تدريبات التعاون الإقليمي العسكرية متعددة الأطراف تُركز على الاستجابات السريعة لحماية المدنيين
أسرة يونيباث | صور التقطها نقيب أول ديفيد جي. شواب/الجيش الأمريكي
بلد أجهدته الحروب الأهلية، والفساد الحكومي، وغياب القانون لعقود بات على شفير الانحدار نحو مزيد من الفوضى. يفر عدد كبير من المدنيين إلى المخيمات للهروب من ويلات العنف والمجاعة التي تضرب بالوطن، ولكن الأعمال العدائية العرقية والقبلية، والخطف، ونقاط التفتيش غير القانونية وتضاؤل الموارد تثير أزمات إنسانية ذات أبعاد لا يمكن تخيلها. وبعد يأس الأمم المتحدة من حماية المدنيين، دعت إلى تشكيل لواء متعدد الجنسيات للتدخل لحل الأزمة.
كان هذا السيناريو الوهمي بمثابة خلفية لتدريبات التعاون الإقليمي العسكرية المتعددة الأطراف لعام 2016 والتي تديرها القيادة المركزية الأمريكية. وقد تطوعت قوات من وسط وجنوب آسيا والولايات المتحدة الأمريكية لمعالجة تلك الأزمة المعقدة والمساعدة في تحقيق الاستقرار وتهدئة الأوضاع في الدولة المنهارة.
وضم هذا التدريب الذي جرى القيام به في أيلول/سبتمبر 2016 في قاعدة كيب كود المشتركة في الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من 200 مشارك، أغلبهم من العسكريين من كازاخستان، وجمهورية قيرغيزستان، ومنغوليا، وباكستان، وطاجكستان، والولايات المتحدة.
وكانت تدريبات التعاون الإقليمي العسكرية متعددة الأطراف لعام 2016 تركز بشكل أساسي على بناء علاقات قوية، وزيادة قدرات القوات المشاركة في عمليات الاستقرار.
وذكر العميد شاهد امتياز أن “من المهم للغاية التعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي بحيث يمكننا سويًا مواجهة التهديدات والتغلب عليها.”
حصلت باكستان على شرف قيادة تدريبات التعاون الإقليمي العسكرية متعددة الأطرافلعام 2016 بفضل تاريخ مشاركتها القوي في عمليات حفظ السلام الدولية. وفي سيناريو التدريبات، كان العميد شاهد مسؤولاً عن قيادة لواء التدخل للقوات التابعة للأمم المتحدة الذي كانت مهمته مساعدة الوصول بالسكان إلى مجتمع مستقر يمتثل لحكم القانون ويحترم حقوق الإنسان.

أطلق العميد على التدريبات اسم “الفرصة المثالية” لمشاركة العسكريين من الولايات المتحدة ووسط وجنوب آسيا في التعاون المشترك وبناء العلاقات.
بدأت تدريبات التعاون الإقليمي العسكرية لعام 2016 بأربعة أيام من تدريبات التكامل بين القوات، وتبعها ندوة لمدة يوم واحد تركزت حول أفضل الممارسات استضافها مركز جورج مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية. وكانت هذه الندوة إعدادًا جيدًا للسيناريوهات الحقيقية التي شملت القوات أثناء الجزء الأساسي من التدريب، حسبما صرح به العميد شاهد.
على مدار الأيام القليلة الأولى، خضع موظفو اللواء لتحديات الرد على الهجمات على مخيمات االأشخاص النازحين داخليًا، وعمليات التسلل عبر الحدود، والطوارئ الطبية، والاتجار بالبشر، ونقاط التفتيش غير القانونية التي حالت دون المساعدات التي تشتد الحاجة إليها من الوصول إلى المخيمات. وكان من المفيد أن أغلبية الوفد المشارك من باكستان قد خدم في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وأثنى العميد شاهد على التدريبات. وصرح قائلا “لقد كانت واقعية – كانت رائعة حقًا.”
وكان من بين الأهداف المهمة للتدريبات وضع تحديات أمام المجموعة متعددة الجنسيات باستخدام ذات سيناريوهات حقيقية، بشكل يمكنهم تحسين استجابتهم السريعة والتعاون العسكري على الصعيد العالمي. ومن الأهداف الأخرى بناء علاقات بين البلدان لمواجهة التهديدات المشتركة بمزيد من الفعالية.
وقال مدير التمارين والتدريب بالقيادة المركزية الأمريكية اللواء رالف غروفر: “اعتقد أننا جميعًا سندرك أن التهديدات الحديثة لا تعرف معنى للحدود، وأنها تتطلب نهجًا جماعيًا متعدد الجوانب للحد من التهديدات وتحقيق الأهداف المشتركة”. وأضاف اللواء غروفر: “بما أن أكبر التدريبات العسكرية للولايات المتحدة كانت في منطقة آسيا الوسطى، فإن تدريبات التعاون الإقليمي 16 تمنحنا فرصة لا مثيل لها لتعزيز العلاقات مع شركائنا بشكل يمكننا من التغلب على هذه التحديات الأمنية المعقدة.”
وتُعقد التدريبات سنويًا منذ عام 2001 بمشاركة دول في جنوب ووسط آسيا. ويتغير مكان إقامتها؛ فقد عقدت التدريبات عام 2015 في طاجيكستان. وإضافة إلى القيادة المركزية الأمريكية، والدول الشريكة، تضمنت تدريبات هذا العام مشاركة هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، وقوات الحرس الوطني في ولاية ماساتشوستس، ومعهد حفظ السلام والاستقرار التابع لكلية الحرب بالجيش الأمريكي.
وقد صرح االرائد روبرت ماكراكين، كبير المخططين لتدريبات التعاون الإقليمي قائلا، “إن تدريبات هذا العام تتم في بيئة ميدانية لمحاكاة مهمة الأمم المتحدة الحقيقية على نحو أفضل.” ولقد عملت القوات في مخيمات، واضطرت لحماية أجهزة الكمبيوتر ونظام الاتصالات من مياه الأمطار والظروف المناخية القاسية لتعمل دون أي انقطاع للعمليات.
وقال المقدم الكازاخي أتلانت توليوخانوف إن التدريب سيساعد في تحسين قدرة دولته على دعم عمليات حفظ السلام. وقامت كازاخستان بدور مراقب في تدريبات هذا العام، وأضاف المقدم توليوخانوف أنها فرصة رائعة للتعلم وتبادل الخبرات مع الآخرين.
وشرح توليوخانوف: “عند انعقاد تدريبات من هذا النطاق مع مشاركة عدة دول، يمكنك بمزيد من السهولة رؤية وتحليل نقاط القوة والضعف. وسيساعدك ذلك في التحسين والعمل تجاه عمل مشترك أفضل.”
وقد عبر عن أصداء تلك المشاعر أحد ضباط قيرغيزستان العاملين في خلية الشؤون العامة للتدريب – ذلك الجزء من اللواء المكلف بمهمة التواصل مع الإعلام والعامة. وقال هذا الضابط القيرغيزستاني، “أنا ممتن لحصولي على فرصة العمل على هذا المستوى. لقد كان الأمر مثيرًا جدًا بالنسبة لي أن أعمل مع هؤلاء الضباط، وأرى الطريقة التي يتبعونها في تنفيذ الأعمال بطريقة مختلفة في مجال العمل نفسه.” وأضاف بأنه يؤمن بأنه بناءً على أهداف التدريب، فقد حققوا نجاحًا، لا سيما فيما يتعلق ببناء العلاقات مع الدول الشريكة.
ووصف المقدم المنغولي، إيردينسورين ليشيل، التدريب بأنه فرصة قيِّمة للتدريب مع الشركاء الإقليميين في حالة طلب تجميع قوات لحفظ السلام أو للتعامل مع أحد الكوارث الطبيعية.

العميد الباكستاني شاهد إمتياز أثناء تدريبات التعاون الإقليمي 2016.