Share Facebook Twitter Telegram WhatsApp Copy Link العميد الركن أحمد الكعيبر يدير أهم مركز للتدريب في الأردن أسرة يونيباث يعتبر مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة في عمان من المراكز المرموقة على مستوى العالم، حيث يقصده رجال العمليات الخاصة من كل أنحاء العالم لاكتساب الخبرات والتقنيات الحديثة. حرص الأردن على اختيار قادة مهنيين وأصحاب خبرات متميزة لقيادة هذا الصرح الاستراتيجي منذ افتتاحه في عام 2009. العميد الركن أحمد الكعيبر، مدير مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة، سيرة ذاتيه مبهرة تحكي عن قائد شغل عدة مناصب حساسة ،ولعب دوراً كبيراً في بناء قدرات العمليات الخاصة. عمل أستاذاً للتكتيكات المتقدمة في مدرسة المشاة. و شغل منصب نائب قائد مدرسة العمليات الخاصة الأردنية، وعمل آمرا لمكتب الاستخبارات المشتركة التابعة لقيادة العمليات الخاصة، كذلك شغل منصب مدير دائرة التدريب والعمليات في مركز الملك عبد الله الثاني للعمليات الخاصة. استضاف في مكتبه الخاص فريق مجلة يونيباث أثناء تمرين الأسد المتأهب 2017 وبكرمه وتواضعه الأردني الأصيل ليحدثنا عن خططه لتطوير المركز والتحديات وأهمية الشراكة الدولية. بدأ حديثة عن مثله الأعلى في القيادة: ”مثلي الأعلى في القيادة العسكرية هو جلالة سيدنا الملك عبد الله حيث كان قائدنا المباشر في العمليات الخاصة .منذ أن استلم القيادة كان له رؤية في تطوير هذا السلاح الاستراتيجي، وتطوير مفهوم العمل العسكري، واحترافية ومهنية العمليات الخاصة، وأصبحت قوات العمليات الخاصة الأردنية من أفضل التشكيلات على مستوى العالم.” يؤمن العميد الركن أحمد بأن ثمار التدريب التي أنجزها المركز كان لها دور كبير في هزيمة داعش في العراق، “إننا نشعر بالفخر والاعتزاز بما يسطره رجال العمليات الخاصة العراقية ونحن متابعون لانتصاراتهم على عصابات داعش، كذلك نتألم كثيراً ونشعر بالحزن حين يردنا نبأ مقتل أحد أخواننا العراقيين الذين تدربوا لدينا في الأردن. حيث أننا مستمرون بتدريب قوات العمليات الخاصة العراقية منذ 2003، لكن بعد أحداث الموصل تركز التدريب على هزيمة داعش حيث يتم إرسال المتدربين لجبهات القتال.لذلك كنا نركز على التدريب النوعي ونجعلهم جاهزين للقتال نفسياً وبدنياً وبخبرات تدريبة تجعلهم قوات النخبة.وأكبر دليل على ذلك هو النجاح والتميز الكبير بإدارة المعارك والذي يعكس على نوعية ومهنية التدريب هنا في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة”. إدارة مركز الملك عبد الثاني لتدريب العمليات الخاصة تحتاج لرجلٍ ذو نظرة ثاقبة للمستقبل، وقدرة على التطور ومواكبة التقنيات الحديثة، لذلك يقول العميد الركن أحمد “هدفي الرئيسي هو الحفاظ على استراتيجية المركز التي رسمها جلالة سيدنا الملك، بأن هذا المركز هو مركز دولي تخصصي. وجميع خططي تهدف إلى الإرتقاء بنوعية التدريبات التي تتم في المركز، والحفاظ على مواكبة التقنيات العالمية والاحترافية في التدريب والنوعية في تقديم الخدمات اللوجستية؛ ومن هذا المنطلق قمنا بدراسة شاملة لأداء المركز للسنوات السابقة، ووضعنا خطة استراتيجية لتطوير أداء المركز ليكون من أفضل المراكز العالمية المتقدمة لتدريب جيوش العالم على تقنيات مكافحة الإرهاب وتكتيكات العمليات الخاصة.” وأضاف: “تشمل هذه الخطة على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات، ومواكبة التكنولوجيا، والاهتمام بكوادر ومناهج التدريب .لقد ركزنا على تحديث الجانب التكنولوجي ومجال الحقيقة الافتراضية وميدان روجرز لتقنيات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى تطوير نوعية المدربين، حيث استعنا بالخبرات الأجنبية من خلال جلب الخبراء المتخصصين، واستقطاب أكبر عدد من الخبراء من كل أنحاء العالم، والاستفادة من خبراتهم الميدانية في مجال مكافحة الإرهاب ومعالجة المتفجرات والقناصين.” ومن الجدير بالذكر أن مركز الملك عبد الثاني لتدريب العمليات الخاصة يحرص على مواكبة التطورات المتعلقة بكيفية عمل الإرهابيين، بهدف وضع تقنيات فعالة لمكافحة الإرهاب. وفي هذا الصدد يشير العميد أحمد: “لدينا قسم خاص بتطوير مناهج التدريب وقد وضعنا خطة استراتيجية لمواكبة العالم في هذا المجال.كذلك لدينا قسم خاص بالبحوث، ودور هذا القسم متابعة كل الأحداث التي تجري في العالم عن كثب، خصوصاً منطقة الشرق الأوسط حيث أنها المنطقة الأكثر التهاباً، ولدي فريق متخصص لمتابعة كل تكتيكات وخطط الإرهابيين وإيجاد تكتيكات لمعالجتها، مما يجعل التدريب في المركز مواكباً لكل التكتيكات الحديثة لمواجهة التهديدات الإرهابية.” تحدث إلينا العميد أحمد عن مسابقة المحارب السنوية إذ أنها أحد أهم نشاطات المركز المتميزة. “مسابقة المحارب السنوية، في عام 2017 هي المسابقة التاسعة، إشتركت هذا العام 17 دولة في 33 فريقاً من كل دول العالم. تعد هذه المسابقة فرصة كبيرة لجميع قوات النخبة من دول العالم لتبادل الخبرات، والتعارف ومعرفة إمكانيات الدول الحليفة في مجال مكافحة الإرهاب. إضافة إلى أنها فرصة لتتعرف الفرق المشاركة على جاهزيتها وتطورها، وإمكانية معالجة نقاط الضعف والتركيز على النقاط الإيجابية في تدريباتها وتكتيكاتها.” يستمد العميد أحمد من كلمات الملك عبد الثاني بأن الأشرار في العالم توحدوا لنشر الكراهية والقتل لذلك لا بد للأخيار أن يجتمعوا لمجابهة الأشرار حيث قال: “كما يعرف الجميع بأن الإرهاب هو ظاهرة عالمية تهدد السلام العالمي وليست مجرد عصابات صغيرة. فالشبكات الإرهابية أصبحت عابرة للحدود حيث يوجد فروع للتنظيمات الإرهابية في كل بقاع العالم؛ لذلك يجب توحيد الجهود الدولية بمحاربتهم بغض النظر عن التسميات لأنهم جميعا يشكلون تهديدا للأبرياء والسلام العالمي. اذا لم نستعين بخبرات الدول الصديقة وإذا لم نتبادل المعلومات الاستخبارية فلا يمكن هزيمة التنظيمات الإرهابية. خاصة وأن لهذه التنظيمات ارتباطات خارجية من تجنيد وتمويل.” مبدأ العميد الركن احمد هو تبادل الخبرات والشراكة الدولية من خلال التمارين المشتركة، “بدون تبادل التدريبات والمشاركة بالتمارين سيشعر المقاتل بأنه لا يملك القدرات والإمكانيات بسبب عدم وجود مقياس للمقارنة.أي سيقتصر على المقارنة مع زميله في الوحدة، لذلك فإن التمارين الدولية هي الفرصة الوحيدة التي يرى المقاتل إمكانية وقدرات جيوش العالم. كذلك الإستفادة من التعرف على أصدقاء بالإضافة إلى تطوير قدرات المقاتلين من خلال اكتساب الخبرات من الدول المشاركة.إن تمرين الأسد المتأهب هو التمرين الأول على مستوى العالم وتشارك به معظم الدول وأحدث نقلة نوعية بتطوير قدرات العلميات الخاصة الأردنية، حيث يتم العمل المشترك واللقاء مع مختلف فرق الدول المشاركة ويقوموا بتمارين مشتركة حيث تعطي المقاتل الخبرة في العمل الميداني وتزيد من ثقته بسلاحه وتدريبه.” أما عن التحديات التي تواجه المركز، فيقول العميد أحمد: “التحديات كبيرة، أولها هو المحافظة على المكانة التي توصلنا لها من خلال الجهود الكبيرة خلال السنوات الماضية، وأصبحنا من أفضل المراكز العالمية ضمن الاختصاص .نحن نطمح أن نكون المركز الأفضل في العالم ونحن نسير بهذا الاتجاه، لذلك نحن بحاجة إلى تكاتف الجهود والعمل كفريق واحد لتطوير التكنولوجيا والصيانة، وتطوير قدرات المدربين، وتكثيف دورات اللغة ومهارات الأتصال.” ”التحدي الثاني هو مواكبة العالم في مجال التسليح، إذ أن في كل يوم هناك أسلحة ومعدات جديدة ولكي نكون مواكبين للتطور يجب علينا اقتناء ومعرفة هذه الأسلحة والمعدات وتوظيفها في التدريب والميدان، وهذا بحاجة إلى أن نكون على تواصل مستمر مع الشركات المصنعة.”