تحت المجهر بسالة طيارين بواسطة Unipath آخر تحديث يوليو 19, 2019 شارك Facebook Twitter أربعة طيارين باكستانيين ينقذون متسلقي جبال بريطانيين من مرتفعات شاهقة الرائد مظفر أحمد، القوات المسلحة الباكستانية كان يوم 29 أيار/مايو 2018 يومًا هادئا ومشمسًا قام فيه ثلاثة متسلقين متمرسين — بروس نورماند وتيموثي ميلر وكريستيان هوبر — بالبدء في رحلة إلى قمةاولتار سار في باكستان. جاء نورماند وميلر من بريطانيا، وانضم هيوبر إليهم من النمسا. كان لدى جميع المتسلقين الثلاثة محبة خاصة للمناطق الشمالية من باكستان، ويتضح ذلك من رحلاتهم إلى قمم الجبال الأخرى خلال مواسم التسلق السابقة. بعد أن سافروا جواً إلى جيلجيت، و مروا عبر جني ميدوز، اقاموا في منتجع على ضفة النهر في هونزا. كان الوقت والطقس مثاليين للقيام بالرحلة. ولأنهم كانوا حريصين على الاقتراب من وجهتهم، فقد ساروا بمحاذاة نهر هونزا لمدة تتراوح من خمس إلى ست ساعات، ووصلوا إلى كرمباد. وأضفى الصوت المنعش المستمر للنهر المتدفق بمحاذاة الطريق المزيد على تحمسهم. لا شك أن تسلق قمة “أولتار سار” كانت ستمثل مهمة شاقة، لكن عزمهم كان أعلى من القمة نفسها. قمة اولتار سار (المسماة أيضا أولتار، وأولتار الثانية، وبوجوهاغور دوناسير الثانية) هي أعلى قمة رئيسية في الجنوب الشرقي لباتورا موزتاه، وهي قمم متفرعة عن جبال كاراكورام. وتقع على بعد 10 كيلومترات شمال شرق كرمباد، وهي بلدة على طريق كاراكورام السريع في وادي هونزا. على ارتفاع 24,238 قدمًا، لا تعد قمة اولتار سار واحدة من أعلى قمم كاراكورام فقط ولكنها مشهورة أيضاً بارتفاعها الهائل فوق التضاريس المحلية. ويقع جانبها الجنوبي على ارتفاع 17,388 قدم فوق نهر الهونزا بالقرب من كريمباد. وهي قمة مذهلة بصرياً في مجموعة جبال باتورا في كاراكورام. القمم المحيطة البارزة التي تغطي اولتارهي قمم ليديفينجر، وماربل، وهارشيندر، وباسو، وديران. وتشمل الأنهار الجليدية الشهيرة في المنطقة عطاباد، وأولتار، وحسن أباد، وباتورا. أربعة طيارين أبطال لطائرات هليكوبتر باكستانية يقفون مع اثنين من المتسلقين البريطانيين الذين أنقذوهم. القوات المسلحة الباكستانية وهي قمة صعبة من الناحية الفنية بالنسبة لمتسلقي الجبال لأنها تحتوي على جليد ثابت، وصخور متدلية، وصدوع، وتلال حادة. في الماضي، حاولت مجموعات كثيرة تسلقها لكن أغلب المحاولات باءت بالفشل. وكانت المجموعة الوحيدة التي استطاعت تسلق هذه القمة بنجاح كانت مجموعة يابانية وحدث ذلك في عام 1997. كان نورماند، وهو فيزيائي عمره 51 سنة، هو قائد الفريق المكون من ثلاثة أشخاص. وكان قد زار باكستان 13 مرة للمشاركة في رحلات تسلق. ولكن ميلر، وهو طالب جيولوجيا يبلغ من العمر 21 عاما، كان يحاول لأول مرة تسلق جبل في باكستان. انتقلت المجموعة من كاريمباد إلى شاهاباد حيث مكثوا هناك لمدة أسبوعين للتأقلم. وصل الفريق إلى معسكر الأساس في أحمد آباد بتاريخ 18 حزيران/ يونيو 2018، وتجهزوا بالكامل بمعدات التسلق المطلوبة. وبعد ذلك بيومين، وباستخدام تقنيات التسلق المستخدمة في تسلق جبال الألب، بدأوا في تسلق قمة أولتار ستار بوجود الطقس المثالي. كان أسلوب تسلق الجبال المفضل لديهم هو الاكتفاء الذاتي، وحمل كل الغذاء والمأوى والمعدات الخاصة بهم معهم خلال عملية التسلق. أثناء سيرهم على مراحل نحو المخيم 1 والمخيم 2، بدأوا يواجهون صعوبات من التلال المتدلية وبدأت المخاوف تنتابهم من الطقس الغادر. وفي السابع والعشرين من حزيران/يونيو، تحول الطقس إلى ما هو أسوأ كثيراً مما كان متوقع. وعلى ارتفاع يزيد قليلا عن 19700 قدم، أجبرتهم عاصفة ثلجية على التخلي عن خططهم. أثناء انتظارهم فرصة للنزول، حفروا منصة في الثلج لخيمتهم التي تتسع لثلاثة رجال في المعسكر 2. وفي ليلة 29 حزيران/يونيو، في حوالي الساعة الواحدة صباحاً، دفنهم انهيار جليدي تحت 6 أقدام من الجليد. وبدأ الكفاح من أجل البقاء. شق ميلر طريقه من خيمتهم المدفونة بمشقة كبيرة، ودفع نفسه إلى السطح قبل أن يبدا الحفر لإنقاذ حياة رفاقه المدفونين تحت الثلج. قام ميلر بسحب نورماند نصف الحيمن شبه فتحة هوائية. ومعاً، بحثوا عن مكان وجود هوبر. استغرق الأمر أكثر من ساعة للعثور على زميلهم النمساوي، ولكن هيوبر كان قد اختنق تحت وزن الانهيار الجليدي قبل أن يتمكنوا من إنقاذه. كان عمره 40 سنة فقط. وقال نورماند فيما بعد: “إننا نشعر بالانزعاج والحزن الشديد لأننا لم نتمكن من إنقاذ رفيقنا. وعلاوة على ذلك، نشعر بالأسف لأفراد الأسرة، ولا سيما ابن كريستيان الوحيد، لأن محبوبهم قد توفي.” وبمجرد خروجهما من الخيمة المدفونة، وجد الإثنان نفسيهما محاصرين في عاصفة ثلجية، وكانا يرتديان فقط طبقات الأساس الرقيقة من الملابس. كان عليهم أن يحفروا لإخراج معداتهم كي يتجنبوا الإصابة بقضمة الصقيع. قام ميلر و نورماند بالإبلاغ عن حالتهما باستخدام هاتف قمر صناعي متصل بمشغل رحلتهم وطلبا أن يتم إنقاذهما بمروحية. للأسف، في 30 يونيو، لم يكن الطقس ليسمح بمحاولة الإنقاذ. وأمضى متسلقا الجبال الناجيان يومين في خيمتهما التالفة، في انتظار أن تهدأ الأحوال الجوية قبل أن تسنح لهما الفرصة كي يتم نقلهما جوا إلى بر الأمان. وعلى الرغم من أن الطقس كان لا يزال غير موات، أقلع طيارو سرب القوات الجوية الباكستانية رقم 5 من سكاردو إلى قمة اولتار في 1 تموز/يوليه في الساعة الخامسة صباحاً. بعد ساعة من ذلك، وصل التشكيل المكون من طائرتين عموديتين من طراز إكوريول يقودها الرائد فخار عباس، مع الطيار المساعدإرتضى علي حمداني، والرائد عابد رفيق، مع الطيار المساعدالرائد ضياء الرحمن. وبعد التزود بالوقود، أقلعوا مرة أخرى ووصلوا في حوالي الساعة 6:30 صباحاً إلى منطقة الانهيار الجليدية التي تقع على بعد 4 أميال تقريبا فوق مستوى سطح البحر. وحلقوا حوالي 20 دقيقة لمعرفة الموقع بالضبط. ثم بدأ التحدي الحقيقي. فبحسب ما قاله قائد التشكيل الرائد فخر العباس: “بدأنا بتحليل الموقع لمعرفة إمكانية الهبوط. كان ارتفاعاً شاهقاً. ما اثار خوفنا لم يكن هناك اي من الوسائل الأساسية للهبوط مثل جورب الرياح، أية دلالة على مهبط طائرات الهليكوبتر، أو الأرض المستوية، أو أي ميزة تسهل مهمتنا. قمنا بعدة محاولات للتحقق من تكوين الهبوط وتوافر بعض الهوامش الآمنة. على الرغم من عدم مواتاة الهوامش بشكل كبير، ودرجة الحرارة السائدة التي كانت 2 درجة مئوية تحت الصفر، إلا أننا خططنا أخيرا للهبوط. هبط الرائد عابد رفيق على صخرة جليدية بشكل احترافي للغاية، والتقط تيم ميلر وكريتسان المتوفى [هوبر]. ثم قمت بمحاولة، والتقطت السيد بروس نورماند باستخدام المعدات وطرت إلى الوراء. كان هذا هبوط تاريخي غير مسبوق على الإطلاق على ارتفاع 19700 قدم. كان من شأن أي خطأ صغير أو خطأ في التقدير أن يودي بحياتنا جميعاً مكوثنا على الحافة الحادة”. وعند الساعة السابعة والنصف صباحاً هبطت الطائرات العامودية بسلام في هونزا. وقد حظيت هذه المهمة الجريئة التي قام بها الرائد فاخار عباس وفريقه في ظروف غير عادية وصعبة بالاعتراف والإشادة ليس فقط من جانب سكان الجبال بل أيضاً من جانب المفوضية السامية البريطانية في باكستان، ووسائط الإعلام الدولية. ولم يرفع العمل الرائع الذي قام به الطيارون التابعون للجيش الباكستاني فقط من معنويات متسلقي الجبال الذين يرغبون في زيارة باكستان لتسلق القمم المختلفة، بل حسّن أيضاًصورة باكستان على الصعيد الدولي. نحن فخورون حقاً بطيارينا الذين لا يثبتون حماستهم في حرب باكستان ضد الإرهاب فحسب، بل يضطلعون أيضا بدور هام في أعمال الإغاثة في حالات الكوارث وفي القيام بمهام الإنقاذ بالطائرة في ظروف صعبة. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.