تحت المجهر شركاء في الاستعداد بواسطة Unipath في يناير 4, 2021 شارك Facebook Twitter القوات المسلحة الاماراتية و مشاة البحرية الامريكية يشاركان في التمرين الثنائي ”نايتڤ فيوري“ أسرة يونيباث شق سكون الصباح دوي انفجارات شديدة مصدرها قصف مروحيات الأباتشي لمواقع العدو المتمركز على أطراف المدينة مصحوبا برمي كثيف من مدافع الدفاع الجوي المعادية التي سرعان ما اسكتتها الكثافة النارية لمدرعات الكتيبة 83 التابعة للواء الشيخ خليفة بن زايد الآلي- واحدة من قوات النخبة لدى دولة الامارات العربية المتحدة- حيث استمرت بالتقدم لتدمير دفاعات العدو من جهة جنوب-غرب مدينة الحمرا النفطية. هكذا بدأت فعاليات اختتام تمرين “نايتڤ فيوري” (وتعني الغضب الأصيل) المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية وقوات المارينز الأمريكية والذي بدأت فعالياته بتاريخ 8 آذار واستمر حتى 5 نيسان، 2020 في مدينة الحمرا التي تحاكي المدن الحقيقية ولكنها بنيت لتدريب القوات على القتال في المناطق المبنية. تَضّمَنَ التمرين عدة فعاليات مُعَدّة لتطوير العمل التداخلي بين القوات الإماراتية وقوات الولايات المتحدة الامريكية، منها تمرين رمي بالذخيرة الحية لكافة الأسلحة على أهداف معادية افتراضية (CALFAX)، والاستجابة لهجوم أسلحة الدمار الشامل وتطهير المنطقة الملوثة بهجوم بأسلحة الدمار الشامل (CBRN). وكيفية إخلاء الجرحى من منطقة العمليات لمعالجتهم في مناطق آمنة (MEDVAC). ورغم جائحة فايروس كورونا، استطاع الجيشان الشريكان المحافظة على مهمتهما التدريبية وإكمالها على أحسن وجه. وقال مدير التمرين، العميد طارق الزعابي “نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نؤمن بالشراكة الدولية من أجل استقرار شامل في المنطقة. إن أمن واستقرار المنطقة هو من مبادئ الدولة وسوف نعمل جاهدين من أجل تحقيقه. تمريننا هذا مر في ظروف عصيبة حيث أن العالم بأجمعه يواجه انتشار فايروس كورونا، لكننا وبرغم هذا الوباء اتممنا التمرين على أفضل وجه لأننا نؤمن بأن هذا التمرين مهم ليس فقط للمنطقة بل للأمن الدولي.” قوات مشاة البحرية الأمريكية تجري تدريباً على حرب المدن في إطار تمرين «نايتڤ فيوري». رقيب أول أليسون باك/فيلق قوات مشاة البحرية الأمريكية بدأ سيناريو التمرين بمهمة متعددة الجنسيات لتحرير مدينة الحمرا الافتراضية الواقعة في الجزء الغربي لدولة الامارات العربية المتحدة. تحتوي المدينة على مصفاة نفطية ويبلغ عدد سكانها – لأغراض السيناريو حوالي 50 ألف نسمة وتضم مسجد ومشفى ومطار ومرافق حكومية متعددة. وتقع على ساحل الخليج العربي بالمنطقة الغربية من دولة الإمارات العربية المتحدة. وتبعد حوالي 200 كيلو متر غرب العاصمة، أبو ظبي. إدراكا منه بأهميتها، اختار العدو احتلال المدينة بلواء آلي. وقررت قوات من دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية شن هجوم معاكس لطرد الغزاة. نفذت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) إنزالاً برمائياً على بعد 10 كيلو شرق مدينة الحمرا ومدت جسراً بطول كيلو متر من سفينة الانزال إلى الساحل. تم بناء الجسر في عرض البحر ثم سُحِبَ لمنطقة الانزال بزوارق سحب متوسطة الحجم. وفي غضون ساعات تم نشر فوج المارينز الأول بكل آلياته في المنطقة والاستعداد للهجوم المعاكس لتحرير مدينة الحمرا. خلال 24 ساعة، شكلت قيادة القوات المسلحة الإماراتية قوة واجب مشتركة تتكون من لواء المشاة الآلي 83 التابع لقوات النخبة في لواء الشيخ خليفة بن زايد المدرع. وفوج مغاوير من لواء الفرسان التابع للحرس الرئاسي، والعديد من مروحيات النقل والمروحيات المقاتلة التابعة لقيادة القوات الجوية الإماراتية المشتركة وبعض الوحدات الساندة مثل وحدة الطائرات المسيّرة، وفريق معالجة الذخائر المتفجرة والهندسة العسكرية ووحدات الدفاع الجوي وفريق السيطرة الجوية الذي يحدد الأهداف للقوات الجوية المشتركة. وكانت قوة الواجب المشتركة الإماراتية بإمرة العميد الركن أحمد بيشو والفوج الأول من قوات المارينز بإمرة العقيد كفن كلارك، وعمل القائدان معاً على توحيد وتركيز جهودهما لصياغة خطة مشتركة لتأمين مدينة ومصفى الحمرا، وتم تسمية العملية “SLAM” أي “الضربة”. زج العدو بمجموعة من الميليشيات بثياب مدنية كي ينسلوا بين المواطنين لترهيبهم واستخدامهم كدروع بشرية، ودَعَمَهُم بقوة من المشاة الخفيفة لصد أي هجوم محتمل في محاولة منه لإدامة القتال لأطول فترة ممكنة داخل المنطقة الآهلة بالسكان. إضافة إلى نشر العدو كتيبة آلية في خط الصد الأول على أطراف المدينة لمنع أي محاولة لتحرير المدينة، ونشر مدافع أرض جو في المنطقة المحتلة لاعاقة القوة الجوية الإماراتية-الأمريكية. مع بداية المرحلة الأولى من خطة قوة المهام المشتركة، اقتحمت المدرعات البرمائية التابعة للكتيبة 83 الآلية مدينة الحمرا من الجانب الجنوب-الغربي. أربكت الكثافة النارية لمدافع المدرعات المتقدمة العدو وسحقت خطوطه الدفاعية. كان عبور الحاجز المائي العميق، والذي توهم العدو بأنه سيعرقل التقدم، عبارة عن وهم، إذ خاضت المدرعات البرمائية في النهر باقصى سرعتها فانشق النهر وشقت الآليات طريقها لتنشر الجنود على الضفة المعاكسة. القوات الأمريكية والإماراتية تهاجم مواقع العدو في الحمرا. رقيب كايل مكنان/ فيلق قوات مشاة البحرية الأمريكية وفي المرحلة الثانية من الهجوم، باغتت مروحيات الأباتشي العدو بقصف مرّكز شرق المدينة ومحيط المطار لتأمين الطريق أمام فوج الفرسان المجوقل على مروحيات بلاك هوك، التي هبط منها الجنود عن طريق الحبال عندما وصلوا المطار. ودارت معركة عنيفة في محيط المطار وأطراف المدينة حيث كانت تتمركز المليشيات. وظفت كتيبة الفرسان تقنية الرجل الآلي للاستطلاع العميق (أي التوغل خلف خطوط العدو لجمع وإرسال معلومات مباشرة للمقاتلين على الأرض). حال تلقي القيادة إشارة الفرسان عن تحقيق أهداف الخطة، لاحت في الأفق طائرات الشينوك لتنفيذ المرحلة الثالثة من الهجوم. خلال دقائق، هبطت الشينوك وترجل جنود المارينز بسرعة من الباب الخلفي للطائرة وشكلوا مجموعتين لتوفير غطاء لجناح كتيبة الفرسان الأيمن. اصطحبت كل مجموعة كلبا عسكريا للبحث عن المتفجرات ومخابئ العدو، تم تطهير سطوح المنازل والأزقة والبيوت من قبل المارينز والفرسان معاً. بعد فرض السيطرة على شرق المدينة ووصول كتيبة الفرسان إلى مسجد الحمرا، أبلغوا القيادة بإكمال تنفيذ أهدافهم حسب الخطة، ثم بدأوا بعدها عملية التفتيش وجمع الاستخبارات. القوات الإماراتية تتدرب على تطهير مبنىً خلال تمرين «نايتڤ فيوري». رقيب ألكسيس فلوريز/فيلق قوات مشاة البحرية الأمريكية بدأت المرحلة الرابعة بتقدم المارينز غربا باتجاه مركز المدينة مدعومين بناقلات مدرعة سريعة، توغلت في المنطقة من شرق المطار واستمر القتال الشديد لمدة 30 دقيقة. وبعد تطويق الموقع، وجهت القوة المهاجمة إنذارا للمسلحين من خلال مكبرات الصوت، “نحن قوات مشاة البحرية الأمريكية، يجب عليكم القاء سلاحكم وتسليم أنفسكم فورا، المنطقة محاصرة بالكامل.” وبعد دقائق بدأ المارينز اقتحام المدينة وسُمِعَ اطلاق نار كثيف لمدة مايقرب من 10 دقائق تم خلالها تطهير المنطقة السكنية من بقايا العدو، بعدها اطلقت القوة المحررة إشارة ضوئية معلنة عن فرض سيطرتها الكاملة على المدينة. تم تنفيذ كل فقرات التمرين بحرفية ودقة عاليتين يدلان على الخبرات الميدانية للقوات المشتركة. كان الانسجام في الإداء لقوات المارينز والقوات الإمارتية جلياً إذ بدوا للمراقبين وكأنهم تدربوا على تنفيذ هذا التمرين الختامي لشهور طويلة وليست لعشرة أيام فقط. كان توظيف التقنيات الحديثة في المناطق المبنية من قبل كتيبة الفرسان لافتاً للنظر، إذ سار الرجال الآليون (الروبوتات) أمام القوات وعبروا الحواجز وحددوا مواقع العدو بدقة متناهية. على بعد 200 متر من ساحة المعركة والإنزال، لم يستطع المشاهدون التمييز بين رجال المارينز ورجال القوات المسلحة الإماراتية من حيث اللياقة البدنية والأداء المتميز. وقال السفير الأمريكي لدى دولة الإمارات جون راكولتا: “أصبحت مهام قوات متعددة الجنسيات، كتلك التي نفذت في الحمرا، مطلباً ضرورياً للأمن العالمي. نحن نعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية. ونيابة عن الرئيس، أود أن أشكركم على ما تقومون به، ليس فقط من أجل وطنكم أو من أجل الولايات المتحدة؛ بل من أجل الإنسانية والبحث عن حلول السلام المستدام في المنطقة.” مسرح عمليات على غرار مدينة آهلة بالسكان لتدريب القوات على حرب المدن أسرة يونيباث حينما يسأل قائد ميداني عن ما يحتاجه كقائد عسكري، يكون الجواب “بناء مقاتلين مهنيين ذوو خبرة ميدانية.” قبل أن يتحدث عن التقنيات أو التسليح. وبناء على ذلك، قررت دولة الإمارات العربية المتحدة بناء مدينة افتراضية اسمها الحمرا عام 2017. للوهلة الأولى لا يتبادر إلى ذهن المشاهد أن مدينة الحمرا هي مدينة بنيت لأغراض التدريب، وذلك لشدة تشابه بناياتها وشوارعها ومؤسساتها مع أي مدينة في العالم، فهي تحوي ملعبا لكرة القدم مع مدرجات تسع لآلاف المتفرجين وساحة حسب القياس الأولمبي. وفي وسط المدينة، ينتصب مسجد كبير بقبة ومنارة ومواقف للسيارات، يقسم المدينة نهر ويربط ضفتيها جسر. لعل المصمم أرادها أن تكون مدينة سكنية، فلم ينس أي مرفق يمكن أن تحتاجه المدن من الملعب إلى الجامع إلى البنايات السكنية وصولا إلى محطة تعبئة الوقود والمطار. كما هو الأمر مع جميع نواحي الحياة، ففنون الحرب وتكتيكاتها في تطور مستمر لذا لا يستطيع أي جيش في العالم أن يكون جاهزاً لأي طارئ ما لم يواكب هذا التطور ويستوعب دروسه من خلال التدريبات والمناورات سواء فردية أكانت أم مشتركة. وفي أسوأ الأحوال قد تتعلم الجيوش الدروس بطرق صعبة وهي الاضطرار لخوض معارك حتى وإن انتصرت فيها لكنها حتما ستكون مكلفة إن لم تكن تلك الجيوش استعدت سلفاً. بعد سقوط الموصل ومدن عراقية أخرى بيد إرهابيي داعش، شغل القادة العسكريون والأمنيون تحدي الدفاع عن المراكز المدنية الآهلة بالسكان وكيفية تحريرها من العصابات الإرهابية. فالجيوش التقليدية ما زال ينقصها الكثير من الاستعدادات للحروب غير المتناظرة كحروب العصابات في الغابات وقتال الشوارع. القتال داخل المدن يعد أحد أهم التحديات التي تواجه الجيوش التقليدية وذلك لصعوبة تحرك آليات وطائرات ومعدات الجيوش داخل شوارع وأزقة ضيقة وعدو لا يمكن تمييزه بين المدنيين حتى يبادؤك هو بالهجوم. نعم كانت حرب المدن تدرس في الأكاديميات العسكرية وهنالك كتيبات وكراريس عن إدارة حرب العصابات، لكنها لا تتعدى كونها معدة للتدريب النظري ولا تعكس واقعا على الأرض. ومما عقد الأمر أكثر هو وجود أنظمة تقوم بتسليح وتدريب ميليشيات رديفة لجيوشها الرسمية وأوكلتها مهمة قمع شعوبها وأرسلتها خارجاً لتدريب ميليشيات خارجة على القانون في دول أخرى كي تستعملها كورقة ضغط لانجاح سياستها الخارجية مثلما يحصل في اليمن وسوريا وأماكن أخرى من العالم. لمواجهة تحدي الحرب غير التقليدية، التفتت جيوش العالم إلى بناء مراكز تدريب واعدت مدناً وقرى تحاكي المدن والقرى المتوقع أن تندلع فيها حروب عصابات تعتمد منهج “اضرب واهرب”. لكن تلك المراكز والمدن والقرى التي بنيت لهذا الغرض محدودة ولم تكن تتسع لقوة بحجم لواء مما دفع دولة الامارات العربية المتحدة، التي تمتلك جيشاً وإن كان صغيراً لكنه جيش قوي محترف مجهز بأحدث المعدات العسكرية، لتبني مدينة كاملة تحوي من المعوقات الطبيعية والمصطنعة كل ما يحتاجه أي جيش للتدريب على مواجهة حروب الشوارع غير المتناظرة. حقاً إنها مرفق هام لتدريب القوات المسلحة الإماراتية والقوات الشقيقة والصديقة على آخر تطورات وتكتيكات الحروب، وستكون إحدى أهم الركائز في رفع استعدادات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الإماراتية في مواجهة كل التحديات المحتملة. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.