حل النزاع في آسيا الوسطى
مدراء الاستخبارات العسكرية يناقشون فرص تحقيق الاستقرار في أفغانستان
اسرة يونيباث الصور من قبل القيادة المركزية الأمريكية
في إطار سعيهم للتعامل مع التهديدات الأمنية المشتركة، التقى قادة الاستخبارات العسكرية من آسيا الوسطى والولايات المتحدة في شباط/فبراير 2019 بمناسبة انعقاد مؤتمر القيادة المركزية الأمريكية السنوي الرابع لمدراء الاستخبارات العسكرية لوسط وجنوب آسيا.
شارك في المؤتمر الذي استغرق ثلاثة أيام، والذي عقد في الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، خبراء أمنيون ومسؤولون عسكريون من أفغانستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان والولايات المتحدة الأمريكية، وركز حدث هذا العام على حل النزاع في أفغانستان. وتمحورت العروض والمناقشات على الجهود المبذولة حالياً لتحسين الأمن في أفغانستان.
وقال الفريق هلال الدين هلال، نائب وزير الدفاع الافغاني لشؤون الاستخبارات لـ يونيباث “إن حضور هذه المؤتمرات والمشاركة فيها أمر مهم لأننا نتبادل المعلومات حول التهديدات من وجهة نظرنا ونتعلم من وجهات نظر الآخرين”.

إن موقع أفغانستان بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا، يجعلها ذات قيمة استراتيجية بالنسبة للدول المجاورة. وقد ركزت إحدى المناقشات الهامة على العلاقة بين الإرهابيين والجماعات الإجرامية الأخرى، مثل تجار المخدرات، التي تعمل معاً عندما يكون ذلك مفيداً للطرفين. توفر الجماعات الإجرامية المنظمة شبكة من البنى التحتية ووسائل النقل للمساعدة في نقل المخدرات عبر الحدود، مما يؤدي إلى تغذية خزائن الإرهابيين. فالطالبان، على سبيل المثال، تزرع الأفيون في أفغانستان.
وأشار الفريق هلال إلى “أن تبادل المعلومات حول هذه الطرق يساعدنا على مكافحة الإرهاب، وبالمثل، يمكننا أيضاً مكافحة الاتجار بالمخدرات”.
وقد أوضح الفريق أول جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، أهداف الولايات المتحدة الأمريكية من استراتيجية جنوب آسيا فيما يتعلق بأفغانستان وتحقيق تسوية تفاوضية مع الطالبان من خلال مزيج من الضغط العسكري، والسياسي، والاجتماعي، والإقليمي.
وقال الفريق هلال إن الدعم الدولي والإقليمي للمصالحة في أفغانستان أمر حاسم. وأضاف متحدثاً لـ يونيباث بأن “التهديد الإرهابي ليس في أفغانستان فحسب”. “إذا لم تقدم بلدان المنطقة الدعم والمساعدة فيما يتعلق بتيسير عملية المصالحة في أفغانستان، فمن المؤكد أن يؤدي هذا إلى تداعيات على شعوبها أيضاً، وعلى حياتهم. فمن الأهمية بمكان أن تواصل بلداننا الإقليمية تقديم الدعم لعملية السلام”.
كما حضرت المؤتمر كمتحدثة رويا رحماني، السفيرة الأفغانية لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
”إنني متفائلة بأن السلام في متناول اليد. إن هناك بالتأكيد الكثير من المخاطر على الأرض، ولكن المسار بصدد التحول نحو السلام”، بحسب ما قالت السفيرة رحماني. واشارت إلى أن هناك تغييران مجتمعيان يساعدان أفغانستان على التعافي من تركة النزاع الخاصة بها وهما تعزيز البلد للديمقراطية وتنمية قدرات قواته المسلحة.
وأضافت السفيرة، “هناك جيل جديد من الأفغان الذين يرون أن هناك أمل في تحسن الأمور”. “عندما ينتقد الشباب الحكومة ويطالبون بما هو أفضل، فإن هذا الأمر يشعرني بالسعادة. وهو مقياس لمدى تقدمنا. يتوقع مواطنونا منا تعزيز الأسس الديمقراطية في الوطن. ونحن مسؤولون امامهم”.
وتحدثت عن الدلائل العديدة على إحراز تقدم في جميع أنحاء البلد، مثل الإصلاح القضائي، والتحسينات في مجالات التعليم والرعاية الصحية، والدمقرطة. أثناء وجودها في أفغانستان خلال الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول/أكتوبر 2018، تشجعت بشكل أكثر عند مشاهدتها كيفية تبني مواطنيها للديمقراطية.
فقد قالت، “إن أكثر ما أدهشني في هذه الرحلة هو سائق سيارة أجرة شاب قابلته — وهو أب لخمسة أطفال يعتمد على الأجور اليومية لتامين الطعام والمأوى”. “في اليوم الثاني من أيام الانتخابات، أمضى سبع ساعات في انتظار وصول دوره للتصويت — سبع ساعات مع أن كل ساعة يقضيها في الانتظار تؤثر على قوت أطفاله”.
وقال العقيد أوليمجون ساماتوف، ممثل وزير الدفاع في أوزبكستان، مديرية الاستخبارات، إن بلده يؤيد قرار بدء مفاوضات بين القوى الرئيسية في النزاع الأفغاني دون أي شروط مسبقة أو تهديدات بالعنف. إن الدعم المقدم من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، مثل الأمم المتحدة، امر مهم لنجاح عملية السلام.

التعليقات مغلقة.