الإداراترسالة قائد مهم رسالة قائد مهم بواسطة Unipath في يناير 4, 2021 شارك Facebook Twitter يسرّني قبول الدعوة الكريمة من قبل هيئة تحرير مجلة يونيباث الصادرة عن القيادة المركزية الأمريكية، والمتخصّصة في الشأنين الأمني والعسكري، لأقدّم افتتاحية المجلة في هذا العددالموضوع الذي أردت أن أناقشه هو دور الحكومة الأردنية بالشراكة مع القوات المسلحة في التصدّي لجائحة كورونا، والحاجة للشراكة بين الجيوش الشقيقة والصديقة في التصدّي لهذه الجائحة، وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم. سعت القوات المسلحة الأردنية بالشراكة مع الحكومة والجهات الرسمية المختلفة، منذ اليوم الأول لانتشار فيروس كورونا في منطقة ووهان الصينية، إلى مراقبة الوضع وبناء الخطط الاستراتيجية على مستوى الدولة، والتخطيط والتنسيق على أعلى المستويات، من أجل التصدّي لهذه الجائحة. وسارعت الحكومة في نهاية شهر كانون الثاني، إلى إجلاء عشرات الطلاب الأردنيين المقيمين هناك، إلى جانب إجلاء عدد من طلاب دول عربيّة شقيقة أيضاً. لقد جاءت هذه الخطوة الاستباقية التي نفّذتها الحكومة، بناءً على توجيهات مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين -حفظه الله ورعاه-، وتدلّ على التخطيط المسبق وجديّة ووعي الحكومة والجهات الرسمية في التعامل مع هذا الوباء. في يوم 15 آذار، عاد جلالة الملك إلى أرض الوطن وبمتابعة حثيثة منه، أشرف على عقد اجتماع في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، وجه خلاله إلى ضرورة تكاتف الجهود الوطنية كافة في سبيل التصدي لهذه الجائحة، إذ أوعز جلالته بتشكيل خلية عمليات لإدارة الأزمة تقودها القوات المسلحة بالتنسيق والتشاور مع الجهات الحكومية المختصة، للتعامل مع الأزمة واتّخاذ الإجراءات الضرورية الهادفة للمحافظة على الأمن الوطني، وحماية صحة وحقوق المواطنين والمقيمين على أرض المملكة. وجاء تشكيل خلية إدارة الأزمة بمثابة الخطوة الاستباقية للتصدّي لهذه الجائحة، فتؤدّي الخلية واجباتها على المستويين العملياتي والاستراتيجي من خلال تفعيل منظومة التنسيق المستمر وعلى مختلف المستويات بين ممثلي الوزارات والمؤسسات الرسمية، بهدف تذليل جميع الصعوبات التي تواجه المواطنين دون أن يؤثر ذلك على خطط الحدّ من انتشار الفيروس، إلى جانب القرارات المتّخذة في سبيل حصر الوباء، وضمان عدم توقّف عجلة الحياة اليومية للقطاعات كافة. ثمّ بدأ العمل بقانون الدفاع في الأردن، الذي انبثق منه أوامر عدّة للسيطرة والحدّ من انتشار الوباء. ووفقاً لأوامر الدفاع تمّ تفعيل خطة انتشار للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في محافظات ومدن وقرى وأحياء المملكة كافة، بهدف مساعدة وحماية المواطنين أولاً، ثمّ مساندة إجراءات الدولة في السيطرة على الوباء والحدّ من انتشاره، من خلال تمكين الكوادر الطبية وفرق التقصي الوبائي لتؤدي عملها على أكمل وجه. ومنذ اللحظة الأولى لتفعيل قانون الدفاع، كان الرهان على وعي وثقافة المواطن الأردني، والحمد لله لم نخسر الرهان، فوعي المواطن وثقته المطلقة بقيادته الحكيمة وحبه واعتزازه بقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية المختلفة، رفع مستوى التنسيق والتناغم العالي وساهم في الحدّ من انتشار الوباء. لقد سبق هذا كلّه، تنفيذ القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في منتصف عام 2018 برنامج إعادة هيكلة لوحداتها وتشكيلاتها، بهدف ضمان قدرتها على مواجهة أي تهديد لاستقرار وأمن الأردن في حدود موارده المتاحة، ولضمان قدرتها أيضاً على العمل مع حلفائها وشركائها من الدول الشقيقة والصديقة، إضافة إلى تحديثها وتعزيزها وتطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية لتواكب العصر الحديث. وجاءت إعادة الهيكلة لما تشكله القوات المسلحة من محور رئيس في منظومة الأمن الوطني، جعلها قادرة على الاستجابة للمتغيرات والتكيف مع المستجدات وتطوير جميع أدواتها وأساليبها اللازمة، للاستمرار في تأدية مهمتها المقدسة في الحفاظ على سلامة واستقرار المملكة. ولعلّ خير دليل على نجاعة إعادة الهيكلة وجدواها هو آليّة تعامل القوات المسلحة مع أزمة كورونا، من خلال التعاون والتنسيق المستمر مع الجهات الحكومية والأجهزة الأمنية. إنّ القوات المسلحة الأردنية مستمرة في تأدية واجبها في الحفاظ على أمن الحدود من الجماعات الإرهابية المتطرفة، ومستمرة أيضا في بناء وتطوير شراكتها مع الحلفاء من الدول الصديقة والشقيقة، لبسط الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال تبادل المعلومات الاستخبارية والمشاركة في التمارين الدولية، التي تعزز وتزيد من خبرة جنودنا في العمل ضمن بيئة العمليات المشتركة. وعقدت القوات المسلحة بالشراكة مع حلفائنا في القوات الأمريكية الصديقة المؤتمر الدولي السنوي الثاني لمكافحة التطرف تحت عنوان “الأمن الفكري”، بمشاركة 72 دولة شقيقة وصديقة من مختلف أنحاء العالم، لنبذ جميع أشكال التطرف الفكري والإرهاب الذي يؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات والدول بشكل سلبي. لقد استشعرت القوات المسلحة منذ اليوم الأول، خطر التطرف الفكري والإرهاب على الدولة والمجتمع، إذ أنشأت “المركز العسكري لمكافحة الإرهاب والتطرف” الذي يمنح درجة الماجستير في استراتيجيات مواجهة التطرف والإرهاب. في الختام، أودّ أن أشكر حلفاءنا وأصدقاءنا من مختلف دول العالم على دعمهم المستمر لنا، للتغلب على هذه الجائحة العالمية. كما أشكر قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية والمؤسسات والجهات الحكومية المختلفة على جهودها الجبارة في التعامل مع أزمة كورونا، للمحافظة على أرواح وسلامة المواطنين والمقيمين في المملكة. اللواء الركن يوسف الحنيطي رئيس هيئة الأركان المشتركة القوات المسلحة الاردنية/الجيش العربي Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.