الطاقة المحمولة
يستخدم الجنود والشرطة الرسائل النصية وتطبيقات الهواتف المحمولة لخدمة العامة
كادر يونيباث
لم تعد الهواتف المحمولة مجرد هواتف جيب، فقد تطورت إلى أجهزة كمبيوتر محمولة مما يتيح للمستخدمين البحث في الإنترنت، والتقاط صور وتحويل الأموال. في باكستان وحدها، يُقدَّر عدد مستخدمي الهواتف المحمولة بنحو125 مليون شخص، أو نحو70 في المئة من السكان. مشاركات متفاوتة من هؤلاء المستخدمين هم من دون سن 25 والذين أصبحت الاتصالات المتنقلة طبيعة ثانية بالنسبة لهم.
وإدراكا لأهمية هذا الاتجاه التكنولوجي، يُسخِّر المسؤولون والجيش والشرطة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا تطبيقات الهواتف المحمولة وبرامج الرسائل النصية للاستخدام بشكل أفضل لحماية المجتمعات . وتساعد هذه البرامج في سد الفجوات بين الحكومة والشعب — وخاصة الشباب، الذين اعتمدوا الهواتف الذكية كأدوات أساسية للحياة اليومية. ومن خلال الحفاظ على خطوط اتصال مباشرة مع الجماهير، عمل الجيش والشرطة على تسهيل الاتصال بهم، مع مزايا للحكم الرشيد والثقة العامة.
الدفاع الداخلي
أطلق الجيش اللبناني في صيف 2013، تطبيقا على الهواتف الذكية يدعى (لاف شيلد). عندما يتم تحميل التطبيق على الهاتف المحمول الذي عليه الأنظمة التشغيلية من نوع آي فون أو أندرويد، يتمكن المُستخدِم من القيام بدور فعال في محاربة الجريمة وتعزيز الأمن.
”تسعى قيادة الجيش من خلال التطبيق إلى إشراك أكبر عدد من المواطنين في حماية الوطن، كما تسعى إلى تقديم المساعدة الممكنة عند الضرورة وفي حال التعرض للأخطار.” هذا ما أفاد به الجيش في بيان صحفي.
يسمح لاف شيلد للسكان بالإبلاغ عن المخاطر مثل المركبات أو الأجسام المشبوهة عن طريق إرسال الرسائل النصية، وأشرطة الفيديو أو الصور. يمكن للناس أيضًا استعراض صور المطلوبين أو المفقودين أو تفعيل ميزة “نداء الاستغاثة [إس أو إس]” لمساعدة الشرطة في العثور عليهم في حالة الطوارئ.
أما الخرائط الواردة في نظام لاف شيلد فتساعد المستخدِمين على الانتقال بعيدًا عن المناطق المهددة بالجريمة، والكوارث الطبيعية، والألغام الأرضية والعنف — حدث يتكرر بشكل أكبر بسبب امتداد الصراع السوري على حدود لبنان.
قال محمد طه، من رجال الأعمال الرواد في لبنان، لشبكة أنباء آر تي، “في أماكن أخرى من العالم، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعيقك هو حركة المرور. في لبنان، هناك أشياء كثيرة يمكن أن تحدث.”
المنهج الوطني
تسعى الوكالات الحكومية في سلطنة عُمان لأن يكون الوصول إليها ممكنًا بالقدر المستطاع من خلال تطبيقات وخدمات الهاتف المحمول. في بلدية مسقط، على سبيل المثال، يمكن لسائقي السيارات دفع رسوم وقوف السيارات من هواتفهم. وهناك خدمة أخرى تساعد في إشراك الطلاب.
كتب سيد جعفر نقفي، أستاذ مساعد في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان، في ورقة نشرت عام 2011، “يمكن لطلاب المدارس الثانوية العليا الآن معرفة درجات نهاية الفصل الدراسي… بواسطة إرسال رقم مقعد الطالب إلى رقم هاتف معين من قبل وزارة التعليم”
وتقدم شرطة عمان السلطانية التطبيق الذكي الخاص بها. مقابل رسوم رمزية، يستطيع الناس الاشتراك بخدمة الرسائل القصيرة المعروفة بِـ (إس إم إس) والتي تؤدي، على سبيل المثال لا الحصر، خدمات تتيح للعملاء الاستفسار عن رخص القيادة، وتسجيل المركبات، وتواريخ انتهاء الصلاحية، والمخالفات المرورية والرسوم المرتبطة بها، وحالة طلب التأشيرة. ويمكن للناس أيضًا تحديد موقع أقرب مركز للشرطة بناء على إحداثيات نظام التموضع العالمي (جي بي إس)، المقدمة من خلال أجهزتهم. وتوزع الخدمة الأخبار عن الجرائم والحوادث وحالات الطوارئ الأخرى.
التطبيق الخاص الذي يدعى “أر أو بي” ويرمز لشرطة عمان السلطانية، متوفر في جوجل. وتخطط الشرطة لتقديم خدمات إضافية مجانًا في المستقبل.
أنقذوا أرواحنا
انضمت الإمارات العربية المتحدة إلى سَلطنة عمان في الابتكارات في الخدمة العامة. أطلقت شرطة دبي تطبيق “أنقذوا أرواحنا” (إس أو إس) في عام 2012، للتواصل مع الجمهور. من خلال هذا التطبيق،الشخص الذي يجد نفسه في مأزق يحتاج فقط للضغط على زر “إس أو إس” لتنشيط تتبع نظام التموضع العالمي (جي بي إس). ويعمل البرنامج أيضًا من خلال سوار معصم خاص مصمم للمسنين والعُجز — وقال القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم أن هذه الميزة هي الأولى من نوعها التي تقدمها الشرطة في العالم.
وقال الفريق ضاحي لصحيفة جلف نيوز، “إذا قمت بالضغط على زر التطبيق، سوف تتلقى مكالمة من مركز القيادة في أقل من دقيقتين. وسوف يتصل المركز بك في حالات الطوارئ حتى لو كنت في الخارج وإذا كنت في البلاد، فسوف يصلون إليك أيضًا في مكان الحادث.”
وقد ساعد التطبيق بالفعل الناس الذين أصيبوا بالنوبات القلبية، والمشاكل الصحية الطارئة الأخرى. رجل إماراتي كان يسافر في روسيا احتاج جراحة عاجلة بشكل غير متوقع، وأراد أن يستدعي السفارة طلبًا للمساعدة. باستخدام إس أو إس، تواصل مع وزارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، التي أرسلت مسؤولي السفارة لمساعدته.
اعتبارات خاصة
تستخدم الشرطة في إقليم خيبر بختون خوا الباكستاني الرسائل النصية “إس إم إس” لخدمة النساء اللواتي يشعرن بالقلق من الذهاب إلى مراكز الشرطة للإبلاغ عن الحوادث. وتقوم ضابطات من الشرطة بمتابعة الشكاوى لتحديد ما إذا تلقت النساء ردودًا إيجابية وفورية من مراكز الشرطة المحلية.
قال مُشرِف الشرطة عزام خان لصحيفة الفجر التي تصدر باللغتين الإنجليزية / الأردية،
”بالنظر إلى التردد الذي تواجهه النساء في الاستفادة من مساعدة الشرطة، يبدو عمليًا أن الشرطة ينبغي أن تصل إلى هؤلاء المشتكيات.”
بالإضافة إلى ذلك، تقوم وكالات الشرطة في جميع أنحاء باكستان بدمج “إس إم إس” بالعمليات. على سبيل المثال، في عام 2013، أطلقت شرطة المرور في كراتشي برنامج الرسائل النصية للناس ليعلموهم بالحوادث، وتدفق حركة المرور ومخاطر الطريق. في منطقة سرغودا، ما كان يوما برنامج بريد إلكتروني يستخدمه الجمهور لتقديم الشكاوى والتقارير من خلال www.sargodhapolice.gov.pk، تحول إلى نظام “إس إم إس” لتقويم الشكاوى.
وقال ضابط شرطة سرجودا الدكتور حيدر أشرف لصحيفة الفجر إن البرنامج الجديد سوف يوفر الوقت والمال من خلال تبسيط الإبلاغ وزيادة وصول الجمهور إلى أجهزة تطبيق القانون. قبل “إس إم إس”، كان على الناس إما الذهاب إلى مركز الشرطة، أو إرسال الشكاوى من خلال موقع الشرطة على شبكة الإنترنت.
شيء واحد مؤكد: كما يعتمد الملايين من الشباب على الهواتف المحمولة المتطورة على نحو متزايد، سوف يكون على الحكومات في جميع أنحاء المنطقة أن تعدِّل الطريقة التي تتواصل بها مع المواطنين.
Comments are closed.