تحت المجهر باكستان تحرس البحار بواسطة Unipath آخر تحديث أكتوبر 25, 2019 شارك Facebook Twitter التعاون البحري مع الدول الشريكة يضمن محيطاً هندياً وبحراً عربياً أكثر أمناً العميد البحري (المتقاعد) بيرفيز أصغر، القوات البحرية الباكستانية الصور من قبل وكالة الأنباء الفرنسية/جيتي إيميجيز لقد كان البحر تقليدياً وسيطاً للتناقضات. إن سطحه الهادئ قد يتحول بسهولة إلى شدة متموجة، فلا تستغرق الرياح العاصفة وقتاً طويلاً كي تتحول إلى عواصف مدمرة. فقد انتج بحر غير هائج في السابق في وقت ليس ببعيد زلزال هائل تحت الماء، وادى إلى أمواج تسونامي اجتاحت شواطئ لا تعد ولا تحصى بغضب لا هوادة فيه. وعندما يتعلق الأمر بالنشاط البشري في البحار، تعمل التجارة المشروعة جنباً إلى جنب مع الاتجار غير المشروع. والمخاطر حالياً أكثر بكثير. يعتمد الاقتصاد العالمي على التجارة الدولية التي يتم إجراء ما يصل إلى 85 في المئة منها عبر البحار. إن التهديدات التي يتعرض لها النظام الاجتماعي الاقتصادي العالمي لا تنبع من القرصنة فحسب كما كانت عليه في الماضي، بل إنها الآن متنوعة في طبيعتها إلى الحد الذي دفع العديد من المحللين إلى إطلاق وصف “مسرح الجريمة الأكبر في العالم” على المحيطات. إن اتساع المحيطات المترابطة ببعضها، مع تحديات الإنفاذ والولاية القضائية الخاصة بها، يفتح شهية المؤسسات الإجرامية المنظمة للاستفادة منها عن طريق “العمل خلسة تحت الرادار”، كما يقال. فاستخدام سفن غير ملفتة للانتباه للقيام بمثل هذه الأنشطة غير المشروعة يضاعف المشاكل المتصلة بأعمال الشرطة والكشف عن الجرائم. إن إيقاف السفن التجارية وتفتيشها لمجرد الاشتباه في ارتكابها جرائم يتسبب في اضطرابات غير مقبولة للتجارة العالمية. ففي بحر العرب، تم استخدام المراكب الشراعية، التي تستخدم على نطاق واسع في التجارة الساحلية المشروعة، للإتجار في البضائع المهربة. ومن المعروف أن القوارب المصممة لصيد الأسماك، وهو نشاط يوفر سبل العيش لحوالي 12 في المئة من سكان العالم، تستخدم في مختلف الأعمال غير المشروعة، مثل القرصنة وتهريب المخدرات إلى جانب استخدامها لصيد الاسماك. وكان تفجير السفينة يو إس إس كول بينما كانت راسية في ميناء عدن اليمني في عام 2000 وناقلة النفط إم في ليندبرج قبالة سواحل اليمن في عام 2002 ــ حيث اصدم كلاهما بالزوارق المحملة بالمتفجرات ــ سبباً في تسليط الضوء على شبح الإرهاب البحري. ورد العالم عن طريق تعزيز الأمن البحري العالمي عبر جهود فردية ومنسقة. وتضمنت الموافقة على المدونة الدولية لأمن السفن والمرافق المينائية في كانون الأول/ديسمبر 2002، بوصفها تعديلاً للاتفاقية النافذة المتعلقة بسلامة الأرواح في البحر لعام 1974، متطلبات أمنية إلزامية ومبادئ توجيهية ينبغي على الحكومات وسلطات الموانئ وشركات الشحن الموقعة تنفيذها. ومع ذلك، لا شك في أن السبيل الوحيد الأكيد للتصدي بفعالية للتهديدات العديدة التي تخل بسلامة النظام في البحر هو من خلال العمل المتضافر الذي يتسم بنهج تعاوني. فقد تم كبح القرصنة الصومالية في خليج عدن وغرب المحيط الهندي إلى حد كبير بسبب وجود سفن حربية من ما يصل إلى 29 بلداً. وبعملها إما بشكل منفرد أو ضمن مجموعات مثل عملية أتلانتا التابعة للاتحاد الأوروبي، أو عملية درع المحيط التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو فرقة العمل المشتركة فإنها ترتبط مع بعضها بسبب وجود هدف مشترك. وأدت مبادرات إقليمية مثل مدونة جيبوتي لقواعد السلوك التي وضعتها المنظمة البحرية الدولية دوراً هاماً في هذا المسعى. وقد وسع تعديل جدة لعام 2017 نطاق التحالف ليشمل مكافحة جميع الأنشطة غير المشروعة في البحر، وليس فقط القرصنة. واعترافاً منها بأن الأمن البحري سيظل أمراً غير قابل للتحقيق مالم تدعمه استخبارات قابلة للتنفيذ، اتخذت بحرية جمهورية سنغافورة المبادرة التي كان هناك حاجة ماسة لها لإنشاء مركز دمج المعلومات في نيسان/أبريل 2009 في قاعدتها البحرية في تشانغي. وقد أقام هذا المركز الإقليمي حتى الآن روابط مع 71 مركزاً للعمليات من 38 بلداً، ويوجد فيه أيضاً 16 ضابط إرتباط دولي. طائرة هليكوبتر تابعة للبحرية الباكستانية تهبط أثناء تمرين أمان19- البحري. حفز عرض قامت بها البحرية الأمريكية في عام 1995 باكستان الى تبني استخدام طائرات الهليكوبتر المحمولة على متن السفن لأغراض البحث والإنقاذ في البحر. ومن المبادرات الإقليمية البارزة الأخرى مبادرة الندوة البحرية للمحيط الهندي (IONS). لم تجتذب الندوة البحرية للمحيط الهندي (IONS)، التي صممت على نمط الندوة البحرية لغرب المحيط الهادئ، الدول الساحلية في المحيط الهندي فحسب بل تسمح أيضأً بانضمام البلدان من خارج المنطقة التي لها إهتمامات في المنطقة. ويكفل اجتماع الرؤساء، الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من كل ندوة تعقد كل سنتين، تبادل الآراء وصياغة الاستجابات المنسقة على أعلى مستوى من مستويات القيادة البحرية. ويتمثل الهدف الشامل للاجتماع في وضع خطة عمل موحدة والعمل بموجبها للتصدي للعديد من تحديات الأمن البحري التي ابتليت بها المنطقة. مع إعادة تعيين القيادة الأمريكية للمحيط الهادئ كقيادة للهند والمحيط الهادئ في عام 2018، فلابد أن يزداد اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة بشكل عام وبالندوة البحرية للمحيط الهندي (IONS) بشكل خاص. شهدت العلاقات الباكستانية الأمريكية العديد من التقلبات على مر السنين، ولكن البحر كان أحد المجالات التي كانت المصالح فيه متوافقة دائماً. في الواقع، فقد سهل تدريب بحري لمنظمة المعاهدة المركزية (CENTO) في المياه الباكستانية في تشرين الثاني/نوفمبر 1963 أول دخول للبحرية الأمريكية إلى المحيط الهندي. وتلا ذلك رسو في ميناء كراتشي في آب/أغسطس 1964 لثلاث سفن حديثة البناء تعمل بالطاقة النووية – وهي يو إس إس إنتربرايز ولونغ بيتش وبينبريدج – خلال رحلتها البحرية غير المسبوقة دون إعادة التزود بالوقود حول العالم لإثبات فعالية الدفع النووي. واستمرت السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في كونها مشهداً مألوفاً في شمال بحر العرب. وتلا الزيارات للموانئ في كراتشي دائماً تدريبات على المرور أو سلسلة من التدريبات الثنائية المسماة جِنِّيَّة اَلْبَحْر الملهمة. وفي إحدى التدريبات الأخيرة في عام 1995، طبقت سفينة حربية أمريكية استخدمت طائرتها العمودية المحمولة على متن السفن وفريق الصعود على متن السفن المدرب، طبقت بنجاح مفهوم الصعود على متن السفن وتفتيشها وحجزها. وقد ساعد ذلك البحرية الباكستانية بشكل كبير فيما يتصل بصقل إجراءاتها للاضطلاع بعمليات التفتيش في البحر بأمان وفعالية. وبالفعل، عندما أنشئت فريق العمل المشترك 150 في أعقاب غزو أفغانستان الذي وافقت عليه الأمم المتحدة، لم يكن لدى البحرية الباكستانية أي هواجس بشأن عرض خدماتها ولم يكن لديها أي مشاكل في إدماج نفسها في أعمال فرقة العمل هذه. وقامت البحرية الباكستانية بقيادة هذه القوة التي شملت منطقة عملياتها بعض الممرات البحرية الأكثر ازدحامًا في العالم 11 مرة، وهو رقم قياسي. وعندما أنشئت فريق عمل مشترك آخر — وهو فريق العمل المشترك 151 – في كانون الثاني/يناير 2009 للقيام بمهام محددة تتعلق بمكافحة القرصنة، لم تشارك البحرية الباكستانية فيها على الفور فحسب بل قادتها ثماني مرات. وقد مكنت الخبرة التي اكتسبتها البحرية الباكستانية من خلال مشاركتها في فرق العمل هذه، مكنتها من مواصلة الوفاء بالتزاماتها الدولية من خلال إطلاق دوريات الأمن البحري الإقليمية. عززت البحرية الباكستانية سمعتها كقوة تعمل من أجل الخير من خلال الشروع في اجراء سلسلة من التمارين كل سنتين تسمى “أمان” (السلام) تم أول تمرين منها في أوائل عام 2007. وقد جمع التمرين السادس في السلسلة، الذي عقد في شباط/فبراير 2019 والذي نشر تقرير عنه في هذا العدد من يونيباث، ما يصل إلى 45 دولة تشترك في هدف مشترك ألا وهو تعزيز قضية السلام في البحار. إنه مما يثلج الصدر دائماً أن نرى ممثلين من بلدان متباينة يتحدون الانقسامات السياسية لحضور المؤتمرات والإحاطات الإعلامية والحفلات الغذائية والعروض الثقافية الدولية بنفس الروح التي تجري بها سفنهم الحربية استعراضا للأسطول الدولي في البحر. وكنتيجة لذلك، توقف تزايد التحديات غير التقليدية في البحر على مر السنين، … التحديات التي تتجه نحو التزايد في المناطق التي تواجه فيها أقل قدر من المقاومة. وفي مساحة شاسعة كالبحر، فلابد من وجود تحديات على الدوام ، كونها عابرة للحدود الوطنية بطبيعتها، معقدة بما يكفي لاختبار حدود قدرة القوات البحرية التي تعمل منفردة أو غيرها من هيئات إنفاذ القانون البحري. إن المراقبة، واليقظة، والدوريات البحرية، وجمع المعلومات الاستخبارية، وتبادل المعلومات، كلها مهام بحرية يلزم الاضطلاع بها بطريقة منسقة تنسيقاً جيدا إذا اردنا كبح جماح عدم الاستقرار في البحر. ويقال إن البحر يوحد الناس في حين أن الأرض تفرق بينهم. وهذه الوحدة أمر حاسم إذا اردنا تحقيق الهدف العالمي المتمثل في حرية الملاحة فوق كل اعتبار آخر. لا يمكن أن يتحقق — باسيم ان ماريباص — السلام في البحار — إلا إذا وصلت جميع الدول المتشاطئة على البحر للتعاضد سعياً لتحقيق غرض مشترك. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.