عشرة أعوام من التقدم
مجلة يونيباث نجحت على مدار 10 أعوام في توفير منبر للمنتسبين العسكريين والأمنيين لتبادل المعلومات
أسرة يونيباث
في الانطلاقة الأخيرة للعراق لطرد مقاتلي داعش من معاقلهم في الموصل عام 2017، نشرت المجلة عددا خاصا يشيد ببسالة القوات العراقية وبراعتها في معاركها السابقة ضد الإرهابيين في أماكن مثل الأنبار وبيجي.
فقد قامت القيادة المركزية الأمريكية بطباعة 10,000 نسخة من المجلة حسب طلب مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي في وزارة الدفاع العراقية وتم توزيعها من قبلهم للمقاتلين في الخطوط الأمامية، وكان لها وقعٌ عظيمٌ في رفع معنوياتهم، إذ وثقت المجلة القصص البطولية للقوات المسلحة العراقية أثناء معارك تحرير المدن من رجس داعش الإرهابي.
وبعد ذلك وصفت قيادة العمليات الخاصة العراقية مجلة يونيباث بأنها “أفضل صديق” لها، لما لهذه المجلة من “دور حاسم” في تسليط الضوء على نجاح الجيش العراقي في تحرير المدن من داعش.
وبتوزيع ما يقرب من 18,000 نسخة من المجلة في ربوع الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا، انتشرت أخبار انتصار العراق خارج حدود بغداد بكثير، إذ أحاطت المجلة الآلاف من القادة العسكريين في أرجاء الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا بتفاصيل مباشرة عن معارك قوات مكافحة الإرهاب من أفواه قادتها.
تسليط الضوء على النجاحات العسكرية
على مدار العقد المنصرم، حرص القادة المتعاقبون على تولِّي القيادة المركزية الأمريكية – الفريق أول ديفيد بتريوس، والفريق أول جيمس ماتيس، والفريق أول لويد أوستن، والفريق أول جوزيف فوتيل، والفريق أول كينيث ماكنزي – على طبع وتوزيع مجلة يونيباث لتسليط الضوء على التعاون والتكيف والابتكار العسكري في البلدان الممتدة من مصر غرباً إلى طاجيكستان شرقاً.
وأحاطت المجلة قراءها عندما قامت القوات المسلحة الأردنية بتجنيد أئمة الجيش لإطلاق حملة لمكافحة الإرهاب أو عندما حاولت تجنيد المزيد من النساء لتولي مهام حساسة في أفغانستان.
وعندما سلَّطت البحرين الضوء على تهديدات الألغام البحرية الإيرانية في مياه الخليج العربي باستضافة سلسلة من التمارين البحرية انطلاقاً من القواعد البحرية في المنامة، كان قراء يونيباث على دراية بكل ما يجري، وتحدثت المجلة عن باكستان لدورها في قيادة «قوة المهام المشتركة 150» في بحر العرب لاعتقال الإرهابيين ومهربي المخدرات وغيرهم من المجرمين، وعلى صفحات يونيباث، وصفت المملكة العربية السعودية بالتفصيل قيادتها لقوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن.
حينما عملت القوات المصرية على استئصال الخلايا الإرهابية من شبه جزيرة سيناء، وانخرطت القوات المسلحة اللبنانية في طرد الإرهابيين من طرابلس، ونجح اليمنيون في استعادة إحدى المدن من المتمردين الحوثيين: حرصت يونيباث على إحاطة قرائها بكل هذه النجاحات.
وتناولت يونيباث في جزء من تغطيتها التمارين التدريبية التي تبادلت فيها الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون تجاربهم وخبراتهم في بيئات واقعية تهدف إلى إعادة تمثيل المعارك على الأرض للاستفادة من دروسها.
وعندما استأنفت مصر تمارين النجم الساطع عام 2017 بعد توقفها لعدة سنوات، كان محررو يونيباث على استعداد لنقل النجاحات التي أحرزها هذا التمرين متعدد الجنسيات، وخلال التمرين البحري الدولي، صعد المحررون على متن المروحيات وزاروا الأسطول متعدد الجنسيات المكلف بإزالة الألغام الوهمية من الممرات الملاحية التي تخدم دول الخليج العربي.
وفي عام 2020، وفي ذروة تفشِّي وباء فيروس كورونا (كوفيد- 19)، حضرت يونيباث فعاليات تمرين (نايتڤ فيوري) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتخلل التمرين تدريبات عسكرية داخل نسخة حديثة من مدينة شيدها أبناء الإمارات لمعايشة حرب المدن بكل تفاصيلها.
وكانت تمارين «التعاون الإقليمي» بين القيادة المركزية الأمريكية وجيوش وسط آسيا وأفغانستان وباكستان سبباً في زيارة يونيباث لبلدان مثل طاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان.
منبر للقادة
مع تزايد انتشار مجلة يونيباث وتوزيعها، تزايدت كذلك الأصوات التي تظهر بين دفتيها، وباتت تملأ صفحاتها التعليقات والمقالات التي تصلها من وزراء الدفاع، ورؤساء أركان القوات المسلحة، والقادة الميدانيين، والملحقين العسكريين، وكبار المسؤولين الحكوميين.
وهنالك قسمان في المجلة يمثلان مساحة الشرف؛ وهما الافتتاحية والسيرة الذاتية لقائد مهم، إذ تأتي الافتتاحية في مقدمة كل طبعة للتقديم لموضوعها، وعرضت الطبعات الأخيرة مقالاً للواء يوسف الحنيطي رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، الفريق الركن المتقاعد جمعة عناد الجبوري وزير الدفاع العراقي.
وعرضت مقالات السيرة الذاتية لإنجازات كبار القادة مثل المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، والفريق أول محمد الخضر رئيس أركان الجيش الكويتي السابق، والفريق غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، والفريق أول عثمان علي فرهود الغانمي رئيس أركان الجيش العراقي السابق ووزير الداخلية الحالي.
وعلاوة على ذلك، تنشر يونيباث كل عام طبعة خاصة تخصص جلها لقضايا الدفاع والأمن في دولة واحدة، وتناولت مثل هذه الطبعات كلاً من أفغانستان والعراق واليمن، وهي بلدان تصدت فيها الجيوش الوطنية ببسالة وعلى مدى التاريخ لقوى الشقاق والفوضى.
وتضمنت الطبعة الخاصة باليمن التي نشرتها يونيباث في مطلع عام 2020 مقالين لوزيري الدفاع والإعلام في اليمن، وتضمنت كذلك مقالين لسفير اليمن لدى الولايات المتحدة وقائد القوات البحرية للدولة، والواقع أنَّ هذا الكم الهائل من المعلومات حول موضوعات الأمن القومي لم توفره إلا قلة من وسائل الإعلام العالمية الأخرى.
وفي مؤتمر عُقد مؤخراً برعاية القيادة المركزية الأمريكية، تشرفت يونيباث بإجراء حوار مع الفريق محمد فريد أحمدي، قائد القوات الخاصة الأفغانية السابق، وحدثنا عن الإنجازات التي حققتها القوات المسلحة لبلاده في مواجهة تمرد طالبان ومتطلبات السلام في أفغانستان.
توسيع رقعة الانتشار
بدأت المجلة ببضعة آلاف من النسخ فحسب عام 2010، ولكنها توزع الآن نحو 18,000 نسخة في الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا، ويُطبع العدد الأكبر من النسخ باللغة العربية، وهي لغة معظم قرائها، ولكن يظهر كذلك عدد كبير من نسخها باللغات الأفغانية والدارية والروسية والبشتوية والإنجليزية.
وتتسم مجلة يونيباث بالاستجابة لقرائها، إذ لاحظ القادة العسكريون الأفغان أنَّ الكثير من الضباط كانوا أكثر ارتياحاً في قراءة أعداد المجلة بلغتهم البشتوية الأصلية مع أنَّ الدارية هي اللغة الرسمية لأفغانستان؛ ومن ثمَّ بدأت يونيباث عام 2020 في نشر طبعة جديدة منها باللغة البشتوية نزولاً عند رغبة هذه الشريحة المهمة من قرائها.
وترنو يونيباث إلى توفير منبر للقادة العسكريين ومسؤولي الأمن لتبادل المعرفة ووجهات النظر والتطبيقات المثلى مع نظرائهم من المنطقة، ويمكن بذلك تبادل الخبرات التي اكتسبتها القوات المسلحة لدولة معينة بكفاحها وعرقها مع القوات المسلحة للبلدان الصديقة.
وعندما تنتقل هذه المفاهيم المجربة ميدانياً من دولة لأخرى، فيمكنها أن تترك عظيم الأثر في الارتقاء بمهنية الجيوش.
إنَّ تبادل المعلومات يَعِد بقلب موازين المعركة ضد الإرهابيين وداعمي الإرهاب، سواء أكان ذلك في مواجهة الطائرات المسيَّرة المعادية، أو اكتشاف الألغام البحرية، أو التصدي لتهريب المخدرات، أو القضاء على تجنيد المتطرفين عبر الإنترنت، أو الدفاع عن شبكات الكمبيوتر ضد الهجمات السيبرانية.
وعلى مدار السنوات العديدة المقبلة، لن تتغير مهمة يونيباث المتمثلة في تشجيع التواصل القَيّم بين المنتسبين العسكريين والأمنيين في المنطقة بغية الاستقرار والسلام.
التعليقات مغلقة.