توفير فرص الارتقاء للنساء العسكريات في الاردن
العقيد مها الناصر تقود مديرية شؤون المرأة في القوات المسلحة الأردنية
أسرة يونيباث
يونيباث: هل لك أن تعطينا نبذة مختصرة فكرة عن تأسيس إدارة شؤون المرأة العسكرية؟
العقيد مها: تأسست مديرية شؤون المرأة العسكرية في بداية عام 1995 بإرادة ملكية سامية لابراز دور المرأة في القوات المسلحة الاردنية والدلالة على أهميته، وقد أنيطت بهذه المديرية جميع المسؤليات المتعلقة بالنهوض بدور المرأة في القوات المسلحة، ولذلك عمدت المديرية منذ نشأتها على دراسة القوانين المتعلقة بالمرأة والعمل على تعديل ما يلزم منها وتطوير أساليب التدريب والتعليم وشحذ الهمم والطاقات لدى المجندات الجدد، وإتاحة الفرص لهن للعمل في مواقع عمل جديدة كانت حكرًا على الرجال وذلك خارج نطاق المهن الإدارية والطبية التقليدية. وتعنى المديرية بتطوير الأساليب الادارية ورفع التأهيل وتحسين نوعية الاداء وتعزيز الانضباطية للمرأة العسكرية في القوات المسلحة الاردنية. كما تقوم المديرية بتقديم المشورة للمعنيين فيما يختص بشؤون المرأة العسكرية والتدريب للمنتسبات بكافة أشكاله الميدانية والعسكرية ليتم تفعيل دور المرأة في مختلف المواقع العسكرية والتركيز على تكافؤ الفرص في الترفيع والتعيين. وتشترك المديرية في وضع السياسات العامة المتعلقة بشؤون المرأة في القوات المسلحة الأردنية والإشراف والرقابة على تنفيذها وإجراء دراسات وأبحاث لتطوير أساليب العمل.
كان إنشاء إدارة خاصة تعنى بشؤون المرأة العسكرية برئاسة سمو الأميرة عائشة بنت الحسين إنجازاً مميزاً تفتخر به المرأة الأردنية حيث أعطاها دافعاً قوياً للانضمام للقوات المسلحة، وكذلك قيامها بزيارات متكررة لميادين عمل المرأة لبعض الجيوش الشقيقة والصديقة للتعرف على المهام والواجبات من أساليب التأهيل والتدريب اكسبها خبرة واسعة أثرت في تطوير وتفعيل دور المرأة في قواتنا المسلحة؛ ومن ثم تم تعديل المسمى من مديرية شؤون المرأة العسكرية إلى إدارة شؤون المرأة العسكرية.
يونيباث: كيف يمكن أن تساعد المرأة العسكرية في مكافحة التطرف بين الأردنيات؟
العقيد مها: من المؤكد أن المرأة تعتبر مكونًا أساسيًا من مكونات المجتمع، وهي عنصر فاعل قادر على الاسهام والتطوير في بناء المجتمع والأجيال والتاثير في البيئة المحيطة بها وتساهم بكافة المهام المناطة بالقوات المسلحة في مجال مكافحة الإرهاب تماماً كزميلها الرجل، علاوةً على نشر الوعي حول مكافحة التطرف والإرهاب في محيطها العائلي وتثقيف المجتمع المحلي الذي تعيش فيه. والمرأة المؤهلة علمًا وثقافة، تكون شريكاً فعالاً في جهود مكافحة التطرّف والعنف، وتعد حصناً واقياً ضد التطرّف والعنف وعامل تغيير إيجابي ضمن أسرتها ومجتمعها.
يونيباث: ماهي المهام التي تقوم بها المرأة في القوات المسلحة الأردنية والتي لا يستطيع الرجال القيام بها؟
العقيد مها: من المؤكد إن وجود الرجل في المجال العسكري قبل المرأة أدى إلى معرفته وإلمامه بجميع المهام والواجبات العسكرية بكل مهارة واحتراف، لذلك لا توجد مهمة لا يستطيع الرجل القيام بها، لكن هناك بعض المجالات برزت فيها المرأة العسكرية أكثر من الرجل وذلك لطبيعة بعض المهمات التي تكون فيها سهولة وتقبل أكبر للمرأة. ومثال على ذلك خلال مشاركتها في قوات حفظ السلام، أثبتت المرأة تميزاً على الرجل من خلال قدرتها على التعامل المرن وتقديم العون للنساء والأطفال الذين يتعرضون للعنف والتهجير خلال الحروب والنزاعات المسلحة، حيث أنها تكون أقرب لهذه الفئات المستضعفة وأقدر على التواصل معهم وتفهم مشاكلهم ومد يد العون لهم لما تتمتع به شخصيتها وسماتها العاطفية الأنثوية.
يونيباث: ما مدى تقبل المجتمع للمرأة العسكرية؟
العقيد مها: منذ بداية الخمسينات كان لتوجيه ورعاية جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه الجهود المثمرة في مشاركة المرأة في القوات المسلحة الأردنية والمشاركة الفعالة والحقيقية في البناء ودفع عجلة التنمية للأمام ، وأن تتحمل مسؤولية الدفاع عن وطنها مع أخيها وخاصة أن الشريعة الإسلامية لم تحرمها ذلك العمل، وكان نجاحها في الحياة المدنية لانخراطها في صفوف القوات المسلحة، وبالتوجيه والدعم المتواصل من قبل جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني بن الحسين، تم تفعيل دور المرأة العسكرية وتوجيهها التوجيه الصادق بإعدادها وتأهيلها وتدريبها للقيام بواجباتها، ووضعها في المكان الذي يناسب طبيعتها، والأخذ بيدها لتتخطى الصعاب، لتكون قادرة على تحمل أعباء العمل وأداء مهامها باقتدار.
يونيباث: كيف تعملون على زيادة وجود المرأة في القوات المسلحة الأردنية بما يتجاوز مهام التمريض والأعمال الإدارية (المكتبية)؟
العقيد مها: تعتبر القوات المسلحة الأردنية من مؤسسات الدولة الرائدة في فتح الابواب أمام المرأة للعمل جنباً إلى جنب مع الرجل. حيث أن هناك العديد من الخطط والدراسات للمساهمة في زيادة وتفعيل دور المرأة في القوات المسلحة الاردنية، ويتم عمل مسح إحصائي دوري لتوفير قاعدة بيانات توضح نسبة المرأة في كافة مواقع العمل العسكري، ليتم تحديد المواقع التي تحتاج لزيادة أعداد النساء فيها لتعمل جنبًا إلى جنب مع الرجل للمساهمة في قواتنا المسلحة.
يونيباث: ماهي الحوافز التي تشجع المرأة الأردنية على الالتحاق بالخدمة العسكرية؟
العقيد مها: تتمتع المرأة العسكرية بكافة الامتيازات التي يتمتع بها زميلها الرجل، مثل الأجر الشهري والامتيازات المالية الأخرى، والرتب العسكرية، والحصول على التدريب والتأهيل، والترقية، وتقلد المناصب القيادية، والتأمين الصحي، والحصول على المنح الدراسية لها ولأبنائها، والمشاركة في البعثات والمهام الخارجية، بالإضافة إلى منحها إجازة الأمومة وتوفير حضانات للأطفال في مكان خدمتها.
يونيباث: ماهي شروط قبول المرأة للانضمام إلى الخدمة العسكرية؟
العقيد مها: تطبق على الإناث نفس الشروط المطبقة على الذكور، مع وجود بعض الاستثناءات بما يتلاءم مع طبيعة الإناث الفسيولوجية. ومن هذه الشروط أن تكون قد أكملت 18 عاماً من عمرها، وأن تكون لائقة للخدمة العسكرية من الناحية الصحية. وأن تجتاز جميع الفحوصات المقررة الطبية والمقابلات الشخصية.
يونيباث: هل لك أن تتحدثي عن نجاح مشاركة المرأة الأردنية في قوات حفظ السلام؟
العقيد مها: لقد خاضت المرأة العسكرية الأردنية غمار العمل العسكري في قوات حفظ السلام، وأدت المهام التي أنيطت بها في أرض المهمة على أكمل وجه، مما كان له دوراً كبيراً في زيادة خبراتها وصقل مهاراتها العسكرية، وتمكينها من العمل في بيئة عمليات حقيقية في كافة مجالات حفظ السلام في مناطق الحروب والنزاع. وقد حققت القوات المسلحة نسبة تزيد عن 15% في مشاركة المرأة في عمليات السلام. حيث شاركت المرأة العسكرية الأردنية عام 2010 في قوات الواجب في أفغانستان والمستشفى الميداني في غزه، وفي عام 2018 شاركت في قوات حفظ السلام الخارجي (الكونغو، الصحراء الغربية، افريقيا الوسطى).
يونيباث: كيف حظيت العسكريات الأردنيات باحترام رفاقهن الرجال؟
العقيد مها: حرصت القوات المسلحة الأردنية منذ البدايات على تحقيق مبدأ المساواة بين الذكور والاناث بين منتسبيها فجاء تأسيس مديرية شؤون المرأة العسكرية ليساهم في رفع وتطوير دور المرأة في القوات المسلحة الاردنية. ويركز على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وذلك من خلال توفير التدريب اللازم لهن في كافة مجالات العمل العسكري وتكليفهن بمزيد من المسؤوليات من أجل الحصول على فرص متكافئة للتفوق والتميز في خدمة الوطن، حيث تتمتع القوات المسلحة الأردنية بعناصر عسكرية محترفة من الجنسين الذكور والإناث، والجميع فيها على حد سواء. ويعتبر القيام بالمهام المطلوبة والالتزام بالتعليمات في القوات المسلحة هو مصدر الاحترام. بالتالي اكتسبت المرأة العسكرية احترام زملائها من الذكور من خلال عملها الجاد واتقانها والتزامها وتأديتها للواجبات الموكلة إليها على أكمل وجه.
يونيباث: ما مدى تقبل الجنود الرجال لفكرة أن تقودهم إمرأة؟
العقيد مها: إن الكفاءة والرتبة العسكرية هي من أهم معايير تقلد المناصب القيادية في القوات المسلحة الأردنية بغض النظر عن الجنس. وقد أصبح من الطبيعي رؤية نساء يحملن رتب عسكرية عليا في القوات المسلحة الأردنية ووجود العديد منهن في مناصب قيادية في المواقع التي يعملن فيها، وهذا الأمر مقبول جداً من قبل الرجال العسكريين. ومثال ذلك تطور عمل المرأة في الخدمات الطبية الملكية فحققت مكاسب وانجازات وصلت بها إلى أعلى المراكز، وتبوأت أعلى الرتب وحاليا تشغل الكثير من المناصب العليا، وذلك لإيمانها بأن الكثير من قدراتها وإمكانياتها وإبداعاتها وشخصيتها المتميزة قد تحقق الكثير منها لصالح قواتنا المسلحة الأردنية ووطنها وكانت إنجازاتها رائدة في مختلف التخصصات.
يونيباث: ما هي خططك لتطوير إدارة شؤون المرأة العسكرية؟
العقيد مها: العمل على زيادة وجود المرأة العسكرية في كافة ميادين العمل العسكري المحترف والمتخصص. وتشكيل فصائل نسائية في كافة المناطق العسكرية وتطويرها إلى سرايا في المستقبل. والاسهام في تطوير مهارة اللغة الانجليزية لدى الإناث في القوات المسلحة الأردنية لدعمهن بالمشاركة الخارجية ومهام حفظ السلام. وتوفير عدد أكبر من الحضانات بحيث تغطي كافة أماكن عمل المرأة في القوات المسلحة الأردنية. والاستمرار بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات والهيئات الدولية من خلال وضع خطط عمل استراتيجية.
التعليقات مغلقة.