ‬وكرامته‭. ‬واسمحوا‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أضيف‭ ‬أن‭ ‬الأفغان‭ ‬أصدقاء‭ ‬طيبون،‭ ‬وأنه‭ ‬أيضاً‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قيمنا‭ ‬الثقافية‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬حياتنا‭ ‬على‭ ‬المحك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أصدقائنا،‭ ‬ولكننا‭ ‬نطالب‭ ‬بالاحترام‭ ‬في‭ ‬المقابل‭. 

التعليقات مغلقة.