تحت المجهر منع الخسائر الكبيرة بواسطة Unipath آخر تحديث أكتوبر 21, 2020 شارك Facebook Twitter القوات العمانية والأمريكية تتدرب على مواجهة تهديدات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية أسرة يونيباث | عائدية الصور لقوات السلطان المسلحة في تمام الساعة 11 صباحاً، سمع سكان المنطقة المحاذية للحي الصناعي في مسقط، عُمان صوت انفجار شديد. وخلال لحظات، كانت صفارات سيارات الطوارئ تملأ المكان مع انتشار كثيف للقوات المسلحة السلطانية والهيئة العامة للدفاع المدني. بعدها وصلت سيارات مصفحة تابعة لقوات السلطان المسلحة، وسيارات هيئة الدفاع المدني، وسيارات الشرطة. حيث تم ضرب طوق امني وأغلاق المنطقة بالكامل بعد تحديدها بشريط يحذر المارة من الاقتراب من مسرح الحدث. هكذا اختتمت فعاليات تبادل الخبرات بين خبراء الوقاية من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والمشعّة في القيادة المركزية الأمريكية ونظرائهم في قوات السلطان المسلحة والذي استمر 14 يوما في مقر مركز الوقاية من أسلحة الدمار الشامل في سلطنة عمان شهر مارس/آذار 2020، وأشرف على فعاليات تبادل الخبرات مدير الوقاية من أسلحة الدمار الشامل العقيد الركن جمعة بن مسعود الهنائي، والمقدم الركن المهندس حمد بن إبراهيم البرومي، ركن أول أسلحة دمار شامل. كما اشترك في التمرين المقدم الركن محمد بن سعيد الخوار، ركن أول أسلحة دمار شامل وعدد كبير من الضباط وضباط الصف في القوات المسلحة السلطانية من الجيش والقوة الجوية والقوة البحرية. ابتدأت فعاليات تبادل الخبرات بين الخبراء بمراجعة خطة عمليات قوات السلطان المشتركة في أكتوبر 2019، اذ سلط الضوء على أفضل الطرق الحديثة في كيفية تطهير المناطق الملوثة وطرق نقل المصابين وتفادي انتشار التلوث وحماية فريق الإستجابة الأول من مخاطر هذا النوع من الأسلحة. كما تم استعراض التقنيات الحديثة لكشف الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. وشرح الجانب الأمريكي كيفية تنسيق عمل المؤسسات المختلفة لانجاز المهمة. ضحايا مفترضين يتم علاجهم في مستشفى ميداني. كما قام الفريق الطبي المتخصص بالطب الميداني بشرح طريقة معالجة الحالات في الميدان والاسراع بنقلها للمستشفيات فور إيقاف النزف واستقرار الحالة. كما شرح خبراء الطب الميداني ضرورة المحافظة على المخزون من المواد الطبية وعدم استنزافها. ومن الجدير بالذكر، ضم الفريق الأمريكي خبراء من كافة المؤسسات المتخصصة بمكافحة أسلحة الدمار الشامل، تمامًا كما فعلوا في السنوات الماضية، إذ حضر خبراء قسم مكافحة أسلحة الدمار الشامل في القيادة المركزية الأمريكية واصطحبوا معهم وكالة الحد من التهديدات الدفاعية ، والمكتب التنفيذي للبرنامج المشترك لمكافحة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، وضباط عمليات متخصصين من القوات الجوية، ومشاة البحرية، والقوات البحرية الأمريكية. وفي المقابل شرح الخبراء المتخصصون في قوات السلطان المسلحة السياقات المتبعة في الوقاية من تسرب غازات سامة أو تلوث ناجم عن خلل في مصانع البتروكيمياويات أو مخازن المبيدات أو عن هجوم بأسلحة كيميائية أو بيولوجية. وشرح الخبراء كيفية الاستجابة حسب طبيعية الحادث وكيف يتم على ضوء ذلك نصب مقر قيادة وسيطرة ومركز تطهير ومستشفى ميداني للتعامل مع الاصابات. ونال حوار تبادل الخبرات تقدير وإعجاب الفريق الأمريكي حيث كان واضحاً قدرات وتقنيات قسم مكافحة أسلحة الدمار الشامل العماني. هذه الشراكة التي بدأت في عام 2016 بين البلدين مستمرة في التطور والتوسع لتشمل كافة الصنوف والمؤسسات المتخصصة. استعرض فريق معالجة العبوات الناسفة في الهيئة العامة للدفاع المدني مع نظرائهم في الجيش الأمريكي تقنية الرجل الآلي لمعالجة العبوات. وقد تلقى فريق العمل تدريباً على تشغيل وصيانة الجهاز والمعالجة الميدانية لأي خلل أو ضرر يمكن أن يلحق به. صار معتاداً منذ أن ابتدأ التمرين عام 2016، أن يختتم بسيناريو مشترك بين الفريقين للاستجابة لحادث أو هجوم، لكن هذه المرة طلب الفريق العماني أن يقود تمرين الختام بمفرده ويكون الفريق الأمريكي مراقباً فقط. وكان السيناريو الختامي يحاكي حوادث حقيقية حدثت في الدول التي ينشط فيها الإرهاب وتبدأ الاستجابة بعد تلقي إبلاغ من قبل المواطنين عن أنشطة مشبوهة داخل مجمع شاغر لمبيدات الحشرات: “هناك عدة تقارير من مواطنين عمانيين عن وجود أنشطة مشبوهة بمجمع مبيدات شاغر. لم يلاحظ السكان أي نشاط في المجمع الشاغر قبل النشاط المريب منذ أن تم إغلاقه قبل عامين تقريباً.” ويذكر التقرير “أنه لمدة ثلاث ليالي متتالية شوهدت شاحنات بضائع كبيرة تغادر المجمع الشاغر بين الساعة – الثانية والرابعة فجراً. قدم أحد الشهود بياناً مكتوباً يتحدث عن خزن عدة براميل سعة 55 غالون ومعدات أخرى. لم يتم التأكد من دقة البيانات بسبب الرؤية المحدودة وعدم رغبة الشخص المبلغ في أن يُرى وهو يراقب تلك التحركات.” على ضوء تلك المعلومات، أرسلت وزارة الداخلية دورية شرطة للتحري ومعرفة ملابسات القضية. تزامن وصول الدورية الذي كان في تمام الساعة (11:00) مع دوي انفجار هز المكان. اتصلت دورية الشرطة بالهيئة العامة للدفاع المدني، وتم إبلاغ قوات السلطان المسلحة بالحادث. خلال الدقائق الأولى بدأت فرق الاستجابة تتوافد على المكان وتم فرض طوق أمني على المنطقة. سرعة تبادل المعلومات الاستخبارية وتطور الموقف دفعا وزارة الداخلية إلى اسْتِدعاء خبراء متفجرات وفريق الوقاية من أسلحة الدمار الشامل بسبب طبيعة المكان وتوفر معلومات عن وجود براميل مشتبه بها. في تمام الساعة (11:15)، وصل فريق الوقاية من أسلحة الدمار الشامل في قوات السلطان المسلحة، بقيادة المقدم الركن المهندس حمد البرومي، ليتسلم من الشرطة وهيئة الدفاع المدني قيادة المهمة، وأمر بنصب وحدة التطهير الميداني على بعد 600 متر من مكان الحادث. وصل الفريق الطبي العسكري في تمام الساعة (11:16)، وباشر ببناء مستشفى ميداني على بعد 600 متر من الهدف. في هذه الأثناء كان فريق الاستطلاع وأفراد هيئة الدفاع المدني يرتدون التجهيزات الواقية من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وجاهزين لتنفيذ المهمة. في تمام الساعة (11:25) دخل المنطقة المحظورة فريق الاستطلاع التابع لمعالجة العبوات الناسفة (جنديين) وفريق هيئة الدفاع المدني (4 منتسبين ونقالة طبية) حيث يوجد نقطة دخول وجندي بكامل التجهيزات الواقية على بعد 200 متراً من الموقع، يستلم الأوامر من القيادة الميدانية التي تعطي التصريح بالدخول للمنطقة، وبعد التأكد من إرتداء الفريق تجهيزات الوقاية، تم تدوين أسماء ورتب المخولين بالدخول والجهة التي ينتمون لها. بدأ فريق الاستطلاع بتفحص المكان من نقطة الدخول حتى الوصول للبناية، تفحص دقيق للمتفجرات من خلال جهاز كشف المواد المتفجرة ومن خلال تفحص الأرض بحثاً عن أي حفر أو جسم غريب. قبل دخول المبنى، استطلع الفريق المنطقة حول البناية وتم اكتشاف سيارة مفخخة في الجهة الشمالية الشرقية للبناية. توقف الفريق عند السيارة وبدأ يسجل ملاحظات عما بداخلها دون لمسها، وتم رسم مخطط توضيحي للمحتويات. بعد ذلك تم تفحص مدخل البناية للتأكد من عدم وجود مُفَخَّخات. عند دخول البناية تم العثور على مدنيين إثنين أصيبا جراء الانفجار. طلب فريق الاستطلاع عجلة إسعاف لنقل المصابين، وفريق الوقاية من أسلحة الدمار الشامل لفحص البناية، وفريق معالجة العبوات الناسفة لمعالجة السيارة المفخخة. أفراد من القوات المسلحة العمانية يشاركون تقنيات الروبوتات مع نظرائهم الأمريكيين. وتم الاتصال بشركة الاتصالات لقطع جميع الاتصالات في المنطقة كما قام فريق معالجة العبوات الناسفة بالتشويش على شبكة الهاتف النقال في المنطقة لمنع أي محاولة لتفجير السيارة عن بعد. توقفت سيارة الإسعاف عند نقطة السيطرة وتم تسجيل معلومات فريق الإسعاف وأسماء المصابين اعتماداً على بطاقات الهوية الشخصية التي بحوزتهم وتم نقلهم لوحدة التطهير الميداني، وهي عبارة عن خيمة مخصصة للتطهير من المواد الكيميائية والبيولوجية، وشاحنة ضخمة تضم مواد تطهير ومضخات لخلط مواد التطهير مع الماء وضخه بقوة للتطهير والتعقيم. فور وصول المصابين، استقبلهم فريق التطهير الذي يرتدي أفراده تجهيزات الوقاية من أسلحة الدمار الشامل. بدأ بقص ملابس المصابين ووضعها في حافظات مخصصة لمنع تسرب المواد الملوثة وتم إدخالهم داخل خيمة التطهير حيث قام الفريق بتعقيم وتطهير المصابين بدقة قبل نقلهم للمستشفى الميداني حيث كان الفريق الطبي بانتظارهم. كانت حالة المصاب الأول، جرح عميق في أعلى الظهر ونزيف دموي وكان فاقداً للوعي، أما المصاب الثاني فكان في حالة مستقرة، جرح في أعلى الفخذ الأيمن وبعض الكدمات. توزع على كل مصاب 3 اشخاص، قائد الفريق وواجبه تسجيل ملاحظات المصاب وممرضين إثنين لتفحص جسم المصاب والتأكد من عدم وجود أي إصابات أخرى. تم توجيه أسئلة طبية للمصاب مستقر الحالة عما حدث وعن تاريخه الطبي. أما المصاب الثاني فقد تم إيقاف النزف لديه وربط جهاز مغذي في وريد ذراعه لتعويض ما فقد من سوائل ولحقنه بمسكن الآلام حتى يمكن نقله للمستشفى دون خطر. في تمام الساعة (11:20) تم دخول فريق مكافحة المتفجرات مع فريق هيئة الدفاع المدني للمنطقة المحظورة وتم تجهيز الرجل الآلي لمعالجة السيارة المفخخة حيث عثر على مخطط السيارة داخل مخزن المبيدات وتحتوى على ثلاث مقذوفات عيار 155 ملم وبرميلين حجم 55 غالون من غاز السايرين معدة للتفجير عن بعد. استطاع الرجل الآلي تفكيك السيارة المفخخة. وقام فريق مكافحة المتفجرات برفع المقذوفات بأمان، كما قام فريق الوقاية من أسلحة الدمار الشامل بتأمين ونقل براميل غاز السايرين، لمختبرات التحليل الكيميائي لمعرفة تركيبتها والتوصل للجهة المصنعة. إضافة الى قيام الفريق بمسح ميداني أخير للمنطقة والتأكد من عدم وجود أي مخاطر للتلوث البيولوجي والكيميائي داخل وخارج المستودع. عند الانتهاء من المهمة، توجه الفريق إلى مفرزة التطهير الميداني، وتم رش مواد التعقيم والتطهير قبل وبعد خلع التجهيزات للتأكد من عدم نقل أي مادة ملوثة خارج منطقة العمليات. في تمام الساعة (12:00) وبعد جمع الأدلة الجنائية من الموقع، تم تطهير وتعقيم المستودع بالكامل والمباشرة بانسحاب المستشفى الميداني ووحدة التطهير الميداني. وفي الساعة (14:00) تم تسليم الموقع للشرطة لإكمال التحقيقات الجنائية ورفع الطوق الأمني عن المنطقة. أربع ساعات من العمل المهني الدقيق الذي يحاكي أحداثاً حقيقية، نفذ خلالها رجال القوات المسلحة السلطانية ومنتسبو هيئة الدفاع المدني والفريق الطبي عملاً رائعاً يدل على التدريب والأداء الراقي والمهنية العالية. برغم حرارة الجو، كان الجميع مرتدياً كامل التجهيزات الواقية وكان بعضهم يقف تحت أشعة الشمس الحارقة دون سقف أو مظلة. إذ كانت الفرق تعمل بتناغم وتناسق لإنجاز مهمة في غاية الخطورة تمس الأمن الوطني للبلاد. لقد أثبتت الوحدات المستجيبة أنها في غاية الجاهزية لمواجهة أي طارئ في السلطنة. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.