تقوية الشبكات العسكرية
وزارة الدفاع العراقية تستعين بفريق أمن سيبراني لكشف الهجمات ومنعها
أسرة يونيباث
مع سرعة التطور التقني لشبكات الأنترنت والهواتف النقالة الذي اصبح من ضروريات الحياة اليومية للشعوب. طورت هذه التقنيات كل قطاعات المجتمع بما فيها التعليم والطب والهندسة والأمن والاقتصاد، لكن استغلال هذه التقنيات من قبل عصابات الجريمة المنظمة والإرهاب جعل منها سلاحاً خطيراً ذو حدين، مما دعا الدول الى تشكيل فرق الأمن السيبراني لحماية شبكاتها من الهجمات السيبرانية. التقت مجلة يونيباث اللواء الركن رائد شاكر الكناني، مدير مديرية الاشارة والاتصالات في وزارة الدفاع العراقية ليتحدث عن مهام وانجازات فريق الأمن السيبراني التابع لوزارة الدفاع.
يونيباث: ماهي الخطوات التي اتخذتها مديريتكم لتأمين العراق ضد الهجمات السيبرانية؟
اللواء الركن رائد: ان المهام الرئيسية لمديرية الاتصالات العسكرية في مجال الأمن السيبراني هي حماية الانظمة والشبكات والمنظومات الخاصة بوزارة الدفاع العراقية. إضافة الى وضع السياسات الخاصة باستخدام الأجهزة والشبكات التابعة للوزارة والوحدات التابعة لها. لذا تقوم المديرية بوضع الضوابط والتعليمات الخاصة بأمن المعلومات والمحافظة على تطبيق الإجراءات الخاصة للوقاية من الهجمات السيبرانية. نعمل مع قسم بناء وإدارة الشبكات للتأكد من المحافظة على إبقاء الشبكات السرية مغلقة على العامة وغير مرتبطة بالشبكات الخاصة (الانترنت) وغيرها من الإجراءات وبالتعاون مع المديريات الفنية ذات العلاقة. نعني بالشبكة المغلقة هي التي تحتوي على البريد الإلكتروني والخاصة بالجيش والمواقع والعقود. كما ولدينا شبكة أخرى عامة على الأنترنت وهي منفصلة تماما عن الشبكة المغلقة، يتم من خلالها إدارة المواقع الرسمية للوزارة والتواصل مع السكان.
كذلك نقوم بدورات تدريبية توعوية لمستخدمي الشبكة حول مخاطر الإرهاب السيبراني وضرورة الالتزام بتعليمات الوزارة من أجل حماية الشبكة من الاختراق. إضافة الى التأكيد على عدم استخدام شريحة الخزن الالكترونية الشخصية (أو ناقل البيانات) في أجهزة الوزارة او استخدام الأقراص الليزرية لمشاهدة الأفلام والآلعاب الألكترونية، ويمنع منعا باتا تحميل البرامج الخارجية في أجهزة الوزارة.
يونيباث: كيف تعمل الوزارة مع بقية الأجهزة الأمنية في مجال الأمن السيبراني؟
اللواء الركن رائد: نحن نحافظ على إستمرار التعاون المباشر مع بقية الأجهزة الأمنية في مجال الأمن السيبراني من خلال اللجان المشتركة كاللجنة العليا لأمن الاتصالات والمعلومات واللجنة الخاصة بكتابة الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالأمن السيبراني وكذلك المناقشات الخاصة بقانون الجرائم الإلكترونية والتعاون مع الفريق الوطني للاستجابة لحوادث الحاسوب. أن التعاون في هذا المجال ضروري جدا من أجل امن الشبكات الوطنية وبناء العلاقات الجيدة مع بقية الأجهزة الأمنية المتخصصة من أجل تبادل المعلومات وتبني الطرق المثلى في مواجهة التهديدات والهجمات. أضافة الى عملنا مع الأصدقاء في قوات التحالف من خلال قيادة العمليات المشتركة، حيث يتم تبادل المعلومات الاستخبارية الخاصة بالأمن السيبراني وما يتم الحصول عليه في اوكار المجاميع الإرهابية من أجهزة وبرامج خاصة في القرصنة واختراق المواقع، مما يعطينا القدرة على إحباط هجمات العصابات الإرهابية على مواقعنا.
يونيباث: ما هو دوركم في حماية المراكز الانتخابية من الهجمات الإلكترونية؟
اللواء الركن رائد: كوزارة دفاع، المهمة المكلفين بها هي حماية المراكز من الهجمات الإرهابية التقليدية او أعمال شغب ولم تكلف مديرية الاتصالات العسكرية بحماية المراكز من الهجمات الإلكترونية. لكن، كما ذكرت أعلاه، اننا نعمل مع بقية الأجهزة الأمنية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني لحماية الشبكة الوطنية من الهجمات الخارجية ولم يؤشر لدينا أي خرق او نشاط غير طبيعي.
يونيباث: هل يقتصر واجبكم على حماية منشآت وزارة الدفاع ام انه يشمل أيضا بقية مرفقات الدولة والقطاع الخاص؟
اللواء الركن رائد: واجب مديرية الاتصالات العسكرية مقتصر فقط على حماية منشآت وزارة الدفاع بالتعاون مع المديريات الفنية ذات العلاقة. لكن لايمكن عزل الأمن السيبراني لشبكة الوزارة عن شبكات الدولة الأخرى، لذلك نحن نحرص على ان لا يحدث أي خرق لأجهزة الوزارة وتحويل الشبكة الى بوت لمهاجمة مواقع الدولة الحساسة الأخرى. وهذا يحتاج الى تثقيف منتسبينا على مخاطر التهديدات السيبرانية وكيفية المحافظة على أمن الشبكة. فمثلما نحن يقظين لحماية الشبكة من التهديدات الخارجية، فأننا نراقب مدخلات ومخرجات الشبكة الألكترونية للوزارة وما يخرج منها للشبكات الحكومية الأخرى. ولدينا أجهزة كشف البرامجيات الخبيثة والحماية من الفايروسات والتي يتم تحديثها على الدوام.
يونيباث: كيف يمكنكم منع استخدام الاجهزة غير
المشفرة في الاتصالات؟
اللواء الركن رائد: إن قسم الأمن السيبراني في وزارة الدفاع هو قسم حديث التشكيل والغاية منه مواكبة التطور التكنلوجي العالمي المتسارع. وبما اننا كنا في عزلة عن العالم قبل عام 2003، فلم نستطع مواكبة التطور التكنلوجي لعقدين من الزمن. لذلك أصبحت الهواتف النقالة هي الأجهزة المفضلة للتواصل. ولم يكن من الممكن تثقيف جميع القطعات العسكرية على عدم استخدام الهاتف النقال في الأتصالات العسكرية او اجراء اتصالات من ارض المعركة تتعلق بالعمليات العسكرية. لاحظنا مخالفات لبعض الجنود يلتقطون صورا وأفلاما من ارض المعركة ومخالفات في استخدام الهواتف النقالة إرتكبها بعض آمري التشكيلات اثناء المعارك وتم إتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الصدد. توجد هناك تعليمات وتوجيهات خاصة بمنع استخدام الاجهزة و الاتصالات غير المؤمنة وغير المشفرة ويكون الاستخدام حصرا للأجهزة المشفرة والمؤمنة المرخص استخدامها من قبل مديرية الاتصالات العسكرية. لكن مثل هذه الخروقات تحدث حتى في صفوف الجيوش المتقدمة لذلك يجب تنسيب ضباط متخصصين بأمن المعلومات ضمن جميع التشكيلات، يتم تدريبهم من قبل فريق الأمن السيبراني وهم بدورهم يقومون بتثقيف وتدريب الجنود على إتباع التعليمات.
يونيباث: اشتركتم في مؤتمر فريق الاستجابة لحوادث
الأمن السيبراني خلال شهر أيلول 2021، هل لك ان تتحدث
عن توصيات المؤتمر؟
اللواء الركن رائد: كانت فعاليات المؤتمر فائقة الأهمية وكانت المواضيع المطروحة تتمركز حول التهديدات الفعلية القائمة. انا سعيد بمشاركتي في المـؤتمر والتعرف على الأخوة في الأجهزة الأمنية والاطلاع على آخر التكتيكات والاستفادة من تجاربهم في هذا المجال. أما التوصيات الخاصة بمؤتمر الأمن السيبراني فكانت:
إطلاق مبادرة توفير برنامج تطوير الأمن السيبراني لكافة مؤسسات الدولة.
تبنّي استحداث مناهج اكاديمية ومهنية ودراسات عليا تخصصية في مجال الأمن السيبراني من قبل وزارتي التعـلـيـم الـعـالـي والبحث العلمي والتربية.
استقطاب الكفـاءات مـن خـلال اسـتحداث رابطـة الخبـراء والهـواة والمختصين في مجال الأمن السيبراني. فتـح صنـدوق تنميـة المبـادرة المجتمعيـة بدعـم مـن منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
يتبنى الفريـق العراقي للاستجابة لحوادث الامن السيبراني و وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشركات القطاع الخاص والمنظمات الدولية تدريب وتطوير فرق الاستجابة لحوادث الامن السيبراني المحلية. تبنى الفريـق العراقي للاستجابة لحوادث الامن السيبراني إعـداد لائحـة تنظيمية لعمل الشركات في مجال الأمن السيبراني وخطـة اسـتراتيجية لرفع موقع العـراق عالميا في مؤشر الأمن السيبراني.
يونيباث: كيف تختار وتعد الوزارة فريق الأمن السيبراني؟
اللواء الركن رائد: يتم اختيار أعضاء الفريق من منتسبي الدوائر الفنية الاختصاصية في وزارة الدفاع العراقية ويشترط ان يكون منتسبو هذا الفريق من الضباط والمهندسين ذوي الخبرة والمهارة في مجال الأمن السيبراني بعد اكمال التدقيق الأمني لخلفية الأعضاء المرشحين لهذا الفريق.
يونيباث: ما صرامة القوانين التي بموجبها تتم معاقبة
مرتكبي الجرائم السيبرانية في العراق؟
اللواء الركن رائد: حاليا لا يوجد قانون مُقَر من الدولة العراقية خاص بالجرام الإلكترونية وتوجد مسوده مُعَدّة بانتظار إقرارها من مجلس النواب وبعد ذلك المصادقة عليها من الحكومة. ونحن نتطلع لإقرار هذا القانون لمعاقبة وردع مرتكبي الجرائم الألكترونية ومنع عصابات الجريمة الألكترونية المنظمة من استخدام الشبكة الوطنية في العراق كقاعدة انطلاق لمهاجمة أنظمة دول الجوار بغاية الابتزاز أو التخريب.
يونيباث: ماهو مدى تعاونكم مع الدول الصديقة من أجل تطوير التقنيات السيبرانية؟
اللواء الركن رائد: الأمن السيبراني هو مسؤولية الجميع وأي خرق في أي مكان منعزل له تـأثير مباشرعلى جميع دول العالم. وعندما اقول منعزل اقصد منعزل جغرافيا وليس الكترونيا، فالعصر الرقمي ربط كل بقاع العالم ببعضها ولم يدع مكانا منعزلا، وهذا رغم فوائده العظيمة جلب معه مخاطر عظيمة فرض علينا أن نبقى يقظين دائما لمنع كل من تسول له نفسه استغلال تكنولوجيا المعلومات لارتكاب جرائم سواء كانت محلية ام عابرة للحدود. فشبكة الأنترت والبريد الألكتروني وصفحات التواصل الإجتماعي جعلت من العالم قرية صغيرة وبنفس الوقت جعلت انتشار البرامج الخبيثة والفايروسات اسرع بكثير من تقنيات الحماية. لذلك لابد من التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين الدول الصديقة. ثمة تعاون مع دول صديقة وكذلك حلف الناتو من خلال تقديم الدورات الخاصة في الامن السيبراني وإقامة التمارين والمسابقات مثل مسابقة المحارب السيبراني التي أقامها مكتب التعاون الأمني في السفارة الأمريكية سنه 2020. هذه الدورات والتمارين تعود بالفائدة الكبيرة على المشاركين.
يونيباث: كيف تواكب مديرية الإشارة والاتصالات في
وزارة الدفاع التطور التكنلوجي السريع؟
اللواء الركن رائد: لدينا فريق متخصص بالبحوث ومتابعة التطور التكنلوجي كما اننا نحرص على المشاركة في المؤتمرات والورش الخاصة بالأمن السيبراني. ونعمل مع مراكز البحوث والتطوير التابعة للوزارة والجامعات التكنلوجية من أجل تطوير مهارات كوادرنا. أضافة الى ان لدينا خطط لإرسال منتسبينا لدورات تخصصية في دول الناتو او التحالف. نحن حريصون على استقطاب ذوي المهارات المتميزة من خريجي الجامعات العراقية ومن منتسبي وزارة الدفاع من اجل المحافظة على مستوى الأداء.
يونيباث: هل استخدمت عصابات داعش الإرهابية هجمات سيبرانية ضد مواقع وزارة الدفاع؟
اللواء الركن رائد: كلا لم يسبق لعصابات داعش ان شنت هجوما سيبرانيا على مواقع وزارة الدفاع. ربما يكون السبب هو ان شبكة الوزارة تتمتع بتحصين تقني عالي المستوى وفريق متمرس في أمن المعلومات إضافة الى ان شبكة الوزارة الخاصة بالحركات والقوات هي شبكة مغلقة.
التعليقات مغلقة.