تحت المجهر تطوير العلاقات الدولية في مرحلة مابعد فايروس كورونا بواسطة Unipath آخر تحديث فبراير 1, 2021 شارك Facebook Twitter اللواء المتقاعد عوده ارشيد الشديفات، القوّات المسلحة الأردنية تتأثر العلاقات الدولية بين الدول بكل ما يحدث في العالم اليوم إما سلباً أو ايجاباً أو وقوفاً على الحياد في بعض الأحيان، وشهدت العلاقات بين الدول تجاذبات كثيرة وتغيرات أكثر، انسجاماً مع المعطيات والاحداث والكوارث والأزمات والمستجدات، فكانت الحروب وتبعاتها ومخلفاتها ونتائجها، ربما من أكثر العوامل تأثيرا في العلاقات الدولية، وقد شهد العالم أحداثاً كثيرة ساهمت في تشكيل الأحلاف الدولية والاتحادات ومجالس التعاون وغيرها بما يخدم مصالح الدول. يمر العالم الآن بإحدى أسوأ الازمات التي ارتقت لمستوى حرب كونية لما نعيشه هذه الأيام بسبب ظهور وباء فايروس كورونا المستجد وانتشار هذا الفيروس ليتحول من وباء إلى جائحة عابرة لجميع قارات العالم والعدو الخفي الذي لم يشهد التاريخ ربما شبيها له بسرعة الانتشار والتأثير والقتل والتدمير الذي طال كل أركان ومقومات حياة الدول وبنيتها ومؤسساتها، وجعل العالم يقف على الحافة. فتغيرت لغة الخطاب بين الدول وتبدلت أولوياتها واهتماماتها وزاد الشك في سلوكيات بعضها تجاه البعض الاخر، وكل ذلك انعكس على تعاونها وثقة بعضها ببعض وبرزت الكثير من المفاهيم الجديدة التي قد تؤطر لنوع جديد من العلاقات الدولية، وربما تشهد أنماطاً أخرى تساهم في تغيير نظرة الدول لبعضها مثل الاعتماد على الذات والفرديه وأولويات المصالح والاهتمامات التي كانت غائبه عن كثير من دول العالم عندما أُعطِيَ الاقتصاد والتسلح والتكنولوجيا وغيرها أولوية على حياة البشر وصحة الانسان وصارت القوى المسيرة للأحداث العالمية. إن هذه الاحداث، بما فيها معركة الكورونا، تحتاج إلى صوت الحكمة والعقل والضمير واحترام انسانية الانسان، وإعادة قراءة تامة للأولويات وبناء منظومة أخلاقية وسلوكية بين الدول ترتقي إلى المعاني السامية والقيم النبيلة للحس بالمسؤولية والعمل الجاد والصبر واخذ الدروس والعبر مما جرى ويجري حولنا، نعم نحتاج صوت العقل والشجاعة في وصف الأشياء وتسميتها بالاسماء الحقيقية وحكمة الحكماء واستشراف المستقبل فلا يمكن لشعوب الارض أن تعيش دون تعاون وثقة وتبادل للمعارف والآراء ونبذ كل أشكال التفرقة والأنانية والتمييز بين بني البشر دينا ولونا وعرقا “فكلكم لادم وادم من تراب”، وعلى الشعوب أيضا أن تسعى مجتمعة نحو الخير والتعاون والتسامح وتحمل المسؤولية والالتزام بدلاً عن السعي من أجل أهوائها ورغباتها الخاصة، فيمكن للجميع تحويل هذه الجائحة إلى فرص يعاد فيها ترتيب الاولويات في العلاقات الدولية وداخل الدولة الواحدة بما يخدم مصلحة شعوب الارض وصحة الانسان قبل كل أنواع السباقات التي غصت بها أجندة العالم قبل هذه الحرب الكونية التي جاءت على حين غفلة. لقد كان النموذج الأردني بقيادة جلالة الملك سباقاً لفتح قنوات التواصل والتشاور والتكافل وتبادل الآراء والافكار والمعارف وبناء الثقة ومد جسور التعاون وبث روح الأمل بين المواطنين وكافة شعوب العالم، إنه نموذج الخير مثل الشجرة المباركة، “أصلها ثابت وفرعها في السماء.” Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.