مواجهة التهديدات البحرية By Unipath On Jan 30, 2018 Share ثلاث وعشرون دولة تشارك في المناورات البحرية الدولية في البحرين أسرة يونيباث تصاعدت سحب الدخان في الأفق بالقرب من مضيق باب المندب الذي يقع في مدخل البحر الأحمر المطل على سواحل اليمن. وأكد نداء الاستغاثة عبر جهاز الاتصال اللاسلكي وجود ناقلة نفط معطلة في البحر حيث توقفت محركاتها أثر وقوع تفجير. وأفادت التقارير الاستخباراتية أن زورقًا غير مأهول يتم التحكم فيه عن بعد قد استهدف الناقلة. كُلِف فريق من القوات البحرية متعدد الجنسيات – يضم باكستانيين وعراقيين وكنديين وأمريكيين وتايلانديين – بالتعامل مع هذه الكارثة، وقد كانت لديهم مهام كثيرة بالفعل. لقد أشعل الوقود المتسرب من هيكل السفينة النيران على سطح البحر، وتم إرسال فرقاطة كندية كانت على بُعد 20 ميلاً بحريًا في البحر الأحمر للتحقيق في الأمر. وقد شرع ضباط البحرية على الفور في تحديد ما إذا كانت هناك جماعات متمردة تتبنى مسؤولية الهجوم وذلك عن طريق متابعة وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أدلة. وتلقى مُلاك الناقلة توجيهات بتجهيز طواقم الإنقاذ والقاطرات البحرية لإعادة السفينة إلى الميناء، في حين تلقى فريق العلاقات العامة مكالمات من وسائل الإعلام. ضباط بحرية متعددو الجنسيات، من باكستان والعراق ومصر يشاركون في إيجازخلال المناورات البحرية الدولية. أسرة يونيباث وصرح قائد القوات البحرية الباكستانية آصف خان، الذي جمع تفاصيل عن الكارثة البحرية والبيئية التي وقعت في باب المندب باستخدام جهاز الحاسب المحمول الخاص به بأن “التحالفات هي السبيل الرئيسي للتعامل مع ما ينشأ من تهديدات. فمن الذي يدري بما تخطط له العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية في المستقبل؟” كان هذا أحد السناريوهات التي تحاكي الواقع من أجل إجراء المناورات البحرية الدولية 2017 التي نفذت في العاصمة البحرينية المنامة في أيار/ مايو 2017، وستُنفذ هذه المناورات كل عامين مع التركيز على حماية الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر لتحل محل المناورات البحرية الدولية المضادة للألغام. هذا وقد شارك في المناورات الافتتاحية لهذا العام حوالي 90 مشاركًا من 23 دولة تناولوا السيناريوهات التي تستهدف مهاراتهم التحليلية والتخطيطية وجمع المعلومات الاستخباراتية والعملياتية (ستُنفَذ النسخة القادمة من المناورات التي ستُجرى في عام 2019 باستخدام سفن حقيقية وطائرات مروحية وبمشاركة قوات بحرية أخرى). تجدر الإشارة إلى أن الضباط المشاركين في المناورات قد قدموا من البحرين والبرازيل وكندا والدنمارك وألمانيا ومصر وإيطاليا والعراق واليابان والأردن وكازاخستان والكويت وباكستان والفلبين وقطر والمملكة العربية السعودية وسيشيل وسريلانكا وتايلاند وتركيا وسنغافورة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. وقد شارك في هذه المناورات أيضًا عدد كبير من أعضاء المنتدى البحري الدولي لشركات النفط، وهي منظمة تطوعية مكونة من شركات النفط التي تقوم بشحن النفط الخام والمنتجات النفطية. وكان لإشراك هذه المنظمة المدنية في هذه المناورات أهمية بالغة في تنسيق القضايا البحرية مع السفن التجارية وقوات التحالف البحرية العسكرية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد شاركت منظمة التعاون البحري والإرشاد للشحن التابعة للبحرية الأمريكية في هذه المناورات. وقد أُنشأت هذه المنظمة لغرض تقديم المشورة لمساعدة السفن على العبور الآمن في جميع أنحاء العالم. أتيح للمشاركين أيضاً أخذ جولة في السفينة الحربية “يو إس إس بونس” التي استخدمت في هذا الوقت كقاعدة عائمة لاكتشاف والتخلص من الألغام في القوارب والمروحيات في الخليج. لعبت سفينة النقل يو إس إس بونس، التي شوهدت في عام 2015، دورًا مهمًا في المناورات البحرية الدولية في البحرين في 2017ضابط صف بحري صف أول جوشوا برايس برونز/البحرية الأمريكية وقد أشاد المقدم أركان حرب بحري، مؤمن سعيد، كبير الضباط البحريين المصري المشارك في المناورات البحرية الدولية، بواقعية السيناريوهات التي تناولت عدة أشكال من التهديدات مثل القرصنة والإرهاب والتهريب. وصرح قائلاً: “لقد منحنا العدد الكبير الذي شارك من قوات التحالف فرصة عظيمة لتعلم نهج جديدة لحل المشاكل وردع التهديدات. ومن المفيد للغاية العمل في فريق كبير لحماية التجارة العالمية والمياه الدولية.” وأردف قائلًا: “مساحة منطقة العمليات شاسعة وتتطلب جهدًا جماعيًا لتحقيق الاستقرار بشكل فعال”. هذا وقد سعى المخططون للمناورات إلى ضمان تعود المتدربين على بيئة التحالف وذلك باستخدام إرسال تقارير أشبه بالحقيقية من مدينة سوفولك البعيدة التابعة لولاية فيرجينيا الأمريكية. وقد أظهرت الخرائط المعروضة على الشاشات في الخيام أكثر من 200 ومضة تتحرك عبر المياه في أماكن مثل مضيق هرمز، حيث يمثل اللون الأخضر السفن التجارية ويمثل اللون الأزرق السفن العسكرية الصديقة. وفي العالم الواقعي، تقدر هذه الومضات بالآلاف. وقد أتاح تراكم الأزمات على مدى ما يقارب العشرة أيام تقييم مهارات ضباط البحرية. وأفادت التقارير أن دولة “ستونلاند” المعادية يبدو أنها تقوم بتحميل صناديق من الألغام على متن السفن بالقرب من مضيق هرمز. ولم يكتفوا بذلك، بل أطلقوا صاروخين في اليوم التالي من مواقع المتمردين في إحدى البلدان التي تطل على البحر الأحمر. وقال الرائد غانم عبد الله الكعبي من القوات البحرية القطرية أن “المناورات تستهدف بعض التهديدات المحتملة في الواقع التي قد تؤثر على تلك المنطقة بالغة الحساسية بالنسبة للاقتصاد العالمي وإيجاد الحلول لها”. وأضاف قائلً “إننا نشارك في العديد من المناورات مع البحرية الأمريكية في البحر، بيد أن هذه هي أول مناورة تتم على الأرض”. ومن الجدير بالذكر أنّ التعاون بين القوات البحرية وشركات الشحن التجاري أمر أساسي لتأمين المياه في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد أثيرت هذه المسألة في ندوة لكبار القادة قبل انعقاد المناورات البحرية الدولية التي استقطبت كبار القادة البحريين من جميع أنحاء العالم، وكثير من البحوث والتحليلات التي أجريت بشأن الاتجاهات البحرية في المنطقة – لا سيما تدفق ناقلات النفط المهمة من خلال ممرات ضيقة- هي ضمن عمل الشركات الخاصة التي تشارك بياناتها مع القوات البحرية التي تقوم بدوريات في المنطقة. ووفقًا لما ذكره العقيد البحري محمد حمد إبراهيم من البحرية الملكية البحرينية فإن “المناورات الكبيرة التي على هذه الشاكلة توفر العديد من الفرص لتعلم الأساليب التعبوية، واستخدام نظم الأسلحة، وتعلم نُهج مختلفة لحل مشاكل فردية. ومن المهم للغاية أن يكون هناك شركاء أقوياء متعددو الجنسيات للعمل كفريق واحد لحماية الموارد الحيوية في المنطقة”. ”يتمثل دور البحرين في هذا التمرين في استضافة جميع المشاركين وكذلك تقديم الفرق المدربة. وبصفتي جنديًا بحرينيًا، فإنني فخور جدًا بأن أرى جميع الدول تفد إلى بلدي لتكون جزءًا من هذا الحدث الهام. وسنغتنم الفرصة للعمل معهم عن كثب والتعلم منهم”. وقال الرائد، فارس مسعد خلف، من قوات خفر السواحل الكويتية، أن المناورات البحرية الدولية تساعده في مهامه الخاصة بمراقبة المياه الإقليمية لرصد المهربين والمتسللين والقيام بمهام البحث والإنقاذ. وتابع الرائد قائلاً: “ستحسن مشاركتنا في هذه المناورات من قدراتنا التعبوية على حماية المياه الإقليمية التابعة لنا وتعزيز تعاوننا مع القوات الصديقة.” وأردف قائلًا “نعكف على إقامة علاقات وطيدة مع جيوش المنطقة”. هذا ويأمل فريق التخطيط لتوسعة نطاق المناورات البحرية الدولية في نسختها المقبلة المزمع إجراؤها في تشرين الأول / أكتوبر 2019. وبالإضافة إلى ضباط الأركان الذين يعملون من الخيام، فسوف تتوجه الأساطيل البحرية الصغيرة متعددة الجنسيات إلى البحار لتأمين ممرات الشحن ورصد المجرمين. وقد صرح رائد البحرية الملكية الكندية رالف أوندرهيل المخطط الرئيسي للمناورات البحرية الدولية بقوله “ما نقوم به هذا العام هو منصة لمناورات البحرية الدولية المزمع إجراؤها في عام 2019”. وأضاف قائلاً “سيكون الأمر أكبر بكثير”. Share
Comments are closed.