الأطفال يدفعون الثمن في الصراع اليمني

كشف‭ ‬تقرير‭ ‬لليونيسف‭ ‬أنَّ‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تداعيات‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬الشرعية‭ ‬وميليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬منذ‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬حرمان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬طفل‭ ‬يمني‭ ‬من‭ ‬التعليم‭.‬

كان‭ ‬يوجد‭ ‬نحو‭ ‬890‭,‬000‭ ‬طفل‭ ‬محرومون‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬أي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬العدد‭ ‬الحالي؛‭ ‬وتعكس‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التدهور‭ ‬المتسارع‭ ‬للوضع‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬مما‭ ‬يضغط‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬لإنهاء‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

ويخشى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أنَّ‭ ‬أولئك‭ ‬الأطفال‭ ‬لن‭ ‬يعودوا‭ ‬إلى‭ ‬مدارسهم‭ ‬أبداً،‭ ‬مما‭ ‬يعيق‭ ‬التنمية‭ ‬وآفاق‭ ‬التعافي‭ ‬في‭ ‬اليمن؛‭ ‬بل‭ ‬إنَّ‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬بقوا‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬لم‭ ‬يتلقوا‭ ‬دائماً‭ ‬تعليماً‭ ‬جيداً‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬المدارس‭ ‬والمعلمين،‭ ‬إذ‭ ‬عانت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬فإمَّا‭ ‬أنها‭ ‬تضرَّرت،‭ ‬أو‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬ملاجئ،‭ ‬أو‭ ‬احتلتها‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭. ‬

وشاهد‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ذعر‭ ‬الحوثيين‭ ‬وهم‭ ‬يستغلون‭ ‬الأطفال‭ ‬المحرومين‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬ويضغطون‭ ‬على‭ ‬الآلاف‭ ‬للقتال‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬مقاتليهم،‭ ‬ويحدث‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التجنيد‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬توفير‭ ‬معسكرات‭ ‬صيفية‭ ‬للأطفال‭ ‬خلال‭ ‬العطلة‭ ‬الدراسية‭.‬

وتمكنت‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬تجنيد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭,‬600‭ ‬طفل‭ ‬يمني‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬2015‭ ‬وحتى‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬2021،‭ ‬وأفادت‭ ‬الأنباء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أنَّ‭ %‬17‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬اليمن‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬أعوام‭ ‬إلى‭ ‬17‭ ‬عاماً‭ ‬يتعرَّضون‭ ‬للاستغلال‭ ‬لتشغيلهم‭.‬

وتقدِّر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنَّ‭ ‬ثمانية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬أطفال‭ ‬يمنيين‭ ‬يعيشون‭ ‬مع‭ ‬أسر‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬دخلها‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الحياة‭ ‬الأساسية،‭ ‬ويُقدَّر‭ ‬عدد‭ ‬المعلمين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتقاضوا‭ ‬رواتبهم‭ ‬منذ‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬بنحو‭ ‬170‭,‬000‭ ‬معلم‭ ‬ومعلمة،‭ ‬وتتخلف‭ ‬معدَّلات‭ ‬الإلمام‭ ‬بالقراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭.‬

‭ ‬وتنص‭ ‬المادة‭ ‬54‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬اليمني‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬التعليم‭ ‬حق‭ ‬للمواطنين‭ ‬كافة،‭ ‬ونصها‭: ‬

“التعليم‭ ‬حق‭ ‬للمواطنين‭ ‬جميعاً‭ ‬تكفله‭ ‬الدولة‭ ‬وفقاً‭ ‬للقانون‭ ‬بإنشاء‭ ‬مختلف‭ ‬المدارس‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬والتربوية،‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأساسية‭ ‬إلزامي،‭ ‬وتعمل‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬محو‭ ‬الأمية،‭ ‬وتهتم‭ ‬بالتوسع‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬والمهني،‭ ‬كما‭ ‬تهتم‭ ‬الدولة‭ ‬بصورة‭ ‬خاصة‭ ‬برعاية‭ ‬النشء‭ ‬وتحـميـه‭ ‬من‭ ‬الانحراف،‭ ‬وتوفر‭ ‬له‭ ‬التربية‭ ‬الدينية‭ ‬والعقلية‭ ‬والبدنية،‭ ‬وتهيئ‭ ‬له‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬لتنميـة‭ ‬ملكاتـه‭ ‬في‭ ‬جميـع‭ ‬المجـالات‭.‬”‭  ‬المصادر‭: ‬اليونيسف،‭ ‬الجزيرة‭ ‬نت‭ ‬

التعليقات مغلقة.