تحت المجهر أوزبكستان تواجه تهديدات غير تقليدية بواسطة Unipath آخر تحديث أكتوبر 21, 2020 شارك Facebook Twitter القوات المسلحة الأوزبكية تحدّث عقيدتها العسكرية لمواجهة الحروب الهجينة العقيد أوليمجون ساماتوف، مدير الاستخبارات العسكرية في الأركان العامة للقوات المسلحة الاوزبكية المقدم أوميد أحمدوف، المندوب الوطني لأوزبكستان لدى القيادة المركزية الأمريكية يذهب خبراء الأمن الإقليمي والدولي إلى أن العمليات الهجينة تمثّل حجر الأساس للتناحر الجيوسياسي في العصر الحديث، وتُعد الحروب الهجينة استراتيجية تسعى إلى تدمير أحد البلدان مع تجنب المواجهات المباشرة للحروب التقليدية المتعارف عليها قديماً وحديثاً، وتتبنى هذه الاستراتيجية عدداً كبيراً من الأدوات التي تعينها على تحقيق هذا الهدف. وتشمل وحدات الجيش النظامي والقوات غير النظامية، كما يوجد بعض الأنشطة التي تُنفّذ داخل إطار مفهوم العمليات المتكاملة والتخطيط لها، بحيث لا يقتصر هدفها على تمزيق حكومة الدولة وسياستها ونظامها المالي واقتصادها وثقافتها، بل تنطوي كذلك على إضعاف أمنها العسكري. ويمثل اجتماع هذه الأدوات معاً وجه الاختلاف الحقيقي الذي يميّز الحروب الهجينة عن الحروب التقليدية. كثيراً ما تُعرّف الحرب بأنها استكمال السياسة بأساليب أخرى تستند إلى القوة، ولذلك يمكننا النظر إلى السياسة نفسها باعتبارها واحدة من الأدوات الرئيسية للحروب الهجينة؛ لأن الحروب الهجينة عبارة عن محاولة شاملة تقوم الدولة المعتدية بشنها على سائر الجوانب الحيوية للدولة المستهدفة، وتهدف إلى حرمان الدولة المستهدفة من سيادتها دون الاستيلاء على أرضها علناً. العقيد أوليمجون ساماتوف مدير الاستخبارات العسكرية في الأركان العامة للقوات المسلحة الاوزبكية القوات المسلحة الأوزبكية وتوجد ثلاثة أهداف أساسية لا بد من تحقيقها لضمان النصر في الحرب، وهي القضاء على قوات العدو، وتدمير قدراته الاقتصادية، والإطاحة بحكومته واستبدالها بحكومة موالية. وتنطبق معادلة النصر هذه على أي حرب سواء أكانت في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل، إلّا أن الهدفين الأخيرين يتصدران غايات الحروب الهجينة. ويمكننا تعريف العمليات الهجينة بأنها مجموعة من الأحداث والأعمال — المتسقة في أهدافها وغاياتها — التي تهدف إلى إحداث تأثير على أحد البلدان دون اللجوء إلى القوات النظامية، ومن أهم مميزاتها أنها تمكّن الدولة المعتدية من نفي مسؤوليتها عن أيٍ من الأحداث الجارية والوصول إلى هدفها دون التعرض لتهديدات بالرد العسكري عليها أو إدانة المجتمع الدولي لها. أضف إلى ذلك أن غالبية أشكال الحروب الهجينة ومناهجها لا تنتهك القانون الدولي مباشرة، ومن أمثلتها ما يلي: • العمليات المعلوماتية: تستهدف الأجهزة الإدارية للدولة ووحدات القيادة والتحكم للعدو لتضليلها وخداعها، وعرقلة عملية تبادل المعلومات، والتشجيع على اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الطرف القائم بالعمليات. • العمليات النفسية: تستهدف معنويات مواطني العدو وقواته المسلحة لنشر حالة من عدم الثقة واستثارة الأعمال التخريبية. • الهجمات السيبرانية: تستهدف البنية التحتية القومية والتجارية الحيوية بهدف تدميرها والاطلاع دون حق على المعلومات الحساسة. • التأثير الاقتصادي: يتخذ أشكالاً كثيرة من الحظر الاقتصادي، ووقف الاستثمارات، وتدمير إمدادات الطاقة وتبادل البضائع في البلدان التي تعرقل الأهداف التي تسعى العمليات الهجينة إلى تحقيقها. • تأجيج الاحتجاجات التي يغذيها الشعور بالظلم الاجتماعي: يحدث من خلال الكثير من الأعمال الاحتجاجية التي تقوم بها قوات المعارضة، والأعمال التخريبية التي تقوم بها الأطراف المؤثرة التي تكون بمثابة جواسيس في أجهزة الحكومة المحلية وتؤيد حركات تقرير المصير في المنطقة. • الهجمات المسلحة وأعمال التخريب بالوكالة: تقوم بها الجماعات الانفصالية والإرهابية، وكذلك الوحدات العسكرية المتخصصة التي ترتدي بدلات الجيش. ويشتد توجيه سائر أشكال الحروب الهجينة ومناهجها سالفة الذكر إلى نقاط الضعف بالدولة المستهدفة، وتشمل التاريخ، والقانون، والموقع الاستراتيجي، والتكنولوجيا، وأمن البنية التحتية الحيوية، ودرجة الاستقطاب الاجتماعي، والخصائص العرقية والدينية. ولا ينبغي أن يفوتنا الموقع الجيوسياسي للدولة، وموقعها وسط التكتلات السياسية والعسكرية، وقربها من مناطق الصراع. ومن ثمّ، فقد تبنّت جمهورية أوزبكستان عام 2018 فكراً دفاعياً يركّز على حماية الأمن القومي من التهديدات المختلفة ومنها الحروب الهجينة، بعدما نظرت بعين الاعتبار إلى الحقائق التي تقدّم ذكرها، وجرياً على سياستها الخارجية التي تقوم على مبادئ الصداقة والسلام. ومن أبرز خصائص الصراعات المسلحة في العصر الحديث كما جاء في الفكر العسكري لأوزباكستان ما يلي: • المبادرة بالتأثير المعلوماتي والنفسي الذي يهدف إلى إثارة التحفيز السياسي والرأي العام العالمي لضرورة استخدام القوات المسلحة لتسوية النزاع. • التوظيف القوي (بجانب القوات المسلحة التقليدية) لمختلف الوسائل غير العسكرية (السياسية، والاقتصادية، والمعلوماتية والنفسية، وغيرها). • التدخل الفعلي لقوات العمليات الخاصة، والتشكيلات المسلحة غير الشرعية، والشركات العسكرية الخاصة، والمرتزقة للقيام بأعمال التخريب والهجمات الإرهابية. • زيادة احتمالية التحول السريع من أحد أشكال الصراع العسكري إلى شكل آخر. وبناءً على توجيهات سيادة الرئيس شوكت ميرزاييف، القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن أوزبكستان بصفة عامة، والقوات المسلحة بصفة خاصة، تتخذ عدداً من التدابير التي تهدف إلى التصدي للتهديدات المحتملة وتدعيم نقاط الضعف (الحقيقية والافتراضية) التي تستهدفها الحروب الهجينة. ولذلك قامت القوات المسلحة لأوزبكستان بما يلي: • رفع قدرات التحليل في وحدات العمليات والمخابرات بالأجهزة الأمنية لاكتشاف التهديدات والتحديات المختلفة بأسرع ما يمكن لاتخاذ التدابير الاحترازية. • النهوض بتدريب وحدات مكافحة الإرهاب والتخريب والاستفادة القصوى منها. • تطوير القدرات العسكرية والصناعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي. • إجراء أبحاث عسكرية واستخدام البرامج والتقنيات الحديثة لحماية أنظمة وقواعد بيانات القيادة والتحكم. • تعزيز أمن المنشآت الحيوية للدولة، ومراكز الاتصالات، ومرافق البنية التحتية، والأهداف المحتملة من الأعمال الإرهابية والتخريب. • تحصين سائر القوات من العمليات المعلوماتية والنفسية عن طريق الحد من خطر الدعاية التي قد تنشر أفكاراً هدامة بين أفراد الجيش. • العمل على تحسين صورة الجيش الوطني أمام مواطني أوزبكستان، لا سيما الشباب، ووضعت منهجاً لتثقيف الشباب بدور الجيش والولاء للوطن في جميع المراحل التعليمية. إن أوزبكستان تواصل العمل والبناء على الأسس الديموقراطية للحكم الرشيد، وتنفذ إجراءات السياسة الداخلية للدولة التي تهدف إلى تحسين نظام الرعاية، ودعم الشباب، وترسيخ قيم التسامح الديني والوئام بين مختلف الطوائف العرقية، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني والإعلام. واتخذنا تدابير تدريجية من شأنها تطوير الاقتصاد وتحريره، وتنويع أنشطة الصناعة والزراعة، والهدف من ذلك تحقيق الاستقرار للاقتصاد الكلي ورفع معدلات النمو الاقتصادي. ونظراً إلى أن السياسة الخارجية للدولة تلعب دوراً مهماً في تمكينها من التصدي للتهديدات الهجينة والتهديدات الداخلية، فقد تبنّت أوزبكستان سياسة خارجية بنّاءة وواقعية تقوم على مبادئ الانفتاح والمصلحة المشتركة. وترتكز سياستنا الخارجية على التزامنا بعدم المشاركة في أي تكتلات سياسية وعسكرية، وحظر إقامة قواعد أو نشر وحدات عسكرية أجنبية على أراضينا، والسماح باستخدام القوات المسلحة في عمليات دعم السلام خارج البلاد، وتسوية النزاعات والصراعات بالحلول السلمية. والتزاماً منها بسياسة عدم الانحياز، فإن أوزبكستان ترحّب بالحوار، وترغب في توسيع سبل التعاون مع سائر شركائها في سبيل تحقيق السلام. وتأتي دول آسيا الوسطى على رأس أولويات سياستنا الخارجية، وتهدف سياستنا في المنطقة إلى إرساء دعائم السلام والاستقرار، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار على أساس الصداقة والثقة، والمشاركة في تسوية القضايا الرئيسية المتعلقة بالأمن الإقليمي مثل الصراع في أفغانستان. وأود في النهاية أن أعرب عن إيماني الشديد بأن تنويع سبل التعاون القائم على المصلحة المشتركة بين أجهزة الاستخبارات العسكرية من شأنه تعزيز أمن أوطاننا من التهديدات والتحديات الحديثة، ومنها التهديدات والتحديات الهجينة. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.