على الرغم من النزعة العاطفية الكامنة في كثير من حالات التطرف العنيف، فإن قلة من أتباع التطرف العنيف مضطربون عقلياً. فالإرهابيون، في سياق نظرتهم الخاصة للعالم التي كثيراً ما تتسم بالتعصب، ينظرون إلى مآثرهم العنيفة على أنها معقولة.
هذا غير صحيح بالمرة. إذ لا توجد ببساطة سمة المقاس الواحد الذي يناسب الجميع يمكن عن طريقها تحديد متطرف مستقبلي أو مسار أو عملية مفردة تدفع إلى التطرف العنيف. ويتساءل أحمد نور، “حين دراسة أشياء مثل أنماط الاستهلاك، وأنماط التصويت وغيرها، نادراً ما نخوض في [سمات شخصية فردية] كهذه، إذن لماذا يحدث ذلك في حالة التطرف المستوحى دينياً؟”. ويضيف إنه يتعين على الباحثين أن يضعوا التطرف في سياق نظام أوسع.
ربما كانت أكبر الخرافات أن الفقراء فقط عرضة للتطرف، فقد توصل الدكتور ساغمان، في دراسته لـ 400 معتقل متطرف، إلى أن ثلاثة أرباعهم جاءوا من بيوت من الطبقة العليا أو الطبقة الوسطى حيث كانت الزيجات المستتبة فيها هي القاعدة. وحصل نحو الثلثين على دراسة جامعية. وقبل أن يتحولوا إلى العنف، كان كثير من المتشددين نماذج للتكامل، ومتوافقين على ما يبدو مع الثقافة الغربية. ووجود أبناء المليونيرات والأطباء بين قيادة القاعدة هو دليل آخر على تقليص دور الفقر في التطرف. مثال ذلك: كان أسامة بن لادن وريثاً لثروة تقدر بملايين الدولارات في مجال البناء.
هذه الخرافة هي غير صحيحة من الناحية الإحصائية، غير أن المجندين ككل عرضة للتلقين العقائدي التدريجي. فبدلاً من نقص التعليم، ثمة غياب للتعددية وتعصب راسخ للمعارضة الديمقراطية، الذي دائماً ما يولّد التطرف.
ثبت أن هذا المفهوم غير صحيح هو الآخر. في الحقيقة، أن الانضمام إلى الجماعات الإرهابية كثيراً ما ديتم التمهيد له عن طريق الأصدقاء وأفراد العائلة. وغالباً ما يسير التجنيد الفردي، لتلبية الحاجة إلى الانتماء لجماعة، وعلى خطى أصدقاء، وذوي قربى بل وأزواج نحو العنف.