شركاء في الاستعداد
القوات المسلحة الاماراتية و مشاة البحرية الامريكية يشاركان في التمرين الثنائي ”نايتڤ فيوري“
أسرة يونيباث
شق سكون الصباح دوي انفجارات شديدة مصدرها قصف مروحيات الأباتشي لمواقع العدو المتمركز على أطراف المدينة مصحوبا برمي كثيف من مدافع الدفاع الجوي المعادية التي سرعان ما اسكتتها الكثافة النارية لمدرعات الكتيبة 83 التابعة للواء الشيخ خليفة بن زايد الآلي- واحدة من قوات النخبة لدى دولة الامارات العربية المتحدة- حيث استمرت بالتقدم لتدمير دفاعات العدو من جهة جنوب-غرب مدينة الحمرا النفطية.
هكذا بدأت فعاليات اختتام تمرين “نايتڤ فيوري” (وتعني الغضب الأصيل) المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية وقوات المارينز الأمريكية والذي بدأت فعالياته بتاريخ 8 آذار واستمر حتى 5 نيسان، 2020 في مدينة الحمرا التي تحاكي المدن الحقيقية ولكنها بنيت لتدريب القوات على القتال في المناطق المبنية.
تَضّمَنَ التمرين عدة فعاليات مُعَدّة لتطوير العمل التداخلي بين القوات الإماراتية وقوات الولايات المتحدة الامريكية، منها تمرين رمي بالذخيرة الحية لكافة الأسلحة على أهداف معادية افتراضية (CALFAX)، والاستجابة لهجوم أسلحة الدمار الشامل وتطهير المنطقة الملوثة بهجوم بأسلحة الدمار الشامل (CBRN). وكيفية إخلاء الجرحى من منطقة العمليات لمعالجتهم في مناطق آمنة (MEDVAC). ورغم جائحة فايروس كورونا، استطاع الجيشان الشريكان المحافظة على مهمتهما التدريبية وإكمالها على أحسن وجه.
وقال مدير التمرين، العميد طارق الزعابي “نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نؤمن بالشراكة الدولية من أجل استقرار شامل في المنطقة. إن أمن واستقرار المنطقة هو من مبادئ الدولة وسوف نعمل جاهدين من أجل تحقيقه. تمريننا هذا مر في ظروف عصيبة حيث أن العالم بأجمعه يواجه انتشار فايروس كورونا، لكننا وبرغم هذا الوباء اتممنا التمرين على أفضل وجه لأننا نؤمن بأن هذا التمرين مهم ليس فقط للمنطقة بل للأمن الدولي.”

بدأ سيناريو التمرين بمهمة متعددة الجنسيات لتحرير مدينة الحمرا الافتراضية الواقعة في الجزء الغربي لدولة الامارات العربية المتحدة. تحتوي المدينة على مصفاة نفطية ويبلغ عدد سكانها – لأغراض السيناريو حوالي 50 ألف نسمة وتضم مسجد ومشفى ومطار ومرافق حكومية متعددة. وتقع على ساحل الخليج العربي بالمنطقة الغربية من دولة الإمارات العربية المتحدة. وتبعد حوالي 200 كيلو متر غرب العاصمة، أبو ظبي. إدراكا منه بأهميتها، اختار العدو احتلال المدينة بلواء آلي. وقررت قوات من دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية شن هجوم معاكس لطرد الغزاة.
نفذت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) إنزالاً برمائياً على بعد 10 كيلو شرق مدينة الحمرا ومدت جسراً بطول كيلو متر من سفينة الانزال إلى الساحل. تم بناء الجسر في عرض البحر ثم سُحِبَ لمنطقة الانزال بزوارق سحب متوسطة الحجم. وفي غضون ساعات تم نشر فوج المارينز الأول بكل آلياته في المنطقة والاستعداد للهجوم المعاكس لتحرير مدينة الحمرا.
خلال 24 ساعة، شكلت قيادة القوات المسلحة الإماراتية قوة واجب مشتركة تتكون من لواء المشاة الآلي 83 التابع لقوات النخبة في لواء الشيخ خليفة بن زايد المدرع. وفوج مغاوير من لواء الفرسان التابع للحرس الرئاسي، والعديد من مروحيات النقل والمروحيات المقاتلة التابعة لقيادة القوات الجوية الإماراتية المشتركة وبعض الوحدات الساندة مثل وحدة الطائرات المسيّرة، وفريق معالجة الذخائر المتفجرة والهندسة العسكرية ووحدات الدفاع الجوي وفريق السيطرة الجوية الذي يحدد الأهداف للقوات الجوية المشتركة.
وكانت قوة الواجب المشتركة الإماراتية بإمرة العميد الركن أحمد بيشو والفوج الأول من قوات المارينز بإمرة العقيد كفن كلارك، وعمل القائدان معاً على توحيد وتركيز جهودهما لصياغة خطة مشتركة لتأمين مدينة ومصفى الحمرا، وتم تسمية العملية “SLAM” أي “الضربة”.
زج العدو بمجموعة من الميليشيات بثياب مدنية كي ينسلوا بين المواطنين لترهيبهم واستخدامهم كدروع بشرية، ودَعَمَهُم بقوة من المشاة الخفيفة لصد أي هجوم محتمل في محاولة منه لإدامة القتال لأطول فترة ممكنة داخل المنطقة الآهلة بالسكان. إضافة إلى نشر العدو كتيبة آلية في خط الصد الأول على أطراف المدينة لمنع أي محاولة لتحرير المدينة، ونشر مدافع أرض جو في المنطقة المحتلة لاعاقة القوة الجوية الإماراتية-الأمريكية.
مع بداية المرحلة الأولى من خطة قوة المهام المشتركة، اقتحمت المدرعات البرمائية التابعة للكتيبة 83 الآلية مدينة الحمرا من الجانب الجنوب-الغربي.
أربكت الكثافة النارية لمدافع المدرعات المتقدمة العدو وسحقت خطوطه الدفاعية. كان عبور الحاجز المائي العميق، والذي توهم العدو بأنه سيعرقل التقدم، عبارة عن وهم، إذ خاضت المدرعات البرمائية في النهر باقصى سرعتها فانشق النهر وشقت الآليات طريقها لتنشر الجنود على الضفة المعاكسة.

وفي المرحلة الثانية من الهجوم، باغتت مروحيات الأباتشي العدو بقصف مرّكز شرق المدينة ومحيط المطار لتأمين الطريق أمام فوج الفرسان المجوقل على مروحيات بلاك هوك، التي هبط منها الجنود عن طريق الحبال عندما وصلوا المطار. ودارت معركة عنيفة في محيط المطار وأطراف المدينة حيث كانت تتمركز المليشيات. وظفت كتيبة الفرسان تقنية الرجل الآلي للاستطلاع العميق (أي التوغل خلف خطوط العدو لجمع وإرسال معلومات مباشرة للمقاتلين على الأرض).
حال تلقي القيادة إشارة الفرسان عن تحقيق أهداف الخطة، لاحت في الأفق طائرات الشينوك لتنفيذ المرحلة الثالثة من الهجوم.
خلال دقائق، هبطت الشينوك وترجل جنود المارينز بسرعة من الباب الخلفي للطائرة وشكلوا مجموعتين لتوفير غطاء لجناح كتيبة الفرسان الأيمن. اصطحبت كل مجموعة كلبا عسكريا للبحث عن المتفجرات ومخابئ العدو، تم تطهير سطوح المنازل والأزقة والبيوت من قبل المارينز والفرسان معاً. بعد فرض السيطرة على شرق المدينة ووصول كتيبة الفرسان إلى مسجد الحمرا، أبلغوا القيادة بإكمال تنفيذ أهدافهم حسب الخطة، ثم بدأوا بعدها عملية التفتيش وجمع الاستخبارات.

التعليقات مغلقة.