تحت المجهر منهج طاجيكستان المتسامح بواسطة Unipath آخر تحديث يناير 17, 2020 شارك Facebook Twitter التعاون الدولي جزء من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب في البلاد سلطنات بيرديكيفا | تم التقاط الصور بواسطة رقيب أول سان تاي ماكنيلي/الجيش الأمريكي في تموز/يوليو 2018، قُتل أربعة راكبي دراجات ينتمون لدول غربية، من بينها الولايات المتحدة، في منطقة دانغرا في مقاطعة خاتلون في جنوب طاجيكستان. لقد كان حدثًا مأساوياً في بلد وفر الأمان لمئات الآلاف من السياح. وبعد ذلك بأيام، قتلت القوات الحكومية الطاجيكية أربعة مشتبه فيهم كانوا قد قاوموا الاعتقال، وحاكمت اثنين آخرين من المشتبه فيهم، واتهمت 14 شخصا آخرين بتقديم الدعم المادي لمرتكبي جريمة القتل. وتبنت مجموعة تابعة لتنظيم داعش المسؤولية عن الهجوم. وأثارت هذه الحالة مخاوف بين الجمهور الطاجيكي بشأن تهديدات التطرف والإرهاب في البلد. وما فتئت السلطات الطاجيكية تشعر بقلق متزايد إزاء ظهور نسخة متطرفة من الدين في البلد، ولا سيما بين الشباب. وترتبط هذه المخاوف بالصراع في أفغانستان المجاورة وعودة مقاتلي داعش إلى بلدان آسيا الوسطى، بما في ذلك طاجيكستان. اتخذت الحكومة المركزية في طاجيكستان مجموعة واسعة من التدابير لمنع أو تقليل تهديدات التطرف والإرهاب في البلاد. وتشمل هذه الجهود اعتماد استراتيجية وطنية لمنع التطرف والإرهاب للفترة 2016-2020؛ وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب والتطرف والانفصالية؛ وتوعية الشباب بالإسلام الحقيقي والتمييز بينه وبين الدعاية الدينية المشوهة؛ وإعادة تأهيل المتطرفين السابقين؛ ومحاولة الحد من انتشار التطرف في السجون. جندي طاجيكي يحاكي كمين أثناء التدريب في الجبال مع القوات الأمريكية. تنظر طاجيكستان إلى التعاون الدولي باعتباره جزءاً من سياستها الدفاعية الوطنية. ورغم أن الكثير من هذه الجهود لا يزال جاريا، إلا أن الطاجيك يصرون على أن التركيز على التسامح وشمول الجميع — وهو عنصر حاسم في التدابير المبينة أعلاه – سيساعد على صون الأمن في البلد. التصدي للتطرف الذي يستهدف الشباب تعتبر الحكومة الطاجيكية أن شباب البلد هم من بين أكثر الفئات تعرضا للتطرف والدعاية المتطرفة. فقد أفسد تنظيم داعش عقول بعض الشباب الطاجيكي الذين يعملون في الخارج، ولا سيما في روسيا. ولا يزال الشباب العاطلين عن العمل داخل طاجيكستان أيضا عرضة لدعوات المتطرفين. وبالنسبة للبلد الذي تقل فيه أعمار 70 في المئة من سكانه عن 30 سنة، فإن احتمال إضعاف مستقبل طاجيكستان بسبب الآراء الدينية المشوهة هو شاغل للسلطات الطاجيكية والجمهور الأوسع. وأشار الباحث الطاجيكي سيد أحمد إلى أن المتطرفين في بلده يستغلون بطالة الشباب والفقر وانخفاض مستويات التعليم وضعف المعرفة بالإسلام. ولمنع التطرف من الانتشار، شنت الحكومة الطاجيكية حملة دعائية مضادة بين الشباب. ووصف خودوبردي خوليكنازار، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس جمهورية طاجيكستان، حملة إعلامية نشطة عن مخاطر الأفكار المتطرفة التي تستهدف الشباب، ولا سيما العاطلين عن العمل، في جميع مقاطعات ومدن البلد. بدأ متخصصون من المركز بتدريس تاريخ الإسلام لمنع التطرف في المدارس والجامعات، مع التركيز بشكل خاص على مذهب من العقيدة الاسلامية يعرف باسم المذهب الحنفي. المذهب الحنفي يقر بسلطة القرآن وهو أحد أربعة مذاهب رئيسية للفقه في الإسلام السني ويشدد على الاعتماد على العقل. وينتشر المذهب الحنفي في آسيا الوسطى ويشكل جزءاً من التقاليد الدينية لطاجيكستان. وتأمل السلطات الطاجيكية أن يكون نشر المعرفة بالمذهب الحنفي بمثابة ثِقَل موازن قوي للدعاية المتطرفة. وهناك أيضا وعي متزايد في المجتمع المدني بأنه ينبغي للوالدين أن يوليا اهتماماً أوثق لمصالح وسلوك الشباب وتعليمهم وإشراكهم بطرق مختلفة للحد من فرص التطرف. يؤكد معلمو المدارس على أهمية العلاقة بين الشباب وآبائهم لخلق الثقة المتبادلة. ويتعلم الصحفيون الشباب كيفية تحليل المعلومات للتأكد من دقتها والتعرف على مظاهر التطرف. وتشدد هذه الجهود على تطوير التفكير النقدي بين الشباب، ولا سيما فيما يتعلق بالمعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت، وهي أداة فعالة لتجنيد الجماعات المتطرفة والإرهابية في طاجيكستان ومنطقة آسيا الوسطى عموماً. واعترافاً بقيمة البيئة الأسرية الداعمة، نظم مكتب دوشانبي التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا دورات تدريبية وحلقات عمل لنشطاء المجتمع المدني بشأن أدوار الشباب والآباء في وقف الإرهاب والتطرف. كما عقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا سلسلة من الدورات الدراسية للمئات من مدرسي المدارس الثانوية الطاجيكية لتحسين فهمهم للتشدد والتطرف المؤديين إلى الإرهاب وتعليمهم مهارات منع التطرف العنيف بين الشباب. كما تعلم المدرسون كيفية مناقشة التطرف الديني والتشدد مع طلابهم من خلال هذه البرامج التدريبية. السجون والتأهيل وتعتبر طاجيكستان أن هناك مجموعتين أخريين معرضتين بشدة لخطر التجنيد من قبل المنظمات الإرهابية والمتطرفة – السجناء في طاجيكستان والمهاجرين الطاجيك العاملين في روسيا. وفي حين أن لدى السلطات الطاجيكية سيطرة أقل على تجنيد الإرهابيين لبعض العمال في روسيا، إلا أنها اتخذت إجراءات لإعادة تأهيل المتطرفين الأسرى والحد من التجنيد في السجون. ويحاول المتطرفون المسجونون تجنيد سجناء آخرين، يصبح بعضهم متطرفين عندما ينتهون من قضاء عقوباتهم وينتهي بهم المطاف في صفوف الإرهابيين بمجرد خروجهم من السجن. اتخذت السلطات الطاجيكية نهجاً حذراً ومحسوباً للحد من تأثير المتطرفين في السجون. فعلى سبيل المثال، بدلاً من قمع التعبير عن الدين في السجون، قامت الحكومة بتوزيع القرآن باللغة العربية وسجاد الصلاة على السجناء الطاجيك الذين يرغبون في تعميق عقيدتهم. وتتمثل النظرية في أن إرساء أساس متين من معتقدات الإسلام الحقيقي سيساعد السجناء على مقاومة الدعاية المحتملة من جانب المتطرفين. وعلاوة على ذلك، تقوم اللجنة الطاجيكية للشؤون الدينية بتثقيف السجناء بشأن التفسيرات المتطرفة والمشوهة للقرآن. وفي محاولة للحد من العودة إلى الإجرام والتطرف الديني بين السجناء السابقين، وضعت طاجيكستان أول دليل مكتوب لإعادة إدماج هؤلاء الأشخاص في المجتمع. يقدم هذا الدليل الفريد، الذي شارك في إعداده محامون وأخصائيون اجتماعيون وصحفيون، معلومات الاتصال بالوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، بما في ذلك أرقام الهواتف وعناوين خدمات الجوازات والتسجيل، ومكاتب التسجيل، ووكالات العمل والتوظيف، والمنظمات العامة، والتي يمكن أن تساعد هؤلاء الأفراد في مختلف مجالات حياتهم. القوات الطاجيكية والأمريكية تجري تدريبًا في الجبال معًا في عام 2018. وبالإضافة إلى ذلك، يقدم المحامون والأخصائيون الاجتماعيون استشارات يومية ويساعدون السجناء السابقين على العودة إلى المجتمع في أربع مدن مختلفة في طاجيكستان. ومع ذلك، فإن السجل الجنائي يمكن أن يمنع الناس من الحصول على وظائف و علاجات نفسية، مما قد يؤدي إلى فشل مستمر للبعض منهم، كما يقول الناشط الطاجيكي في مجال حقوق الإنسان، نرجس زوكيروفا. وقال زوكيروفا إنه بدون تذليل هذه العقبة ووضع برامج شاملة لإعادة الإدماج الاجتماعي والتكيف للسجناء السابقين فإن السجناء السابقون يظلون فئة معرضة للخطر. وشرعت الحكومة الطاجيكية أيضاً في إعادة تأهيل المقاتلين الطاجيك الأجانب السابقين وإعادة إدماجهم. واستناداً إلى النهج الذي اُستخدم بعد نهاية الحرب الأهلية في طاجيكستان في عام 1995 للتوفيق بين الحكومة الطاجيكية ومعارضيها السياسيين، فإن البلاد تحاول إعادة تأهيل المقاتلين الذين عادوا من سوريا والعراق. ويشمل هذا النهج نزع سلاح هؤلاء الأفراد وإعادة إدماجهم في الحياة الطبيعية. وحتى الآن، عفت الدولة الطاجيكية عن أكثر من نصف المقاتلين العائدين لاقتناعها بأنهم لا يشكلون أي تهديد للمجتمع. وعلى الرغم من أنهم لا يزالون مدرجين في قائمة المراقبة الحكومية، إلا أنه يمكنهم البحث عن عمل والسفر إلى الخارج والدراسة في الجامعات. كما أدلى بعضهم بشهادات حول مذابح ارتكبتها داعش وانضموا إلى برامج تدعمها الحكومة لمكافحة الإرهاب. الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب وضعت العديد من وكالات الدولة، بما في ذلك مكتب المدعي العام، استراتيجية طاجيكستان الوطنية لمنع التطرف والإرهاب للفترة 2016-2020. وللاستراتيجية العديد من الأهداف المترابطة. فهي تهدف إلى تحليل وفهم العوامل التي تؤدي إلى التطرف والإرهاب في طاجيكستان، وصياغة سياسة حكومية مناسبة لمعالجة هذه المشاكل، وتحسين الأطر القانونية والمؤسساتية للتعامل معها. وتشمل الأهداف الأخرى لها تعزيز التسامح والوئام بين الأديان في المجتمع؛ وتوحيد جهود وكالات الدولة والحكومات المحلية والمنظمات الدولية لمنع انتشار الأفكار والأنشطة المتطرفة والإرهابية؛ وتعزيز التعاون بين الوكالات في الحكومة لمنع التطرف والإرهاب من ايجاد موطئ قدم. وتسلط الاستراتيجية الضوء على الأمن الاقتصادي وتحسين قوانين حقوق الإنسان وتعزيز الهوية الوطنية بوصفها أسسا هامة لتقليص التهديدات التي تواجه الامن الوطني الى الحد الادنى. ولا يزال يتعين على الاستراتيجية أن تحدد خطوات واضحة لتنفيذ هذه الأهداف، كما لا يزال يتعين عليها تحديد ما يشكل الهوية الوطنية لطاجيكستان. ولكن في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، افتتحت الحكومة الطاجيكية مركزًاً لمكافحة الإرهاب والتطرف والانفصالية تابع لوزارة الداخلية. وسيقوم مكتب المدعي العام للدولة ووزارة الداخلية واللجنة الحكومية للأمن القومي بتنسيق عملها من خلال هذا المركز. كجزء من الاستراتيجية، وضعت السلطات الطاجيكية دليلا يتضمن قائمة بجميع المنظمات المتطرفة والإرهابية، وبرامجها الإيديولوجية، وتفسيرات لمختلف أساليب التجنيد، وأمثلة على الأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه المنظمات. كما أنشأت الحكومة الطاجيكية دليلاً إعلامياً مجانياً أطلقت عليه اسم “الإسلام ضد الإرهاب” يؤكد على الأفكار الإنسانية في القرآن وعلى تعارض الإسلام مع الإرهاب. في يناير 2019، أعلنت طاجيكستان أنها ستقوم بتحديث قانون مكافحة التطرف في غضون ثلاثة أشهر. وحث الرئيس إمومالي رحمون على إقرار قانون جديد لمنع مشاركة المواطنين الطاجيك في المنظمات الإرهابية والمتطرفة وإعادة الأفراد الذين انضموا إلى الجماعات المتطرفة في الخارج إلى وطنهم. وقال الرئيس رحمون أن القوات المسلحة في بلده على استعداد عسكري دائم لأي احتمال نظرا للحالة الأمنية المعقدة على طول حدودها مع أفغانستان. ووفقا لمكتب المدعي العام، سيعكس القانون آخر القرارات القانونية الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى. وستشمل التغييرات تعريفات أكثر تحديدا لمصطلحي “التطرف” و “النشاط المتطرف” وستقدم توضيحات أخرى. على سبيل المثال، لم تحدد البلاد بوضوح ما الذي يجعل الشخص سلفي — أحد أتباع طائفة مسلمة سنية صارمة. ولاحظ المدعون العامون الطاجيكيون أن هذا المصطلح يمكن أن يكون مضللا إذا طبق على أي رجل ذو لحية ويصلي بطريقة مختلفة. ولا تقتصر محاولات طاجيكستان لمعالجة مشكلة التطرف على حدودها. وفي خطابه أمام الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حث ممثل طاجيكستان لدى الأمم المتحدة، مخمدامين مخمدامينوف، الأمم المتحدة على أن تصبح هيئة تنسيقية لمكافحة التطرف العالمي. وأشار إلى أن طاجيكستان مستعدة للمشاركة في إعادة بناء الهياكل الأساسية الاجتماعية والاقتصادية في أفغانستان لتشجيع الاستقرار، بما في ذلك ربط البلدين عبر طرق نقل جديدة، وتزويد أفغانستان بالكهرباء من خلال مشروع الطاقة 1000 لآسيا الوسطى وجنوب آسيا. تخطط طاجيكستان وقيرغيزستان لبيع الطاقة الكهرومائية إلى أفغانستان وباكستان كجزء من مشروع كاسا -1000 بدءًا من عام 2019. وعلى الرغم من أن طاجيكستان لم تستأصل تماماً الأفكار والتأثيرات المتطرفة، إلا أن هذه المبادرات تعتبر أسسا جيدة يتم البناء عليها. إن إعادة تأهيل السجناء الطاجيك والمقاتلين في الخارج العائدين وإعادة إدماجهم علامة تبعث على الأمل وهي أن الدولة تتبنى برامج اجتماعية وتعليمية لمعالجة أكثر مواطنيها ضعفا من الناحية النفسية. تضع الأفكار المتسمة بالتسامح والشمول المجسدة في الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف والإرهاب طاجيكستان على المسار الصحيح. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.