القيادة المركزية الأمريكية توسّع مؤتمر الاتصالات بالمنطقة الوسطى
أسرة يونيبياث
اختتم مؤتمر الاتصالات الخامس للمنطقة الوسطى أعماله بالتزام متعدد الجنسيات من شأنه توسيع عمق ونطاق ما اعتبر فعالية رئيسية للأمن السيبراني للقيادة المركزية الأمريكية .
فمع موافقة الحاضرين من الدول التسع الشريكة في مؤتمر الاتصالات للمنطقة الوسطى، وعد العميد بيتر غالاغر، قائد أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات والحاسوب في القيادة المركزية الأمريكية ومدير المركز السيبراني المشترك، بعقد ورش عمل فصلية يمكن للمشاركين في المؤتمر والوافدين الجدد المهتمين أن يطوروا فيها استراتيجيات مشتركة للتعامل مع التهديدات في الفضاء السيبراني.
قال العميد في اليوم الأخير من المؤتمر الذي انعقد في الفترة من 12-14 أيار/ مايو 2015، في العاصمة الأمريكية واشنطن، “علينا أن نتخذ إجراء. إذ لا يمكن أن يكون هذا قاصراً على التعارف ومجموعة من جلسات الإيجاز. ثم ننتظر عندئذ حتى السنة القادمة لنعود سوياً ونكرر بعض الدروس نفسها. إننا نريد الاستعانة بمظلة مؤتمر الاتصالات للمنطقة الوسطى في عقد ورش عمل فصلية حول الفضاء السيبراني. ويمكننا أن نفعل ذلك بأسلوب تعاوني، مستخدمين ما نسميه شبكة الوصول إلى جميع الشركاء. نود إنشاء موقع على شبكة الإنترنت يمكن الاتصال به، ونجمع بين هذا الفريق الجماعي في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة. كما يمكننا فتح الموقع أمام الشركاء الذين لم يتمكنوا من الحضور”.
جاء هذا الإعلان تتويجاً للمؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام وحضره كبار قادة الأمن السيبراني من أفغانستان، والبحرين، ومصر، والكويت، ولبنان، وعُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. قدم مندوبون من أفغانستان، ومصر وقطر عروضاً رسمية للتقدم الذي حققته وكالات الأمن السيبراني في بلادهم في إطار الدفاع عن شبكات الكمبيوتر. وانضم إليهم على المنصة مسؤولون أمريكيون كبار وخبراء في الصناعة من شركات مثل غوغل و أيه تي آند تي.
اتضح وجود رغبة مشتركة في الحاجة إلى شراكات سيبرانية، ليس فقط بين الدول، ولكن بين الحكومات والشركات الخاصة التي تحقق معظم التقدم التكنولوجي. وهناك حاجة إلى شراكات من هذا القبيل لتبادل المعرفة الحيوية حول كيفية صد المجرمين، والحكومات المعادية والإرهابيين المندسين على الإنترنت.
اقترح العميد الركن الدكتور مبارك سعيد غافان الجابري رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في في القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، وضع “خارطة طريق للمنطقة بأسرها” يمكن أن “يعرضها أصدقاؤنا في العاصمة واشنطن”. وقبل خمس سنوات أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني للمساعدة في الدفاع عن الفضاء الإلكتروني. وكانت أول هيئة من نوعها في المنطقة.
قال العميد الجابري، “نحن في حاجة للبدء في التفكير في تصميم وبناء قوة عمل. نحن في حاجة إلى السعي لتشكيل قوة انتشار سريع. في حاجة إلى التواصل مع بعضنا البعض. وينبغي ألا ينقطع الاتصال فيما بيننا. لسنا في حاجة إلى أن يستغل الإرهابيون أو أي طرف فرصة انقطاع الاتصال فيما بيننا”.
وأكد الحاضرون من ضباط القوات المسلحة السعودية على الحاجة إلى التعاون، ووجهوا نداء لعقد تحالف سيبراني مع الدول التي تعلمت من التجربة الصعبة كيف تحمي شبكات الكمبيوتر على أفضل وجه من التهديدات السيبرانية. وقال العميد الدكتور عبدالله المقبل، رئيس اللجنة الفرعية للمعاملات الإلكترونية بالقوات البرية الملكية السعودية، “لا نريد أن نبدأ الطريق بنفس الأسلوب الذي بدأوه قبل سنوات. فنحن نود أن نبدأ من النقطة التي توقفوا عندها”.
احتلت المرونة السيبرانية – تحصين دفاعات الشبكات ضد الاختراق المعادي – الجزء الأكبر من المناقشات في مؤتمر الاتصالات للمنطقة الوسطى. وأبلغ الدكتور إدوارد أموروسو، كبير المسؤولين عن الأمن في شركة أيه تي آند تي الحاضرين بأن تطويق أنظمة شركة ما أو دولة ما ببرنامج فايروول للأغراض العامة وغيره من البرامج الأمنية- ما وصفه “بأكياس الرمل” – هو نهج أقل من النهج المثالي. فكل من هذه الدفاعات يمكن اختراقها بسهولة بحافز ملائم من جانب أعداء الأمة. وقال إن أفضل حل يتمثل في إنشاء بنية هندسية افتراضية سيبرانية لعزل مختلف فروع تكنولوجيا المعلومات، مثل البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت، على شكل معاقل منفصلة يمكن الدفاع عنها بسهولة. وبهذه الطريقة لن يؤدي فشل برنامج فايروول إلى اختراق كل نظام في آن واحد.
وقال الفريق ركن بحري مارك فوكس، نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية للحاضرين في المؤتمر، “إن البناء عملية شاقة بينما الهدم أمرٌ بالغ السهولة. لذلك فإن جزءاً من التحدي الذي نواجهه هو إيجاد سبل للعمل سوياً من أجل استحداث المرونة والقوة”.
وشدد العميد المتقاعد اللبناني جوزف نصّار ، الذي كان وفد بلاده يحضر مؤتمر الاتصالات للمنطقة الوسطى للمرة الأولى، على هذا المفهوم موجهًا نداء لمزيد من التعاون.
وقال، “لا يسعنا أن نحمي أنفسنا من كل الدخلاء. ولكن باستطاعتنا أن نقلل إلى أدنى حد من الخطر الأمني ونخفف وطأته بتحديد المكان الصادر منه، سواء كانت تنظيمات إرهابية أو مخترقين. عندئذ يمكن أن نتخذ قراراً بشأن المنع والإجراءات الواجب اتخاذها”.
اتفقت رسالة التعاون بين القطاعين العام والخاص مع النهج الكويتي. فقد أنشأت البلاد في الآونة الأخيرة أول هيئة وطنية للأمن السيبراني وبدأت بالتواصل مع قادة التكنولوجيا في المجال السيبراني. قال العقيد الكويتي محمد العنزي “أننا لا نتمتع بخبرة كثيرة في الأمن السيبراني. وهذا هو السبب في أننا نعمل الآن مع شركات كبرى وشركاء مثل سيسكو، وميكروسوفت و اتش بي لمجرد إقامة بيئة آمنة”.
في كانون الأول/ ديسمبر 2014، أنشأت مصر المجلس الأعلى للأمن السيبراني. يأتي معظم أعضائه الـ 24 من مختلف قطاعات الحكومة والصناعة. وقال الدكتور شريف هاشم، نائب الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لشؤون الأمن السيبرانى ، إن تشكيل مثل هذا المجلس يساعد البلاد في الالتفاف حول قضية لم تكن دائماً على رأس جدول الأعمال.
قال الدكتور هاشم، “إن الناس يتفقون على أن الأمن مهم. ولكن حين يتعلق الأمر بتخصيص الموارد، وتطوير المهارات ودعم تنمية البنية التحتية، هنا تحد مخاوف الميزانية من المشاركة”.
لقد حققت أفغانستان، التي بدأت بأقل كثيراً من شركائها في المنطقة، خطوات كبيرة في تبني تكنولوجيا المعلومات على مدى الـ 13 سنة الماضية، لا سيما في مجال انتشار استخدام الهاتف النقال بين الغالبية العظمى من السكان. حدد زمریالی وفا، وهو واحد من كبار المسؤولين عن الأمن السيبراني في البلاد، العملية التي حاولت أفغانستان من خلالها دحر الهجمات على شبكاتها الوليدة، والتي بلغت ذروتها عام 2014 باعتماد الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في أفغانستان.
حظيت جهود أفغانستان بالثناء من المهندس خالد الهاشمي، وكيل وزارة مساعد للأمن السيبراني في قطر. لقد سبق فريق الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر في قطر معظم المنطقة في إجراء تدريبات للدفاع السيبراني الوطني. قال الهاشمي، “لقد انبهرت كثيراً بالأنشطة والمبادرات في جمهورية أفغانستان الإسلامية. انبهرت جداً. لقد تمكنتم من سن قوانين استغرقت دول أخرى سنوات لسنها. وأنا أحييكم على ذلك”.
إن عمل مؤتمر الاتصالات للمنطقة الوسطى 2015 سوف يتواصل من خلال ورش عمل فصلية سيُدعى إليها كذلك مندوبين من دول مثل الأردن، والعراق واليمن. وسوف تقام ورش العمل الخاضعة للإشراف، على الأرجح، على شكل تفاعلي على الإنترنت. ولم يتحدد بعد على وجه الدقة تاريخ ومكان مؤتمر الاتصالات للمنطقة الوسطى لعام 2016.
ودعا الفريق ركن بحري فوكس زملاءه العسكريين والمدنيين إلى العمل بجد لمواجهة ما أصبح واحداً من أكبر التحديات الأمنية في القرن الحادي والعشرين.
وقال في الجلسة الختامية للمؤتمر، “إذا لم نجد وسيلة لعمل ذلك بكفاءة، كدول وكشركاء، سيكون هناك أناس يلحقون الأذى بمواطنينا. سوف يسرقون، وسوف يدمرون. ومن واجبنا كمسؤولين وموظفين عموميين أن نجد وسيلة لحماية مواطنينا وضمان حماية مصالحنا الوطنية. فهذا هو سبب وجودنا هنا”.
لقطات رئيسية من مؤتمر الاتصالات للمنطقة الوسطى 2015
-
المخاطر السيبرانية ظاهرة عالمية مشتركة بين الحكومات، والشركات والأفراد.
-
العالم في حاجة إلى فهم مشترك ومقاييس تُحدد معالم النجاح المتوقع في الفضاء االسيبراني. إذا استطعت قياسه، يمكنك التحكم به.
-
يتطلب العالم السيبراني إعادة تصميم الهندسة المعمارية لسد الثغرات في دفاعات الأمن السيبراني.
-
يجب على الدول والصناعات أن تدرب وتثقف مجموعة معتمدة من الخبراء السيبرانيين لحماية أنظمة المعلومات.
-
موازنة أمن شبكات المعلومات مع المخاوف المتعلقة بخصوصية الفرد.