تحت المجهر مبعوثة من أفغانستان بواسطة Unipath آخر تحديث أكتوبر 25, 2019 شارك Facebook Twitter السفيرة الأفغانية لدى الولايات المتحدة، رويا رحماني، تتحدث عن مستقبل بلدها لاشك أن السفيرة رويا رحماني تكنّ الفخر لشعب أفغانستان. وعندما تشارك قصصا عن تضحيات مواطنيها وقدرتهم على التحمل وأملهم في المستقبل، فإنها تتكلم بتواضع وشغف. وهي ليست غافلة عن التحديات الهائلة التي تواجه الأفغان فيما يتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ عليهما. فعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط الخسائر اليومية في الأرواح في الحرب ضد الإرهاب بين 70-80 شخصاً. ومع ذلك، فهي مصممة على الدعوة إلى السلام. في كانون الأول/ديسمبر 2018، أصبحت رحماني أول سفيرة لأفغانستان لدى الولايات المتحدة. وقبل توليها هذا المنصب، عملت سفيرة لبلادها لدى إندونيسيا، وسفيرة غير مقيمة لدى سنغافورة، وسفيرة لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا. وتشمل الخبرة الوظيفية الواسعة لرحماني العمل كمديرة عامة للتعاون الإقليمي في وزارة الخارجية الأفغانية. يونبياث التقت معها على هامش مؤتمر القيادة المركزية الأمريكية السنوي الرابع لمديري الاستخبارات العسكرية في وسط وجنوب آسيا الذي عقد في شباط/فبراير 2019. يونيباث: لقد قدمت القوات الأفغانية تضحيات عظيمة فيما يتعلق بالكفاح من أجل استقرار البلاد. ما الذي يجعل هذه القوات قادرة على التكيف مع المصاعب؟ السفيرة رحماني: وكما قلتم عن حق، فقد قدموا تضحيات ضخمة وكبيرة، وهو أمر نقدره حق تقدير. ولا يمكنني أن أتكلم باسمهم، ولكن مما أفهمه ومن المناقشات التي أجريتها مع بعضهم، إنها رغبتهم في أن يعيشوا حياة طبيعية يمكنهم فيها تحقيق كامل إمكاناتهم. إنها رغبتهم في توفير الفرص لأطفالهم وللأجيال المقبلة. لقد عانى الأفغان بشكل كبير، وقد حرمهم الصراع الذي طال أمده من الضروريات الأساسية للحياة والتقدم في العصر الحالي. إنهم يقدرون حقا أي فرص يجدونها، وهم يكافحون من أجل ضمان حصول أبنائهم وبناتهم والأجيال المقبلة على تلك الفرص. ثمة احساس بالوطنية — فالأفغان مناضلون من أجل الحرية. لقد قاتلوا دائماً من أجل حريتهم، وهم وطنيون. حبهم لوطنهم هو ما يحفزهم للعطاء. إنهم يؤمنون بقيمهم، ويؤمنون بقدراتهم. وهم يؤمنون بوطنهم وشعبهم. بحسب ما أفهمه، هذه هي بعض العوامل الدافعة. ولكن لا أعتقد أنه يمكنني أن افيهم حقهم عندما اتحدث عن ماهية دوافعهم لأنني أم ايضاً. لا أستطيع أن أتخيل ما يدور في أذهان الأم والأب عندما يقاتلان في الخطوط الأمامية ولا يعرفان ما إذا كانا سيعودان لرؤية أطفالهما أم لا- مهما كانت تلك القوة الدافعة، فهي لابد جبارة، بطولية وتنم عن إنكار الذات. نحن جميعا نحب وطننا، ولكنهم وضعوا حبهم لوطنهم تحت الاختبار، وليس بوسعي الآن إلا أن أقول لهم أحييكم. يونيباث: ما هي بعض الإنجازات الهامة لقوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية؟ ما هي المجالات التي يمكنهم التركيز على تطويرها؟ السفيرة رحماني: في عام 2014، عندما انسحب أكثر من 100,000 جندي أجنبي، تكهن الكثيرون، بما في ذلك الناس في بلدي، أن أفغانستان ستعود إلى الحرب الأهلية. اعتقدوا أنه ستكون هناك فوضى عارمة وأن قوات الأمن لن تكون قادرة على الدفاع عن أرضنا. وأثبتت قواتنا الأمنية لهم أنهم مخطئون. لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك أي نجاح أكبر من ذلك. خصوصا وانه جاء في الوقت الذي جرت فيه الانتخابات وتولت حكومة جديدة مقاليد الأمور. لم تواجه البلاد فقط انخفاضاً في عدد القوات، ولكنها شهدت كذلك تدهوراً اقتصادياً كبيراً بسبب التخفيض الهائل للقوات الأجنبية وقلة العقود والخدمات والوظائف المتاحة. بيد أن ذلك شكل أيضاً بداية انتقالنا من بلد يعتمد على المعونة إلى بلد يعتمد على ذاته. وبطبيعة الحال، فرض ذلك ضغطاً هائلاً على الشعب والأمة. وكانوا نجحوا في هذا الاختبار. وبذلوا جهوداً أكثر. وكانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة أول انتخابات تتولى قواتنا الأمنية وحدها مسؤولية تأمينها. وقد وقعت حوادث، ولكنها كانت أقل من الحوادث السابقة التي كانت تقع خلال الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية. وكانت القوات الأفغانية وحدها هي المسؤولة عن تحقيق الأمن أو الحفاظ عليه في أيام الانتخابات. وهذا إنجاز. ما المجالات التي يحتاجون فيها إلى مزيد من الدعم؟ أحد المجالات الرئيسية التي ما فتئنا نعمل على بنائها، بفضل دعم حلفائنا، هو قواتنا الجوية. إنه أمر مهم للغاية. بدأنا من الصفر. وهي الآن على الطريق الصحيح. ويجري بناؤها، ونأمل أن يتم تطويرها بشكل أكثر. يونيباث: كيف يمكن لشركاء أفغانستان أن يضمنوا استقرارها وأمنها؟ السفيرة رحماني: يجب أن يدرك شركاؤنا الإقليميون أن أفغانستان المستقرة والمزدهرة هو أمر يصب في مصلحتهم أكثر من أفغانستان غير المستقرة التي تكافح صراعات. وينبغي أن يدركوا أنه لا يمكن لأفغانستان أن تظل منطقة عازلة، وأن تبقى محصنة ضد مشاكل الإرهاب والتطرف. هذا الأمر لم يعد ممكناً. يستطيع شركاء أفغانستان أن يسهموا إسهاماً إيجابياً في الجهود الجارية لتحقيق السلام والاستقرار وأن ينظروا إلى أفغانستان بوصفها شريكاً بشكل مباشر. وإذا كانوا ينظرون إلى أفغانستان كشريك – وكانت علاقتنا مبنية على ما يمكننا أن نفعله معا – فستكون هناك نتائج أفضل بدلا من النظر إلى أفغانستان كبلد هامشي قياسا في علاقتهم بالبلدان الأخرى. لا يمكن لحلفائنا وأصدقائنا الدوليين الذين ساهموا بشكل كبير وهائل في تحسين أفغانستان على مدى السنوات الـ 18 الماضية أن يغفلوا عما تحقق. فقد تحققت مكاسب لا رجعة فيها من خلال التعليم والإصلاح والمأسسة، والأهم من ذلك كله، تغيير العقلية. تخيل ماذا كان سيكون عليه نمو التطرف لو لم يكن هناك تدخل. إنها مسألة تتعلق بالأمن العالمي. يونيباث: كيف يمكن لأفغانستان تقوية علاقاتها مع جيرانها في آسيا الوسطى؟ السفيرة رحماني: إن الشركاء من آسيا الوسطى مهمون للغاية بالنسبة لنا – ولاقتصادنا،ولشعبنا، ولبناء علاقات معهم، ولتطلعاتنا الإقليمية. لقد قطعنا أشواطاً كبيرة، لا سيما في السنوات القليلة الماضية، مع العديد من بلدان آسيا الوسطى. أفغانستان هي أقصر طريق يربط آسيا الوسطى بجنوب آسيا. من خلال نقل الطاقة والسلع والبيانات، تتمتع هذه المنطقة بإمكانيات كبيرة كمساهم كبير في الاقتصاد العالمي. كما سيسهم تعزيز الاتصال والتكامل الإقليميين في الأمن الإقليمي والتعاون في مجالات الأمن الغذائي وإدارة الكوارث والتعليم والعلاقات بين الناس. وكل ذلك سيسهم بدوره في تحقيق السلام والازدهار للمنطقة وللعالم. ونأمل أن نتمكن من زيادة تعزيز علاقتنا مع بلدان آسيا الوسطى. يونيباث: ما هي الأولويات الدبلوماسية لأفغانستان في المنطقة والعالم؟ السفيرة رحماني: تتمثل أولوية أفغانستان في الحفاظ على العلاقات الودية والشراكات مع جميع حلفائها دائماً. ونريد أن نكون شركاء لهم فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. نريد أن نكون شركاء لهم في مجال التنمية الاقتصادية. نريد أن نكون شركاء لهم فيما يتعلق بتعزيز القيم الهامة المشتركة، مثل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحقوق المدنية للشعب وكرامته. واسمحوا لي أن أضيف أن الأفغان أصدقاء طيبون، وأنه أيضاً جزء من قيمنا الثقافية أن نضع حياتنا على المحك من أجل أصدقائنا، ولكننا نطالب بالاحترام في المقابل. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.