تحت المجهر الاعتماد على الإعلام العسكري بواسطة Unipath في يناير 4, 2021 شارك Facebook Twitter أزمة كورونا ترفع من أهمية صنف الإعلام العسكري بالقوات المسلحة الأردنية العميد (المتقاعد) مخلص محمد المفلح، المدير العام السابق لمديرية التوجيه المعنوي، القوات المسلحة الأردنية تلعب وسائل الإعلام دوراً بارزاً في حياة الإنسان إلى درجة أنَّها أمست واحدة من الضروريات التي لا غنىً عنها، لا سيما بالنظر إلى التطور التقني الذي شهدته وسائل الإعلام؛ وقد أدى هذا بدوره إلى تزايد أهمية الإعلام اليومي بحيث رحنا نصف العالم بأنَّه أصبح قرية صغيرة، ويعتبر الإعلام العسكري جزءاً لا يتجزأ من هذا النظام الإعلامي. يُعد الإعلام العسكري جزءاً من الاستراتيجية العامة للدولة التي تقوم على أساس أنَّ أي استراتيجية إعلامية دون عنصر عسكري تعتبر معيبة وناقصة، ويرجع ذلك إلى الدور البارز الذي تلعبه القوات المسلحة باعتبارها واحدة من أبرز قطاعات الدولة كافة الجديرة بالاحترام والتقدير، ولم يكن الإعلام العسكري قط بمعزل لأي سبب كان عن إعلام الدولة ككل، بل نراه على النقيض من ذلك يعكس دور الدولة والمبادئ التي تأسست عليها. ولمّا كان الإعلام يبرز السياسات التي تتبناها الدولة، ولمّا كانت القوات المسلحة تشكل جزءاً لا يتجزأ من السياسة والاستراتيجية العامة للدولة، فلزاماً على الإعلام العسكري أن يسلط الضوء على أنشطة القوات المسلحة وسياساتها داخل إطار يتسق مع النهج السياسي للدولة والحكومة الأردنية. وهذا يحدث من خلال الإعلام الخاص بالقوات المسلحة الذي ينقل المعلومات العسكرية للصحافة والإذاعة والتليفزيون والمواقع الإلكترونية والمطبوعات في وقت تتسم فيه العلاقة بين الإعلام العسكري ووسائل الإعلام الأردنية بتوحيد الصف في صفتيها الرسمية وغير الرسمية على السواء؛ لأنَّ المؤسسات الإعلامية كافة في نفس القارب وتجمعها أهداف مشتركة، إلّا أنَّ هذه الرغبة لتوخي الدقة والتوقيت تتحمل عبئاً إضافياً في أثناء إدارة الأزمات التي تعتمد بشدة على الإعلام العسكري. وينبغي للإعلام العسكري وقت الأزمات أن يكون صاحب المبادرة وليس ردة الفعل؛ ويجب أن يتحلّى ببعد النظر والشمول، وينبغي أن يتكيف مع البيئة المحيطة دون الإخلال بالمبادئ الوطنية؛ والأهم من ذلك أنَّ الإعلام العسكري يؤثر على الرأي العام المحلي، لا سيما في أثناء أزمة كالتي نعيشها، بناءً على استخدامه المستنير للمصادر المتعددة بما يجعله جديراً بثقة المواطنين وتقبلهم. عناصر من الجيش الأردني يوزعون مواداً غذائية على أهالي مدينة الزرقاء خلال الحظر الصحي جرّاء فيروس كورونا. رويترز يلتزم الإعلام العسكري بالمواقف الرسمية، ويعزز أيضاً دور الإعلام الرسمي في تشكيل الرأي العام المحلي، سواءً المدني أو العسكري، مع التركيز على ضرورة تفادي الإخلال بالأمن القومي. وفي ضوء الظروف الاستثنائية التي تسود البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19)، فقد تحركت سائر المؤسسات الإعلامية على المستوى الوطني، وأصبح الإعلام العسكري واحداً من أكثر المصادر الموثوق بها بسبب ثقة الدولة الكبيرة في القوات المسلحة والتضامن الذي يكاد يكون غير مسبوق بين الجيش والشعب. فبمجرد أن قرر الأردن تفعيل «قانون الدفاع» وانتشرت وحدات الجيش في نقاط الحظر الصحي، أصبح الجيش بمثابة المعيار لكسب ثقة الشعب وشعوره بالاطمئنان، ورفع الروح المعنوية للمواطنين؛ لأنَّ الأردنيين طالما كانوا يثقون في قواتهم المسلحة. وبالرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها الدولة، فقد وضعت القوات المسلحة خطة متكاملة وقامت بالتنسيق مع القادة على الأرض لتعزيز الجهود التي تبذلها مديرية التوجيه المعنوي، ويتجلَّى هذا من خلال أفرع الجيش التي تولَّت زمام المبادرة في الخطاب الاعلامي الذي زرع الطمأنينة في قلوب المواطنين وغرس الأمل والثقة في نفوسهم؛ وعقدت القوات المسلحة مؤتمرات صحفية قدمت توجيهات للمواطنين بشأن الأحداث الجارية، واستخدمت وسائل الإعلام الخاصة هذه البيانات الرسمية مع التركيز على استخدام سائر الوسائل المتاحة للحفاظ على الروح المعنوية. وفي الوقت ذاته، فقد لعب الإعلام العسكري دوراً فاعلاً في التعامل مع الجائحة بصورة مباشرة بقدر أكبر، حيث وضعنا خططاً عاجلة لبث الرسائل الإعلامية والتعليمات التي احتاجها المواطنون، وشرحنا أسباب الأزمة من خلال الأفرع الإعلامية لمديرية التوجيه المعنوي التي لعبت دوراً أساسياً وسط نظرائها في إعداد الرسائل الإعلامية وعرضها تدريجياً، بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وأعددنا برامجاً خاصة بأزمة فيروس كورونا، وكذلك برامج تهدف إلى رفع الروح المعنوية بحيث كانت تعمل على نقل الأخبار وتثقيف المجتمع بأسره بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية الأخرى، وتناولت هذه البرامج المسائل الصحية وطرق الوقاية من المرض والقوانين السارية خلال الأزمة مثل قانون الدفاع. كما يلعب الإعلام العسكري دوراً هام وسط أفراد الجيش أنفسهم؛ إذ يعتبر من الأساليب الأكثر فعالية لحشد أفراد القوات المسلحة (التي تأتي ضمن أكبر المؤسسات الوطنية) بصفة خاصة والشعب الأردني بصفة عامة، وساهم الإعلام العسكري من خلال الأخبار والمقالات المكتوبة في استنفار المواطنين ونشر الوعي والمعرفة والثقافة. بل تشتد أهمية التليفزيون العسكري هو الآخر في ضوء الجائحة، إذ رجع المواطنون الأردنيون إلى استقاء المعلومات من القنوات الرسمية، مثل الإعلام العسكري، لمّا تحققوا من قيمة مثل هذه الوسائل الإعلامية، ولعبت المديريات الحكومية دوراً بارزاً في مكافحة الجائحة. وظهرت برامج خاصة مثل برنامج جيشنا العربي الأسبوعي، وتركز كل حلقة من حلقات البرنامج على دور القوات المسلحة في مجال بعينه (مثل الصحة والهندسة والإذاعة والشرطة العسكرية والإمداد والتموين). وتُبث الندوات العسكرية الإعلامية على قنوات التليفزيون، وكذلك التقارير والوثائقيات التي تتحدث عن دور القوات المسلحة خلال الجائحة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ سائر البرامج الإذاعية والتليفزيونية وجريدة الأقصى العسكرية تتوفر أيضاً على الموقع الإلكتروني للقوات المسلحة وصفحتها على الفيسبوك ومنصات الإعلام الاجتماعي الأخرى. وفي الختام نقول إنَّ الإعلام العسكري يتطلب التحلّي بالجدية والدقة واليقظة والاهتمام بمشاعر الناس، بالإضافة إلى تبني نهج يتصف بالجدية مع المواطنين؛ فنحن معيار الثقة للمواطن الأردني الذي يثق في مؤسساته العسكرية، وقد تجلَّى هذا بشدة في الوقوف غير المسبوق للأردنيين خلف جيشهم. ولم يكن هذا الحماس مفاجئاً ولا عشوائياً؛ لأنَّه يمثِّل في المقام الأول والأخير الروح الوطنية الحقيقية ذاتها التي يراها المواطنون في جيشهم وفي الإنجازات الاحترافية والمتحضرة لهذه القوات القادرة والجسورة. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.