الأوزبكيون يواصلون التعاون العسكري
تمرين «الضربة الجنوبية» لعام 2021 يجسد حرص أوزبكستان على تعزيز العلاقات العسكرية
أسرة يونيباث
شنَّت العشرات من قوات العمليات الخاصة من أوزبكستان والولايات المتحدة هجوماً ليلياً جريئاً بالمروحيات على سد لتوليد الطاقة الكهرومائية لاستعادته من المتمردين الإرهابيين.
وكانت هذه المحاكاة للاستيلاء على سد جرينادا بولاية مسيسيبي من أبرز فعاليات تمرين «الضربة الجنوبية» لعام 2021، وهو عبارة عن تمرين عسكري تستغله أوزبكستان لتدريب مجموعة من خيرة قواتها.
قال العقيد مظفر رحمة الله، الملحق العسكري لأوزبكستان لدى الولايات المتحدة: “شاركت القوات الخاصة الأوزبكية في تمرين «الضربة الجنوبية» المشترك للمرة الثالثة، وتبادل ضباط القوات المسلحة الأوزبكية والحرس الوطني بولاية مسيسيبي هذه المرة خبراتهم في عمليات مكافحة الإرهاب في مركز تدريب القوات المشتركة بمعسكر شيلبي.”
ووصفت العقيد بالحرس الوطني بولاية مسيسيبي سيندي سميث، مديرة تمرين «الضربة الجنوبية»، التمرين بأنه عبارة عن تمرين قتالي لقوات النخبة يتكون من “سيناريوهات تدريب ديناميكية ودائمة التطوير ومرتبطة بما ننفذه على مسرح العمليات.”
وتشمل سيناريوهات التمرين مكافحة التمرد، والإسناد الجوي القريب، وإجلاء المدنيين، وإنقاذ الرهائن، والعمليات البحرية والنهرية الخاصة.
وقد استضاف الحرس الوطني بولاية مسيسيبي تمرين «الضربة الجنوبية» في سلسلة من معسكرات التدريب جنوبي الولايات المتحدة في نيسان/أبريل 2021، ولم يقتصر على مشاركة القوات الأمريكية والأوزبكية، وإنما شاركت فيه أيضاً وحدات من جمهورية التشيك وهولندا والنيجر والسنغال. وأضفت هذه المشاركة الواسعة على التمرين الذي استمر على مدار أسبوعين نكهة متعددة الجنسيات أفادت جميع الوفود العسكرية.
وكان على نفس القدر من الأهمية بالنسبة للقوات المشاركة، تركيز التمرين على العمليات المشتركة التي تشمل كافة أفرع الجيش، وهكذا قامت عناصر الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية بمهام عسكرية في انسجام تام.
بدأت القوات الأوزبكية علاقتها بالحرس الوطني بولاية مسيسيبي من خلال برنامج شراكة الولايات التابع للحرس الوطني برعاية الولايات المتحدة، إذ يعمل البرنامج على المزاوجة بين وحدات نوعية في الولايات المتحدة بنظيراتها في الخارج، كما قامت مجموعة من رجال القوات المسلحة الأمريكية من ولاية مسيسيبي بزيارة أوزبكستان.
وجسَّد تمرين «الضربة الجنوبية» لعام 2021 نجاح العلاقة القائمة بين أوزبكستان وولاية مسيسيبي على مدار عقود من الزمن. ويقول العميد آنذاك ديوك بيراك، نائب مدير القيادة المركزية الأمريكية للاستراتيجية والخطط والسياسة: “تعد هذه الشراكة الحكومية الشاملة خير مثال لبرنامج شراكة الولايات التابع للحرس الوطني.”
وأضاف قائلاً: “اختُتمت فعاليات التمرين والبرنامج التبادلي المشتركين لهذا العام والتي استمرت على مدار 15 يوماً بالقيام بأول عملية عسكرية بقوات مجوقلة وتبادل للأجنحة بين القوات الأوزبكية والأمريكية. وتتشرف القيادة المركزية الأمريكية بدعم برنامج شراكة الولايات بصفته أداة حيوية للتعاون الأمني في وسط آسيا ومنطقة عمليات القيادة المركزية برمتها.”
انخرطت أوزبكستان في حملة انفتاح – كزيادة التعاون العسكري والدبلوماسي والاقتصادي – منذ تولِّي الرئيس شوكت ميرزاييف مقاليد الحكم في عام 2016.
وصرَّح السيد جاڤلون ڤاخابوڤ، سفير أوزبكستان لدى الولايات المتحدة، أنَّ تمرين «الضربة الجنوبية» يأتي في إطار رغبة بلاده في توسيع علاقاتها مع الولايات المتحدة بصفة عامة ومع ولاية مسيسيبي بصفة خاصة، ويعد التعاون العسكري استكمالاً للبعثات التجارية والتبادلات الثقافية. وقد اتفق العقيد رحمة الله مع هذا الرأي.
فيقول: “نتطلع إلى تعاوننا الوثيق مع الحرس الوطني بولاية مسيسيبي ونعتقد أنَّ مثل هذه التمارين المشتركة سترفع من درجة الاستعداد القتالي لقواتنا وتعود بالخير على الشراكة القائمة في المجالات الأمنية.”
وتجدر الإشارة إلى أنَّ تمرين «الضربة الجنوبية» ليس التمرين العسكري الوحيد الذي يستقطب القوات الأوزبكية، إذ تلعب تلك القوات كذلك دوراً رئيسياً في تمرين «التعاون الإقليمي» للقيادة المركزية الأمريكية؛ وهو عبارة عن تمرين محاكاة للاستجابة للكوارث يستقبل عناصر القوات المسلحة من وسط آسيا ومنغوليا وباكستان.
كما تولَّت أوزبكستان زمام المبادرة في مؤتمر مديري أجهزة الاستخبارات العسكرية برعاية القيادة المركزية الأمريكية في عام 2020، إذ اجتمع ضباط الاستخبارات لصياغة استراتيجيات لدحر الإرهاب.
الأوزبكيون يحصدون جوائز الشرف بمسابقة «أفضل محارب»
المقدم أوميد أحمدوڤ، مندوب أقدم سابق لأوزبكستان لدى القيادة المركزية الأمريكية
خلال السنة الثالثة من مشاركتها في تمرين االضربة الجنوبيةب، حظيت القوات الأوزبكية بالثناء على تفوقها؛ فقد فاز اثنان من رجال القوات المسلحة الأوزبكية بجوائز الشرف في مسابقة اأفضل محاربب الشاقة في معسكر شيلبي: إذ نال الرقيب ديلمرود سليمانوڤ والرقيب مبتدئ خير الله أوكيلوڤ جوائزاً وميداليات كأفضل جنديين دوليين في المسابقة.
تُقام مسابقة اأفضل محاربب السنوية بين وحدات الحرس الوطني بولاية مسيسيبي، وقد شارك فيها ممثلو القوات المسلحة الأوزبكية للمرة الثانية. وكان يمثل الجانب الأمريكي 12 فرداً وقع عليهم الاختيار من بين نحو 12,000 من أفراد الحرس الوطني بولاية مسيسيبي. وكانت المسابقة مفتوحة لفئتين رئيسيتين: رتبة رقيب أول ورتبة رقيب مبتدئ.
تنافس المشاركون في 10 تخصصات، تضمنت الجري في مسارات العوائق، وتركيب الأسلحة وتفكيكها، والتدريب البدني، والتفتيش على المظهر الشخصي والمعدات، والكفاءة في استخدام الأسلحة، وتدريب المدفعية. وسار رجال القوات المسلحة مسيرة 20 كيلومتراً وهم يرتدون حقائب وزنها 18 كيلوجراماً، وأنقذوا زملاءهم الجرحى من ساحة المعركة، وجابوا المستنقعات والغابات ليلاً بدون أجهزة إلكترونية حديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس).
وتمكن رجال القوات المسلحة الأوزبكية خلال التمرين من تحطيم رقمين قياسيين للحرس الوطني بولاية مسيسيبي؛ في التدريب العنيف لاجتياز الحواجز (اكتمل في 9 دقائق و17 ثانية) والجري لمسافة ميلين [أكثر من 3 كيلومترات] (اكتمل في 12 دقيقة و5 ثوانٍ).
وعلاوة على ذلك، أظهر الرقيب سليمانوڤ دقة عالية في الرماية وجمع نقاط الاصابة باستخدام البندقية الآلية اإم-4ب ، فنال إشادة مدرب الرماية الأمريكي لقوات العمليات الخاصة بالحرس الوطني بالولاية. وخلال اختبار اللياقة لتدريب المدفعية، نجح الرقيب مبتدئ أوكيلوڤ في إصابة دبابة باستخدام ثلاث جولات فقط من الذخيرة، وهو عدد أقل بكثير من الست جولات المسموح بها للحصول على تقييم اممتازب.
قال الرقيب أول كريستوفر يانج، من كبار ضباط الصف في الحرس الوطني بولاية مسيسيبي: زيشارك زملاؤنا الأوزبكيون في هذه المسابقة التي أمست من أعرافنا للمرة الثانية، وأعترف بأنهم يتمتعون هذه المرة بميزة واضحة لا تقتصر على الجانب البدني وحده، وإنما تشمل التدريب القتالي والنفسي و الإلمام بالأسلحة.س
كان على رجال القوات المسلحة الأوزبكية إتقان خمسة أنواع من الأسلحة الصغيرة أمريكية الصنع في غضون يومين، وحضور دورة قصيرة في المسح الطوبوغرافي للجيش الأمريكي، والعمل بمعدات حلف الناتو، ودراسة معايير جديدة للتدريب البدني. وكل ذلك بالإضافة إلى الصعوبات الناجمة عن التكيف مع الجغرافيا والتوقيت المحلي: وكانت مسابقة التمرين تجري من الساعة 5 صباحاً يومياً.
وقال الرقيب أول يانج: زأشعر بالدهشة من سرعة تعلم الجنود الأوزبكيون لخصائص أسلحة القوات المسلحة الأمريكية ونجاحهم في اجتياز معايير تدريب الرماية.س
وخلال حفل توزيع الجوائز، نال رجال القوات المسلحة الأوزبكية ميداليات وجوائز تذكارية منقوش عليها أسماؤهم. وأثبت هذا النجاح مرة أخرى أنَّ رجال القوات المسلحة الأوزبكية يتمتعون بقدرة عالية على التحمل وتدريب بدني ممتاز وقدرة على التنافس على قدم المساواة وفي ظل أي ظروف مع ممثلي وزارات الدفاع في البلدان الأجنبية.
وكانت مسابقة نيسان/أبريل المرة الثانية التي يفوز فيها رجال القوات المسلحة الأوزبكية في مثل هذه المنافسة مع الحرس الوطني بولاية مسيسيبي. ففي كانون الأول/ديسمبر 2019، وفي معسكر ماكين بولاية مسيسيبي، نال الرقيب أول ساردور ممرسولوڤ لقب اأفضل آمر أجنبي مبتدئب ونال الرقيب مبتدئ مهر الدين أوكيلوڤ لقب اأفضل جندي أجنبيب.
التعليقات مغلقة.