التقاء العقول الإعلامية
وفد عراقي يسعى لزيادة التعاون مع الجيش الأمريكي لمواجهة الدعايات التي يشنها المتطرفون
ماإن أعلنت الولايات المتحدة أنَّ بعثتها في العراق ستكتفي بتقديم المشورة والدعم والتمكين حتى وصل وفد عراقي إلى الولايات المتحدة للحديث عن أفكارهم الناجحة والتشاور حول موضوع شديد الأهمية خلال سعيهم لمكافحة التطرف العنيف: كيفية إجراء حملات إعلامية ضد الإرهابيين الذين يشنون حرباً أيديولوجية عبر الإنترنت.
اختلفت الوزارات التي جاء منها هؤلاء المندوبون، لكنهم اتفقوا في التزامهم المشترك بتحسين الإعلام العراقي خلال مكافحة هؤلاء الإرهابيين البارعين في استخدام وسائل الإعلام. وكان من بينهم اللواء يحيى رسول، مدير مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي بوزارة الدفاع العراقية؛ واللواء سعد معن، رئيس خلية الإعلام الأمني العراقية؛ اللواء عثمان مصطفى، مدير عام الإعلام والتوعية الوطنية بوزارة البيشمركة.
كما رافق الوفد مدنيان يعملان في الأمن العراقي: الدكتور حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، والسيد صباح نوري النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ومستشار قائد الجهاز.
من الجدير بالذكر أن هذا الحدث كان جزءًا من سلسلة من التبادلات لزيادة التعاون وفهم التهديدات المعادية المتعلقة بالمعلومات.
كانت المحطة الأولى هي مقر القيادة المركزية الأمريكية بولاية فلوريدا، حيث أجرى العراقيون مناقشات مع كبار قادة الجيش الأمريكي وشاهدوا عمليات الإنترنت والعمليات الإعلامية التي تجريها القيادة. وتلقوا تطمينات بأنَّ سلام العراق وأمنه ما يزالان يمثلان أولوية قصوى لشركاء الولايات المتحدة.
ثم سافروا إلى كلية عمليات القيادة والسيطرة والمعلومات المشتركة في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية بولاية فيرجينيا.
ولكم أسعدتهم إمكانيات تكثيف التعاون مع الولايات المتحدة في العمليات الإعلامية بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن أي دور قتالي في العراق في كانون الأول/ديسمبر 2021.
وتحدث اللواء يحيى عن معارك تحرير العراق من دنس داعش، حين عملت مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي بوزارة الدفاع مع القوات الأمريكية والقوات متعددة الجنسيات لتصميم حملات إعلامية احترافية لمواجهة الدعاية المعادية، وأعرب عن رغبته في استمرار هذا التعاون.
وقال عقب انتهاء الزيارة: زاشتد اهتمامنا ببرنامج العمليات الإعلامية بجامعة الدفاع الوطني، ونحن في أمس الحاجة لمثل هذه البرامج عظيمة النفع للمختصين في هذا المجال. نحتاج في العراق إلى التدريب والتطوير للوصول إلى مستوى القوات الأمريكية في هذا المجال.س
ويدير اللواء معن خلية الإعلام الأمني المسؤولة عن دحض الخطاب الارهابي ونشر خطاب سلمي متحضر بدلاً عنه. فأشاد بالمساعدات المستمرة التي تقدمها القيادة المركزية الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب، ومنها إدارة مراقبة الخطاب المتطرف التي يديرها العراقيون في بغداد.
وقال: زالشراكة بين خلية الإعلام الأمني وقوات التحالف متينة وقائمة على أسس المهنية والاحترافية والتعاون المستمر والتنسيق رفيع المستوى لتحقيق الغاية المتمثلة في دحر داعش والحفاظ على أمن العراق واستقراره.س
وأضاف قائلاً: زتكمن أهم نقطة للتعاون بين خلية الإعلام الأمني وقوات التحالف في تحليل الاتصالات الإرهابية وكشف أكاذيب داعش على وسائل الإعلام الاجتماعي.س
وفي حديثه باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، شدَّد صباح النعمان على أنَّ التحليل الإعلامي الذي تجريه القيادة المركزية لكشف المحتوى المتطرف ومكافحته يكمل أنشطة العراقيين.
ونوَّه قائلاً: زكانت الأفكار التي ناقشناها خلال الزيارة شديدة الأهمية، وكانت وجهات نظر القيادة المركزية موحدة وإيجابية في تشخيص وتحديد أطر التعاون الاستراتيجي في مجال مكافحة الفكر المتطرف ومساندة الحكومة العراقية.س
وذكر اللواء عثمان أنَّ الحرب السيبرانية والتلقين الايديولوجي عبر الإنترنت ما يزالان من التهديدات الجسيمة التي لا يسلم منها العراق ولا تسلم منها المنطقة والعالم أجمع. وحثَّ العراق والولايات المتحدة على العمل بروح الفريق الواحد لمكافحة الفكر المتطرف الذي زرع الإرهاب والترهيب في المجتمع.
وقال: زانتهت حرب السلاح والعتاد ضد داعش، ولكن نشبت حرب جديدة، وهي حرب إعلامية ونفسية. وهذه الحرب تتطلب منا أن نتكاتف ونوحد القوى والقدرات لمواجهتها.س
وأشاد اللواء عثمان، وهو قيادي في قوات البيشمركة الكردية، بمركز العمليات الإعلامية التابع للقيادة المركزية وأعرب عن تأييده لافتتاح مركز مماثل في الأراضي العراقية وضرورة وجود جهد إقليمي لفضح الفكر الإرهابي وسمومه مثل تجنيد الأطفال في مخيمات اللاجئين.
وقال: ستوجد مراكز مماثلة في دول حليفة في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وكان استعراض عمل المركز الأمريكي تجربة جديدة بالنسبة لي، وهو مركز مهم وحيوي.ز
ويرى اللواء معن أنَّ الرحلة إلى الولايات المتحدة إنما هي ثمرة من ثمار شراكة مستمرة سيكون الدور الأكبر فيها للتشاور.
وقال: زلا شك أنَّ تبادل الخبرات مع الأصدقاء في القيادة المركزية عاد بالنفع على الجانبين وعزز أواصر الثقة والعمل المشترك.س
ونختم بقوله: زكانت الزيارة الأخيرة عظيمة النفع وحققت الكثير من حيث التعاون، إذ نتعرف في كل زيارة على برامج مهمة وفريق عمل جديد جعلنا نطمح إلى تطوير قدراتنا في مواجهة الخطاب الإرهابي.س
التعليقات مغلقة.