تحت المجهر المصالحة السياسية في طاجيكستان بواسطة Unipath آخر تحديث يناير 17, 2020 شارك Facebook Twitter يمكن لإعادة دمج المتطرفين التائبين أن تساهم في تنمية البلاد رستم حيدروف، دكتوراه، أكاديمية العلوم بجمهورية طاجيكستان ينبغي إسدال الستار على حقبة المواجهة بين الطاجيك في عام 2019. وابتداءً من عام 2020، ينبغي أن تبدأ مرحلة جديدة، حقبة جديدة من التنمية في طاجيكستان ،في إطار الوفاق الوطني، تعزز الصورة الدولية الإيجابية للجمهورية. ويتعين على جميع الطاجيك أن يتحدوا وأن يركزوا على تنفيذ الهدف الاستراتيجي الرابع لدولتنا: توسيع العمالة المنتجة من خلال التصنيع. اليوم، العالم منغمس في العولمة، التي تتسم بجوانب إيجابية وسلبية على حد سواء. هذا الأمر صحيح عندما يتعلق بمشكلة عالمية مثل انتشار إيديولوجية التطرف والتشدد الديني. تواجه الكثير من البلدان، التي تستخدم مختلف الأساليب والأدوات – مع مراعاة قدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية — صعوبات في مواجهة هذا التهديد العالمي. ومن المهم التذكير بأن بلدنا يواجه منذ عدة عقود تهديدات تأتي من مختلف المنظمات المتشددة والمتطرفة دينياً. وبطبيعة الحال، شهدت طاجيكستان نجاحات وانتكاسات على حد سواء. إن قيادة طاجيكستان، التي تكافح مظاهر التشدد والتطرف الديني، سعت لتحقيق وتتابع هدفا واحدا فقط — ضمان سلامة مواطني دولتنا والحفاظ على السلام والاستقرار في طاجيكستان. لقد اجتزنا المرحلة الصعبة المتمثلة بتشكيل دولتنا: من الصراع إلى فترة ما بعد الصراع، وأخيراً، تحقيق السلام الكامل في أرضنا. وبعد تحقيق هذا السلام، بدأت ثقافة سياسية جديدة تتشكل تدريجيا في طاجيكستان. لقد تعلمنا نحن المؤيدين للحكومة وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم معارضين لها أن نتعايش في فترة ما بعد الصراع. من شأن مشاريع مقترنة بالمصالحة السياسية، مثل محطة روغون الكهرومائية، أن تساعد طاجيكستان على تحقيق قدر أكبر من الاستقرار.رویترز وقد أقيم حوار بين السلطات وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم المعارضة السياسية، ولم يتأثر المشهد السياسي لمجتمعنا بالاتجاهات السلبية. ولكن، كما أظهر التاريخ الحديث لتنمية دولتنا، لم يتم حل جميع تناقضات المعارضين السياسيين السابقين في فترة ما بعد الصراع. ولعل الحوار بين مختلف القوى السياسية في المجتمع الطاجيكي قد ضعف في مرحلة ما، ونتيجة لذلك، وجد بعض ممثلي جماعات المعارضة أنفسهم خارج البلاد. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن أن يحدث هذا؟ إن الإجابة على هذا السؤال صعبة للغاية، ولكنني أود أن أحاول ايجاد الجواب. قطبان سياسيان تبين الممارسة السياسية العالمية أنه يتم الحفاظ على التوازن السياسي في مجتمع معين من خلال المواجهة بين قطبي النخبة السياسية — ما يسمون بالصقور الذين يحلون معظم المشاكل بالقوة وما يسمون بالحمائم الذين يقترحون حل مشاكل المجتمع من خلال الحوار البناء ومفاوضات السلام. ويمكن رؤية هذا الاتجاه بوضوح في مثال معارضة النخب السياسية في بلاد الغرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية. وأعتقد أنه قبل بضع سنوات فقط، كان هذا هو الحال في طاجيكستان، عندما اختل التوازن بين قطبي النخبة السياسية الطاجيكية، ولم يعد من الممكن إقامة حوار بنّاء مع المعارضين السياسيين للحكومة الرسمية. بيد أن المشهد السياسي في طاجيكستان يشهد اليوم تحولاً، كما أنه يجري في الوقت الحالي النهوض بمستوى الثقافة السياسية. ويحدث هذا لأن النخبة السياسية تبدأ في التركيز على مبادئ البراغماتية والسياسة الحقيقية. وبفضل الإجراءات التي اتخذها هؤلاء البراغماتيون، نجحت حكومة طاجيكستان، بتهيئتها للظروف المواتية، في إعادة أكثر من 50 زعيما وعدة مئات من المنتسبين للجماعات المتشددة والمتطرفة دينياً إلى وطنهم. وقد أتيحت لهؤلاء المواطنين فرصة إعادة الاندماج في المجتمع الطاجيكي. وفي رأيي أن النخبة السياسية الحديثة في طاجيكستان بدأت تدرك أن مستقبل طاجيكستان يعتمد على توحيد جميع القوى التقدمية في بلدنا. أعتقد أنه من الممكن ألا نحب هذه السلطة أو تلك في البلاد، ولكن من المستحيل ألا نحب الوطن الأم. إن الوطنية، في رأيي، هي سمة من سمات العقلية الطاجيكية. إن ممثلي أمتنا، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية، وبدون استثناء، يحبون وطنهم، وطننا الحبيب — طاجيكستان. وينطبق ذلك على مؤيدي الحكومة الرسمية ومعارضيها السياسيين. ومن الطبيعي أن يطرح السؤال التالي: هل تمثل عودة المعارضين السياسيين الطاجيك للحكومة الحالية حدثاً إيجابياً لطاجيكستان؟ بالتأكيد، نعم. سأرحب شخصياً بذلك الشخص أو المجموعة السياسية التي يمكنها أن تضمن السلام والاستقرار في بلدي. وإذا كانت عودة خصومنا السياسيين تسهم في الأمن، فإنني أرحب بهذا التطور. وأنا على يقين تام من أن عودة أي معارض طاجيكي هي خطوة أخرى نحو ضمان السلام على أرض طاجيكستان. الحاجة إلى الدعم خُدِعَ بعض الطاجيك بإيديولوجيات متشددة ومتطرفة دينيا قادتهم إلى الخارج للانضمام إلى منظمات متشددة ومتطرفة دينيا. وبناءً على ذلك، يجب أن نساعد هؤلاء الضحايا على العودة إلى ديارهم وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع. تحاول النخبة السياسية الطاجيكية اليوم وضع استراتيجية وآليات لمساعدة هؤلاء الضحايا. الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمون، إلى اليسار، يحضر اجتماع رؤساء دول المنطقة في حزيران/يونيو 2019 مع الرئيس القيرغيزي سورونباي جينبيكوف. أسوشييتد برس ولكننا في طاجيكستان لا نملك سوى القليل من الخبرة في هذا الجانب. وسنرحب بأي مشورة أو مساعدة في هذا المجال من شركائنا الموثوق بهم — الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا العظمى وفرنسا. فقد وقفت هذه البلدان إلى جانبنا في أصعب فترة مر بها بلدنا وقدمت دائما المساعدة لتعزيز أمننا واستعادة عافية اقتصادنا. ونحن ممتنون لهذه المساعدة القيمة والمحايدة من قبل شركائنا الغربيين. ومن الواضح تماما أن جمهوريتنا الفتية بحاجة إلى تعزيز سيادة القانون مع تقيد صارم بحقوق الإنسان. وفي رأيي أن بعض المشاكل التي لم تحل في هذا المجال تتعلق بحقيقة أن طاجيكستان لا تزال بحاجة إلى المشورة والمساعدة لمعالجتها. تسعى طاجيكستان إلى التعلم من تجارب الديمقراطيات الرائدة في العالم فيما يتعلق بمسائل سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان. وأنا على يقين بأنه لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه من شركائنا الغربيين. لذلك، في هذا المجال، يحتاج بلدنا إلى المعرفة والتكنولوجيا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. وطاجيكستان بحاجة أيضا إلى مساعدة المجتمع الدولي لمكافحة مظاهر التشدد والتطرف الديني في مجتمعنا. بسبب الافتقار إلى الخبرة، نواجه صعوبة في التعامل مع هذه الامور. في مجتمعنا، يدرك عدد متزايد من الناس ضرورة استخدام أساليب ووسائل أخرى لمكافحة هذه التهديدات. ويجب أن نتعلم تنفيذ تدابير وقائية لمكافحة هذه الظواهر. وأعتقد أيضا أننا بحاجة إلى إنشاء العديد من المراكز المتخصصة لمساعدة ضحايا الآيديولوجيات المتشددة والمتطرفة دينياً التي يمكن أن توفر لهم المساعدة النفسية والقانونية وغيرها من المساعدات الضرورية. وفي هذا الشأن، نأمل في الحصول على دعم شركائنا الأجانب. وبما أننا نشترك بحدود مع أفغانستان، فإن مجتمعنا قد يتعرض لخطر انتشار الآيديولوجيات الدينية المتشددة والمتطرفة. يمكن للمنظمات الدولية أن تساعد ضحايا الآيديولوجيات الدينية المتشددة والمتطرفة في طاجيكستان وأن تُعجّل بعودتهم الطوعية إلى طاجيكستان. ومع ذلك، وكما يتبين من الممارسة، فإن بعض الجهات الأجنبية تدعم عن دراية أنشطة مختلف الجماعات الطاجيكية المتشددة والمتطرفة دينياً. ولكن لأي غرض؟ أنا على يقين بأن بعض القوى المدمرة الموجودة خارج طاجيكستان، مهما حاولت جاهدة، لن تقدر على استخدام الجماعات الطاجيكية المتطرفة الصغيرة لزعزعة استقرار طاجيكستان. إن قادة المنظمات الطاجيكية المتشددة والمتطرفة دينياً الموجودة خارج طاجيكستان بحاجة إلى تقييم واقعي للحالة الجيوسياسية حول طاجيكستان، وإلى إدارك أنهم لن يتمكنوا من زعزعة استقرار طاجيكستان سواء اليوم أو بعد 10 أو 20 عاما. لا أحد يريد بؤرة ساخنة ثانية للصراع العسكري السياسي الدائم في آسيا الوسطى. تعزيز الحوار، وتقليل المواجهة اليوم، وبسبب قيامهم بتهيئة الظروف لعودة ضحايا الآيديولوجيات المتشددة والمتطرفة دينياً، يؤسس السياسيون الواقعيون في طاجيكستان نموذجاً جديداً للعلاقات بين السلطات الرسمية وجماعات المعارضة. في رأيي أنهم يؤكدون أن وضع “الصقور” الطاجيك في طاجيكستان يضعف تدريجياً. وأنا على يقين تام من أن أغلبية الطاجيك تحبذ عصراً جديداً من التنمية لبلدنا في إطار توافق وطني في الآراء، ونمو اقتصاد مسؤول اجتماعياً، وتعزيز الصورة الدولية الإيجابية لطاجيكستان. وفي رأيي أنه يتعين على جميع الطاجيك في العقد المقبل أن يتحدوا ويركزوا على تنفيذ الهدف الاستراتيجي الرابع لدولتنا — وهو إيجاد فرص عمل جيدة من خلال التصنيع. وأعتقد أن النخبة السياسية الجديدة في طاجيكستان بدأت تتخذ الخطوات الأولى لحل المواجهة بين الطاجيك، حيث أنها تهيئ الظروف للعودة الطوعية للعديد من المعارضين السياسيين إلى وطنهم وإعادة إدماجهم في المجتمع. يمكن أن يصبح الأعضاء السابقون في الجماعات المتشددة والمتطرفة دينياً، الذين لديهم اتصالات معينة مع أشخاص متشابهي التفكير، جسراً يربط بين النخبة السياسية الحالية في طاجيكستان وجماعات المعارضة الطاجيكية في الخارج. لدى الأعضاء السابقين في الجماعات الدينية المتشددة والمتطرفة الذين عادوا طوعا إلى طاجيكستان، بعد أن أدركوا أخطاءهم، الآن أيضاً فرصاً جيدة لإطلاق آلية لحل المواجهة بين حكومة طاجيكستان ومعارضيها السياسيين. العلاقات الدولية الحديثة آخذة في التطور في شكل حوار مستمر. الحوار اليوم هو الأداة الرئيسية للسياسة الدولية. إن الاستخدام الماهر لهذه الأداة يمكن أن يحل العديد من الصراعات والتناقضات بين البلدان والجماعات السياسية والدول. أعتقد أن القدرة على إجراء حوار مع خصومهم الإيديولوجيين سمحت للعديد من ضحايا الإيديولوجيات المتشددة والمتطرفة دينيا أن يدركوا بأن مسارهم السياسي خاطىء وأن يعودوا إلى وطنهم. وقد أصبحت العودة الطوعية لهؤلاء الناس اتجاهاً سائداً اليوم. وآمل أن يجد المعارضون الأيديولوجيون الآخرون لحكومة طاجيكستان الشجاعة للاعتراف بأخطائهم والعودة الطوعية إلى وطنهم. وأعتقد أنهم، مثل جميع سكان طاجيكستان، مهتمون بالحفاظ على الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي لطاجيكستان. العنف ليس أسلوبنا. وفي الختام، أود أن أشير إلى أنه خلال عملية التنمية السياسية والاقتصادية لدينا لم يسر كل شيء بسلاسة. فقد كانت هناك نجاحات وإخفاقات. ولكن في كل مرة، وبفضل الوطنيين الحقيقيين في طاجيكستان، تغلب بلدنا على جميع الأزمات. وأعتقد أننا سنتمكن نحن الطاجيك، المتحدين في حبنا الصادق لطاجيكستان، من فهم بعضنا البعض ومن التسامح مع بعضنا البعض، وإزالة جميع التناقضات، وفتح صفحة جديدة في تاريخ تطور دولتنا. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.