الأمن في البحر

هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لقوات‭ ‬مدربة‭ ‬تدريباً‭ ‬خاصاً‭ ‬لمجابهة‭ ‬التهديدات‭ ‬البحرية

أسرة‭ ‬يونيباث

مع ضبابية‭ ‬تلال‭ ‬سيناء‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الخلفية،‭ ‬تبحر‭ ‬عبارة‭ ‬ركاب‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الشاطئ‭ ‬عند‭ ‬ميناء‭ ‬العقبة‭ ‬الأردني‭.‬

لقد‭ ‬استولى‭ ‬إرهابيون‭ ‬على‭ ‬جسر‭ ‬العبارة‭ ‬وغرفة‭ ‬محركها‭. ‬وبات‭ ‬مئات‭ ‬الركاب‭ ‬تحت‭ ‬رحمتهم‭.‬

ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الخاطفين‭ ‬قد‭ ‬أصيبوا‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الذهول‭ ‬من‭ ‬السرب‭ ‬الحاشد‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬فجأة‭ ‬من‭ ‬العدم‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬العقبة‭.‬

بحارة أمريكيون ولبنانيون يتسلقون سفينة للحروب البحرية الخاصة أثناء تدريب الأسد المتأهب العسكري 2012 في الاردن. [ضابط ثاني زين بي. إكلوند/ البحرية الأمريكية]
بحارة أمريكيون ولبنانيون يتسلقون سفينة للحروب البحرية الخاصة أثناء تدريب الأسد المتأهب العسكري 2012 في الاردن. [ضابط ثاني زين بي. إكلوند/ البحرية الأمريكية]

فقد‭ ‬ارتطمت‭ ‬الزوارق‭ ‬المطاطية‭ ‬السريعة‭ ‬السوداء‭ ‬ببدن‭ ‬العبارة،‭ ‬وبدأت‭ ‬المروحيات‭ ‬الهجومية‭ ‬ترفرف‭ ‬فوق‭ ‬ظهرها،‭ ‬وأخذت‭ ‬في‭ ‬إنزال‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬الكوماندوز‭ ‬المتعددي‭ ‬الجنسيات‭: ‬أردنيين‭ ‬وأمريكيين‭ ‬مدربين‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الماء‭.‬

كانت‭ ‬المناورات‭ ‬معقدة‭ ‬وصعبة‭. ‬فقد‭ ‬أمضت‭ ‬قوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬نحو‭ ‬أسبوعين‭ ‬في‭ ‬التحضير‭ ‬للهجوم‭ ‬الذي‭ ‬تطلب‭ ‬استخدام‭ ‬الحبال‭ ‬والسلالم‭ ‬المتمايلة‭. ‬إن‭ ‬الحركات‭ ‬الطبيعية‭ ‬للموجات‭ ‬المتكسرة،‭ ‬وأثر‭ ‬السفينة‭ ‬في‭ ‬الماء،‭ ‬وحالة‭ ‬اليأس‭ ‬التي‭ ‬تنتاب‭ ‬الإرهابيين‭ – ‬كلها‭ ‬عوامل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعرقل‭ ‬نجاح‭ ‬المهمة‭.‬

قدم‭ ‬المقدم‭ ‬البحري‭ ‬الأردني‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مفلح‭ ‬تعليقاً‭ ‬مصاحباً‭ ‬أمام‭ ‬منصة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬المتفرجين‭ ‬أثناء‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬البحري‭ ‬للقوات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬الأسد‭ ‬المتأهب‭ ‬2013‭ ‬العسكري‭ ‬بالاردن‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/ ‬يونيو‭ ‬2013‭. ‬قال‭ ‬لمقدم‭ ‬مفلح‭ ‬فيما‭ ‬استعاد‭ ‬الفريق‭ ‬المتعدد‭ ‬الجنسيات‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬العبارة‭ ‬المختطفة‭ ‬على‭ ‬الشاطئ‭. “‬لقد‭ ‬قمنا‭ ‬بعمل‭ ‬شاق‭ ‬استعداداً‭ ‬للمهام‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬نواجهها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭”.‬

تشتمل‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬داخل‭ ‬المياه‭ ‬وحواليها‭ ‬على‭ ‬مخاطر‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭. ‬وسواء‭ ‬كانت‭ ‬منع‭ ‬شن‭ ‬ضربات‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬الغاز‭ ‬والنفط‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬أو‭ ‬الاشتباك‭ ‬مع‭ ‬القراصنة‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬أو‭ ‬إنقاذ‭ ‬رهائن‭ ‬في‭ ‬سفن‭ ‬بالبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬أو‭ ‬القيام‭ ‬بعمليات‭ ‬تدمير‭ ‬وإزالة‭ ‬ألغام‭ ‬تحت‭ ‬الماء،‭ ‬فإن‭ ‬الجنود،‭ ‬والبحارة‭ ‬ومشاة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬تخصصي‭ ‬وموارد‭ ‬لإنجاز‭ ‬المهمة‭. ‬وقد‭ ‬استثمرت‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭.‬

جهد‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات

تعتبر‭ ‬باكستان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بتطوير‭ ‬قوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬البحرية‭. ‬فباكستان‭ ‬لم‭ ‬توفر‭ ‬فقط‭  ‬أدميرالات‭ ‬وعقداء‭ ‬بحريين‭ ‬لقيادة‭ ‬قوات‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تجوب‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الممرات‭ ‬المائية،‭ ‬وإنما‭ ‬صقل‭ ‬الكوماندوز‭ ‬الباكستانيون‭ ‬مهاراتهم‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬تدريبات‭ ‬مثل‭ ‬أمان‭ ‬2013‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬كراتشي‭ ‬التي‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬هجمات‭ ‬بالمروحيات‭ ‬على‭ ‬قوارب‭ ‬قراصنة،‭ ‬وتدريبات‭ ‬على‭ ‬اعتلاء‭ ‬السفن،‭ ‬والقفز‭ ‬الحر‭ ‬فوق‭ ‬الماء‭.‬

وفي‭ ‬العراق،‭ ‬ركزت‭ ‬قوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬البصرة‭ ‬وضواحيها‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الساحلي‭ ‬لضمان‭ ‬بقاء‭ ‬أهم‭ ‬ميناء‭ ‬حيوي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬مفتوحاً‭ ‬أمام‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬تعززت‭ ‬بعشرات‭ ‬الزوارق‭ ‬الهجومية‭ ‬السريعة‭ ‬التي‭ ‬تبرعت‭ ‬بها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬للبحرية‭ ‬العراقية‭.‬

وللساحل‭ ‬الأردني‭ ‬المطل‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬أهمية‭ ‬تتجاوز‭ ‬طوله‭ ‬بكثير‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬توفير‭ ‬قوات‭ ‬مدربة‭ ‬تدريباً‭ ‬خاصاً‭ ‬لحماية‭ ‬السفن‭ ‬والشحنات‭ ‬الداخلة‭ ‬إلى‭ ‬العقبة‭ ‬والخارجة‭ ‬منها‭ ‬يستدعي‭ ‬اهتماماً‭ ‬كاملاً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬للبلاد‭.‬

قال‭ ‬العميد‭ ‬بحري‭ ‬خان‭ ‬هشام‭ ‬بن‭ ‬صدّيق،‭ ‬قائد‭ ‬الأسطول‭ ‬الباكستاني‭ ‬عشية‭ ‬تدريب‭ ‬أمان‭ ‬2013‭ ‬في‭ ‬آذار‭/ ‬مارس‭ ‬2013،‭ “‬إن‭ ‬اعتقادي‭ ‬الجازم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬البحري‭ ‬المتناغم‭ ‬لمكافحة‭ ‬تهديدات‭ ‬مثل‭ ‬القرصنة،‭ ‬والإرهاب،‭ ‬والمخدرات،‭ ‬والاتجار‭ ‬في‭ ‬السلاح‭ ‬والبشر‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬بصورة‭ ‬جماعية‭”.‬

عضو في قوات البحرية الخاصة الباكستانية يهبط من مروحية أثناء استعراض لمكافحة  الإرهاب في تدريبات أمان 13 البحرية المتعددة الجنسيات بالقرب من كراتشي في آذار/ مارس 2013.
عضو في قوات البحرية الخاصة الباكستانية يهبط من مروحية أثناء استعراض لمكافحة الإرهاب في تدريبات أمان 13 البحرية المتعددة الجنسيات بالقرب من كراتشي في آذار/ مارس 2013.

كانت‭ ‬الكويت،‭ ‬وقطر‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬40‭ ‬دولة‭ ‬وفرت‭ ‬آلاف‭ ‬الأفراد‭ ‬للتدريب‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬التدابير‭ ‬المضادة‭ ‬للألغام‭ ‬2013‭. ‬كرّس‭ ‬التدريب،‭ ‬ومقره‭ ‬المنامة‭ ‬بالبحرين،‭ ‬جهوده‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭ ‬المزروعة‭ ‬تحت‭ ‬الماء،‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬المسافة‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬عبر‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وإلى‭ ‬داخل‭ ‬خليج‭ ‬عُمان‭.‬

قال‭ ‬اللواء‭ ‬بحري‭ ‬جون‭ ‬ميلر،‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أمام‭ ‬جمهور‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬المؤتمر،‭ “‬هناك‭ ‬ست‭ ‬نقاط‭ ‬اختناق‭ ‬بحرية‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬ثلاث‭ ‬منها‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭: ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬ومضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز‭”.‬

‭”‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬مهم‭ ‬إذن؟‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬شحنات‭ ‬النفط‭ ‬العالمي‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬كل‭ ‬يوم‭. ‬تخيلوا‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬لو‭ ‬توقف‭ ‬تدفق‭ ‬النفط‭ ‬فجأة‭. ‬هذه‭  ‬المنطقة‭ ‬مهمة‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭”.‬

دوريات‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬القراصنة

إن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ائتلاف‭ ‬يضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬بحرية‭ ‬قامت‭ ‬بدوريات‭ ‬داخل‭ ‬مساحة‭ ‬2‭,‬4‭ ‬مليون‭ ‬ميل‭ ‬مربع‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وخليج‭ ‬عدن،‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬وخليج‭ ‬عُمان‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭.‬

واعتباراً‭ ‬من‭ ‬أواخرعام‭ ‬2013،‭ ‬تولى‭ ‬قادة‭ ‬باكستانيون‭ ‬قيادة‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭  ‬150‭ ‬التابعة‭ ‬للقوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬ست‭ ‬مرات،‭ ‬وقاموا‭ ‬بعمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وعمليات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭. ‬كما‭ ‬وفرت‭ ‬البلاد‭ ‬قائداً‭ ‬مناوباً‭ ‬لقوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬151،‭ ‬المكلفة‭ ‬بمكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2009‭.‬

وفي‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬أكد‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مجدداً‭ ‬دعمه‭ ‬للمهمة‭ ‬باستضافة‭ ‬العميد‭ ‬البحري‭ ‬عاصف‭ ‬خالق‭ ‬القائد‭ ‬السابق‭ ‬لقوة‭ ‬الواجب‭ ‬المشتركة‭ ‬150‭  ‬الباكستاني‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬البحرينية‭.‬

انتقل‭ ‬العميد‭ ‬خالق‭ ‬إلى‭ ‬اليمن،‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬بالعميد‭ ‬فؤاد‭ ‬باسليمان،‭ ‬وكيل‭ ‬مصلحة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬اليمنية‭. ‬وكانت‭ ‬القرصنة‭ ‬الصومالية‭ ‬جزءاً‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬المحادثة‭ ‬التي‭ ‬تطرقت‭ ‬إلى‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬وتهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمخدرات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭.‬

عادة‭ ‬ما‭ ‬تتناول‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬النظامية‭ ‬عمليات‭ ‬الاعتراض‭ ‬البحري‭ ‬–‭  ‬وهي‭ ‬عمليات‭ ‬تسميها‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬زيارة،‭ ‬واعتلاء،‭ ‬وتفتيش‭ ‬ومصادرة‭ ‬السفن‭. ‬وتُستدعى‭ ‬قوات‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬لاعتلاء‭ ‬السفن‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬أطقم‭ ‬معادية‭. ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬الجيوش‭ ‬تدريباً‭ ‬رسمياً‭ ‬على‭ ‬زيارة،‭ ‬واعتلاء،‭ ‬وتفتيش‭ ‬ومصادرة‭ ‬السفن‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬استجابة‭ ‬لقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المناهضة‭ ‬للتهريب،‭ ‬والقرصنة‭ ‬والإرهاب‭.‬

إنه‭ ‬مجال‭ ‬تتفوق‭ ‬فيه‭ ‬باكستان‭. ‬فمجموعة‭ ‬الخدمة‭ ‬الخاصة‭ ‬البحرية‭ ‬الباكستانية‭ ‬تعمل‭ ‬بصفتها‭ ‬ذراع‭ ‬العمليات‭ ‬الخاصة‭ ‬للبلاد‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬وخدمت‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬المهام‭ ‬المضادة‭ ‬داخل‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬وحواليه‭.‬

قوات من دولة الإمارات العربية المتحدة، وإيطاليا والبحرين تعتلي سفينة بحثاً عن أسلحة دمار شامل أثناء تدريب الطليعة 13 في الإمارات العربية المتحدة.
قوات من دولة الإمارات العربية المتحدة، وإيطاليا والبحرين تعتلي سفينة بحثاً عن أسلحة دمار شامل أثناء تدريب الطليعة 13 في الإمارات العربية المتحدة.

قدم‭ ‬الكوماندوز‭ ‬الباكستانيون‭ ‬خبراتهم‭ ‬لنظرائهم‭ ‬السعوديين‭ ‬خلال‭  ‬تدريب‭ ‬نسيم‭ ‬البحر‭ ‬العاشر‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/ ‬يناير‭ ‬2013‭. ‬وكانت‭ ‬محاكاة‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬سفينة‭ ‬قراصنة،‭ ‬أبرز‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬الخدمات‭ ‬الخاصة‭ ‬والقوات‭ ‬الخاصة‭ ‬البحرية‭ ‬السعودية‭ ‬الملكية‭.‬

حقق‭ ‬الائتلاف‭ ‬البحري‭ ‬العالمي‭ ‬نجاحات‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬القرصنة‭ ‬الصومالية،‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬تتراجع‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ذروتها‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬نشره‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القرصنة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬تستنزف‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬وتلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بدول‭ ‬مثل‭ ‬اليمن،‭ ‬وباكستان‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬بشكل‭ ‬متفاوت‭.‬

قال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬أثناء‭ ‬التحضير‭ ‬لاستضافة‭ ‬دبي‭ ‬للمؤتمرالدولي‭ ‬الثالث‭ ‬لمكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/ ‬سبتمبر‭ ‬2013،‭ “‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬قطع‭ ‬أشواطاً‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال،‭ ‬فإن‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬القرصنة‭ ‬البحرية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬وغربي‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تثير‭ ‬قلقاً‭ ‬عالمياً‭”.‬

تنوع‭ ‬التهديدات

بمساعدة‭ ‬من‭ ‬نظرائهم‭ ‬الإيطاليين،‭ ‬اقتحم‭ ‬كوماندوز‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬سفينة‭ ‬خلال‭ ‬استعراض‭ ‬لعملية‭ ‬اقتحام،‭ ‬واعتلاء،‭ ‬وتفتيش‭ ‬ومصادرة‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬زايد‭ ‬بأبو‭ ‬ظبي‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الجنود‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬مخدرات‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬أو‭ ‬قراصنة‭ ‬أو‭ ‬رهائن‭. ‬وإنما‭ ‬كانوا‭ ‬يفتشون‭ ‬عن‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭.‬

كانت‭ ‬الفعالية‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬تدريب‭ ‬الطليعة‭ ‬13‭ ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ويركز‭ ‬على‭  ‬وقف‭ ‬انتشار‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬العناصر‭ ‬إشعاعية،‭ ‬أو‭ ‬كيماوية‭ ‬أو‭ ‬بيولوجية‭. ‬وكما‭ ‬برهن‭  ‬تدريب‭ ‬الطليعة‭ ‬فإن‭ ‬التهديدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬تتجاوز‭ ‬قضية‭ ‬القرصنة‭ ‬بكثير‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬اشتمل‭ ‬التدريب‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬التدابير‭ ‬المضادة‭ ‬للألغام‭ ‬2013‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬مخصص‭ ‬لحماية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬البحرية‭: ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الموانئ‭ ‬ومنصات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬هجوم،‭ ‬وأغلب‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

أبرزت‭ ‬النوعية‭ ‬الرفيعة‭ ‬للمتحدثين‭ ‬الأهمية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالموضوع‭: ‬الفريق‭ ‬بحري‭ ‬علي‭ ‬حسين‭ ‬الربيعي،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬العراقية،‭ ‬والرائد‭ ‬ركن‭ ‬مبارك‭ ‬علي‭ ‬الصباح‭ ‬رئيس‭ ‬العمليات‭ ‬بخفر‭ ‬السواحل‭ ‬الكويتي‭.‬

في‭ ‬الماضي،‭ ‬هددت‭ ‬زوارق‭ ‬معبأة‭ ‬بالمتفجرات‭ – ‬من‭ ‬بينها‭ ‬سفن‭ ‬هجومية‭ ‬متنكرة‭ ‬كمراكب‭ ‬شراعية‭ ‬غير‭ ‬مسلحة‭ – ‬منشآت‭ ‬نفطية‭ ‬قبالة‭ ‬الساحل‭ ‬العراقي‭ ‬والكويتي‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استعراضات‭ ‬رائعة‭ ‬مثل‭ ‬إنقاذ‭ ‬سفن‭ ‬مخطوفة،‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يضم‭ ‬تدريب‭ ‬الأسد‭ ‬المتأهب‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬تدريباً‭ ‬بسيطاً‭ ‬على‭ ‬التدمير‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الشريكة‭. ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬هياكل‭ ‬السفن‭ ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭.‬

ومع‭ ‬اعتماد‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أمنها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فأن‭ ‬وجود‭ ‬قوات‭ ‬نخبة‭ ‬لحماية‭ ‬المياه‭ ‬الأقليمية‭ ‬أمرا‭ ‬مصيرياً‭. ‬

قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإماراتي‭ ‬الشيخ‭  ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/ ‬سبتمبر‭ ‬2013‭: “‬إن‭ ‬التركيز‭ ‬ينصب‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السماح‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬شواطئها‭ ‬والقيام‭ ‬بدوريات‭ ‬في‭ ‬مياهها‭ ‬الإقليمية‭”. 

Comments are closed.