مكافحة الأسلحة الكيميائية
قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تتدرب على التخلص من الخطر الناجم عن أسلحة الدمار الشامل المحمولة على الطائرات المسيَّرة والصواريخ
انصب تركيز تمرين «درع الوقاية 3» الذي أُقيم في الدمام بالمملكة العربية السعودية في عام 2022 على محاكاة هجمات بالأسلحة الكيميائية، وشارك فيه أكثر من 320 فرداً من القوات المسلحة السعودية، وهيئة الدفاع المدني بوزارة الداخلية، والهلال الأحمر، ووزارة الصحة، ووحدات أمريكية مساندة.
تحدث ثلاثة ضباط سعوديين من أبرز الضباط الذي شاركوا في تنظيم التمرين مع مجلة «يونيباث» حول ما أنجزه التمرين في درء التهديدات غير المتناظرة التي لا تسلم منها المنطقة؛ وهم اللواء خالد أبو قيس، قائد مجموعة الدفاع الجوي الخامسة بالجيش السعودي، والعميد سعيد الشهراني، مدير التمرين، والعقيد سامي العليان، رئيس التخطيط للتمارين العسكرية.
يونيباث: كيف يحاكي تمرين «درع الوقاية» التحديات التكتيكية التي يواجهها أفراد قوات الدفاع الجوي في المنطقة؟
اللواء أبو قيس: لا تسلم كافة منشآت الدولة وقدراتها من التحديات والتهديدات الناجمة عن أسلحة الدمار الشامل وغايتها منعها من أداء مهامها وخاصة القدرات العسكرية. ويعد الدفاع الجوي من أبرز المحاور التي يستهدفها أعداؤنا للقضاء على قدراتنا في هذا المجال. ولذلك يشكل التدريب على مواجهة هذه النوعية من التهديدات أهمية قصوى لوحدات الدفاع الجوي لرفع مستوى استعدادها لمواجهة هذه النوعية من التهديدات والحفاظ على قدراتها على أداء مهامها.
يونيباث: تضمن التمرين سيناريو يهم كافة جيوش العالم: القوات المعادية التي تشن هجمات بالطائرات المسيَّرة؛ فكيف يساعد التمرين قواتكم على الدفاع عن نفسها ضد الدول التي تدعم الإرهاب؟
اللواء أبو قيس: بات استخدام الطائرات المسيَّرة نقطة تحول رئيسية في الحرب ومصدر قلق كبير لغالبية جيوش العالم، ويتزايد خطرها عند تسليحها بأسلحة الدمار الشامل وهو أحد السيناريوهات التي تُمارس في هذا التمرين. ونعتقد أنَّ هذا سيساهم في رفع مستوى التدريب والاستعداد لمواجهة هذا التهديد والقضاء على المخاطر التي تنطوي عليها هذه التهديدات. وتكمن غاية التمرين في الحفاظ على قدرة الوحدات على النهوض بمهامها باستمرار.
يونيباث: ما الأهداف التي تنشدونها من التمرين؟
العميد الشهراني: يكمن الهدف الأساسي من إجراء هذه التمارين في أن تصل جميع أجهزة الدولة، سواء المدنية أم العسكرية، إلى مستوى متقدم واحترافي في إدارة أزمات الحوادث الناجمة عن أسلحة الدمار الشامل. ولم يكن الحدث الأول من نوعه، إذ سبقه عدد من التمارين الأخرى، ويتلخص التحدي الرئيسي في دمج القدرات من مختلف التدريبات لإجراء التمرين في وقت ومكان محددين بانسجام وكفاءة. وركز على ثلاثة سيناريوهات رئيسية: هجوم بصواريخ باليستية، وعبوَّات ناسفة محلية الصنع زرعتها عناصر إرهابية، وهجوم بطائرات مسيَّرة. وكل هذه الوسائل قادرة على حمل عوامل كيميائية. وصلت فرق الاستجابة في وقت قياسي وكانت على درجة عالية من المهنية والاحترافية. وتجاوز نجاح التدريبات توقعاتي الأولية.
يونيباث: ما أهمية مشاركة الولايات المتحدة في هذا التمرين؟
اللواء أبو قيس: تتمتع الوحدة المشاركة في التمرين من الجانب الأمريكي بمستوى عالٍ من الكفاءة من حيث الأفراد والمعدات ومن هنا تأتي أهمية هذه الشراكة، وقد انعكس ذلك على مستوى الأداء في التمرين. وكانت المشاركة شديدة الفعالية بفضل كفاءة الأفراد والمعدات، وجدية الغاية، والحماس العام لتبادل الخبرات على أعلى المستويات.
يونيباث: ما الوقت الذي استغرقه التخطيط والاستعداد للتمرين؟
العقيد العليان: بدأ التخطيط لتمرين «درع الوقاية 3» في شباط/فبراير 2020، ولكن تأجلت اجتماعات التخطيط حتى عام 2021 بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19)، وعملنا خلال تلك الفترة على تحديث السيناريوهات لتتناسب مع التهديدات الأمنية في المنطقة. وحرصنا على التواصل مع الجانب الحليف معنا لتحديد الوقت والمكان المناسبين لإجراء التمرين، وانعكس هذا التواصل والعمل الجماعي بالإيجاب على مخرجات التمرين. وعنوان التمرين هو «إدارة الأزمات الناتجة عن أسلحة الدمار الشامل». وهذا يدل على أنَّ التخطيط للسيناريوهات واختيارها سيكون ضمن إطار العمل التدريبي المشترك للقوات والمؤسسات الحكومية رداً على هجوم بالأسلحة الكيميائية وكيفية تطهير المعدات وإنقاذ الضحايا. ومن ثمَّ اخترنا ثلاثة سيناريوهات لمحاكاة التهديدات التي تشكلها الهجمات الإرهابية المحتملة التي تواجهها المملكة بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام، وكيفية الوقاية منها.
يونيباث: ما الوقت الذي استغرقته عملية نقل المعدات الثقيلة للقوات الأمريكية إلى الدمام؟
العقيد العليان: قامت القوات المسلحة السعودية بالاستعدادات وسهلت نقل المعدات بأسرع ما يمكن، ونُقلت المعدات الثقيلة في وقت قياسي، في أقل من أربعة أيام. واكتسبنا الخبرة مع الولايات المتحدة في نقل المعدات العسكرية، ونعمل دائماً على وضع آلية لسبل الإمداد والتموين ستجعلنا مستعدين لنقل المعدات العسكرية في وقت قياسي.
يونيباث: ما أهمية توحيد الصف للتخلص من تهديدات أسلحة
الدمار الشامل؟
العقيد العليان: تواجه دول المنطقة والعالم أجمع تهديداً مباشراً وغير مباشر من أسلحة الدمار الشامل. وعلى جميع الدول، وخاصة الدول الحليفة ودول الجوار، المشاركة في مكافحة أسلحة الدمار الشامل لمواجهة هذا الخطر المحتمل. فالإرهابيون لا يكترثون لحياة الأبرياء ولا يحترمون القانون الدولي ولا يتوانون عن استخدام أي وسيلة لتدمير المدن وسفك دماء الأبرياء. فلزاماً علينا أن نتحلى بأقصى درجات
اليقظة لمنع أعدائنا من حيازة أسلحة الدمار الشامل وأن ندرب أنفسنا على كيفية التعامل مع هذه الأنواع من الأسلحة المحظورة عالمياً
والقضاء عليها.
التعليقات مغلقة.