الإداراترسالة قائد مهم رسالة قائد مهم بواسطة Unipath آخر تحديث أكتوبر 25, 2019 شارك Facebook Twitter تلبية لدعوة القيادة المركزية الأمريكية، يسرني أن أكتب المقال الافتتاحي لهذا العدد من مجلة يونيباث والذي يتناول موضوع الشراكة وحفظ السلام، وهاتان قضيتان تعيرهما المملكة الأردنية الهاشمية إهتماما كبيرا. عندما يتعلق الأمر بالشراكات الإقليمية والدولية لدحر الإرهاب، والتدريبات العسكرية متعددة الجنسيات وعمليات حفظ السلام الدولية في دول كأفغانستان، يمكن القول إن القوات المسلحة الأردنية كانت ولاتزال رائدة في هذه المجالات على المستوى العالمي. لقد عملنا مع أصدقائنا الأميركيين لفترة طويلة، وتربطنا معهم علاقات سياسية وعسكرية جذورها ضاربة في العمق، علاقات تصب في مصلحة كلا البلدين. تقدم الولايات المتحدة تقنيات حديثة في المجال الألكتروني وتوفر الجيوش الشقيقة والصديقة خبرات كبيرة في مجال محاربة داعش وقتال المدن، وبالمقابل نحن نشاركهم معرفتنا العميقة في الفقه الاسلامي المعتدل والذي هو بمثابة السلاح الفعال لهزيمة الأفكار المتطرفة. وكما ذكر سيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، “فالأردن يمثل قيماً وتقاليداً إسلامية حقة لكن المتطرفين يحاولون تشويهها لتبرير إلارهاب.” من خلال التمارين المشتركة مثل تمرين “الأسد المتأهب” الذي تستضيفه الاردن سنويا، تتدرب قوات من كلا البلدين معاً على الحروب التقليدية وغير التقليدية لمواجهة التحديات الأمنية في الشرق الأوسط. وعندما يتعلق الأمر بجرائم الإرهاب التي لاتقف عند حدود، فإن الأردن يدرك أن لايمكن القضاء على هذه الآفة مالم يكن ثمة تعاون دولي، إذ لا يمكن إعتبار التطرف العنيف مشكلة محلية تخص دولاً بعينها مثل الأردن أوالعراق أوسوريا، بل هو ظاهرة دولية عابرة للحدود تستهدف الجميع. ان العصابات الإرهابية تعتمد اعتمادا كبيرا على بث الأكاذيب والتغرير بالشباب وجلبهم لمناطق النزاعات إضافة الى تأويل النصوص في القرآن والسنة تأويلا منحرفا، لذلك فأن الحرب ضد الارهاب تعتمد إعتمادا كبيرا على فضح أكاذيبهم وتحصين الشباب ضد الفكر المتطرف، وهذه المهمه لا يمكن تحقيقها بجهد دولة بمفردها بل تحتاج لتكاتف جهود الشركاء وتوحيد الخطاب الاعلامي. لقد تمت هزيمة الارهاب عسكريا وطرد الارهابيين من معظم المدن التي كانوا يسيطرون عليها، لكننا امام تحدٍ كبير لأن الفكر مازال قائما ومازال هناك الكثير من المتعاطفين معه والمروجين له.الارهاب خلف تركة ثقيلة في المدن التي احتلها من أرامل وأطفال تعرضوا لغسيل دماغ وشهدوا جرائم مروعة في أزقتهم الشعبية، وهم اليوم يمثلون خطرا كبيرا على الأمن والسلام إذا لم تحتضنهم المؤسسات الحكومية وتعيد تأهيلهم. كذلك يجب متابعة ممولي التنظيمات الارهابية وتجميد كل الحسابات والشركات الوهمية التي تدر بالأموال المشبوهه لدعم الإرهاب وهذه الجبهات تحتاج لشراكة دولية صادقة والى تبادل معلومات وتعاون في كل المجالات. يجب على القوات المسلحة الأردنية وشركائها الاستمرار في توجيه خطاب موحد لتشجيع التسامح والتعايش السلمي ورفض العنف والإقصاء. ومن أجل ذلك أسست مديرية التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الأردنية وحدة اتصالات إستراتيجية متخصصة تقوم بمراقبة وتحليل الخطاب الإرهابي وتبث للاردنيين والأشقاء العرب والمجتمع الدولي خطاباً مضاداً يفند تخرصات الخطاب الارهابي ويركز على إنسانية مبادئ الإسلام الكريم. لقد حارب الجيش الأردني الإرهاب من خلال التعاون والتنسيق مع الوزارات الاردنية الأخرى والمنظمات المدنية والدولية والقوات الصديقة التي تبادلنا معها الخبرات. على سبيل المثال، في نوفمبر، تشرين الثاني 2018، وصل قادة عراقيون الى عمان لحضور مؤتمر في عمان تحدثوا فيه عن أفضل الممارسات التي اتبعوها في معارك التحرير التي شنوها ضد إرهابيي داعش الذين ابتليت بهم مناطق في شمال وغرب العراق. سلط القادة العراقيون الضوء على جزء هام من استراتيجيتهم، فأكدوا ان أهمية كسب ولاء وتعاطف السكان كان بقدر أهمية المواجهة العسكرية مع الارهابيين إذ لعبت المعلومات الاستخبارية التي وفروها للقوات المقاتلة أثناء المعارك دورا حاسما في هزيمة داعش. وأخيرا وليس آخراً، أود أن أتقدم بالشكر والتقدير لجميع أصدقائنا وشركائنا العسكريين الذين تبادلوا مع الاردن أساليبهم وخبراتهم وخططهم من أجل تحقيق هدف مشترك ألا وهو إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.