تحت المجهر تشكيل وحدة نخبوية بواسطة Unipath آخر تحديث أكتوبر 21, 2020 شارك Facebook Twitter المقدم الركن حمد بن إبراهيم البرومي ركن أول الوقاية من أسلحة الدمار الشامل في قوات السلطان المسلحة الخبر بقلم أسرة يونيباث والصور بعدستهم في زمن الحرب غير المتناظرة، أصبح تهديد أسلحة الدمار الشامل الشغل الشاغل للمتخصصين في الوقاية من هذا النوع من الأسلحة. حيث بدأت الدول تطوّر من قدراتها الوقائية والتهيؤ لجميع الاحتمالات. التقت مجلة يونيباث مع المقدم الركن المهندس حمد بن إبراهيم البرومي، ركن أول الوقاية من أسلحة الدمار الشامل، في رئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، أثناء فعاليات تبادل الخبرات بين فريق الخبراء التابع للقيادة المركزية الأمريكية والفريق العماني: يونيباث: ما هو انطباعك عن هذا التمرين المشترك بينكم وبين شركائكم الأمريكيين؟ المقدم حمد البرومي: هذا التمرين الذي يتم تنفيذه بالاشتراك مع الجانب الأمريكي في مجال الوقاية من أسلحة الدمار الشامل، تمرين ذو أهمية بالغة لقوات السلطان المسلحة وللهيئة العامة للدفاع المدني والاسعاف التابعة لوزارة الداخلية. إبتدأ التمرين بنسخته الأولى عام 2016. وهو يحاكي التهديدات والأحداث التي حدثت فعلاً على أرض الواقع في أماكن متعددة حول العالم، التهديدات والأحداث المتمثلة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية. ولا يخفى على أحد أن منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تشهدان توترات مستمرة لذا يتحتم علينا أن نكون جاهزين لمواجهة أي سيناريو وذلك من خلال رفع القدرات والكفاءة الميدانية للقوات المتخصصة في مجال الوقاية من أسلحة الدمار الشامل ومساعدة منتسبيها على اكتساب الخبرة والتعرف على التكتيكات الحديثة للقيام بواجباتهم على أكمل وجه. وفي الحقيقة أن الجانب الأمريكي لديه خبراء في هذا المجال، وعليه فوجودهم معنا يمثل فرصة ثمينة للتعلم منهم ومبادلتهم بما نعرف. منذ أن بدأ التمرين عام 2016 كما أسلفت، ونحن نطور فعالياته ونحدثه تبعا لتطور التهديدات والتكتيكات العدائية، وتالياً تطور المعدات والتقنيات المستخدمة في الوقاية من أسلحة الدمار الشامل. يونيباث: هل لك أن تحدثنا أكثر عن عن تطور فعاليات التمرين خلال السنوات الماضية؟ المقدم حمد البرومي: في البدء، كانت مناهج التمرين بسيطة إذ كانت تتمحور حول التعرف على قدرات بعضنا ونتبادل السياقات المتبعة والخبرات، وخلال السنة الماضية حاولنا بالتعاون مع الجانب الأمريكي تطوير خبرات الضباط الشباب في إجراءات العمليات الثابتة ومهارات القيادة عند قادة الفصائل والسرايا الميدانيين والتصدي بفاعلية لأي طارئ يطرأ في قاطع المسؤولية. بينما كان التمرين يركزعلى كيفية التنسيق والتداخل العملياتي بين جميع الوحدات التي تعمل في نفس القاطع إذ لم تعد القوات تعمل منفردة لمواجهة التهديدات، أضفنا لهذه النسخة من التمرين سيناريو اقتحام بناية متروكة مشتبه باستخدامها من قبل مجموعة إرهابية لصناعة قنابل كيميائية واستخدامها بهجوم كيميائي مقبل. مدرب أمريكي يشرح طرق التعامل مع الهجمات الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية. يونيباث: ماهي خططكم المستقبلية لرفع كفاءة منتسبي الوقاية من أسلحة الدمار الشامل في قوات السلطان المسلحة؟ المقدم حمد البرومي: إن قوات السلطان المسلحة تسير ضمن خطة خمسية، وإن شاء الله سوف تتوج الخطة الخمسية القادمة بتمرين كبير مثلما حدث في عام 2018 أثناء التمرين الكبير “الشموخ 2” و “السيف السريع 3” إذ اثبتت القوات العاملة في الوقاية من أسلحة الدمار الشامل بأن لديها القدرة والاحترافية في التعامل مع أي حدث، سواء أكان في مسرح العمليات أم في المناطق المدنية التي تتعرض لهجمات بالأسلحة الكيميائية أو أي حوادث أو مواد مشعة. في خطتنا القادمة لسنة 2020-21 سنقوم بتمرين واسع النطاق ذات سيناريوهات تحاكي أحداثاً أوهجمات بمواد مشعة وكيفية تعامل القوات معها، وسنحاول إشراك الجهات المدنية المتخصصة لتكون مكملة عملياتياً لقوات السلطان المسلحة وللهيئة العامة للدفاع المدني. يونيباث: ماهي أهمية التدريب والشراكة مع حليف قوي مثل الولايات المتحدة؟ المقدم حمد البرومي: في الحقيقة تربطنا مع الولايات المتحدة الأمريكية علاقات وثيقة، علاقات عتيدة وليست وليدة العصر، ويعتبر السفير العماني للولايات المتحدة أحمد بن نعمان الكعبي أول سفير عربي إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أُرسل عام 1840. العلاقة مع دولة عظمى مثل الولايات المتحدة في جميع المجالات وخصوصاً المجالات العسكرية لا يمكن المبالغة في وصف فائدتها. لدى أفراد وصنوف القوات الامريكية خبرات ميدانية وأكاديمية مشفوعة بمعدات عسكرية ذات فعالية ودقة عاليتين. على مر القرن الماضي، اشترك الجنود الامريكان في معارك عدة وجغرافيات وعرة وتحت ظروف جوية قاهرة في أماكن مختلفة حول العالم. جيش من هذا النوع لا بد أن لديه الكثير مما يمكن تقديمه لجيش يتطلع للمعرفة ولديه الاستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل حماية وطنه وأهله مثل قوات السلطان المسلحة. نستفيد غاية الاستفادة من التمارين المشتركة مع القوات الأمريكية سواءً تلك التي ينفذونها في الولايات المتحدة أو خارجها، كما نتعلم الكثير عند زيارة المعاهد العريقة والمراكز التدريبية والاطلاع على المناهج والدورات التدريبية التي يستخدمونها. الأمريكان، على الجانب الآخر، يستفيدون من خبراتنا في معرفة المنطقة وسبل التكيف مع طقس وتضاريس الخليج وتعلم اللغة والثقافات والتقاليد العربية في منطقتنا. يونيباث: كيف تقيم نتائج التدريب؟ المقدم حمد البرومي: كقادة ومشرفين على التمرين، ولله الحمد، نشعر بالارتياح للنتائج ونلمس التطور الكبير من عام لآخر. ونحقق استفادة كبيرة في توحيد المفاهيم والتداخل العملياتي بين فرق الاستجابة للحوادث. كذلك نحن نقوم بتطوير تكتيكاتنا ونضع سيناريوهات جديدة تحاكي آخر التطورات في العالم مما يضعنا في استعداد مناسب للاستجابة لمختلف التهديدات والمخاطر. هذا يجعلنا سعيدين بالنتائج المتحققة ويشجعنا لاشراك جميع الجهات المعنية مثل الخدمات الطبية وغيرها. في الوقت الحاضر نلاحظ أن الخدمات الطبية لها دور كبير في إسعاف المصابين وعملية إنقاذ الأرواح وهذا يعتبر من أولويات التعامل مع الأحداث. يونيباث: هل لديكم خطط لتكرار سيناريو هذا التمرين المشترك خلال السنة؟ المقدم حمد البرومي: بالتأكيد، نحن نحاول مراجعة سيناريوهات التمرين وننفذه لوحدنا للتأكد من أننا اتقنا كل الخطوات التي قمنا بها مع الفريق الأمريكي. كذلك لدينا خطة تدريبيبة سنوية للجيش السلطاني العماني والقوة البحرية السلطانية العُمانية والقوة الجوية السلطانية العمانية، والدورات مستمرة في مجال الاستطلاع والتطهير سواء للضباط أو ضباط الصف. وتعتمد رئاسة أركان القوات المسلحة خططاً تطويرية عملياتية وتثقيفية بما فيها المشاركة في المؤتمرات وورش العمل والندوات الدولية التي تقيمها منظمة الحد من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ووكالة الطاقة الذرية وبالتالي تعود علينا هكذا مشاركات بالفائدة واكتساب الخبرات. يونيباث: تجهيزات الوقاية ضد أسلحة الدمار الشامل التي يرتديها الجنود قد تحد من تحملهم وقدرتهم على العمل في ظروف قاهرة، ماهي الإجراءات المتخذة لتطوير قدرات الجنود المختصين؟ المقدم حمد البرومي: لدينا تمارين مستمرة على مدار السنة لرفع الكفاءة والحفاظ على الجاهزية في مجال الوقاية من أسلحة الدمار الشامل. نحن نعرف أننا نعيش في منطقة حارة في الصيف فعملية ارتداء معدات الوقاية من الأسلحة الكيمائية والبيولوجية مثل القناع الواقي تحتاج إلى استمرارية في التدريب لكي يتكيف الفرد للعمل في حرارة الشمس بكامل التجهيزات لأوقات طويلة. يونيباث: ماهو حجم الفريق الذي اشترك في هذا التمرين؟ المقدم حمد البرومي: عدد المشاركين يتجاوز الـ 150 شخص من ضباط وضباط صف وجميعهم متخصصون في الوقاية من أسلحة الدمار الشامل. نلاحظ من سنة لأخرى تزايد الأعداد كما يكون حجم السيناريو والمعاضل المفتعلة أكثر دقة وتعقيداً. كذلك استخدام الأجهزة الحديثة المتوفرة لدى قوات السلطان المسلحة أو التي يجلبها الجانب الأمريكي من أجل الاطلاع عليها وتعلم تشغيلها وكيفية التعامل معها. يونيباث: هل لك أن تتحدث عن برنامج وكالة وزارة الدفاع الأمريكية المعنية بخفض التهديدات لتوفير المعدات (دترا)؟ المقدم حمد البرومي: طبعا نتيجة الشراكة والتعاون بين سلطنة عمان والولايات المتحدة، تلعب سلطنة عُمان دوراً كبيراً بتقديم المساعدة للولايات المتحدة على جميع الأصعدة. ولدينا اتفاقية تعاون مشتركة مع الجانب الأمريكي ومن خلالها تقدم الولايات المتحدة بعض التقنيات والمعدات، ولله الحمد، سينال قسم الوقاية من أسلحة الدمار الشامل في القوات السلطانية بعض الأجهزة المتطورة من الجانب الأمريكي، أسلحة الكشف الكيميائي والأشعاعي والبيلوجي إضافة إلى معدات التطهير وبعض تقنيات الوقاية وإن شاء الله ستتضح الصورة في الأشهر القادمة و بعد الاجتماعات والمداولات لإستحصال الموافقة من القيادة العليا لقوات السلطان المسلحة. وفور وصول هذه المعدات، سوف نباشر العمل مع الجانب الأمريكي للتدريب على كيفية تشغيلها والآلية المتبعة في التعامل معها. يونيباث: ماهي الغاية من إشراك هيئة الدفاع المدني والقوات الجوية والبحرية والجيش في هذا التمرين؟ المقدم حمد البرومي: لا يخفى عليك أن أسلحة الدمار الشامل لا تقتصر على الجانب العسكري، بل إذا لا قدر الله وحصل هجوم أو حادث كيميائي أو بيولوجي أو اشعاعي سيؤثر على الجانب العسكري والمدني لذلك لابد من إشراك جميع القطاعات التي يمكن أن تشترك في مجابهة هكذا هجوم أو الحد من تأثيره. الهيئة العامة للدفاع المدني والقوات المسلحة يعملان سوية ويتبادلان الأدوار تبعا لنوع التهديد، فالهيئة العامة للدفاع المدني هي المسؤولة عن الاستجابة لأي طارئ في وقت السلم، خصوصا عند حدوث أي تسرب للمواد الداخلة في صناعة البتروكيمياويات، وتأتي قوات السلطان المسلحة في المرتبة الثانية لتقديم الدعم المطلوب في جهود عزل المنطقة وأحيانا إجلاء السكان. أما في حالة وجود عمليات عسكرية، فستكون قوات السلطان المسلحة هي المستجيب الأول وهيئة الدفاع المدني تقدم الدعم. أضف إلى أن اشراك مختلف مؤسسات الدولة سيكسب كوادرها الخبرة في مجال تنسيق الجهود والعمل المؤسساتي المشترك عند الأزمات. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.