النهوض بالقوة البحرية القطرية

اللواء الركن بحري عبد الله بن حسن السليطي في مهمة لتوسيع وتطوير البحرية الأميرية القطرية

أسرة‭ ‬يونيباث

“ها‭ ‬هو‭ ‬الحلم‭ ‬تفسر‭.. ‬ها‭ ‬هو‭ ‬الأمل‭ ‬تحقق‭.. ‬ها‭ ‬هو‭ ‬الزرع‭ ‬قد‭ ‬أثمر‭.. ‬أمواج‭ ‬مرتفعة‭ ‬ورياح‭ ‬قوية‭ ‬وليل‭ ‬يتلوه‭ ‬نهار‭.. ‬والكل‭ ‬يتساءل‭ ‬هل‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تُبحر‭ ‬سفينة‭ ‬مشروع‭ ‬حالول؟‭ ‬فكان‭ ‬الجواب‭ ‬بسم‭ ‬الله‭ ‬مجريها‭ ‬ومرساها‭.. ‬بسم‭ ‬الله‭ ‬نشق‭ ‬عباب‭ ‬البحر‭ ‬رغم‭ ‬رياحه‭.. ‬نحن‭ ‬الموج‭ ‬ونحن‭ ‬رياحه‭.‬”

~‭ ‬هذه‭ ‬كلمات‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬بحري‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬السليطي،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأميرية‭ ‬القطرية‭.‬

تقتضي‭ ‬الخارطة‭ ‬الجغرافية‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬قوة‭ ‬بحرية‭ ‬تتمتع‭ ‬بالمهارة‭ ‬واليقظة،‭ ‬فهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬تمتد‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ويبلغ‭ ‬طول‭ ‬سواحلها‭ ‬563‭ ‬كيلومتراً،‭ ‬ولذا‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬تجاهل‭ ‬قضية‭ ‬الدفاع‭ ‬البحري‭.‬

قاد‭ ‬اللواء‭ ‬الركن‭ ‬بحري‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬السليطي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬وتبوأ‭ ‬عدة‭ ‬مناصب،‭ ‬وتأهل‭ ‬لقيادة‭ ‬مسيرة‭ ‬تحديث‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬القطرية‭ ‬وتنويعها‭.‬

وتزامن‭ ‬توليه‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬مع‭ ‬عملية‭ ‬إصلاح‭ ‬استراتيجية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وتستثمر‭ ‬البحرية‭ ‬الأميرية‭ ‬القطرية‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭ ‬في‭ ‬سفن‭ ‬أكبر‭ ‬لإبراز‭ ‬قوتها‭ ‬خارج‭ ‬مياهها‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحالفات‭ ‬بحرية‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭. ‬ويتجسد‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬بحرية‭ ‬ومركز‭ ‬تدريب‭ ‬بحري‭ ‬جديدين‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭.‬

قال‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬يونيباث‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬مقابلة‭ ‬أجريناها‭ ‬معه‭ ‬مؤخراً‭: ‬“حدودنا‭ ‬مفتوحة‭ ‬بمساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬البحر،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬معرَّضة‭ ‬للتهريب‭ ‬والتسربات‭ ‬البحرية‭ ‬غير‭ ‬القانونية؛‭ ‬كما‭ ‬أنَّ‭ ‬معظم‭ ‬التجارة‭ ‬تتم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البحر،‭ ‬وأيضاً‭ ‬اقتصادنا‭ ‬الوطني‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬الغازية‭ ‬والنَّفطية‭ ‬ومعظمها‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وغيره‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬مهمة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬الوطني‭ ‬والاقتصادي‭ ‬أمراً‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭.‬”

انضم‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬القطرية‭ ‬منذ‭ ‬40‭ ‬عاماً‭ ‬وترقى‭ ‬في‭ ‬رتب‭ ‬القوات‭ ‬البحرية،‭ ‬واكتسب‭ ‬خبرة‭ ‬قيادية‭ ‬مبكرة‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬زوارق‭ ‬حربية‭ ‬وزوارق‭ ‬هجوم‭ ‬سريع‭ ‬مزودة‭ ‬بصواريخ،‭ ‬وظلَّ‭ ‬يترقى‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬قائد‭ ‬قوات‭ ‬مقاتلة‭ ‬وأساطيل،‭ ‬واكتسب‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬تلك‭ ‬معرفة‭ ‬عملية‭ ‬ونظرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدراسة‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬كلٍ‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬وفرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وهولندا‭.‬

ووصل‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭ ‬بفضل‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الأسطول‭ ‬والدفاع‭ ‬الساحلي‭ ‬القطري‭ ‬إلى‭ ‬الرتب‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭: ‬فأصبح‭ ‬نائب‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأميرية‭ ‬القطرية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬وقائدها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬

وذكر‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭ ‬أنَّ‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬تطورت‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬مراحل‭ ‬منذ‭ ‬استقلال‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1971؛‭ ‬إذ‭ ‬شكلت‭ ‬زوارق‭ ‬المدفعية‭ ‬البريطانية‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لأسطول‭ ‬البلاد‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬ثمَّ‭ ‬تعززت‭ ‬قدرات‭ ‬البحرية‭ ‬باستلام‭ ‬سفن‭ ‬صاروخية‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬‮«‬دامسة‮»‬‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬ثمَّ‭ ‬أضافت‭ ‬قطر‭ ‬زوارق‭ ‬صواريخ‭ ‬بريطانية‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬‮«‬برزان‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬ترسانتها‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.‬

ويقول‭: ‬“أمَّا‭ ‬المرحلة‭ ‬الرابعة،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مرحلة‭ ‬ضمن‭ ‬مراحل‭ ‬تقليدية‭ ‬اعتيادية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬بدأت‭ ‬مع‭ ‬الاعتماد‭ ‬والبدء‭ ‬بتنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬تمَّ‭ ‬توقيعه‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬فينكانتييري‮»‬‭ ‬الإيطالية‭. ‬وتعتبر‭ ‬المرحلة‭ ‬الرابعة‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬لأنها‭ ‬تحديث‭ ‬شامل‭ ‬ودقيق‭ ‬برؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬وعقيدة‭ ‬دفاعية‭ ‬سليمة‭.‬”

زورق من زوارق الهجوم السريع التابعة للبحرية الأميرية القطرية يشارك في فعاليات تمرين «المدافع الشرقي 20» مع القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية.
متخصص تريديل براينت الجيش الأمريكي

وستكون‭ ‬سفن‭ ‬‮«‬فينكانتييري‮»‬‭ ‬أكبر‭ ‬السفن‭ ‬وأفضلها‭ ‬تسليحاً‭ ‬تستخدمها‭ ‬قطر‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا؛‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬سفينة‭ ‬استراتيجية‭ ‬برمائية‭ ‬مزودة‭ ‬بمهبط‭ ‬للمروحيات،‭ ‬وتعمل‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬ميناء‭ ‬جديد‭ ‬خارج‭ ‬الدوحة‭ ‬لخدمة‭ ‬سفن‭ ‬الشحن‭ ‬والسفن‭ ‬البحرية‭ ‬ليكون‭ ‬قاعدة‭ ‬لهذه‭ ‬السفن‭ ‬الجديدة‭.‬

ويعتمد‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الميناء‭ ‬وسائر‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬للدولة‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬من‭ ‬بطاريات‭ ‬الدفاع‭ ‬الساحلي‭ ‬المزودة‭ ‬بمواصفات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬عالية،‭ ‬وتعتبر‭ ‬قطر‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬هذه‭ ‬البطاريات‭.‬

فيقول‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭: ‬“فهي‭ ‬منظومة‭ ‬مخفية،‭ ‬وسلاح‭ ‬استراتيجي،‭ ‬ولها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتجرأ‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬مياه‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬بخلاف‭ ‬السفن‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬رصدها‭ ‬في‭ ‬الرادار‭.‬”

وذكر‭ ‬اللواء‭ ‬أنَّ‭ ‬تطوير‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الأهمية؛‭ ‬إذ‭ ‬ترتكز‭ ‬رؤية‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬للتطوير‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬ركائز‭: ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬والتنمية‭ ‬العتادية،‭ ‬والتنمية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الأمانة‭ ‬والإخلاص‭ ‬والإتقان‭.‬

كما‭ ‬أنشأت‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬القطرية‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬البحري‭ ‬لدورات‭ ‬الحرب‭ ‬والتدريب‭ ‬العملياتي‮»‬،‭ ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬لتدريب‭ ‬الضباط‭ ‬محلياً‭ ‬وإعداد‭ ‬الكوادر‭ ‬اللازمة‭ ‬ورفدها‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والخبرة‭ ‬العملياتية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورات‭ ‬الحرب‭ ‬والدورات‭ ‬العملياتية‭ ‬والمشبهات‭ ‬التدريبية‭. ‬كما‭ ‬استقبلت‭ ‬‮«‬أكاديمية‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬غانم‭ ‬الغانم‭ ‬البحرية‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬معهد‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬البحرية،‭ ‬أول‭ ‬فوج‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬لتعزيز‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬بكفاءات‭ ‬عالية‭.‬

وأخذت‭ ‬قطر‭ ‬ترحب‭ ‬بالعنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬الهندسة‭ ‬والإمداد‭ ‬والتموين‭ ‬والإدارة،‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬سمح‭ ‬للمرأة‭ ‬بالتطوع‭ ‬لخدمة‭ ‬وطنها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬

قطر تطلق “الزبارة” وهي سفينة كورفيت طراز جديد متعددة الأغراض تم بناؤها في إيطاليا. البحرية الأميرية القطرية

فيقول‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭: ‬“اعتمدت‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬ضمن‭ ‬رؤيتها‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬وطنية‭ ‬تستهدف‭ ‬استقطاب‭ ‬الطاقات‭ ‬من‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬للدفاع‭ ‬–‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬–‭ ‬مع‭ ‬أخيها‭ ‬الرجل‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭.‬”

كما‭ ‬يشرف‭ ‬اللواء‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬والقوة‭ ‬القتالية‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية،‭ ‬وذلك‭ ‬بإنشاء‭ ‬فرقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬لواء‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬مشاة‭ ‬البحرية‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬مقسَّمة‭ ‬إلى‭ ‬كتائب‭ ‬لكل‭ ‬منها‭ ‬مهام‭ ‬قتالية‭ ‬محددة،‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬المهارات‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭ ‬والبري‭. ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬أهمية‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬القتالية‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الشريط‭ ‬الساحلي‭ ‬المعرَّض‭ ‬للخطر؛‭ ‬وإنما‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬محطة‭ ‬نفط‭ ‬وغاز‭ ‬تشكل‭ ‬أساس‭ ‬ثروة‭ ‬قطر‭.‬

فيقول‭: ‬“بدأنا‭ ‬مفاوضات‭ ‬مع‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬تتميز‭ ‬باحترافية‭ ‬وعراقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتهم‭ ‬والرفع‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬وجاهزية‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬شأن‭ ‬كبير‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬ضمن‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأميرية‭.‬”

ويشكل‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬قطر،‭ ‬وسيسمح‭ ‬امتلاك‭ ‬سفن‭ ‬حربية‭ ‬أكبر‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬نطاق‭ ‬مياهها‭ ‬الوطنية‭.‬

فيقول‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭: ‬“وجدنا‭ ‬أنَّ‭ ‬أسطول‭ ‬السفن‭ ‬التي‭ ‬نمتلكها‭ ‬قد‭ ‬حد‭ ‬من‭ ‬حركتنا،‭ ‬فلم‭ ‬نستطع‭ ‬تجاوز‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بحكم‭ ‬حجمها؛‭ ‬لذلك‭ ‬حرصنا‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سفن‭ ‬جديدة‭ ‬ستعزز‭ ‬فرص‭ ‬مشاركتنا‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الأوروبية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬ومع‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭.‬”

يشجع‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي،‭ ‬القارئ‭ ‬المثقف‭ ‬والبحار‭ ‬البارع،‭ ‬رجال‭ ‬البحرية‭ ‬الذين‭ ‬يترأسهم‭ ‬على‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬المعرفة؛‭ ‬فهو‭ ‬يتقن‭ ‬اللغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والتحق‭ ‬بالكلية‭ ‬البحرية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وحصل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

وعند‭ ‬ابتعاث‭ ‬الضباط‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬فيتوقع‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يحلوا‭ ‬محل‭ ‬المحاضر‭ ‬والمدرب‭ ‬حين‭ ‬يعودون؛‭ ‬فلا‭ ‬تقتصر‭ ‬المعرفة‭ ‬على‭ ‬المحاضرات‭ ‬والدورات‭ ‬والامتحانات‭.‬

فيقول‭: ‬“فكل‭ ‬فرد‭ ‬مسؤول‭ ‬ومؤتمن‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬اختصاصه؛‭ ‬فهذا‭ ‬أمن‭ ‬دولة،‭ ‬وقلة‭ ‬المعرفة‭ ‬يعد‭ ‬تقصيراً‭ ‬وخيانة‭ ‬لهذه‭ ‬الأمانة‭.‬”

ويرى‭ ‬اللواء‭ ‬السليطي‭ ‬أنَّ‭ ‬مهمته‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬تميم‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬ثاني،‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬والقائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬القطرية؛‭ ‬وتنطوي‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتعاون‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭ ‬الذي‭ ‬يفيد‭ ‬أمن‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بأوضاعها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.‬

ويقول‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭: ‬“نحن‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬تقوية‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬القريبة‭ ‬أو‭ ‬البعيدة؛‭ ‬ودائما‭ ‬نحاول‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬أن‭ ‬نوطد‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وتركيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وإيطاليا‭.‬”

التعليقات مغلقة.