منظور دولي

خلية تفكير تابعة للحلف توفر تحليلاً حيويًّا لقادة الجيش الأمريكي

المقدم ماريوستز ميندا/المندوب البولندي السابق لدى المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي

كانت الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمي في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وما تلاها من إعلان الحرب العالمية على الإرهاب، إيذاناً ببدء أكثر فصل ديناميكي في التاريخ. ففي 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2001، أطلقت الولايات المتحدة وشركاؤها في الائتلاف عملية الحرية المستدامة في أفغانستان. وبسبب أدوارهم القيادية، سارع مختلف الشركاء في التحالف إلى إلحاق عناصر اتصال وطنية بمقر القيادة المركزية الأمريكية في الولايات المتحدة.

أدى وجود عناصر الاتصال هذه في نهاية المطاف إلى تشكيل المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي. ومنذ انطلاقها، توسعت هذه المجموعة، لتتطور من هيئة مؤقتة تشكلت استجابة للهجمات الإرهابية إلى مجموعة دولية تفاعلية من الخبراء تم دمجهم بالكامل في القيادة المركزية الأمريكية. ويسعى قائد القيادة المركزية الأمريكية، ونائب القائد وغيرهما من القادة العسكريين باستمرار للحصول على مشورة ووجهات نظر ضباط المجموعة. ويستفيد هؤلاء القادة برؤى هامة – من منظور غير أمريكي– حول قضايا استراتيجية بالغة الأهمية تناقش مختلف التحديات السياسية، والاقتصادية، والدينية، والثقافية والمعلوماتية.

ويزود ضباط المجموعة الذين يمثلون دولاً من الشرق الأوسط، وجنوب ووسط آسيا وأماكن أخرى، القيادة المركزية الأمريكية بوجهات نظر فريدة بشأن المسائل الأمنية.

قال المقدم التايلاندي ناويتا ديركوتا، “إنه فريق أبحاث مهم”. وأشار إلى مشاركة ممثلين عن بلاده في المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي على مدى السنوات السبع الماضية، وهي شهادة على الالتزام العالمي بالعمل التعاوني من أجل تحقيق أهداف أمنية مشتركة.

وقال المقدم الباكستاني سالار مالك، “أعتقد أن للمجموعة أهمية كبرى بالنسبة للقيادة المركزية الأمريكية “. ووصف المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي بأنها تضم بيئة أكاديمية يتم التشجيع فيها على الحوار المفتوح حتى يمكن النظر في جميع المتغيرات عند معالجة القضايا الأمنية. وأضاف مالك، “كلما حصلت على مزيد من المدخلات، كلما كانت النتيجة التي تتوصل إليها أفضل”.

تاريخ المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي
إن طبيعة المشاركة المتعددة الجنسيات لعملية الحرية المستدامة أوجدت الحاجة إلى تنظيم داخل القيادة المركزية الأمريكية قادر على دمج الدول المتحالفة. و ولقد تم إنشاء مركز تنسيق التحالف الذي شاركت أكثر من 50 دولة في عضويتهفي تشرين الثاني/ نوفمبر2001.

وفي عام 2002، خلص الجنرال تومي فرانكس، قائد القيادة المركزية الأمريكية آنذاك، إلى ضرورة تطوير مقر القيادة بسرعة إلى مقر مشترك حقاً، تضم هيئة موظفيه ضباطاً دوليين. ويجب تمييز هؤلاء الضباط عن ضباط الاتصال الوطنيين الذين يؤدون أدواراً وطنية صرفة. وفي أيلول/ سبتمبر 2002، وبعد دراسة مفصلة قامت بها هيئة الموظفين للقضية، أصدر الجنرال فرانكس توجيهات بتشكيل مجموعة التخطيط الموحدة لتكون ملحقة بهيئة موظفيه. وحدف الجنرال إلى البناء على النجاحات التي حققها التحالف وزيادة المشاركة العسكرية الدولية في مقر القيادة المركزية الأمريكية .

وفي أوائل كانون الثاني/ يناير 2003، بدأت مجموعة التخطيط الموحدة بهيئة موظفين من 20 ضابطاً دولياً وأمريكياً كقسم كامل في مديرية الاستراتيجية، والسياسة والتخطيط بالقيادة المركزية الأمريكية . وكانت المهمة الأولى للمجموعة توفير الدعم المباشر لقيادة القوات المشتركة بأفغانستان عن طريق وضع خطط وتقييمات على المستويين الاستراتجية والعملياتي وإعداد تحليلات سياسية -عسكرية ومدنية – عسكرية.

ويتميز دور مجموعة التخطيط الموحدة عن دور كبار المندوبين الوطنيين في مركز تنسيق التحالف، الذين هم جزء من عناصر الاتصال بالقيادة المركزية الأمريكية ويؤدون أدوراً وطنية فقط تشتمل بصورة رئيسية على إسهامات القوات في مسرح العمليات. وعلى النقيض من ذلك، فإن الضباط الأجانب في مجموعة التخطيط الموحدة هم أعضاء “مدمجون” مع المقر الرئيسي لدعم القائد.

تشكل قيود التصنيف تحدياً بالنسبة للتخطيط المشترك مع الدول الشريكة الأمر الذي يبرز أهمية الحاجة إلى تغيير.

فريق أبحاث القائد
تطورت مجموعة التخطيط الموحدة إلى المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي. وقد حددت على نحو أفضل التركيز المستمر على توفير تحليلات استراتيجية آنية، وموضوعية ودامغة من منظور دولي فريد دعماً لمساعي التخطيط التي تقوم بها القيادة المركزية الأمريكية . وتشمل المهام الرئيسية للمجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي في الوقت الحالي:

  • تقديم المشورة للقائد حول قضايا ذات أهمية استراتيجية من منظور دولي.

  • توفير تحليلات استراتيجية مبتكرة دعماً لمساعي التخطيط.

  • تعظيم فرص الدول الشريكة للمساهمة في مقر القيادة المركزية الأمريكية.

علاوة على ذلك، توفر المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي تجربة ثرية للتنمية المهنية لضباط الدول الشريكة، و لمضيفيهم الأمريكيين على حد سواء، وتمكّن من تطوير شبكة من “خريجي” الدول الشريكة الملمين بالقيادة المركزية الأمريكية.

يتألف هيكل المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي من مدير استرالي برتبة لواء وأربعة فروع يشرف عليها عقداء أو من يعادلهم من ألمانيا، وفرنسا، ونيوزيلندا والولايات المتحدة. ويعتبر فرع الشرق الأوسط وفرع آسيا الوسطى/ جنوب آسيا مسؤولين عن المناطق الفرعية الجغرافية داخل منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية. أما الفرع الثالث فهو مسؤول عن إعداد دورية القائد “التقدير الاستراتيجي لمسرح العمليات”، وهو تحليل للقضايا الراهنة والمحتملة في المنطقة، وتنسيق الوظائف بين هيئة الموظفين المتعددي الجنسيات بالمجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي، والتحالف والقيادة المركزية الأمريكية. ويوفر الفرع الرابع التنسيق والدعم الأمريكيين.

ينتقل الضباط العسكريون من وإلى المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي، ولكن دائماً ماتضم المجموعة نحو 35 ضابطاً: 30 ضابطاً دولياً من 29 دولة، وثلاثة ضباط أمريكيين، وضابط صف واحد وموظف مدني من وزارة الدفاع الأمريكية.

ويناقش ضباط المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي القضايا الاستراتيجية المعقدة كجزء من جدولهم اليومي. وهم مطالبون أيضاً بمراجعة، وتنقيح وإنتاج تحليلات كتابية مفصلة تتفق مع معايير القيادة المركزية الأمريكية. وتشمل تلك إتقان اللغة الإنجليزية عند مستوى يعادل مستوى حلف شمال الأطلسي ويكون لديهم تصريح أمني سري على مستوى معايير قوات مكافحة الإرهاب العالمي التي اعتمدتها 85 دولة.

تجري المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي بحوثها بطائفة من اللغات مستعينة بمصادر مفتوحة، مثل وكالات الأنباء الدولية، والمجلات المهنية، والمؤسسات الفكرية والمطبوعات الحكومية. وتصيغ إصداراتها وتحليلاتها بالإنجليزية لتحريرها وتوزيعها على

المتحدثين الأصليين بهذه اللغة. ويوسّع ضباط المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي آفاقهم ويصقلون مهاراتهم لإعداد إصدارات أساسية مثل التقييم الاستراتيجي لمسرح العمليات الخاص بالقائد؛ وأوراق بحثية تسمى “دراسة متعمقة ” وتستطلع بعمق مواضيع استراتيجية متعددة التخصصات؛ و”لقطات استراتيجية” آنية؛ وأوراق معلوماتية توفر تحليلات موجزة وتوصيات بشأن قضايا إقليمية رئيسية، وأحداث واتجاهات.

التميز المستمر
تعتبر التنمية المهنية جزءاً آخر من المهمة، ويشارك ضباط المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي في ندوات يقيمها مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في العاصمة واشنطن. ويدعم المركز جهود التعاون الأمني لأربع من القيادات القتالية الأمريكية الإقليمية.

وتتيح المشاركة في ندوات مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية لأعضاء المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي ومركز تنسيق التحالف، التعرف على النهج الشامل للحكومة الأمريكية، والاستماع إلى متحدثين متخصصين في أكثر القضايا الاستراتيجية إلحاحاً في الشرق الأدنى وآسيا الوسطى وجنوب آسيا. وتخلق هذه الندوات شبكة قيمة من الأفراد القادرين على تبادل المعلومات ووجهات النظر من أجل تحسين فهم التحديات الاستراتيجية الرئيسية.

لقد أثبتت المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي منذ انطلاقها قبل أكثرمن عشر سنوات، أنها مبادرة مشتركة ناجحة لإدماج ضباط عسكريين غير أمريكيين بصورة دائمة في مقر القيادة القتالية الجغرافية الأمريكية. وبخلاف مناطق أخرى، فإن منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية ستكون منطقة خطرة في المستقبل المنظور. كما أن المزيج الفريد للثقافات، والأديان والخبرات التي تتمتع بها المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي، يُمكنها من تقديم إسهامات تخصصية قيمة للقيادة المركزية الأمريكية.

إضافةً إلى ذلك، فإن مئات من خريجي المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي يقدمون ثمار جهودهم للقيادة من خلال بناء العلاقات الدائمة والتفاهم مع بلدانهم الأم. وحتى الآن عمل خمسة من قادة القيادة المركزية الأمريكية مع المجموعة التييُعد استمرار وجودها دليلاً على ما توفره من قيمة.

الدول الممثلة في المجموعة الموحدة للتحليل الاستراتيجي

أرمينيا
استراليا
بنغلاديش
البوسنة والهرسك
جمهورية التشيك
كرواتيا
مصر
إلسفادور
فرنسا
ألمانيا
جورجيا
الأردن
كازاخستان
نيبال
هولندا
منغوليا
باكستان
بولندا
قطر
جمهورية كوريا
رومانيا
سنغافورة
أسبانيا
تونغا
تركيا
تايلاند
نيوزيلندا
أوكرانيا
الإمارات العربية المتحدة
الولايات المتحدة  الأمريكية

Comments are closed.