جهاز مكافحة الإرهاب العراقي يقود قتالًا لتحرير مدينة برطلة بالموصل
أسرة يونيباث
حاولت تقع ناحية برطلة بالجهة اليسرى من نهر دجلة وتعتبر بوابة الموصل من جهة الشرق. تتكون طبيعة أرضها من السهول والمرتفعات، وتحيط بها الجبال من جهة الشمال حيث جبل مار دانيال. ربما تكون هذه التضاريس هي سبب استيطان الناس بها منذ الأزل، حيث تعتبر قلعة محصنة من اي اعتداء خارجي. تاريخ برطلة زاخرٌ بالأحداث والقصص التاريخية، وتعود كنائسها للقرن الثالث عشر الميلادي. عاش سكانها منذ الأزل على التسامح والتعايش السلمي. تسكنها الأغلبية المسيحية، ويعيش فيها المسلمين، العرب والشبك والتركمان. وهي إحدى أهم المدن التي يعود تاريخها للمملكة الآشورية ويقترن اسمها بالقوش، وبعشيقة، وبقية القرى المسيحية في الموصل.
يونيباث: تحرير برطلة جلب انتباه كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية، بالرغم من أنها ليس المدينة الأولى التي تم تحريرها؟

وزارة الدفاع العراقية
الفريق الكناني: صحيح، لقد تحررت عدة قرى في جنوب الموصل، وحقق أبطال الجيش العراقي، والشرطة الإتحادية عدة انتصارات لهزيمة داعش في قواطع عملياتهم. لكن برطلة كانت مفاجأة صعقت الدواعش بسبب موقعها الاستراتيجي، ولأنها تعتبر من ضواحي مدينة الموصل أي تبعد حوالي 10 كيلومتر من مسجد الموصل الكبير. ولأن برطلة مدينة يقطنها الأخوة المسيحيين والأقليات الأثنية التي عاشت الويل على يد الإرهابيين الذين حاولوا تشريد سكانها، وتوطين مقاتلينهم الأجانب، وحرق الكنائس. كذلك التحصينات الدفاعية الكبيرة التي قامت بها داعش لتصد هجوم قوات مكافحة الإرهاب وتكسب نصرًا معنويًا، لكن مقاتلين جهاز مكافحة الإرهاب حطموا أحلام الدواعش وأحرزوا نصرًا كبيرًا فاجأ المراقبين وأصبح حديث الإعلام المحلي والعالمي.
يونيباث: كيف وجدتم المدينة بعد تحريرها؟
الفريق الكناني: كان اجتياح الدواعش لبرطلة عام 2014 كابوسًا مرعبًا لسكانها. حيث رفعوا راياتهم السوداء على كل المباني، وكسروا أجراس الكنائس وأضرموا النيران بصليب الكنيسة. وحولوا الكنائس لسجون ومخازن للأسلحة. سبوا النساء وأجبروا الناس على البيعة، مما اضطر الكثير من المسيحيين تحمل مخاطر الهرب تحت جنح الظلام، أو التخفي بأنهم مسلمين. لايستطيع أحد تصور مرارة هذا الشعور المؤلم والمخاوف التي مر بها الأخوة المسيحيين في برطلة. لقد بطش الإرهابيون بالشبك والعرب المسلمين هنا تحت تهم متعددة. كان ازرداء وتعالي المقاتلين الأجانب للسكان مبعثًا للغضب، حيث كانوا يهينون الناس، ويعاملونهم باحتقار وكأنهم الأسياد وأهل المدينة هم الدخلاء. لقد قام الإرهابيون بنهب المواد الغذائية من السكان أثناء حملات التفتيش وتركوا الأطفال يتضورون جوعاً. لذلك قمنا بالتعاون مع الحكومة المحلية بتوزيع المواد الغذائية للسكان قبل أن تحدث كارثة بشرية.
يونيباث: هل كان الكثير من الناس داخل المدينة؟

وزارة الدفاع العراقية