القوة الناعمة

العمليات‭ ‬المدنية‭- ‬العسكرية‭ ‬هي‭ ‬مفتاح‭ ‬التصدي‭ ‬للتهديدات‭ ‬غير‭ ‬التقليدية

أسرة‭ ‬يونيباث

لا‭ ‬يمكن‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المعارك‭ ‬بالقوة‭ ‬وحدها‭. ‬إذ‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬أفراد‭ ‬القوات‭ ‬الأفغانية‭ ‬الخاصة‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬محاربين‭ ‬ودبلوماسيين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬المعقدة‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭. ‬

يعتقد‭ ‬اللواء‭ ‬دادان‭ ‬لوانغ،‭ ‬قائد‭ ‬اللواء‭ ‬الرابع‭ ‬فيلق201‭ ‬مشاة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬الأفغاني،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬المزدوج‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تجلبها‭ ‬التنظيمات‭ ‬الأرهابية‭ ‬والمتطرفة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬النخبة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وهي‭ ‬قوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ – ‬المؤلفة‭ ‬من‭ ‬14000‭ ‬عنصر‭ – ‬قوية‭ ‬وآخذة‭ ‬في‭ ‬النمو‭- ‬تتلقى‭ ‬تدريباً‭ ‬يتجاوز‭ ‬المهارات‭ ‬التكتيكية‭. ‬فقوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأفغانية‭ ‬تتعلم‭ ‬العمل‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬‮«‬كان‭ ‬هناك‭ ‬نزاع‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬القرى‭ ‬على‭ ‬المياه،‭ ‬فقامت‭ ‬الكتيبة‭ ‬الأولى‭ ‬بحفر‭ ‬قنوات‭ ‬لجلب‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬القرية‭.‬وساعد‭ ‬عمل‭ ‬الكتيبة‭ ‬جنود‭ [‬القوات‭ ‬الخاصة‭] ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬النزاع‭ ‬وتهدئة‭ ‬القرية‮»‬،‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬لوانغ‭ ‬الذي‭ ‬أوردته‭ ‬مجلة‭ ‬الحروب‭ ‬الخاصة‭. ‬لقد‭ ‬خدم‭ ‬مشروع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬كوسيلة‭ ‬يبني‭ ‬بها‭ ‬الجيش‭ ‬الثقة‭ ‬والولاء‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭.‬

تمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬المدنية‭- ‬العسكرية‭ ‬أداة‭ ‬مهمة‭ ‬ومنخفضة‭ ‬التكاليف‭ ‬للقوة‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬بها‭ ‬الجيوش‭ ‬تهديدات‭ ‬الحروب‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬المشاكل‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الفقر‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الناس‭ ‬عرضة‭ ‬لتجنيدهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتطرفين‭ ‬ولرسائلهم‭ ‬المتطرفة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬لتحديد‭ ‬ومعالجة‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬الكامنة،‭ ‬تتاح‭ ‬فرصة‭ ‬فريدة‭ ‬أمام‭ ‬أفراد‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬لمنع‭ ‬نشوب‭ ‬الصراعات‭ ‬أو‭ ‬استعادة‭ ‬الاستقرار‭.‬

كوماندوز تابع للجيش الوطني الأفغاني يتحدث مع أحد وجهاء قرية خلال دورية استطلاع في منطقة شاه والي كوت في إقليم قندهار بأفغانستان في شباط/فبراير 2014.
كوماندوز تابع للجيش الوطني الأفغاني يتحدث مع أحد وجهاء قرية خلال دورية استطلاع في منطقة شاه والي كوت في إقليم قندهار بأفغانستان في شباط/فبراير 2014.

العمليات‭ ‬المدنية‭ – ‬العسكرية‭ ‬تجسّد‭ ‬مبدأين‭ ‬من‭ ‬‮«‬المبادئ‮»‬‭ ‬الأساسية‭ ‬لقيادة‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأمريكية‭ – ‬يتمثل‭ ‬المبدأ‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬وحدات‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬تحتاج‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬قواتها،‭ ‬أما‭ ‬المبدأ‭ ‬الثاني‭ ‬فيرتكز‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البشر‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬العتاد‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذين‭ ‬المبدأين‭ ‬من‭ ‬خصائص‭ ‬تنظيمات‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬الناجحة،‭ ‬فإنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنطبق‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬النظامية‭.‬

وتقوم‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬الأفغانية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بهذه‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬نشاطات‭ ‬بناء‭ ‬العلاقات‭ ‬والتواصل‭ ‬المجتمعي،‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬أفراد‭ ‬عموم‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬الوطنيين‭ ‬الأفغانيين‭. ‬فقد‭ ‬ساعدت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬إنعاش‭ ‬اقتصادات‭ ‬القرى‭ ‬بتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬والإمدادات‭ ‬الزراعية‭. ‬كما‭ ‬وفرت‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬للمرضى‭ ‬والجرحى‭.‬

قال‭ ‬لال‭ ‬محمد‭ ‬محافظ‭ ‬منطقة‭ ‬شنداد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدم‭ ‬جنود‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬رعاية‭ ‬طبية‭ ‬للسكان‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭ ‬2013،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬قواتنا‭ ‬الأفغانية‭ ‬الخاصة‭ ‬توفر‭ ‬الرعاية‭ ‬لشعبنا‭. ‬فهي‭ ‬توفر‭ ‬الأمن‭ ‬للقرى،‭ ‬وتقدم‭ ‬مساعدة‭ ‬طبية‭ ‬لمرضانا‭ ‬بالمجان‮»‬‭.‬

ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمليات‭ ‬المدنية‭-‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الأفغانية‭ ‬فحسب؛‭ ‬فمنذ‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬استعانت‭ ‬قوة‭ ‬المساعدة‭ ‬الأمنية‭ ‬الدولية‭ ‬بفرق‭ ‬إعادة‭ ‬البناء‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الترويج‭ ‬للحكم‭ ‬العادل‭ ‬وتعزيز‭ ‬مشاريع‭ ‬التنمية‭. ‬وتتألف‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬عسكرية‭ ‬دولية‭ ‬ومدنيين‭ ‬يعملون‭ ‬مع‭ ‬الزعماء‭ ‬المحليين،‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬والجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬ومشاريع‭ ‬لتحسين‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للأفغان‭. ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬ببناء‭ ‬المدارس‭ ‬والطرق‭. ‬وتدرّب‭ ‬المزارعين‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬غلة‭ ‬المحاصيل‭. ‬وتساعد‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستشفيات‭ ‬التي‭ ‬دمرتها‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭. ‬وفي‭ ‬إقليم‭ ‬زابول‭ ‬قامت‭ ‬إحدى‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بإطلاق‭ ‬محطة‭ ‬إذاعية‭ ‬جديدة‭ ‬لتثقيف‭ ‬الجمهور‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬القانونية‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والحقوق‭ ‬القانونية‭ ‬للسكان‭ ‬وجهات‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭. ‬

قال‭ ‬المدعى‭ ‬العام‭ ‬لإقليم‭ ‬زابول‭ ‬عبد‭ ‬الغفار‭ ‬أفضلي،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬شعب‭ ‬زابول‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬الفساد،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإقليمية‭. ‬ومع‭ ‬التعليم،‭ ‬سيكون‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد،‭ ‬والشعور‭ ‬بالثقة‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬القضائي‮»‬‭.‬

تحدي‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف

إن‭ ‬المساعدة‭ ‬الملموسة‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬المساعدة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمها‭ ‬المشاريع‭ ‬المدنية‭-‬العسكرية‭.‬

ففي‭ ‬أفغانستان،‭ ‬طالما‭ ‬شوهت‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬صورة‭ ‬الإسلام،‭ ‬وقدمت‭ ‬تفسيرات‭ ‬مشوهة‭ ‬للدين‭ ‬لتبرير‭ ‬العنف‭ ‬والقتل‭. ‬وقد‭ ‬دفع‭ ‬هذا‭ ‬العمليات‭ ‬المدنية‭-‬‭ ‬العسكرية‭ ‬الأردنية‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬الدعاية‭ ‬المضادة‭ ‬بهدف‭ ‬الترويج‭ ‬للإسلام‭ ‬كدين‭ ‬سلام‭. ‬فمنذ‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬خدم‭ ‬أئمة‭ ‬مساجد‭ ‬تابعين‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأردنية‭ ‬في‭ ‬فرق‭ ‬التواصل‭ ‬التي‭ ‬تسافر‭ ‬عبر‭ ‬أفغانستان‭ ‬لنشر‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬برسالة‭ ‬عمّان‭. ‬وكان‭ ‬العاهل‭ ‬الأردني‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الثاني‭ ‬قد‭ ‬أطلق‭ ‬رسالة‭ ‬عمّان‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬لتشجيع‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬التطرف‭ ‬وإبراز‭ ‬صورة‭ ‬الإسلام‭ ‬كدين‭ ‬السلام،‭ ‬والتسامح‭ ‬والوحدة‭. ‬وقد‭ ‬صادق‭ ‬على‭ ‬الرسالة‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬علماء‭ ‬وقادة‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

قال‭ ‬الإمام‭ ‬النقيب‭ ‬الأردني‭ ‬صبرى‭ ‬أحمد‭ ‬علي‭ ‬القودة،‭ ‬كبير‭ ‬الأئمة‭ ‬الملحق‭ ‬بفريق‭ ‬التواصل‭ ‬الأردني‭ ‬المتمركز‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬باغرام‭ ‬الجوية،‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬والرخاء‭ ‬يسودان‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭. ‬ونحن‭ ‬نقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬علماء‭ ‬وشعب‭ ‬أفغانستان،‭ ‬و‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني‭ ‬للعقيدة‭ ‬الإسلامية‮»‬‭.‬

استغلت‭ ‬طالبان‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬اجتذاب‭ ‬مجندين‭ ‬جدد‭. ‬وتسعى‭ ‬مهمة‭ ‬الأردنيين‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬الجمهور‭ ‬كي‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬تستخدم‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والخداع‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭. ‬وكانت‭ ‬الدعاية‭ ‬المتطرفة‭ ‬فعّالة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أصوات‭ ‬تفنّد‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭.‬

الملا الأفغاني زابتوالله يتحدث مع الرائد مراد صلاح إبراهيم جمعة، قائد فريق المشاركة الأردني، في تموز/ يوليو 2013. رقيب أول جيري ساسلاف/ الحرس الوطني التابع الجيش الأمريكي
الملا الأفغاني زابتوالله يتحدث مع الرائد مراد صلاح إبراهيم جمعة، قائد فريق المشاركة الأردني، في تموز/ يوليو 2013.
رقيب أول جيري ساسلاف/ الحرس الوطني التابع الجيش الأمريكي

قال‭ ‬الملا‭ ‬إظهار‭ ‬الدين،‭ ‬وهو‭ ‬عالم‭ ‬دين‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬خوست‭ ‬بأفغانستان،‭ ‬‮«‬إننا‭ ‬جميعاً‭ ‬نتفق‭ ‬مع‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬الأردنيين‭. ‬ونحن‭ ‬نريد‭ ‬من‭ ‬الأئمة‭ ‬أن‭ ‬يتحدثوا‭ ‬إلى‭ ‬الملالي‭ [‬الداعمين‭ ‬لطالبان‭]‬،‭ ‬ويثبتوا‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬يستخدمونه‭ ‬لتبرير‭ ‬قتل‭ ‬الناس‭ ‬هو‭ ‬شيء‭ ‬خاطئ‮»‬‭.‬

يستعين‭ ‬الأئمة‭ ‬الأردنيون‭ ‬بنسخ‭ ‬عربية‭ ‬أصلية‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬الأفغان‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬قراءة‭ ‬القرآن‭ ‬بلغته‭ ‬الأصلية‭ ‬ويتعرضون‭ ‬لتفسيرات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭.‬

قال‭ ‬الإمام‭ ‬الملازم‭ ‬ثاني‭ ‬الأردني‭ ‬ثابت‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬صالح‭ ‬بني‭ ‬عامر،‭ ‬‮«‬لدينا‭ ‬مرجعية‭. ‬نرجع‭ ‬إلى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وأحاديث‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مرجعنا‭. ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬اختلفت‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬ما،‭ ‬نلجأ‭ ‬إلى‭ ‬المرجعية؛‭ ‬المرجعية‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬هي‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‮»‬‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬علم‭ ‬الفريق‭ ‬الأردني‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬سكان‭ ‬إحدى‭ ‬القرى،‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬تنشر‭ ‬رسالة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرتدي‭ ‬زياً،‭ ‬مثل‭ ‬أفراد‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬الأفغاني،‭ ‬هو‭ ‬كافر‭. ‬وقام‭ ‬الأئمة‭ ‬بتوضيح‭ ‬يبين‭ ‬عدم‭ ‬صحة‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ – ‬فالكفرة‭ ‬يُعرّفون‭ ‬بآثامهم‭ ‬وليس‭ ‬بثيابهم‭. ‬ومن‭ ‬التشويهات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يروجها‭ ‬الإرهابيون‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬يسمح‭ ‬بالتفجيرات‭ ‬الانتحارية‭. ‬ورد‭ ‬عامر‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬القرآن‭ ‬يحرّم‭ ‬الانتحار،‭ ‬مثلما‭ ‬يحرّم‭ ‬قتل‭ ‬الأبرياء‭.‬

أحد أفراد الشرطة المحلية الأفغانية ورجال إسعاف من القوات الخاصة التابعة للجيش الأفغاني يوفرون رعاية طبية للثروة الحيوانية بإحدى القرى في منطقة داشت-إى أرشى بإقليم كوندوز، في تموز/ يوليو 2013. رقيب جيمس ووكر/ الجيش الأمريكي
أحد أفراد الشرطة المحلية الأفغانية ورجال إسعاف من القوات الخاصة التابعة للجيش الأفغاني يوفرون رعاية طبية للثروة الحيوانية بإحدى القرى في منطقة داشت-إى أرشى بإقليم كوندوز، في تموز/ يوليو 2013.
رقيب جيمس ووكر/ الجيش الأمريكي

قال‭ ‬عامر،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬من‭ ‬يجب‭ ‬اتباعهم‭ ‬وتصيبهم‭ ‬دعايات‭ ‬المتمردين‭ ‬بالبلبلة‭. ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬استجلاء‭ ‬وتنوير‭ ‬عقول‭ ‬الناس‭ .‬‭..‬ونحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬دعايات‭… ‬المتمردين‮»‬‭.‬

لم‭ ‬تركز‭ ‬الفرق‭ ‬الأردنية‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬عامة‭ ‬الناس‭ ‬فحسب؛‭ ‬بل‭ ‬عملت‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني‭ ‬حتى‭ ‬يمكنهم‭ ‬بالتالي‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬الصحيح‭.‬

تكتيكات‭ ‬العدو

قد‭ ‬تبدو‭ ‬مسابقات‭ ‬الآيس‭ ‬كريم‭ ‬وشد‭ ‬الحبل‭ ‬مثل‭ ‬ألعاب‭ ‬الأطفال،‭ ‬ولكن‭ ‬الإرهابيين‭ ‬يستخدمون‭ ‬فعاليات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬لكسب‭ ‬التأييد‭ ‬الشعبي‭. ‬لقد‭ ‬أقرت‭ ‬جماعات‭ ‬مثل‭ ‬القاعدة‭ ‬بالقوة‭ ‬التي‭ ‬يوفرها‭ ‬كسب‭ ‬ولاء‭ ‬الناس‭. ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬زعماء‭ ‬الإرهابيين‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي،‭ ‬أدركوا‭ ‬أهمية‭ ‬تحسين‭ ‬صورتهم‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬تستغل‭ ‬بها‭ ‬جبهة‭ ‬النُصرة،‭ ‬وهي‭ ‬فرع‭ ‬من‭ ‬فروع‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬تمزقه‭ ‬الحرب‭. ‬فهذه‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬توفر‭ ‬الغذاء،‭ ‬والدواء‭ ‬وإمدادات‭ ‬أخرى‭ ‬للناس‭ ‬الواقعين‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬التراشق‭ ‬بالنيران‭. ‬ولكي‭ ‬يكون‭ ‬للدعاية‭ ‬تأثير‭ ‬أكبر،‭ ‬أخذت‭ ‬جبهة‭ ‬النُصرة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬فيديوهات‭ ‬توثق‭ ‬‮«‬عملها‭ ‬الصالح‮»‬‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المحاولات‭ ‬الدعائية‭ ‬هذه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجدية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زملاء‭ ‬النُصرة‭ ‬من‭ ‬فروع‭ ‬القاعدة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬المجاور‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يفجرون‭ ‬ويقتلون‭ ‬المدنيين‭.‬

في‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/ ‬يناير‭ ‬2013،‭ ‬اقترح‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الثاني‭ ‬عاهل‭ ‬الأردن‭ ‬خطة‭ ‬لإرسال‭ ‬معونات‭ ‬إلى‭ ‬السوريين‭ ‬المحتاجين‭ ‬لا‭ ‬تساعد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬إعالة‭ ‬ضحايا‭ ‬العنف‭ ‬وإنما‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬‮«‬كسب‭ ‬القلوب‭ ‬والعقول‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬فريسة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬المتطرفين‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬تواصل‭ ‬الجيوش‭ ‬التصدي‭ ‬لتكتيكات‭ ‬العدو‭ ‬بعمليات‭ ‬مدنية‭- ‬عسكرية،‭ ‬يمكنها‭ ‬أيضاً‭ ‬تحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬لتقوية‭ ‬الناس‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬وقوعهم‭ ‬ضحايا‭ ‬لتنظيمات‭ ‬التطرف‭ ‬والأرهاب‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬مهام‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. 


نود‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬منك‭.‬

  • ما‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬العملية‭ ‬المدنية‭- ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬يؤديها‭ ‬جيشك؟
  • بوسعك‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬نقاش‭ ‬عسكري‭ ‬مهني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبادل‭ ‬خبراتك‭ ‬وأفكارك‭. ‬وترحب‭ ‬مجلة‭ ‬يونيباث‭ ‬بمقالاتك‭ ‬وصورك‭.‬

بريد‭ ‬إلكتروني :unipath@centcom.mil.

Comments are closed.