التزام الشراكة في شمال الخليج العربي
قائد القوة البحرية العراقية يركز على تحديث مهارات بحارته والتكنولوجيا الموجودة على متن قواربه
أسرة يونيباث | الصور بعدسة البحرية العراقية
برغم تداخل المياه الإقليمية العراقية ومحاولة عصابات الجريمة المنظمة القيام بأنشطتها الإرهابية، أثبتت القوة البحرية العراقية قدرتها على حماية الملاحة الدولية في منطقة شمال الخليج العربي، كما لعبت دوراً مهماً مع الشركاء الإقليميين والدوليين في تأمين منطقة الخليج العربي. التقت مجلة «يونيباث» مع الفريق بحري أحمد جاسم معارج، قائد القوة البحرية العراقية، الذي تحدث عن إنجازات البحرية العراقية وعن الشراكة الدولية وعن خططه لتطوير قدرات العراق البحرية.
يونيباث: كيف تنفذ البحرية العراقية مهامها؟
الفريق معارج: تعمل قيادة القوة البحرية على حماية المياه الإقليمية والساحل العراقي، إضافة الى حماية الموانئ النَّفطية ومنصات التحميل الإضافية، وتتضمن المسؤوليات حماية ميناء «الفاو»، والموانئ التجارية كميناء «أم قصر» الشمالي والجنوبي وميناء «خور الزبير»، ومدينتي «أم قصر» و«خور الزبير»، والقيام بواجبات البحث والإنقاذ في البحر.
يونيباث: ما التحديات التي تواجهكم في تنفيذ هذه المهام في البحر؟
الفريق معارج: توجد عدة تحديات تواجه قيادتنا في تنفيذ واجباتها؛ وأهمها تداخل المياه الإقليمية مع الدول المجاورة، وهذا يعتبر أكبر تحدٍ تواجهه قيادتنا. وكذلك كثرة الحركة البحرية التجارية وخاصة القوارب المصممة لصيد الأسماك بالقرب من الموانئ النَّفطية وساحة العمليات البحرية، وقد تُستخدم هذه القوارب في مختلف الأعمال غير المشروعة كالقرصنة وتهريب المخدرات إلى جانب استخدامها لصيد الأسماك. وقد عملنا جاهدين للحد من العمليات غير الشرعية في البحر من خلال تكثيف الدوريات والكمائن البحرية في المنطقة.
يونيباث: ما دور الشراكات الدولية في الدفاع عن حرية الملاحة في منطقة الخليج العربي؟
الفريق معارج: إن التهديدات في المجال البحري تعطينا الانطباع أن دولة واحدة،مهما كانت قدرتها العسكرية وارادتها السياسية، غير قادرة على التعامل مع تلك التهديدات بمفردها.
وخاصة في منطقة كالخليج العربي التي يعتمد الاقتصاد العالمي على التجارة التي تمر من خلالها. وعليه فإنَّ وضع خطة عمل موحدة لكل دول المنطقة، وبالتنسيق مع الأسطول الخامس الأمريكي، أمست ضرورة للتصدِّي للعديد من تحديات الأمن البحري؛ على أن تشمل تلك الخطة المراقبة والدوريات البحرية المستمرة وجمع المعلومات الاستخباراتية وتبادل المعلومات.
يونيباث: قامت البحرية العراقية بالتعاون مع فريق متخصص في مكافحة المتفجرات بوزارة الداخلية برفع لغم من سفينة راسية في منطقة مضطربة؛ صِف لنا هذه العملية.
الفريق معارج: لقد بذلت قواتنا البحرية جهداً كبيراً في رفع اللغم اللاصق على ناقلة النفط «بولو» في كانون الثاني/يناير 2021؛ وكان التدخل والاستجابة السريعة لقواتنا البحرية مثالاً واضحاً لبطولة ضباط البحرية العراقية وجنودها. فقد أنشأنا غرفة عمليات لإدارة عملية إزالة اللغم باشتراك عدد من زوارق الدورية المتوسطة والصغيرة إضافة إلى فصيل من الغواصين وفصيل من وحدة مكافحة المتفجرات بوزارة الداخلية، وقامت الزوارق بإبعاد السفن والناقلات وقوارب الصيد عن المنطقة القريبة من الناقلة «بولو»، وقامت الزوارق السريعة بنقل الغواصين والتقرب إلى اللغم وربطه بطريقة تؤمن إزالته عن بدن الناقلة وسحبه بعيداً عنها، وقام فصيل مكافحة المتفجرات بعد ذلك بتفجير اللغم في منطقة أمنة.
يونيباث: هل هذه العملية جعلت البحرية العراقية تخطط لتشكيل فريق متخصص في مكافحة الألغام أو إضافة كاسحة ألغام للأسطول؟
الفريق معارج: توجد لدينا خطط سابقة قبل حادثة اللغم اللاصق على الناقلة «بولو» لتزويد الأسطول البحري العراقي بقانصة ألغام ومنظومات مكافحة الألغام. وهذه الحادثة والحوادث التي حدثت قبلها في مياه الخليج العربي جعلتنا نفكر جدياً في ضرورة تأمين هذه التكنولوجيا. ونعمل الآن على تهيئة عدد من الضباط وضباط الصف للالتحاق بدورات اختصاصية لمكافحة الألغام البحرية.
يونيباث: كيف تتعاونون مع الولايات المتحدة على حفظ الأمن في شمال الخليج؟
الفريق معارج: يوجد تعاون وتنسيق مع الأسطول الخامس الأمريكي المتواجد في البحرين، إذ يوجد لدينا ضابط ارتباط مع الأسطول الخامس يقوم بتنسيق وتبادل المعلومات وتنفيذ الأنشطة الأخرى في منطقة شمال الخليج.
يونيباث: لجميع دول الخليج تمارين ثنائية دورية مع القوات البحرية الأمريكية والبريطانية؛ فهل يهتم العراق بمثل هذه التمارين؟
الفريق معارج: نشترك منذ عام 2005 في التمارين مع الأسطول الخامس الأمريكي بإرسال قطع بحرية أو ضباط مراقبين. ونرسل في بعض التمارين عدد من الضباط وضباط الصف للاشتراك في التمارين كمراقبين على القطع البحرية الأجنبية المشاركة في التمارين. وهنالك تمارين ثلاثية اشتركت بها قواتنا البحرية مع البحرية الكويتية والبحرية الأمريكية؛ إلَّا أننا لم نشترك في أي تمرين خلال هذه الفترة بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19).
يونيباث: كيف يجري اختيار وتدريب منتسبي البحرية؟
الفريق معارج: لدينا «أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية» وهي متخصصة في العلوم البحرية والهندسية وتقوم بإعداد الضباط البحريين والمهندسين والكوادر الوسطية من ضباط الصف لرفد قيادتنا بالعناصر البحرية الشابة. ولدينا مدرسة بحرية وهي متخصصة بالدورات التطويرية والاختصاصية تعمل على تطوير مهارات الضباط وضباط الصف في مختلف الاختصاصات البحرية.
يونيباث: كيف يمكنكم تحسين قدرات القوة البحرية؟
الفريق معارج: نود أولاً بناء قاعدة في «ميناء الفاو الكبير» تضم عدداً من التشكيلات والكتائب البحرية على أن تحتوي على عدد من السفن والزوارق الحربية ذات التسليح المتطور بما يؤمِّن تنفيذ الواجبات البحرية. ونرغب ثانياً في تطوير العمل الاستخباراتي والاستطلاع البحري من خلال استخدام الأجهزة والمعدات الحديثة.
التعليقات مغلقة.